وضع داكن
19-04-2024
Logo
درر 3 - الحلقة : 30 - اليأس.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الأستاذ بلال :
  السلام عليكم؛

إذا اشتملت على اليأس القلوب  وضاق بما به الصدر الرحيب
أتاك على قنوط منك غــــــــــــــوث  يمن به اللطيف المستـــــجــيب
وكل الحادثات وإن تنـاهــــــــــــــت  فموصول بها فــــــــــــرج قريــب
* * *

 اليأس ليس من أخلاق المؤمنين، ولا من صفاتهم، تابعوا هذا اللقاء حول موضوع اليأس.
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله مقلب القلوب والأبصار، والصلاة والسلام على النبي المختار، وعلى آله وصحبه الأبرار الأطهار.
 أخوتي أخواتي أينما كنتم بتحية الإسلام أحييكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اسمحوا لي في بدايتها أن أرحب باسمكم جميعاً بفضيلة أستاذنا الدكتور محمد راتب النابلسي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور راتب :
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأستاذ بلال :
 سيدي في ختام أمراض القلوب نتحدث عن مرض قلبي ما أحوجنا أن نتحدث عنه اليوم، والأمة تمر بنكبات عديدة نسأل الله أن يفرج، المرض الخطير هو اليأس، واليأس إذا تسلل إلى القلوب فهذه طامة كبيرة، سيدي ما معنى اليأس ولماذا يصيبنا؟

 

تعريف اليأس :

الدكتور راتب :
 والله قبل ذلك اسمح لي أن أقول إن اليأس قد يقترب من الكفر، اليائس لا يعرف الله، الله على كل شيء قدير، مثلاً هل هناك مصيبة أكبر في الحياة من أن يجد الإنسان نفسه فجأة في بطن الحوت الأزرق الذي يزن مئة وخمسين طناً، ويستخرج منه خمسون طناً لحماً، وخمسون طناً دهناً، وخمسون طناً عظماً، وفي ظلمات ثلاث؛ ظلمة الليل، وظلمة البحر، و ظلمة بطن الحوت؟ احتمال النجاة كم بمقاييس أهل الأرض؟

﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ﴾

[سورة الأنبياء: 87-88]

 دقق الآن هذه القصة الرائعة قلبت إلى قانون، قال تعالى:

﴿ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾

[ سورة الأنبياء: 88]

 أروع شيء بالقصص القرآنية تفاصيل محدودة جداً، لئلا يتوهم أن هذه القصة وقعت ولن تقع مرة ثانية، جعلها الله قانوناً، فإذا إنسان دخل إلى بطن حوت أزرق، الذي يزن مئة وخمسين طناً، وفي الليل، وفي ظلمة البحر، احتمال نجاته صفر مكعب إن صح التعبير، قال تعالى:

﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ ﴾

[سورة الأنبياء: 87]

 هذه الآية فرجة لكل مؤمن.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل هو يأس، وهناك يأس هو عبارة عن انقطاع الرجاء، ينقطع رجاؤه، وهناك أعظم منه القنوط، قال تعالى:

﴿ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾

[سورة يوسف: 87]

تناقض اليأس مع الإيمان :

الدكتور راتب :
 لو يعلم الكفار انتظاري لهم، وشوقي إلى ترك معاصيهم، لتقطعت أوصالهم من حبي، ولماتوا شوقاً إليّ، هذه إرادتي بالمعرضين فكيف بالمقبلين؟ طبعاً الله عز وجل يفرح:

(( لله أفرح بتوبة عبده من الضال الواجد، والعقيم الوالد، والظمآن الوارد ))

[السيوطي في الجامع الصغير عن أنس]

 الله يفرح بتوبة المؤمن، أنت إذا استقمت على أمر الله، وأقبلت عليه، واصطلحت معه أنت كعبد الله يفرح بك، لأن كماله مطلق، اليأس يتناقض مع الإيمان، وأنا اجتهادي الشخصي ويقترب من الكفر.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل الله يصف الإنسان في القرآن الكريم بأنه يؤوس قال تعالى:

﴿ لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ ﴾

[ سورة فصلت:49 ]

 ما هذا؟

 

الإنسان اليؤوس هو الإنسان البعيد عن الله :

الدكتور راتب :
 هو الإنسان البعيد عن الله، طبعاً بالمناسبة حيثما وردت كلمة إنسان معرفة بأل تعني الإنسان قبل أن يعرف الله، فالإنسان حينما يأتيه الشيء السلبي ييئس، وفي الإيجابي ينسى، هذه صفات الذي شردوا عن الله عز وجل، يكون محاطاً بنعم لا تعد ولا تحصى.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل المؤمن ما موقفه إذا مسه الخير؟

المؤمن شكور صبور :

الدكتور راتب :
 شكور، وإن مسه الشر صبور، المؤمن شكور وصبور في آن واحد.
الأستاذ بلال :
 غير المؤمن ينسى الخير.
الدكتور راتب :
 ويكبر عنده الشر.
الأستاذ بلال :
 ويقنط حينما يصيبه الشر، لكن سيدي حال الأمة اليوم وقد وصلت إلى ما وصلت الأمة المسلمة تحديداً ألا يدعو لليأس؟

 

بطولة الإنسان أن يكتشف سبب الحالة التي تعيشها الأمة اليوم :

الدكتور راتب :
 الله عز وجل كن فيكون، زل فيزول، قال تعالى:

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾

[ سورة هود: 123 ]

 أبلغ من ذلك، قال تعالى:

﴿ مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾

[ سورة هود: 56 ]

 هذا التوحيد، الدين كله يضغط في كلمة واحدة إنه التوحيد، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد، الله عز وجل لا يمكن أن يسلمنا إلى غيره، وهو معنا، معنا حافظاً، معنا داعماً، معنا معطياً، معنا مسعداً.
الأستاذ بلال :
 لكن اليوم هذه الحالة التي نعيشها لعلها مخاض عسير.
الدكتور راتب :
 هذه فيها قاعدة، قاعدة دقيقة: ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة. فالبطولة والذكاء والعقل والتفوق أن تكتشف سبب هذه المصيبة، والعقل فيه ثلاثة مبادئ، السببية، والغائية، وعدم التناقض، أنت لو سافرت إلى بلد، وقبل أن تسافر أطفأت كل المصابيح، وعدت من السفر بعد أسبوع، فإذا المصابيح فيه متألقة، لماذا تضطرب؟ لأنك مؤمن، لا بد من إنسان دخل البيت، فلذلك مبدأ السببية هو العقل والغائية وعدم التناقض، هذه المبادئ تقرب من الله عز وجل.
الأستاذ بلال :
 أي الحالة التي تعيشها الأمة لها سبب؟
الدكتور راتب :
 السبب قد يكون متنوعاً، مثلاً أنا اجتهد اجتهاداً انسحاب الأكثرية من الشأن العام هذا ذنب كبير طبعاً، لا تقول: لا دخل لي، ولا علاقة لي، انسحاب الأكثرية من الشأن العام دفع ثمنه مئة ضعف.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل ما المطلوب منا في هذه الظروف؟ أن نهتم بالشأن العام؟

 

ضرورة الاهتمام بالشأن العام :

الدكتور راتب :
 أن نهتم بالشأن العام اهتماماً كبيراً، نسعى لأن نكون أقوياء، لأن القوي بجرة قلم يحق الحق، بتوقيع، إذا أنت لم تكن قوياً، كيف؟

(( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف ))

[ مسلم عن أبي هريرة]

 القوي بتوقيع يحل مشكلة، والغني بالمال يحل مشكلة، والعالم بعلمه يحل مشكلة، فلذلك أقول: إذا كان طريق القوة سالكاً وفق منهج الله ينبغي أن تكون قوياً، لأن خيارات القوي في العمل الصالح لا تعد ولا تحصى، أما إذا كان طريق القوة على حساب مبادئك وقيمك، أقول باجتهاد مني فالضعف وسام شرف لك.
الأستاذ بلال :
 الضعف وسام شرف بمعنى لا يضحي بدينه، والشيء نفسه يقال في المال.
 جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم، سنعود لمتابعة هذا الحديث، فاصل ونواصل الحديث..
 قبل الفاصل كنا نتداول أمراً مهماً وهو الحديث عن واقع الأمة اليوم، وعن وعد الله لهذه الأمة الذي يراه البعض قد تخلف فبدأ اليأس يدب في القلوب، شجعونا سيدي.

 

من قصر بما ألزمه الله به من عبادة فالله في حلّ من وعوده الثلاثة :

الدكتور راتب :
 والله أنا ما رأيت آية تغطي واقعنا تماماً كهذه الآية، قال تعالى:

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾

[ سورة النور: 55 ]

 وأنا أعتقد زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين، وعدنا بالاستخلاف، والحقيقة المرة أنا أراها دائماً أهون ألف مرة من الوهم المريح، نحن لسنا مستخلفين، قال تعالى:

﴿ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾

[ سورة النور: 55 ]

 قانون، صار هناك شيء آخر يوجد استخلاف ويوجد قانون استخلاف، الشيء الثاني، قال تعالى:

﴿ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ﴾

[ سورة النور: 55 ]

 والدين الإسلامي الآن غير ممكّن، يواجه حرباً عالمية ثالثة، كانت تحت الطاولة والآن فوق الطاولة، أحد أعضاء الكونغرس قال: لن نسمح بقيام حكم إسلامي، قال تعالى:

﴿ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ﴾

[ سورة النور: 55 ]

 فإذا كنا بالحقيقة المرة لسنا مستخلفين، ولسنا ممكنين، ولسنا آمنين، أين الخلل؟ ما التفسير؟ جاء التفسير بكلمة واحدة، قال تعالى:

﴿ يَعْبُدُونَنِي ﴾

[ سورة النور: 55 ]

 فإذا قصر العباد بما ألزمهم الله به من عبادة فالله عز وجل بتعبير معاصر في حلّ من وعوده الثلاثة، فالكرة في ملعبنا، أنا أعتقد يقيناً أن زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين، فالكرة في ملعبنا، وإن عدتم عدنا، فلذلك حينما تكون صحوة أساسها العودة إلى الله، أساسها الصلح مع الله، أساسها الاستقامة على أمر الله، أساسها أن يقيم كل إنسان الإسلام في نفسه أولاً، وفي بيته ثانياً، وفي عمله ثالثاً، انتهى الأمر، لذلك الآية المفرحة، قال تعالى:

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾

[ سورة الأنفال : 33 ]

 كلمة وما كان هذا نفي الشأن، لو إنسان سأل شخصاً قال له: هل أنت جائع؟ يقول: لا، لكن الإنسان المحترم عندما تقول له: هل أنت سارق؟ من ليس المعقول أن يقول لك: لا، يقول: ما كان لي أن أسرق، لا أقبل، و لا أسمح، ولا أبارك، ولا أسكت، علماء النحو عدوا اثني عشر فعلاً تنفى معاً بهذه الصيغة، قال تعالى:

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾

[ سورة الأنفال : 33 ]

 هذا قرآن، والله أرى زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين، قال تعالى:

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي ﴾

[ سورة النور: 55 ]

 والعبادة هي طاعة طوعية، ممزوجة بمحبة قلبية، أساسها معرفة يقينية، تفضي إلى سعادة أبدية، فيها جانب معرفي، جانب سلوكي، جانب جمالي.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل عندما قرأتم الآية جاءني خاطر:

﴿ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ﴾

[ سورة النور: 55 ]

 ما معنى ارتضى لهم؟

 

الإسلام منهج تفصيلي يمكّنه الله للإنسان إذا ارتضاه له :

الدكتور راتب :
 الدين الذي يمكّنه يجب أن يرتضيه الله، إذا كان الدين فلكلوراً، احتفالات، كلمات، زينات، أو كان في العلاقات فقط، البيت غير إسلامي، هذه نقطة دقيقة جداً، ما دام الله عز وجل يرى أن الدين صار فلكلوراً أو تراثاً أو عادات وتقاليد، أو عنده خلفية إسلامية، أو أرضية إسلامية، أو توجهات إسلامية، أو عاطفة إسلامية، الإسلام شيء آخر، الإسلام منهج تفصيلي يبدأ من أخصّ خصوصيات الإنسان من فراش الزوجية وينتهي بالعلاقات الدولية.
الأستاذ بلال :
 أستاذنا الفاضل لا ينقطع الرجاء من الناس..

 

ضرورة اتصال الإنسان بالله و تعظيمه لينال السكينة و الأمن :

الدكتور راتب :
 لأن الله عز وجل يقول:

﴿ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾

[ سورة الرحمن: 78]

 يوجد ملمح دقيق جداً؛

﴿ ذِي الْجَلَالِ ﴾

 تعظمه،

﴿ وَالْإِكْرَامِ ﴾

 تحبه، العلاقة مع الله ينبغي أن تكون أن تحبه بقدر ما تعظمه، أو أن تعظمه بقدر ما تحبه، فالذي ييئس من روح الله ابتعد عن الإيمان، والذي يتوهم بسذاجة أن الله عز وجل يعطي من يشاء بلا سبب هذا توهم آخر، فلذلك نحن بحاجة إلى عقيدة سليمة، أنا أقول كلمة: مرة زرت معمل سيارات بأمريكا قال لي المرافق: فيها ثلاثمئة ألف قطعة، شركة جينرال موتورز، أنا كراكب يوجد غلاف معدني ومقاعد ومقود وعجلات ومحرك وبنزين، ستة أشياء، فإذا كنت تريد كليات الدين ونحن في الختام فهناك أربع كليات كبيرة، العقيدة إن صحت صح العمل، الاستقامة ما لم نستقم على أمر الله لن نقطف من ثمار الدين شيئاً، الاستقامة سلبية، العمل الصالح إنفاق، أن تنفق من علمك، من مالك، من جاهك، من خبرتك إلى آخره، والاتصال بالله، قال تعالى:

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾

[سورة طه:14]

 إنك إن صليت ذكرت الله، لكن عندما قال:

﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾

[سورة البقرة:125]

 إن ذكرت الله وصليت ردّ عليك بذكره لك، ماذا يكون إذا ذكرك؟ منحك نعمة الأمن، هذه النعمة لا ينالها إلا المؤمن، منحك نعمة التوفيق، توفق في حياتك الزوجية، ومع أولادك، وفي حرفتك، منحك نعمة السكينة، تسعد بها ولو فقدت كل شيء، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء، العطاء الإلهي لا حدود له، ابن آدم اطلبني تجدني، فإذا وجدتني وجدت كل شيء، وما من مخلوقٍ يعتصم بي من دون خلقي أعرف ذلك من نيَّته، فتكيده أهل السموات والأرض إلا جعلت له من بين ذلك مخرجاً، وما من مخلوقٍ يعتصم بمخلوقٍ دوني أعرف ذلك من نيَّته، إلا جعلت الأرض هوياً تحت قدميه، وقطَّعت أسباب السماء بين يديه.
الأستاذ بلال :
 سيدي كلمة الختام، في نهاية برنامج تحدثنا فيه عن أعمال القلوب بين أعمال محببة وأعمال مذمومة، كلمة بسيطة عن توجيه الناس لتعاهد قلوبهم.

 

السعادة تكون بالرجوع إلى الله و الصلح معه :

الدكتور راتب :
 كلمة مختصرة الرجوع إلى الله، والصلح معه، وعقد توبة مستمرة تامة، هذا الصلح مع الله السعادة كلها، ابن آدم اطلبني تجدني، فإذا وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء وأنا أحبّ إليك من كل شيء.
 إله عظيم، ذات كاملة، أسماؤه حسنى، وصفاته علا، أرسل لنا منهجاً تفصيلياً افعل ولا تفعل، وأمرنا أن نتصل به، بين عقيدة سليمة عميقة متناسقة، حول الكون والحياة والإنسان، وبين منهج تفصيلي كي نستقيم على أمر الله، وبين وسائل التقرب من الله بالعمل الصالح، وبين أن نعقد معه صلة نسعد بها إلى أبد الآبدين.

 

خاتمة و توديع :

الأستاذ بلال :
 جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم، سعدنا بصحبتكم، أخوتي المشاهدين ختاماً يقول علي رضي الله عنه: " الفقيه حق الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يرخص لهم في معاصي الله، ولم يؤمنهم من عذاب الله".
 سعدنا بصحبتكم في هذه الحلقات، نسأل الله عز وجل أن تكونوا دائماً في أحسن حال مع الله ومع خلقه، نودعكم على أمل اللقاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور