وضع داكن
18-04-2024
Logo
برنامج ويتفكرون - الحلقة : 13 - القمح غذاء أساسي للإنسان وسوقه غذاء أساسي للحيوانات
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

القمح مادة أساسية في حياة الإنسان :

 بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
 أيها الأخوة المشاهدون ؛ قال تعالى :

﴿ قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ ﴾

[ سورة يوسف : 47 ]

 هذه الآية فيها إشارة إلى مادة غذائية مهمة جداً جداً ألا وهي القمح ، هذا القمح لأنه مادة أساسية في غذائنا ينبت في كل مكان ؛ في السهول ، والجبال ، والصحارى ، والسواحل ، والبلاد الباردة والحارة والمعتدلة ، من حكمة الله جلّ جلاله ، وهو أنواع منوعة قد تصل إلى أربعة آلاف نوع ، هذا القمح مادة أساسية له سنبلة فيها حبات القمح ، وله ساق ، الشيء الذي لا يصدق أن هذا الساق يعد غذاءً أساسياً جداً جداً للحيوانات ، هو العلف الأول في العالم ، كما أن السنبلة غذاء أساسي للإنسان ، ساق السنبلة غذاء أساسي للحيوان . الحقيقة أن هذه السنبلة ، أنا مرة رأيت بعيني مباشرة حبة قمح أنبتت خمساً وثلاثين سنبلة ، في إحدى السنابل خمسون حبة ، الحبة أنتجت ألفاً وسبعمئة وخمسين حبة ، الله عز وجل قال :

﴿ هَذَا عَطَاؤُنَا ﴾

[ سورة ص : 39 ]

 فلذلك هذا القمح مادة أساسية في حياة الإنسان ، ينبت في كل مكان ، في كل الأجواء والأصقاع والصحارى والسواحل والأغوار والجبال ، لأنه مادة أساسية للإنسان .
 الحقيقة أن هذا القمح له غلاف خارجي يساوي 9% من وزنه ، وله رشيم يساوي 2,5% من وزنه ، والباقي نشاء ، هو المادة الأولى في القمح ، الشيء الذي لا يصدق أن هذا الغشاء وهذا الرشيم في كل المواد الأساسية فيه المعادن ، فيه تقريباً سبعة معادن ، في ستة فيتامينات ، فيه شيء لا يصدق فيه سيليكون ، فيه حديد ، فيه فسفور ، مع الفيتامينات المتنوعة، فالإنسان المتحضر يظن أنه يفعل شيئاً وقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم :

﴿ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ﴾

[ سورة النساء : 119 ]

 ننزع عن القمح قشرتها ، وما فيها من رشيم ، ونكتفي بأصل القمحة نشاء فقط هو كما قال بعض العلماء غراء للمعدة ، فلذلك الخبز الأسمر الذي معه قشره هذا شيء دقيق جداً ، وقد ورد معي في السنة أن أول بدعة ابتدعها المسلمون بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم نخل الدقيق ، نخل الدقيق بدعة ، إذاً هذا القمح غذاء أساسي في الدرجة الأولى ، وسوقه غذاء أساسي للحيوانات .
 على كل حينما نعتمد تطبيق منهج الله في تناول هذه المادة كما خلقها الله عز وجل من دون تعديل أو تبديل ، من دون حذف أو إضافة ، نكون قد حققنا شيئاً مهماً في تطبيق منهج الله عز وجل .

 

كيفية تخزين القمح :

 على كل القرآن الكريم أشار ، قال تعالى :

﴿ قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ ﴾

[ سورة يوسف : 47 ]

 وكأن القرآن الكريم أشار إلى أن تخزين القمح يجب أن يكون في سنبله ، هذه إشارة لطيفة من الله عز وجل . على كل الحديث عن القمح حديث يطول ، غذاء أساسي ، غذاء متكامل ، غذاء يرفع من قيمة المردود الكبير لهذه المادة ، ولكن ينبغي أن نتقي الله في استعماله كما أراد الله عز وجل .

الآثار المترتبة على نقص غذائنا من قشر القمح آثار كبيرة جداً :

 لكن الآن هناك ملاحظة دقيقة مثلاً السيلكون يقوي الشعر ، القمح بقشره فيه فسفور وهو مادة أساسية للدماغ ، فيه حديد وهو مادة أساسية للدم ، فيه ستة فيتامينات ، هذه كلها أشياء تعد غذاءً أساسياً في حياة الإنسان ، فحينما يتوهم الإنسان أنه يصنع خبزاً أبيض اللون هذا غراء جيد فقط ، فلذلك الآثار التي تترتب على نقص غذائنا من قشر القمح آثار كبيرة جداً .

 

ما من شيء إلا و يسبح بحمد الله سبحانه :

 الشيء الدقيق أن مؤتمراً علمياً كبيراً جداً عقد في العراق في بغداد عام ألف وتسعمئة وسبعة وتسعين ، هذا المؤتمر أحد الأساتذة الكبار في هذه الجامعة صنع أربعة حقول وزرع بهذا الحقل قمحاً ، الشيء الذي يلفت النظر التربة نفسها ، السماد نفسه ، التروية نفسها ، حاول أن يجهد في أن تتساوى هذه الحقول الصغيرة تماماً بكل شيء ، وانتظر النتائج ، جاء بطالب من طلابه إلى الحقل الثاني قرأ القرآن في الأسبوع مرتين ، والحقل الثالث كلام فيه قسوة على النبات ، وفي الحقل الرابع مزق النبات ، والحقل الأول هو الضابط ، النتائج مرعبة ، نسبة نمو القمح الذي تلي عليه القرآن 44% زيادة ، والمحصول 33% ، والنسب الأخرى منخفضة جداً ، وهذا الكلام يؤكد قول الله عز وجل :

﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾

[ سورة الإسراء الآية: 44]

 وإن من شيء ، أي ما من شيء ، فهذا النبات كائن ، والإنسان كلما شفت روحه تعاطف مع من حوله ، دخل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بستان أنصاري ، رأى جملاً ذرفت عيناه ، فاقترب منه ومسح ذفريه وقال :

(( من صاحب هذا الجمل ؟ قال فتى من الأنصار: هو لي يا رسول الله ، قال له النبي الكريم : ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه))

[الطبراني عن عبد الله بن جعفر]

 فكلما ارتقى الإنسان عند الله صار شفافاً ، بحيث يتعامل مع خلق الله تعاملاً إيجابياً.
 اللهم اجعلنا من هؤلاء الذين عرفوا حقوقهم ، وحقوق غيرهم ، واستقاموا على أمرك ، اللهم اجعلنا من هؤلاء الذين عرفوك يا رب ، واستقاموا على أمرك ، فسعدوا في الدنيا والآخرة ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 

إخفاء الصور