وضع داكن
24-04-2024
Logo
برنامج ويتفكرون - الحلقة : 28 - السائل الامينوسي مغذي للجنين ويحميه وحرارته ثابتة ولا يلتصق به ويسهل الولادة ويعقمها
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

السائل الأمنيوسي :

 بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، و ارضَ عنا وعنهم رب العالمين .
 أخوتنا المشاهدين ؛ أعزاءنا المؤمنين ؛ السلام عليكم ورحمة الها وبركاته ، لازلنا في الآيات الدالة على عظمة الله عز وجل ، قال تعالى :

﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ ﴾

[ سورة فصلت: 53 ]

 القسم الثاني من هذه اللقاءات الطيبة كان حول الإنسان ، موضوع هذا اللقاء الطيب السائل الأمنيوسي ، ما هو هذا السائل الأمنيوسي ؟ الجنين وهو في بطن أمه مغلف بغشاء باطن من جهة الجنين ، هذا الغشاء رقيق و فعّال يقوم بوظائف عديدة ، ليس مجرد غشاء ، غشاء مفعل ، ما وظيفة هذا الغشاء ؟
 أولاً : الجنين ضمن سائل يقترب من ليتر ونصف ، حول هذا الجنين هذا الغشاء ، هذا الغشاء يغذي الجنين بمواد زلالية ، ومواد سكرية ، وأملاح غير عضوية ، إذاً سائل مغذّ للطفل ، هذا السائل يوزع الصدمة .
 هناك شيء دقيق جداً لو أن الأم في أثناء حركتها في البيت ارتطمت بطرف طاولة، وهذه الطاولة قسنا ارتطامنا بها فكان أربعة سنتمتر ، هذا السائل يخفف هذه الصدمة إلى نصف ميلمتر ، لأنه يوزعها على كل السطح ، إذاً لتخفيف الصدمات .
 وهذا السائل موجود في الدماغ ، بل وقد قلد الإنسان خلق الله عز وجل في المركبات الفضائية بين غرفة القيادة وبين غلاف المركبة ، فإذا ارتطم في البحر الصدمة تكون قليلة جداً ومقبولة عند الإنسان .
 أيها الأخوة الكرام ؛ هذا السائل يسهل حركة الجنين ، الحركة ضمن السائل ألطف بكثير من الحركة دون سائل ، أحد وظائفه الكبيرة تسهيل حركة الجنين ، لكن قد يكون الجو حاراً حوله ، الحرارة عالية جداً أو البرد قارس ، أو هناك تجمد أو ثلج ، هذا السائل حرارته ثابتة لا علاقة له إطلاقاً بحرارة المحيط .
 شيء آخر ؛ هذا السائل يمنع التصاق الجنين بالغشاء ، لو التصق هذا الغشاء بالجنين لشكّل آفة جلدية بالجنين ، يمنع التصاق الجنين بالغشاء ، بينما هذا السائل يسهل الولادة، فحينما يسبق السائل خروجه قبل الولادة يسهل الممر الضيق لهذا الجنين .
 وهناك شيء آخر هذا السائل يطهر ويعقم الولادة ، فكل هذه الوظائف السبع يقوم بها هذا السائل الأمنيوسي ، الذي هو سائل ، وهذا السائل عبارة عن وظائف كبيرة جداً قد تصل إلى عدد كبير ، قال تعالى :

﴿ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ﴾

[ سورة لقمان : 11 ]

 قال تعالى :

﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾

[ سورة يونس : 101 ]

 كل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ، وهذه الحقائق الدقيقة تقتضي منا التفكر في خلق السموات والأرض ، وفي خلق أنفسنا ، لأن هذا التفكر يضعك وجهاً لوجه أمام عظمة الله ، وهو الطريق إلى الله ، وأرجو الله أن تكون هذه الحقائق معواناً لنا على شؤون أنفسنا .

 

الكليتان من دلائل عظمة الله في خلق الإنسان :

 نحن لازلنا في الحديث عن دلائل عظمة الله عز وجل من خلال خلق الإنسان ، هناك موضوعات دقيقة متعلقة بخلق الإنسان ، الطاقة التي أودعها الله في أجهزته شيء دقيق جداً ، بمعنى أن الكلية يمكن أن تقوم بعشرة أمثال ما تقوم به ، فالكليتان معنى ذلك يمكن أن تقوما بعشرين ضعفاً مما كلفتا به ، هذا من حكمة الله عز وجل ، ومن رحمته ، وهذا ينطوي تحت ما يسمى بالشفاء الذاتي ، لذلك يفتقر علم الطب اليوم إلى بحث الشفاء الذاتي ، هناك حالات بأعداد كبيرة جداً تمّ الشفاء الذاتي من دون أخذ بالأسباب ، وهذا من حكمة الله عز وجل كي يبقى الإنسان متأملاً بشفاء الله عز وجل له .
 الكليتان مكلفتان بالقيام بتنقية الدم من حمض البول ، لكن عندهما طاقة تزيد عشرين ضعفاً عن حاجة الإنسان إلى تنقية الدم .

 

الكبد من آيات الله الدالة على عظمته :

 الآن الكبد يقوم بخمسة آلاف وظيفة ، وكل خلية من خلايا الكبد تقوم بهذه الوظائف، إلا أنك إذا استأصلت أربعة أخماس الكبد ، الكبد يستطيع أن يعيد بناء نفسه خلال ستة عشر أسبوعاً .

 

عبادة التفكر تضع الإنسان وجهاً لوجه أمام عظمة الله عز وجل :

 هذه اللقطات في خلق الإنسان تؤكد أن هذا الخالق العظيم خلق الإنسان وأحبه ، لذلك ماذا يقول الله عز وجل ؟

﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ﴾

[سورة الفرقان: 77]

 أنت إذا دعوت الله أنت موقن بوجوده أولاً ، وموقن بكماله ثانياً ، وموقن بقدرته ثالثاً، وموقن بمحبته رابعاً ، هذا الذي يدفعنا إلى أن نرفع أكفنا إلى الله عز وجل أن يحفظ إيماننا، وحينما نذكر قوله تعالى :

﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾

[ سورة الذاريات:21]

 هذه دعوة من الله عز وجل إلى النظر في خلق الإنسان ، في التأمل في وجوده ، وفي كمال وجوده ، وفي استمرار وجوده ، وفي حاجته إلى ربه ، كل ما في الكون وكل ما في خلق الإنسان يدعوك إلى التفكر في خلق السموات والأرض ، ولأن هذه العبادة هي الأولى في حياة المؤمن - عبادة التفكر - لأنها تضعك وجهاً لوجه أمام عظمة الله عز وجل ، ولأنك إذا عرفت الله ثم عرفت الأمر تفانيت في طاعة الله ، أما إذا عرفت أمره ولم تعرفه تفنن الإنسان في معصيته ، لذلك أصل الدين معرفة الله ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه يعرفون الآخرين بآيات الله الدالة على وجوده ووحدانيته ، وأما في المدينة فانتقل الأمر إلى التشريع ، فأنت بالكون تعرفه ، وبالتشريع تعبده ، ونرجو الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

إخفاء الصور