وضع داكن
25-04-2024
Logo
برنامج ويتفكرون - الحلقة : 21 - القلب و الدماغ من الآيات الدالة على عظمة الله في الإنسان
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

القلب و الدماغ من الآيات الدالة على عظمة الله في الإنسان :

 بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آله وأصحابه الطيّبين الطاهرين ، أمناء دعوته ، وقادة ألوِيَتِه ، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم ، إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات .
 أيها الأخوة المشاهدون ؛ مازلنا في الآيات الدالة على عظمة الله في الإنسان ، الشيء الذي ينبغي أن يكون تقدمة لهذه الفكرة أن الإنسان بعد خمس سنوات إنسان آخر ، ليس له علاقة بجسمه قبل خمس سنوات ، بمعنى أن هذه الخلايا تتبدل ، لكن العلماء اكتشفوا أن أقصر عمر خلية في الإنسان خلايا الأمعاء ، تتبدل كل يومين ، أنت كل يومين عندك خلايا لزغابات الأمعاء متجددة ، هذه أقصر عمر خلية بالإنسان ، وأطول عمر خلية بالإنسان الخلية العظمية ، فالإنسان هيكله العظمي يتبدل كلياً كل خمس سنوات ، هذا هو الأصل بالإنسان تجديد الخلايا ، ليبقى بوضع نشيط طوال حياته ، إلا أن هناك كشفاً دقيقاً وهو أن خلايا القلب لا تتبدل ،وأن خلايا الدماغ لا تتبدل ، والحمد لله العظيم على هذا الثبات ، لأنه لو تبدلت خلايا الدماغ وسألنا إنساناً ماذا تعمل ؟ يقول لك : كنت طبيباً ، عندما تبدلت هذه الخلايا ذهبت كل معلوماته ، لذلك لحكمة بالغة بالغة بالغة جعل الله هذا الدماغ ثابت الخلايا ، والبحوث حول ثبات الخلايا يحتاج إلى مئات الصفحات ، لكن نقول نحن بالنهاية : خلايا الدماغ لا تتبدل ، أما القلب فهنا الدقة ، الله عز وجل حينما قال :

﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا ﴾

[ سورة الحج : 179 ]

 اكتشف العلماء مؤخراً أن الفهم القديم للقلب على أنه مجرد مضخة فهم خاطئ ، القلب فيه خلايا تفوق خلايا الدماغ ، فالقلب مركز المشاعر والأحاسيس ، لذلك متى عرفنا ذلك؟ حينما تمت سبعون عملية زرع قلب في أوربا ، هذا الذي زرع قلبه كان يحب هذا الطعام فأصبح يكرهه ما الذي حصل ؟ كان يحب هذه الموسيقا بعرفهم بدلها إلى موسيقا من نوع آخر ، كان يذكر كلمات لا معنى لها جاءته من قلب آخر ، فتبين أن هذا القلب الذي يزرع في الإنسان معه مشاعر، معه أحاسيس ، فإذا جعلنا المعلومات والأفكار والحقائق مركزها الدماغ ، والمشاعر والأذواق والحاسيس مركزها القلب صار عندنا عضوان نبيلان ، هذان العضوان النبيلان لا يتبدلان ، خلايا القلب وخلايا الدماغ ، من هنا جاء أن الإنسان الذي يبدل قلبه بمشاعر أخرى جاؤوا بأحفاد هذا الذي بدل قلبه ما عرف أحفاده ، صار هناك تبدل بالذاكرة ، تبدل بالمشاعر ، حينما كثرت عمليات زرع القلوب صارت هذه المظاهر عامة ، لذلك صار إنساناً يكره هذه الأكلة كراهية شديدة فإذا هو يحبها ، هذا التبدل في الأحاسيس والمشاعر والأذواق ، تبدل بعد تبديل القلب ، فصار الدماغ مركز للمعلومات ، للأفكار والحقائق والتصورات ، مركز للمعلومات والعلم والقلب مركز للمشاعر ، لذلك الله عز وجل قال :

﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا ﴾

[ سورة الحج : 179 ]

القلب هو مركز المشاعر والأحاسيس والاتجاهات النفسية :

 لذلك أيها الأخوة الكرام ؛ بقي العلماء ردحاً طويلاً من الزمن في حيرة من هذه الآية:

﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا ﴾

[ سورة الحج : 179 ]

 فلما كشف أن القلب مركز العقل في الإنسان ، وإدراك الحقائق ، فيه خلايا تفوق خلايا الدماغ بخمسين ضعفاً تقريباً ، تجمع فيها الحقائق ، بل إن القلب في بعض الحالات يأمر الدماغ ، والدماغ أداة بيد القلب ، كل هذه الحقائق كشفت حديثاً على أثر زرع القلوب في الإنسان .
 أيها الأخوة الكرام ؛ هذه الحقيقة عن القلب ، القلب كنا نظنه مضخة ليس غير ، فإذا هو مركز المشاعر والأحاسيس والاتجاهات النفسية ، كل هذا يؤكد عظمة خلق هذا الإنسان.

 

فردية الإنسان من آيات الله الدالة على عظمته أيضاً :

 ومن آيات الله الدالة على عظمته في خلق الإنسان فردية الإنسان ، هذا الإنسان فرد ليس هناك إنسان آخر في الأرض من آدم إلى يوم القيامة يشبهه ، فمن علائم هذه الفردية بصمة أصبعه ، البصمة توقيع ، وهناك حديث طويل هذه البصمة فيها مئة علامة لو تشابهت عشر علامات من مئة لا تصلح هذه البصمة توقيعاً . الآن اكتشف العلماء أن لكل إنسان رائحة لجلده يتميز بها ، وحينما يشم بعض الحيوانات شديدي الرائحة جثة مقتول يبحثون عن القاتل من خلال الرائحة ، لذلك الرائحة أيضاً خاصة أخرى من خصائص فردية الإنسان ، له بصمة يد واحدة ، ولجلده رائحة يتميز بها عن غيره .
 ومن نقاط الفردية في الإنسان و التي تؤكد فرديته بلاسما الدم ، فالدم له تركيب خاص لكل إنسان ، وليس هناك إنسان يشبه تركيب دمه تركيب دم إنسان آخر في حياة البشر ، هذا أيضاً هوية وشهادة وفردية .
 ثم إن الحوين المنوي أيضاً يتميز لكل إنسان عن أي إنسان آخر ، هذا أيضاً من فردية هذا الإنسان ، قد يستمع في الهاتف إلى صوت صديقه يقول له : فلان ؟ فأنت في ذاكرتك يمكن أن تحمل مئات بل عدة مئات من الأصوات هذه كلها تؤكد فردية الإنسان . في القرآن الكريم آية فيها إشارة لطيفة إلى هذه الحقيقة ، قال تعالى :

﴿ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ﴾

[سورة القيامة : 4]

 أنا سمعت أن بعض المجرمين في العالم الغربي ينزعون جلد بصمتهم ، الذي حدث والشيء لا يصدق بعد أن نما لحم جديد أخذ البصمة السابقة كما هي ، وكأن هذا الختم لا بد منه للإنسان ، ثم يضاف شكل الوجه أحياناً كعلامة فارقة بين إنسانين ، إذاً هذه الخصائص التي تتميز بها شخصية الإنسان كبصمة اليد ، وقزحية العين ، ورائحة الجلد ، ونبرة الصوت، وبلازما الدم ، والحوين المنوي ، هذه كلها تؤكد فردية الإنسان ، وهذا يشير إليه قول النبي صلى الله عليه وسلم :

(( إن الله خلق آدم على صورته ))

[ مسلم عن أبي هريرة]

 أرجو الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه الحقائق إشارات علمية في خلق الإنسان ، ودليلاً على تعظيم الله عز وجل ، وأن هذا الإنسان مكرم عند الله ، كما أن الله فرد لا مثيل له جعل هذه الصفة في الإنسان ، وكما أن الله يريد أو لا يريد أعطى هذا الإنسان الحرية ، فهو يريد أو لا يريد ، هذا كله من تكريم الله للإنسان ، قال تعالى :

﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ﴾

[ سورة الإسراء: 70 ]

إخفاء الصور