وضع داكن
24-04-2024
Logo
الدرس : 140 - على الإنسان أن يقلق على قلبه كما يقلق على صحته.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

الطمأنينة الساذجة غباء والقلق المعتدل صحة نفسية :

 أيها الأخوة الكرام، أحياناً المؤمن يقلق على نفسه هل هو مؤمن حقاً؟ الحسن البصري هذا من كبار التابعين يقول:" لقد التقيت بأربعين صحابياً ما منهم واحد إلا وهو يظن نفسه منافقاً من شدة الخوف من الله" من شدة القلق على الإيمان.
 الإنسان هذا المطمئن اطمئناناً ساذجاً ضعيف الإيمان، أما القلق على إيمانه فهذا قلق مقدس، يا ترى أنا كما ينبغي؟ عندي خطأ أم تقصير؟ شيء لم أنتبه له واقع فيه؟ هل يوجد مخالفة حجبتني عن الله عز وجل؟ مادام هناك قلق وبحث ودرس ومحاولة تقييم يكون الإيمان موجوداً، والإيمان صحيحاً، ودائماً وأبداً الطمأنينة الساذجة غباء، والقلق المعتدل - هناك قلق مدمر - صحة نفسية، فموضوع جنة للأبد، نار للأبد، مثلاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(( إِنَّ الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يَهْوِي بها سبعين خريفاً في النار))

[البخاري ومسلم والترمذي ومالك في الموطأ]

 الحديث موجود بالصحاح، مثلاً قرأت مرة مقالة، المقالة انتهت بأربع كلمات: هل تعلم ما هو السم؟ أنت أخلاقي لأنك ضعيف، وأنت ضعيف لأنك أخلاقي، ديننا كله أخلاق لم يأت الدين إلا بالأخلاق:

﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظيمٍ﴾

[ سورة القلم: ٤]

 إذاً أنت تسفه الأخلاق لدرجة أنك تجعل الأخلاقي ضعيفاً، أو الضعف سببه الأخلاق، هذه الكلمة كالسم تماماً، لذلك الحياة المعاصرة تقريباً فيها موضوعات كثيرة جداً تناهض الدين.

منهج التلقي :

 أنا كنت في قطر عربي لن أسميه، وقع تحت يدي كتاب ديانة لدين غير الإسلام، قال: كان محمد يتمرغ على المزابل، ويسرق البيض، قرأتها بعيني، يوجد ضلالات وكذب ودجل.
 لذلك أحد فلاسفة الغرب له كلمة دقيقة جداً، هذه الكلمة تحت عنوان: سحر الكلمة المطبوعة، تقرأ كتاباً مطبوعاً تتوهم أنه صحيح، لا ليس صحيحاً، قد يكون كله ضلالات، أين بطولتك؟ أن تملك مقياساً.
 أنا أقول لأخواننا الكرام: يا ترى أنت إذا قرأت مقالة أو تصفحت كتاباً أو سمعت حديثاً دينياً هل يوجد عندك مقياس تعلم به الصح من الخطأ؟ هذا اسمه منهج التلقي، هذا أهم من العلم، وأنا أتمنى على الدعاة أن يعلموا إخوانهم منهج التلقي قبل أن يلقوا على مسامعهم المعلومات مثلاً ملامح منهج التلقي أنت معك قرآن، معك سنة، معك أقوال البشر من آدم ليوم القيامة، القرآن قطعي الثبوت، مهمتك مع القرآن فهمه فقط، فهم القرآن كما ينبغي، بفهم الصحابة لا بفهم بعض المتأخرين، لأن الله شهد لهم بالتفوق، أي أصحاب النبي والتابعين وتابعي التابعين هذه القرون الثلاثة التي شهد الله لأهلها بالصدق.
 فيجب أن تعرف من أنت، جمعت لكم بعض الآيات التي تصف المؤمنين، هذه الآيات أنا أسميها مقياساً وهدفاً، شخص يشعر بألم بالرأس ودوخة، هذا يدل على أن ضغطه عال، أنت يمكن أن تعالج ضغطك العالي من دون مقياس؟ أول شيء الطبيب يقيس ضغطك 8-12 جيد، أما 10 -16، 12-22، هذا في خطر، خثرة بالدماغ فوراً.
 أخواننا الكرام؛ بالمناسبة هذا الضغط العالي هو القاتل الصامت، مات فجأة، معه ضغط عال، الشخص من فوق الأربعين يحتاج إلى أن يقيس ضغطه من حين لآخر، أو يشتري مقياساً وهذا سهل جداً، الضغط خطير جداً، فأنت بحاجة إلى مقياس.

خصائص المؤمن :

 الآن أنا جمعت الآيات، هذه مقياس، مثلاً قال الله تعالى:

﴿قُمِ اللَّيلَ إِلّا قَليلًا﴾

[ سورة المزمل: ٢]

 وصف الله المؤمنين بأنهم يقومون الليل، وقد يجزئك من قيام الليل ركعتان قبل الفجر فقط، فأنت من القائمين في الليل، قال الله تعالى:

﴿َ يُنفِقونَ أَموالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً ﴾

[ سورة البقرة: ٢٧٤]

 أي أحد أكبر خصائص المؤمن إنفاق المال، إنفاق المال دليل الصدق، المال محبب فأنت حينما تنفق من هذا المال الذي حببه الله إليك معنى ذلك أنت آثرت رضا الله على هوى نفسك، هذا أكبر دليل، وإذا كنت خائفاً من أن تقول للناس: أنفقت المال، أنفقه سراً، الآية:

﴿َ يُنفِقونَ أَموالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً ﴾

[ سورة البقرة: ٢٧٤]

 صفة ثالثة، قال الله تعالى:

﴿ وَيَدرَءونَ بِالحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ ﴾

[ سورة القصص: ٥٤]

 زلت قدمه بكلمة فيها غيبة بجلسة، يتوب بعدما تاب يغلط غلطة أخرى، التوبة الثانية صعبة، أهون توبة التوبة الأولى، يا رب تبت إليك، عبدي وأنا قد قبلت توبتك، أهون توبة الأولى، الثانية صعبة الذنب تكرر، أنا أقترح الذي يتوب توبة نصوحة و تزل قدمه مرة أخرى ويعيد الذنب يجب أن يتوب مع صدقة، قال الله تعالى:

﴿ وَيَدرَءونَ بِالحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ ﴾

[ سورة القصص: ٥٤]

 هذه حالة أخرى، أصبح في توبة، ولكن مع التوبة صدقة، الصدقة مكلفة، قال الله تعالى:

﴿ في صَلاتِهِم خاشِعونَ ﴾

[ سورة المؤمنون: ٢]

 العلماء قالوا: الخشوع في الصلاة ليس أحد فضائلها بل الخشوع في الصلاة أحد فرائضها، هناك فرق بين فرائض وفضائل:

﴿الَّذينَ هُم في صَلاتِهِم خاشِعونَ*وَالَّذينَ هُم عَنِ اللَّغوِ مُعرِضونَ﴾

[ سورة المؤمنون: ٢-٣]

 تسهر سهرة حول أسعار العملات للساعة الواحدة بالليل، كلام فارغ، أي أنت عود نفسك أن تسمع موضوعات مهمة، تقول: أنتفع بها أو أنفع بها غيري، أستمع لكلام طيب أزيد فيه علمي، أو أنا ألقي مما علمني الله للناس، أما لا أسمع كلاماً طيباً، وهناك غيبة، ونميمة، ومزح لا يليق، وعدوان على الناس، وانتهاك أعراض الناس، فهذا لن ينفعني.
 والله أذكر شخصاً بالشام خطب امرأة من معلوماتي الدقيقة من أهل الصلاح، قال لشخص: أنا خطبت فلانة، قال له: هنأك الله، فطلقها في اليوم الثاني، فهم أنها زانية، هذه الحركة لها مليون معنى، لم يتكلم، لو تكلم كان أفضل، فيا أخوان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(( إِنَّ الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يَهْوِي بها سبعين خريفا في النار))

[ البخاري ومسلم والترمذي ومالك في الموطأ]

 قال الله تعالى:

﴿الَّذينَ هُم في صَلاتِهِم خاشِعونَ*وَالَّذينَ هُم عَنِ اللَّغوِ مُعرِضونَ*وَالَّذينَ هُم لِلزَّكاةِ فاعِلونَ*وَالَّذينَ هُم لِفُروجِهِم حافِظونَ﴾

 أقول لكم كلمة دقيقة: غض البصر طريق لحفظ الفرج، قال الله تعالى:

﴿وَالَّذينَ هُم لِأَماناتِهِم وَعَهدِهِم راعونَ﴾

[ سورة المؤمنون: ٨]

 قديماً كان الوعد وعداً، و انتهى الأمر، الآن يقول لك: ألف قلبة ولا غلبة، تكتب له سنداً وتعهداً وشاهدين وينقض السند.

 

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر علة خيرية هذه الأمة :

 من صفات المؤمنين قال الله تعالى:

﴿التّائِبونَ العابِدونَ الحامِدونَ السّائِحونَ الرّاكِعونَ السّاجِدونَ الآمِرونَ بِالمَعروفِ وَالنّاهونَ عَنِ المُنكَرِ ﴾

[ سورة التوبة: ١١٢]

 هل تصدقون أن علة خيرية هذه الأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال الله تعالى:

﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ تَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ ﴾

[ سورة آل عمران: ١١٠]

 ماذا قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم؟ قال:

(( كيف بكم إذا لمْ تأمروا بالمعروفِ ولم تَنْهَوْا عن المنكر ؟-الصحابة صعقوا- قالوا: يا رسول الله وإنَّ ذلك لكائن؟ قال: نعم، وأشدُ، كيف بكم إذا أمرتُم بالمنكر ونهيُتم عن المعروف؟ - صعقوا صعقة أشد- قالوا: يا رسول الله وإنَّ ذلك لكائن؟ قال: نعم وأَشدُّ- الثالثة صعبة جداً - كيف بكم إذا رأيتُمُ المعروفَ منكراً والمنكرَ معروفاً ))

[أخرجه زيادات رزين ]

تبدل القيم أخطر شيء في عصرنا :

 هذا أخطر عصر نعيشه، الآن تبدل القيم، ماله كله حرام، يقول لك: شاطر، لم يعد حرامياً أصبح شاطراً، كل ماله حرام، اشترى بيتاً فخماً وسيارة، لا، هذا ليس شاطراً، سمِّ الشيء باسمه الحقيقي، يرضي جميع الناس منافق، يقول لك: مرن، أو أصبح مرناً أي عنده حسن تخلص، لا إنه منافق، من أرضى الناس كلهم فهو منافق، قال الله تعالى:

﴿التّائِبونَ العابِدونَ الحامِدونَ السّائِحونَ الرّاكِعونَ السّاجِدونَ الآمِرونَ بِالمَعروفِ وَالنّاهونَ عَنِ المُنكَرِ وَالحافِظونَ لِحُدودِ اللَّهِ ﴾

 عنده منظومة قيم، هذه لا أقوم بها وليكن ما يكن:

﴿ يُجاهِدونَ في سَبيلِ اللَّهِ وَلا يَخافونَ لَومَةَ لائِمٍ ﴾

[ سورة المائدة: ٥٤]

 أي يمكن أن ترضي بعض الناس لكل الوقت، أو أن ترضي كل الناس لبعض الوقت، أما أن ترضي كل الناس لكل الوقت فهذا مستحيل، ويوجد مستحيل أقوى أن تخدع نفسك وربك وهذا لن يكون ثانية واحدة. قال الله تعالى:

﴿بَلِ الإِنسانُ عَلى نَفسِهِ بَصيرَةٌ*وَلَو أَلقى مَعاذيرَهُ﴾

[ سورة القيامة: ١٤-١٥]

 طبعاً سوف أضرب مثلاً طريفاً ودقيقاً، جالس في المنزل بأيام الشتاء، غرفة الجلوس دافئة، طرق الباب قالت لك زوجتك: قد أتى ضيوف لي مثلاً، فقال لها: اجلسوا هنا، المكان مريح ومدفأ، مدفأ أما أن هناك هدفاً آخر، الإنسان يعرف نفسه:

﴿بَلِ الإِنسانُ عَلى نَفسِهِ بَصيرَةٌ*وَلَو أَلقى مَعاذيرَهُ﴾

[ سورة القيامة: ١٤-١٥]

 تكلم ما شئت، الله يعرف الهدف، الطبيب من حقه أن ينظر إلى المكان الذي يؤلم المرأة، لكن لماذا اختلست نظرة إلى مكان آخر لا تشكو منه؟ من يعرفها هذه؟ لا يوجد قوة تعرفها بالأرض إلا الله ماذا قال؟

﴿يَعلَمُ خائِنَةَ الأَعيُنِ وَما تُخفِي الصُّدورُ﴾

[ سورة غافر: ١٩]

 طبيب من حقك أن ترى موضع الألم استثناء من قواعد النظر، لكن الألم هنا لماذا نظرت إلى هناك؟ هذه النظرة التي لا يسمح الله لك بها يعلمها الله، يعلم خائنة الأعين، قال الله تعالى:

﴿الَّذينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَد جَمَعوا لَكُم فَاخشَوهُم ﴾

[ سورة آل عمران: ١٧٣]

 تجلس في جلسة يقول لك: نحن انتهينا، رأى الغرب قوياً وغنياً وذكياً ويمسك العالم كله، أنا أقول كلمة سامحوني بها: هناك دول مستعمرة قديماً أنا قناعتي الدول كلها مستعمرة الآن لكن مستعمرة سابقاً بجيوش الغرب ولاحقاً بحكامها، إذا لم يأتمروا بأمر الغرب ينتهون في اليوم الثاني، انتخابات حرة نزيهة في الجزائر، لأنها فرزت مسلمين التغت، في فلسطين انتخابات حرة نزيهة فرزت إسلاميين التغت، الغرب يكذب يريد ديمقراطية تفرز له عملاء، فإن أفرزت له إسلاميين يرفضها كلها، الغرب يكذب، أنا أتعجب الروس أرسلوا كلبة اسمها لايكا إلى الفضاء الخارجي، أنا أذكرها في الخمسينات، العالم الغربي قام ولم يقعد، كيف يضحون بكلبة اسمها لايكا؟ أربعمئة ألف مقتول، مدنيون عزل، أربعمئة ألف معاق، أربعمئة ألف جريح، أربعمئة ألف مفقود، عشرة ملايين نازحون ضمن البلد، ستة ملايين بيت مهدم، ولا كلمة، ولا تعليق، ولا تنديد، العالم كله شرقه غربه، شماله جنوبه، والاشتراكي، والرأسمالي، والعربي، والإسلامي كله ساكت، بينما باتصال هاتفي من رئيس أمريكي لجهة: اخرج من هذه البلد، خرج، أمره نافذ، شفهي لا تحتاج إلى كتابة، مرة قال بوش: نحن لا نتحاور مع أحد، نحن نملي أوامرنا فقط، لذلك:

﴿الَّذينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَد جَمَعوا لَكُم فَاخشَوهُم فَزادَهُم إيمانًا وَقالوا حَسبُنَا اللَّهُ وَنِعمَ الوَكيلُ﴾

[ سورة آل عمران: ١٧٣]

﴿ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَن قَضى نَحبَهُ وَمِنهُم مَن يَنتَظِرُ وَما بَدَّلوا تَبديلًا﴾

[ سورة الأحزاب: ٢٣]

﴿الَّذينَ يُبَلِّغونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَيَخشَونَهُ وَلا يَخشَونَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ﴾

[ سورة الأحزاب: ٣٩]

 فإذا خشي العالم غير الله، يسكت عن الحق خوفاً، وينطق بالباطل تملقاً، انتهت دعوته، هذه يسمونها بالبلاغة صفة مرتبطة مع الموصوف ارتباطاً وجودياً، فإذا ألغيت الصفة ألغي الموصوف.

 

زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين :

﴿الَّذينَ يُبَلِّغونَ رِسالاتِ اللَّهِ ﴾

 لهم الكثير من الصفات، لكن الله اختار واحدة فقط، هذه الصفة إذا لم تحقق التغت دعوته كلها،

﴿ وَيَخشَونَهُ ﴾

 هذه الصفة،

﴿ وَلا يَخشَونَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ﴾

﴿ وَيُؤثِرونَ عَلى أَنفُسِهِم وَلَو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ ﴾

[ سورة الحشر: ٩]

 والله يوجد بطولات بكل عصر:

﴿ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَت قُلوبُهُم وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيمانًا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ﴾

[ سورة الأنفال: ٢]

 والشيء الآخر:

﴿ وَما ضَعُفوا وَمَا استَكانوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصّابِرينَ﴾

[ سورة آل عمران: ١٤٦]

 لا تقل: انتهينا، أريد أن أقول كلمة دقيقة: تصوروا شخصاً مهدوراً دمه، ومئة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً، الرسول الكريم بالهجرة تبعه سراقة، شخص مهدور دمه، ومئة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً، تبعه سراقة، فقال له النبي: كيف بك يا سراقة إذا لبست سوار كسرى؟ شخص مهدور دمه، مئة ناقة لمن يقتله، وتقول له: كيف بك يا سراقة إذا ليست سوار كسرى؟ أي أنا سأصل إلى المدينة سالماً، وسأنشئ دولة، وسأؤسس جيشاً، وسأحارب أكبر دولة بالعالم، وسأنتصر، وستأتيني كنوز ملكها، لك من هذه الكنوز سوار كسرى، كلام بمقياس العصر هذيان، والذي حصل، سيدنا عمر قال: أين سراقة ألبسه سوار كسرى؟ ثم قال: بخٍ بخٍ أعرابي من بني مدلج يلبس سوار كسرى.
 وعد الله عز وجل زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين، قال الله تعالى:

﴿ كونوا قَوّامينَ بِالقِسطِ شُهَداءَ لِلَّهِ ﴾

[ سورة النساء: ١٣٥]

 الشهادة حق، القاضي طلب شهوداً، قال له: أتشهد معي؟- حوالي مئة شخص يقفون ليشهدوا شهادة زور- قال: نعم أشهد، لكن أريد خمسة آلاف، دخل قال له: ضع يدك على المصحف، قال له: دقيقة فقط، أخذ المتهم قال: فيها يمين؟ قال: نعم، قال: أريد عشرة آلاف، كل شيء له سعر؛ اليمين عشرة آلاف، من دون يمين خمسة آلاف.

 

التواضع للمؤمن :

 صفة المؤمن قال الله تعالى:

﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤمِنينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكافِرينَ ﴾

[ سورة المائدة: ٥٤]

 الآن يستخفون بالمؤمن لأنه ضعيف، تراه مع الكافر مثل القط، مع الكافر ذليل، كبير على المؤمن، تواضع له، هذا مؤمن لا يرحمه أبداً.
 أخواننا الكرام؛ عندما الشخص يقرأ القرآن تمر آية، من هذه الآيات صفة المؤمن، أنا أتمنى أن نتريث قليلاً، هل أنا كذلك؟ والله سؤال ليس بالسهل، فإذا كنت لست كذلك معك وقت، يمكن أن تستدرك، طالما القلب ينبض يمكن أن تستدرك نفسك.
 مرة هناك أرض بجدة، عندما توسعت جدة كثيراً- جدة نمت تسعين كيلو متراً، هنا عمان نمت ستين- اقتربت من أرض، صاحبها بدوي، أي إمكانياته ضعيفة جداً، نزل باعها لمكتب عقاري فاشتراها منه بربع قيمتها- هم ثلاثة شركاء - عمروها بناء من اثني عشر طابقاً، رأيت البناء بعيني، أول شريك وقع من فوق ومات، والثاني دهسته سيارة، انتبه الثالث ربط حادثي شريكيه بالحيلة والخدعة في بيع الأرض، خاف، بحث عن صاحب الأرض ستة أشهر حتى عثر عليه، أعطاه ثلاثة أمثال حصته، قال له البدوي: ترى أنت لحقت حالك، مادام القلب ينبض تستطيع أن تلحق حالك.
 اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور