وضع داكن
20-04-2024
Logo
الدرس : 064 - الغرور .
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آله وأصحابه الطيّبين الطاهرين ، أمناء دعوته ، وقادة ألوِيَتِه ، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات .

تعريف الغرور :

 أيها الأخوة الكرام ؛ موضوع هذا اللقاء الطيب الغرور أو الاغترار ، غرّ غروراً واغتر اغتراراً .
 أولاً : من أدق تعريفات الغرور أن ترى أي شيء بحجم أكبر من حجمه فأنت مغتر، أو أن ترى شيئاً بحجم أقل من حجمه ، إذاً أنت مغتر ، أما إذا رأيت كل شيء بحجمه الحقيقي فأنت موضوعي ، لذلك قيل : الدنيا تغر وتضر وتمر ، وقيل : الدنيا جيفة طلابها كلابها ، وقيل : الدنيا دار من لا دار له ، ولها يسعى من لا عقل له ، هذه المعاني السلبية للدنيا ، أما المعاني الإيجابية فهي فرصة ذهبية لا تتكرر لبلوغ الجنة ، لبلوغ جنة عرضها السموات والأرض فيها :

(( ما لا عين رأتْ ، ولا أذن سمعتْ ، ولا خطَر على قلبِ بَشَرْ ))

[البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة ]

 فرصة وحيدة ، والألم الذي ينتاب من قصّر في الدنيا لا يحتمل ، ورد في بعض الأثر : " إن العار يلزم المرء يوم القيامة حتى يقول : يا رب لإرسالك بي إلى النار أهون عليّ مما ألقى ، وإنه يعلم ما فيها من شدة العذاب ".
 الأمر خطير ، أمر سعادة أبدية ، أو شقاء أبدي ، لذلك لي صديق توفي رحمه الله حينما كان شاباً كان يعمل في محل تجاري في سوق الحميدية ، عنده دعابة يكنس المحل يجمع القمامة يضعها في علبة فخمة ، يغلفها بورق هدايا ، يعقد عليها بشريط أحمر ، يضعها على مدخل المحل ، يأتي إنسان - شيء ثمين - يتوهمها قطعة ألماس أو قطعة ذهب يأخذها ويمضي سريعاً ، يتبعه بعد مئتي متر يفك الشريط الأحمر ، وبعد مئة متر أخرى يفك الورق، وبعد مئة متر أخرى يفتح العلبة ، فإذا فيها قمامة المحل ، يتهدد ويتوعد ويسب إلى آخره ، صدق ولا أبالغ هذا المثل ينطبق على الدنيا انطباقاً تاماً ، ثمانون سنة يحسن وضعه ، يوسع بيته ، يبدل مركبته ، يتملق الكبار ليصل إلى منصب رفيع ، إلى أن يصل مثلاً إلى منصب رفيع ، إلى بيت فخم ، إلى مكانة اجتماعية ، ثم يأتي ملك الموت .
 لذلك تروى قصة ولكن فيها موعظة كبيرة أن إنساناً من شدة فقره أراد أن ينتحر ، فجاءه ملك الموت ، قال له : لا تنتحر أنا أدلك على رزق وفير ، اجعل من حرفتك طبيباً ، وقال له : إذا رأيتني على رأس المريض فإياك أن تعالجه لأنه سيموت ، وإن رأيتني أمام رجليه فعالجه لأنه يشفى ، فهذا انتبه ، يدعى إلى بيت ، إن وجد ملك الموت عند قدميه يعالجه ، فيتألق ، يذهب إلى بيت آخر يراه عند رأسه ، هذا ليس اختصاصي سامحوني ينسحب ، فخلال نشاطه الطويل كل معالجته صاعدة ، فتألق تألق تألق إلى أن مرضت ابنة الملك هو كان أشهر طبيب فجاؤوا به ، فرأى ملك الموت عند قدميها ، فعالجها فشفيت ، وأصبح هذا الطبيب زوجاً لابنة الملك ، وكان ولي العهد ، يوم التتويج جاء ملك الموت قال له : تفضل ، قال له : الآن ؟ قال له : والله وقتها كان أهون .
 عند القمة فوق ، فالبطولة والله يا أخوان أن تعد للموت بأي وقت ، فإذا جاء أنت مستعد له .

 

المؤمن كلّ حياته جهاد وبذل وعطاء وسهر :

 عفواً إذا طالب أعدّ للامتحان ، يوم الامتحان طبيعي جداً عنده لأنه مستعد له ، تسعة أشهر يدرس لهذه الساعة ، لذلك الإنسان المؤمن ما موضوع الموت عنده ؟ إنسان فقير جداً ذكي جداً تمكن من أن يبيع كل قطع الذهب عند أهله ليشتري بطاقة طائرة إلى جامعة في أمريكا ، وصل اشتغل في النهار موظفاً عاملاً في مطعم ، يجلي الصحون ، ودرس في الليل ، أمضى سبع سنوات من أصعب السنوات ، عمل مستمر ، في النهار يعمل ، وفي الليل يدرس ، بعد سبع سنوات أو تسع سنوات نال الدكتواره ، موعود في بلده بمنصب وزير ، معنى وزير أي سيمنحونه بيتاً في العاصمة بأرقى أحيائها ، وبيت في المصيف ، وبيت على البحر ، ثلاثة بيوت ، وأربع سيارات ، ودخل فلكي ، هذا عندما وضع رجله بالدرجة الأولى من سلم الطائرة هذا الوضع نهاية عهد وبداية عهد ، نهاية الشقاء والدراسة والامتحانات والعمل في المطاعم ، والآن بدأت الحياة الأخرى بداية النعيم ، والمكانة الاجتماعية ، والدخل الوفير ، والبيت الفخم ، والمركبة الفارهة ، والأولاد إلى آخره ، وضع رجل هذا الإنسان في سلم الطائرة يشبه الموت عند المؤمن ، لذلك ورد عند النبي عليه الصلاة والسلام :

(( تحفة المؤمن الموت ))

[ الطبراني ، وأبو نعيم ، والحاكم ، والبيهقي ، عن ابن عمر ]

 الموت عرس المؤمن ، كل هذا التعب لهذه الساعة ؛ غض بصر ، ضبط لسان، ضبط دخل ، دخل فيه شبهة ركله بقدمه ، سهرة لا ترضي الله اعتذر عنها ، صديق لا يقربه إلى الله قاطعه ، كل حياته جهاد وبذل وعطاء وسهر ، قال تعالى :

﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ ﴾

[ سورة السجدة : 16]

 أي أمتع ساعات النوم ، الآن تجد مثلاً إما واحد بالمئة أو اثنان بالمئة يصلون الفجر في جماعة والناس نيام ، فهذا الذي أقلقه مصيره ، أقلقه الموت ، بدأ يصطلح مع الله ، يتوب من ذنوبه ، أي ما دام القلب ينبض تستطيع أن تصحح الأخطاء السابقة ، ممكن بالتسامح أو الأداء ، عليك ذمة ، حدثني أخ عنده محل كاتو في الشام ، كان الكاتو قبل عشرين سنة أو أربعين سنة ثمن القطعة عشرة قروش الآن ثمنها عشر ليرات ، دخل إنسان إلى محل رمى له عشر ليرات وهرب ، يبدو أنه قد أكل قطعة كاتو منذ عشرين سنة ولم يدفع ثمنها ، صلحها وعلى السعر الجديد وليس السعر القديم ، ألقى عشر ليرات ومشى .

 

الإيمان قيد الفتك ولا يفتك مؤمن :

 أيها الأخوة الكرام ؛ الأمر خطير راجع نفسك ، راجع دخلك ، يا ترى كنت أنت الأخ الأكبر وبعد وفاة الوالد أخذت أهم شيء لك والبقية حرمتهم ، أحلى بيت لك ، هذه من رائحة أبي خير إن شاء الله ، سجادة إيرانية ثمنها مليون ليرة هذه من رائحة الوالد يريد أن يأخذها هو ، فالأخ الأكبر دائماً مهيمن ، يأخذ أجمل شيء ويترك لأخوته الفتات ، فالإنسان أمام مسؤولية كبيرة ، قال تعالى :

﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

[ سورة الحجر : 92-93]

 لما طلقت زوجتك ، تزوجها وعندها بيت ضغط عليها حتى فرغت له البيت في السجلات الرسمية ، فلما فرغت له البيت طلقها ، الله كبير ، والله يا أخوان أقول : الله كبير لا أشبع منها ، يحكى عنها عشر ساعات ، الله كبير ، طبيب يأتيه المريض هناك طرق كثيرة تحتاج مراجعة بعد عشرة أيام ، بعد عشرين يوماً باستمرار ، إنسانة معها سرطان بكتفها زارت طبيباً من أخواني ، دكتور كبير في الشام ، طبيب أشعة ، فحصها - وهو من مدينة طرطوس في الساحل - ثم أخذ زوجها إلى غرفة ثانية وقال له : هذه يا أخي معها سرطان لماذا تركتها إلى الآن ؟ سرطان الجلد شفاؤه يقدر بخمسين بالمئة ، سرطان الجلد فقط يشفى شفاء تاماً، فأجابه : أخذتها فقال لنا الطبيب : معها التهاب ولم يقل سرطاناً ، و نحن عنده منذ سنتين ، وهناك مقابلة كل أسبوعين ، وابتزاز منذ سنتين ، والمرض عضال ؟! يقول لي هذا الطبيب : إن الزوج لما عرف أن هذا الطبيب يبتزه منذ سنتين وهو فقير يبيع قطع بيته ويعطي الطبيب - قال لي مرة طبيب : أستطيع أن أبيع زبوني بيته ولا يشعر ، ولكن أخاف من الله - الإيمان قيد الفتك ولا يفتك مؤمن ، فهذا عندما اكتشف أن الطبيب يبتز ماله منذ سنتين ويضحك عليه والمرض عضال لا شفاء منه ، انبطح على الأرض وحلق يديه ورجليه وناجى الله وقال : يا رب إذا كنت موجوداً انتقم منه ، وإذا لم تنتقم منه معنى هذا أنك غير موجود ، قال لي : والله اقشعر بدني من هذا الدعاء ، يقسم بالله العظيم وهو حي يرزق لم يمت بعد أحد عشر شهراً جاءه الطبيب وقد أصيب بورم خبيث في كتفه، الله كبير ، كل ذكائك أن تخاف من الله ، والمهن الراقية أخواننا الكرام لا يقدر الشخص أن يناقش الطبيب ، يقول له : تحتاج إلى اثني عشر تحليلاً ، هل تستطيع أن تناقشه ؟ وتكون أنت بحاجة تحليل واحد فقط ، محامي يقول لك : الدعوى رابحة و لا يوجد قوة تنجح الدعوى ، يبقيه ثماني سنوات عنده على دفعات ثم يقول له : القاضي ارتشى ماذا أفعل لك ؟ ينهيها بهذا الشكل ، الله كبير ، في الطب يوجد ابتزاز ، بالمحاماة يوجد ابتزاز ، بالتدريس يقول لك : ابنك يأخذ صفراً ، إذا أردت أن ينجح على الرحب و السعة و لكن كل درس بمبلغ ضخم ، كل أسبوع ثلاثة دروس ، جعل والده يبيع بعض حاجاته ليؤمن له ثم لم ينجح ، والحقيقة معلومة سابقة أنه لن ينجح .
 يا أخواننا ؛ يجب أن تراقب الله كثيراً في بيعك وشرائك ، هناك نصيحة أحياناً تدلك على الطريق الخاطئ ، فلذلك :

(( الدِّينُ النصيحة ))

[الترمذي عن أبي هريرة ]

الدنيا تغر وتضر وتمر والغرور هو الشيطان :

 

 الآن قال تعالى :

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾

[ سورة لقمان : 33 ]

 لا ترى الدنيا بحجم أكبر من حجمها ، ولا يغرنكم بالله الغرور ، قال تعالى :

﴿ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾

[ سورة لقمان : 33 ]

 أحياناً إنسان يتوهم أن السعادة في المال ، في البدايات يعمل جاهداً لكسب المال وقد يعصي الله لكسب المال ، وقد يكذب لكسب المال ، وقد يغش لكسب المال ، والغش أنواع منوعة ، قماش وطني رخيص عليه شريط ذهبي يوضع على حاشيته مع مكواة يخرج : صنع في إنكلترا ، هذا قماش إنكليزي ، يبيعه بأربعة أضعاف ، لكن الله عنده سرطان ، هناك إنسان تمكّن أن يصنع لبناً مصفى من مواد غير غذائية ، قضية معقدة جداً ، ولا يختلف عن اللبن إطلاقاً وجمع ملايين ، فقد عقله ، وفقد حركته قبل أن يموت ، وهو يمشي في الطريق عارياً أحياناً ، الله عز وجل كبير ، وقدر ما قلت : الله كبير يجب ألا تشبع منها ، كبير ، حياتك بيده ، سمعك بيده ، بصرك بيده ، حركتك بيده ، أحياناً يصاب الإنسان بشلل يبقى ثلاثين سنة في الفراش ، أحياناً يفقد كل ماله بثانية واحدة ، فلذلك قال تعالى :

﴿ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾

[ سورة لقمان : 33 ]

 الدنيا تغر وتضر وتمر والغرور هو الشيطان .

 

الحكمة من التغافل امتحان الإنسان :

 آية ثانية ، قال تعالى :

﴿ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ﴾

[ سورة إبراهيم : 22 ]

 يقول لك : يا أخي البرامج سيئة ، أنت تستطيع بكبسة زر أن تلغي البرامج السيئة ، أنت مسؤول ، يا أخي ما هذا الفساد ؟ التلفزيون كله فساد وتمثيليات فيها مواقف لا تليق بالإنسان ، لماذا تتابعه أنت ؟ أنا عشت عمراً مديداً من دون تلفزيون نهائياً ، كنت بحلقة دينية التلفزيون محرم عندنا ممكن أن تسمع الأخبار من جهات ثانية .
 فلذلك أيها الأخوة ؛

﴿ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾

[ سورة لقمان : 33 ]

 الآن قد يتوهم الإنسان أن الله غافل ، تجد الإنسان يرتكب المعاصي والآثام والكفر ويستعلي و يتكبر و له دخل فلكي وأربع سيارات وثلاثة بيوت ومكانة اجتماعية ونجم الشاشة وبعد ذلك ؟ هناك موت ، فالبطولة أن تنجو من هذه الساعة ، فلذلك الله عز وجل لا يغفل لكن يتغافل ، كيف ؟ أنت صاحب محل تجاري ، تدخل إلى المحل الساعة الثامنة ، تغادره الساعة الثامنة ليلاً لا تغيب عن الدرج الذي فيه عملة ولا ثانية ، عندك موظف ، هذا الموظف أمين أم خائن ؟ لم يمتحن ، أنت وراء الطاولة ، والصندوق بيدك ، والمفتاح معك ، وما غادرت الطاولة ولا ثانية ، الموظف لا يمتحن ، لكن ممكن أن تنتقل إلى جارك الذي مواجهك فلا ينتبه الموظف لمراقبتك له من المحل الآخر ، جاء امرأة اشترت حاجة وضع الخمسمئة بجيبه ما وضعها في الدرج أنت شاهدته ، لا بد من أن تتغافل حتى تمتحنه ، إذا لم يكن هناك تغافل لا يكون هناك امتحان ، لذلك قال تعالى :

﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً ﴾

[ سورة إبراهيم : 42]

 أحياناً الذات الإلهية تتغافل كي تمتحن عبادها ، أنت قوي هذا انتقدك تلغي له إقامته ، تلغي له عمله ، تسرحه لكن الله كبير ، لذلك الله عز وجل يتغافل ولا يغفل ، فالحكمة من التغافل امتحان الإنسان .
 لو أن الإنسان يغلط يموت فوراً ، لأنه لا يوجد امتحان في الحياة ، ممكن أن يغلط لسنوات مديدة ، ويأكل مالاً حراماً ، ويكون زير نساء ، و يزداد قوة ، أنا من عادتي إذا كان الإنسان كافراً وقوياً أشبهه بالبغل ، إذا مؤمن وقوي بالحصان ، بين البغل والحصان فرق كبير ، هناك إنسان كافر قوي جداً ومتمكن والأمور بيده ولا يرحم أحداً لكن الموت بعد ذلك سينال منه، الحقيقة من رحمة الله بنا أن الطغاة يموتون ، لو لم يموتوا لكان هناك مشكلة كبيرة ، الموت يسوي بين أكبر إنسان وأصغر إنسان ، يوضع في القبر أين سلطته ؟ هيمنته ؟ مكانته ؟ نفوذه؟ أين واصل ؟ كفى بالموت واعظاً يا عمر ، لذلك قالوا : ليس الغبي سيداً في قومه لكن سيد قومه المتغابي .
 التغابي قمة الذكاء ، ليس الغبي سيداً في قومه لكن سيد قومه المتغابي .

 

من لم يهتم بالشأن العام يدفع الثمن باهظاً :

 هناك مقولة دقيقة عبّر عنها علماء الاجتماع بغباء الأكثرية وذكاء الأقلية ، أي الأكثرية سنة في بلاد الشام ، نسبة السنة تقدر بخمسة وثمانين بالمئة ، لكن هناك غفلة ، قلة قليلة بيدها الثروات ، بيدها السلطة ، بيدها كل شيء ، غفلة كبيرة جداً ، فلذلك الإنسان إذا غفل دفع الثمن باهظاً ، كان هناك مقولات تقال في المجتمع في سوريا : دعك منهم ، يباعون بالعزاء، فخار يكسر بعضه ، من أخذ أمي أصبح عمي ، سلامتك يا رأسي ، هذه مقولات الناس، عمك الذي أخذ أمك ذبحك بعد هذا ، الانسحاب من الشأن العام ذنب كبير ، تقول : لا دخل لي ، لا علاقة لي ، أنا دخلي كبير ، معملي يعمل ، تجارتي رابحة ، بيتي فخم ، عندي سيارتان ، أنت عندما تستثني نفسك إذا كان عندك أمور استثنائية لا تهتم بالشأن العام تدفع الثمن باهظاً .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور