وضع داكن
29-03-2024
Logo
الحلقة - 23 - الاسرة في الاسلام1 - علاقة الزوجين مع بعضهما - الفرق بين المودة والرحمة - تسهيل الزواج .
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع :
  أعزائي المشاهدين ؛ مرحباً بكم إلى حديقة ربيع الإيمان ، مع فضيلة أستاذنا الدكتور محمد راتب النابلسي ، في حلقة جديدة ، أهلاً وسهلاً فضيلة الدكتور .
الدكتور راتب :
 بارك الله بك .
المذيع :
 أسأل الله أن يأجرك جزيل الأجر على هذا البيان الطيب .
 أعزائي المشاهدين ؛ سنتحدث في هذه الحلقة إن شاء الله عن أساس من أسس هذه الحديقة المباركة ألا وهو حديقة المجتمع ، وحديثنا اليوم عن الأسرة في الإسلام ، وعن العلاقة الزوجية ، وكيف تتكون نواة المجتمع في العلاقة ما بين الزوج وزوجته ، أرحب بك مرة ثانية فضيلة الدكتور ، إقامة الأسرة في الإسلام شيء مقدس جداً كيف توصف العلاقة بين الزوج وزوجته في هذا الدين ؟

 

النّظام الأسري في المجتمع الإسلامي نظام عظيم جداً :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات .
 أستاذ طالب جزاك الله خيراً ، قيل : وبضدها تتميز الأشياء ، أقدم لك صورة سريعة عن بعض المجتمعات المتفلتة الغربية ، هذه الصورة أساسها أن شاباً أحبّ فتاة فاستأذن والده من الزواج منها ، قال له : لا يا بني إنها أختك وأمك لا تدري ، فلما أحبّ ثانية قال : يا أبي هذه فتاة أحببتها ، قال له : أيضاً هذه أختك وأمك لا تدري ، فتألم هذا الشاب وبث ألمه لأمه ، ذكر لها ما الذي جرى ، قالت له : خذ أياً شئت أنت لست ابنه وهو لا يدري .
حينما تنحرف المجتمعات ، وحينما لا نعبأ بقواعد الدين ، وحينما لا نحكم شرع الله في حياتنا .
 أنا أذكر أن لي صديقاً ذهب إلى فرنسا رأى شاباً ساهماً على نهر السين ، قال له بمَ تفكر ؟ وماذا تتمنى ؟ قال : أتمنى أن أقتل أبي ، فقال له : لماذا ؟ قال : أُحب فتاة فأخذها مني .
 أنا انتقلت فجأة إلى الأب في بلادنا همه الأول أن يزوج أولاده ، همه الأول وكم إنسان باع بيته الغالي في أرقى أحياء دمشق ، وسكن خارج دمشق ليشتري بفرق الثمنين بيوتاً لأولاده ؟ نحن عندنا إيجابيات في مجتمعاتنا الإسلامية قد لا ننتبه إليها إطلاقاً ، دائماً الخصائص الحقيقية حينما نألفها ننساها ، عندنا شيء اسمه أب ، الأب مقدس ، وأم ، وأخت ، وزوجة ، وهناك قضايا هي من ثمار التدين ، من ثمار هذا الدين العظيم ، الدين ماذا قال ؟ وكل أمر يقتضي الوجوب ، أكرموا النساء ، فو الله ما أكرمهن إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم ، يغلبن كل كريم ، ويغلبهن لئيم ، وأنا أحب أن أكون كريماً مغلوباً من أن أكون لئيماً غالباً .
 و هناك حديث آخر :

(( انصرفي أيتها المرأة وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها يعدل ذلك كله ـ يعدل الجهاد في سبيل الله ـ ))

[أخرجه ابن عساكر وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن أسماء بنت يزيد الأنصارية]

 أن تكون امرأة وفية ، صادقة ، تعتني بزوجها وأولادها هي عند الله في أعلى مقام ، حسن تبعل المرأة زوجها ، أن تكون زوجة كريمة ، وفية ، رحيمة ، جهدها في خدمة زوجها وأولادها ، لذلك النظام الأسري في مجتمعاتنا شيء عظيم جداً .
المذيع :
 ولذلك قال القرآن الكريم عنه : إنه آية كبرى .

الفرق بين المودة و الرحمة :

الدكتور راتب :
 قال تعالى :

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾

[ سورة الروم : 22]

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾

[ سورة الروم : 21]

 هذه المودة بين الزوجين من خلق لله ، ولكن يوجد بالآية لفتة رائعة جداً ، ما الفرق بين المودة والرحمة ؟ أحياناً حينما تكون الزوجة ملء عين زوجها كمالاً وجمالاً يحبها ، يحبها في قلبه ، وهذا الحب الذي في القلب يظهر مودة في المعاملة ، الحب في القلب شعور أما المودة فسلوك ، فهذا الحب في قلبه لأنه معجب بها وفق طلبه ، ملء سمعه وبصره ، وحينما يكون الزوج ملء سمع الزوجة وبصرها تحبه وتظهر مودتها له ، لذلك قال تعالى :

﴿ وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾

[ سورة الروم : 21]

كم إنسان أصيب بمرض عضال وأصبح طريح الفراش وبقيت زوجته في خدمته إلى آخر لحظة ؟ التغت المودة ، المنفعة المتبادلة انتهت ، هو انتهى كزوج ، بقي عبئاً لكن الرحمة التي أودعت في قلوب المؤمنين ، في العالم الغربي هناك دور للعجزة ، حدثني أخ مقيم في باريس قال لي : أكثر شيء يقلق إدارة هذه الملاجئ انتحار المسنين ، الأكل في أعلى درجة والأقساط غالية جداً ، أي يعيش هذا المتقدم في السن حياة تفوق حدّ الخيال ومع ذلك ينتحر ، في مجتمعاتنا المتقدم في السن مع أولاده ، مع أحفاده ، هذا افتقد العطف ، افتقد الحنان ، الأنس ، افتقد أولاده ، افتقد أحفاده ، افتقد كنائنه ، حدثني أخ أحد علماء دمشق يسكن جاري في دمشق ، قال لي: عندي ثمانية وثلاثون حفيداً ، معظمهم من حفاظ القرآن الكريم ، وأطباء ، معنى هذا الرجل اقترن بزوجة أنجب أولاداً ، الأولاد جلبوا له الكنائن ، والبنات جلبوا له الأصهار، الأولاد والبنات والأصهار والكنائن أنجبوا ثمانية وثلاثين حفيداً ، هذا الكم الكبير الهرم المبارك سببه علاقة جنسية ، شهوة ، سلم نرقى بها أو دركات نهوي بها .
المذيع :
 دكتور عندي سؤال ضرب لنا القرآن الكريم أمثلة في اختيار الزوج والزوجة ، وكنت في حلقة سابقة ذكرت لنا قوله تعالى :

﴿ وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ﴾

[سورة البقرة : 221]

 في مسألة اختيار الزوجات والأزواج هناك تدخلات كثيراً تعيق مباركة الله عز وجل لهذه الأسرة هلا عرجنا عليها ؟

 

العناية بالشباب و تأمين متطلباتهم لمحاربة ظاهرة العنوسة :

الدكتور راتب :

(( إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ .. ))

[ الترمذي عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْمُزَنِيِّ]

 الشيء الرائع المذهل التتمة :

(( .. إِلَّا تَفْعَلُوا .. ))

[ الترمذي عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْمُزَنِيِّ]

 إذا أنت طلبت شروطاً تعجيزية ما الذي يحصل ؟ هل بإمكان المجتمع أن يلغي علاقة الذكر بالأنثى ؟ لا يلغيها ، كانت نكاحاً فأصبحت سفاحاً .

((... إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ .. ))

[ الترمذي عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْمُزَنِيِّ]

 وأنا أرى أن كل الانحراف الذي لا يرضي المجتمع الإسلامي سببه وضع شروط تعجيزية على الزواج ، والله يوجد بلدة في الشام أحترم وجهاءها احتراماً لا حدود له ، اتفقوا على أن مهر البنت خاتم فقط ، وأنا أقول كلمة دقيقة و أرجو أن تكون مسموعة عند أخوتنا الكرام : هذا الشاب ماذا يريد ؟ أمة فيها شباب ، الشاب يريد فرصة عمل ، فالذي يؤسس معملاً ويهيئ فرص عمل ، هذا عمل وطني كبير جداً ، الشاب يريد فرصة عمل ، ويريد زوجة ، ويريد مأوى، فإذا لم تتحقق هذه الأشياء الثلاثة للشباب ما الذي يحصل ؟ تطرفاً ، تطرف تشددي – التكفير و التفجير - أو تطرف تفلتي - إباحية - .
الأمة ينبغي أن تنتظر أنها إذا وضعت العراقيل أمام الزواج ، أو لم تهتم بتسهيل شروط الزواج ، أو لم تنتبه إلى هذه الشريحة الأساسية ، من هم الشباب ؟ رجال الغد ، مستقبل الأمة من خلالهم ، الدولة إذا لم تهتم بهؤلاء الشباب ، ولم تهتم بالمأوى الذي ينبغي أن يؤمن لهم، وبفرصة العمل التي لا بد أن تؤمن لهم ، وبزواج الذي هو محور حياة الإنسان ، أمام تطرفين خطيرين ؛ تطرف تشددي التكفير ثم التفجير ، أو تطرف تفلتي الإباحية ، فلذلك القضية معلقة بمستقبل الأمة ، أنا والله أحياناً تتصل بي فتاة تقول لي : أنا محجبة وحافظة لكتاب الله ولا يخطبني أحد ، هذه مشكلة كبيرة ، العنوسة مشكلة كبيرة جداً جداً .
المذيع :
 دكتور ذكرت لنا بعض الإحصاءات الكارثية .
الدكتور راتب :
 في بعض البلاد ولا أسميها خمسون بالمئة من النساء بلا أزواج ، وهذه مشكلة كبيرة، وأنا أرى ولعلي على صواب أن الزواج عند الرجل أحد فصول حياته ، عمله فصل ، دراسته فصل ، مكانته فصل ، إلا أن الفتاة الزواج هو كل فصول حياتها ، فإذا تزوجت نجحت ، وكم من فتاة مثقفة ثقافة عالية ، محجبة ، تحفظ كتاب الله ، هذه من لها ؟ لذلك إن لم ننهض جميعاً بحل لمشكلة العنوسة التي تتراوح بين ثمانية عشر بالمئة وبين الخمسين في هذه البلاد الإسلامية نحن أمام مشكلة مصيرية .
المذيع :
 دكتور عذراً لا بد من فاصل قصير ...
 أعزائي المشاهدين ، عوداً معكم إلى ربيع الإيمان مع فضيلة أستاذنا الدكتور محمد راتب النابلسي ـ توقفنا عند ظاهرة العنوسة وكان من أجمل ما قلت : إن الزواج في حياة الرجل فصل من فصول حياته ، لكن الزواج بالنسبة للأنثى هو كل فصول حياتها .

 

دافع الأمومة أكبر دافع في الجنس البشري على الإطلاق :

الدكتور راتب :
 لماذا ؟ درسنا في علم النفس أن أكبر دافع في الإنسان على الإطلاق قبل أن أذكره، هناك دافع إلى الطعام والشراب حفاظاً على بقاء الإنسان كفرد ، هناك دافع إلى الزواج حفاظاً على بقاء النوع ، هناك دافع إلى تأكيد الذات حفاظاً على بقاء الذكر ، أما أقوى دافع على الإطلاق في الجنس البشري فهو دافع الأمومة ، لا يحقق إلا بالزواج ، والله مرة امرأة اتصلت بي قالت : أتمنى أن تهيئ لي زوجاً يتزوجني ثم يطلقني لأنجب منه ولداً ، يقول لي : يا أمي

دافع الأمومة أقوى دافع في الإنسان ، أنا أتمنى أن هذه المشكلة كبيرة جداً ، مشكلة تهد المجتمعات ، فما لم ننهض مسؤولين وغير مسؤولين ووجهاء وأعلام وعلماء إلى حلّ هذه المشكلة نحن أمام تفلت كبير من الشباب ، لأنه إن لم يكن النكاح كان السفاح ، العلاقة لا تلغى إما أن ترشد وفق منهج الله ، وكما تعلمون الشهوة سلم نرقى بها أو دركات نهوي بها ، فالإنسان إذا انطلق من شهوته وفق منهج الله ارتقى ، وإذا انطلق بشهوته خلاف منهج الله سقط عند الله وعند الناس ، فلا بد من معالجة هذه المشكلة على مستوى مسؤولين ، مستوى وجهاء ، مستوى علماء ، أغنياء ، أقوياء ، هذه مشكلة المشكلات ، في بلاد نسبة العنوسة بها ثمانية بالمئة ، وفي بلاد خمسون بالمئة ، هذه مشكلة كبيرة .
المذيع :
 دكتور لذلك الإسلام اعتنى بمسألة ارتباط الزوج بالزوجة في المرحلة الأولى ، ووضع شروطاً لاختيار الزوج وشروطاً لاختيار الزوجة ، تفضلت بالحديث عن :

(( إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ .. ))

[ الترمذي عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْمُزَنِيِّ]

 هناك من يتدخل في حياة الشاب أو حياة البنت ، ربما أمها تضع شروطاً قاسية فتفرض على ابنتها زوجاً له شروط معينة ، أو بالعكس قد تتدخل أم الشاب في وضع شروط مثالية غير واقعية .

 

العناية بالزواج لأنه شيء أساسي في حياة الأمة :

الدكتور راتب :
 شروط كيدية ، أنا أرى أن الزواج موضوع كبير جداً في حياتنا ، ونحن أمام خيارين خطيرين إما السفاح أو النكاح ، النكاح يحتاج إلى تخفيف الشروط ، أعظم النساء بركة أقلهن مهراً .

(( إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ .. ))

[ الترمذي عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْمُزَنِيِّ]

 أمر إلهي ، وحينما نعرض عن هذه التوجيهات أمامنا مشكلات كبيرة جداً ، لا مانع من تأسيس جمعيات للزواج ، لا مانع من تأسيس منظمات للزواج ، فالزواج شيء أساسي في حياة الأمة ، ولا بد من حلّ هذه المشكلة ، على كلّ النبي صلى الله عليه وسلم أعطانا نموذجاً مثالياً للعلاقة بين الزوجين ، السيدة عائشة مرة سألت النبي صلى الله عليه وسلم : كيف حبك لي ؟ قال لها : كعقدة الحبل ، فأصبحت شيفرة بينهما ، تسأله من حين لآخر : كيف العقدة ؟ فيقول على حالها .
 طبعاً هذا من روعة مواقف النبي صلى الله عليه وسلم ، مرة امرأة طلبت المخالعة من زوجها ، فالنبي تمنى عليها أن تبقى معه ، قالت : أفتأمرني ؟ قال : لا ، إنما أنا شفيع . ما قبل النبي الكريم أن يضع مكانته النبوية في شأن داخلي هذا من حق الزوجة ، وهي ذكية جداً وصحابية ، قالت : أفتأمرني ؟ قال : لا ، إنما أنا شفيع . هذه القضية من أخطر القضايا .

 

بطولة الإنسان أن يكون في بيته أخلاقياً :

 كان النبي صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله ، هو في البيت كواحد ، يخسف نعله ، يرفو ثوبه ، في مهنة أهله ، والإنسان دائماً هناك نقطة دقيقة جداً ، الإنسان خارج البيت قد يعتني بثيابه كي ينتزع إعجاب الآخرين ، قد يبتسم على أنه لبق ، قد يصافح بحرارة ، قد وقد، أكثر سلوك الإنسان خارج البيت ينطلق من مصلحته ، من تأكيد مكانته ، من تأكيد علمه ، من تأكيد أخلاقه، من ، من .. لكن إذا دخل إلى البيت لا رقيب عليه هو السيد الأول ، كلمته المطاعة ، لذلك الشيء الذي لا يصدق أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل خيرية الإنسان في بيته فقال :

(( خَيرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي ))

[ ابن ماجه عن ابن عباس]

 داخل البيت لا يوجد سلطة ، لا يوجد رقابة ، لا يوجد انتزاع إعجاب الآخرين ، لا يوجد دبلوماسية راقية ، لا يوجد شيء ، أنا أقول البطولة والتفوق أن تكون في البيت أخلاقياً :

(( خَيرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي ))

[ ابن ماجه عن ابن عباس]

المذيع :
 دكتور يذكرنا حقيقة أيضاً بخيرية النساء العظيمات ، الرائعات ، المؤنسات ، الغاليات .

 

الإسلام منهج سماوي عظيم يعتني بالمرأة عناية فائقة :

الدكتور راتب :
 فإنهن المؤنسات الغاليات ، أكرموا النساء فو الله ما أكرمهن إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم ، كان يقوم لفاطمة صلى الله عليه وسلم .
 الحقيقة كما تعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم سنته أقواله ، وسنته أفعاله ، وسنته إقراره ، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم حينما فتحَ مكةَ المكرمة دعاهُ كبار زعمائها ليبيت عندهم ، فقال : انصبوا لي خيمةً عندَ قبر خديجة ، وركَزَ لواء النصر أمام قبرها ، ليُعلم العالم كلهُ أنَ هذه المرأة التي في القبر شريكتهُ في النصر . أنا لا أرى منهجاً سماوياً كالإسلام يعتني بالمرأة .
المذيع :
 دكتور النبي صلى الله عليه وسلم خطب امرأة فاعتذرت من النبي صلى الله عليه وسلم .
الدكتور راتب :
 قالت : لي خمسة أولاد ، أخاف إن قمت بحقك أن أقصر بحقهم ، وأخاف إن قمت بحقهم أن أقصر بحقك ، فالنبي أعجب بها أيما إعجاب ، بصراحة اعتذرت أن تكون السيدة الأولى في المجتمع ، هذا أعلى مقام للنساء بأي بلد ، السيدة الأولى ، أي اعتذرت على أن تكون السيدة الأولى ، هذه قصة تشف على أن علاقتها بربها قد تفوق علاقتها بمن حولها ، أرادت أن ترضي الله عز وجل ، وحينما تعرف المرأة حق زوجها عليها وحق أولادها عليها مع النبي في الجنة .
المذيع :
 دكتور حقيقة ونحن نتحدث عن هذه القيم العظيمة كنا مرة نتمازح أنا وحضرتك فقلت : المرأة التي تزوجت نسيت نفسها ، أكلت كما تريد ونحو ذلك فأصبحت بدينة سمينة لا تملأ عين زوجها ، أو ربما بعد أربع أو خمس سنوات صارت أماً ولم تعد زوجة ، فأحياناً هذا يقحم الأسرة في مشاكل لا آخر لها ؟

عبادة المرأة الأولى إعفاف زوجها و رعاية أولادها :

الدكتور راتب :
 الحقيقة كلام دقيق ، عندنا عبادة عامة لكل الناس ، الصوم ، الصلاة ، الزكاة ، لكن كل إنسان بحسب هويته له عبادة ، ما هي عبادة الغني الأولى ؟ إنفاق المال ، ما هي عبادة القوي الأولى ؟ إحقاق الحق وإبطال الباطل ، ما هي عبادة العالم الأولى ؟ أن ينطق بالحق ولا تأخذه في الله لومة لائم ، ما هي عبادة المرأة الأولى ؟ إعفاف زوجها ، إعفاف زوجها بأناقتها ، إعفاف زوجها بتزينها لها ، إعفاف زوجها بإحصانه ، والحديث طويل تحصنه إذا كانت كما يتمنى ، إذا كانت أنيقة تعتني بجسمها ، بوزنها ، برشاقتها ، تعتني بمظهرها أمامه ، لأن مهمتها الأولى هي إحصانه ، هذه عبادة يا سيدي ، هذه العبادة خاصة بالنساء .
المذيع :
 أي تؤجر المرأة ؟
الدكتور راتب :
أنا مهدت لها بعبادة الأغنياء إنفاق المال ، الأقوياء إحقاق الحق ، عبادة العلماء النطق بالحق ، عبادة المرأة إعفاف زوجها و رعاية أولادها ، لكنني أعتب على بعض الزوجات المسلمات أنهن بعد حين يلتفتن إلى أولادهن على حساب حق الزوج عليها .
المذيع :
تنام عند ابنها .
الدكتور راتب :
 تنام عند ابنتها أسبوعاً ، وتنسى زوجها ، وقد لا تعتني بصحتها ، وقد لا تعتني بوزنها ، برشاقتها ، هذا كله يضعف إحصان الزوج ، فإذا ضعف إحصان الزوج وكان إيمانه وسطاً أو قليلاً أو ضعيفاً تفلت إلى غيرها ، لذلك أنا أقول : البطولة ألا نتخطى المشكلة أن نواجهها ، هناك مشكلة في بيوت المسلمين أن الزوجة حينما تخطب تطمئن لأنها تزوجت ، فإذا خطبت وأصبحت زوجة ، لها مهر كبير قد لا يملك هذا المهر تتحكم فيه ، فالبطولة أن تبقى الزوجة بشكل مقبول وملفت للنظر أمام زوجها كي تحصنه ، والنبي حينما أمر الرجال بالزواج قال :

((أغض للبصر وأحصن للفرج))

[رواه البخاري عن علقمة ]

 هذه عبادة يا سيدي المرأة لها عبادة أن تحصن زوجها .
المذيع :
 دكتور المرأة التي تحرص على نفسها تؤجر والمرأة التي تحافظ على شكلها وقوامها ورشاقتها هذه امرأة عابدة لله تعالى ؟
الدكتور راتب :
 أنا أرى بارك الله بك أن عندنا خمس عبادات شعائرية ؛ ولكن والله لا أبالغ عندنا قريب من خمسمئة ألف عبادة تعاملية ، وهذه العبادات تبدأ من فراش الزوجية وتنتهي بالعلاقات الدولية ، هذه عبادة ، فالزوجة لها عبادة ، أنا ذكرت أمضت طول الليل بقيام الليل وأهملت أولادها ، الذي اعتنت بأولادها أقرب إلى الله عز وجل من الأولى .

 

خاتمة و توديع :

المذيع :
 دكتور أكرمك الله الحديث لا يمل معكم ، ولكن وقت البرنامج قد انتهى .
 أعزائي المشاهدين ؛ داهمنا الوقت كالعادة ، وانتهت حلقة هذا اليوم من ربيع الإيمان، أسأل الله عز وجل أن ألقاكم في حلقة مقبلة في ربيع الإيمان مع فضيلة أستاذنا الدكتور محمد راتب النابلسي إن شاء الله ، وإلى لقاء آخر ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور