وضع داكن
28-03-2024
Logo
برنامج ويتفكرون - الحلقة : 06 - أخفض نقطة في الأرض - المسافات بين النجوم
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

التطابق بين حقائق العلم و آيات القرآن الكريم :

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، أعزائي المشاهدين أخوتي المؤمنين ؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، مع درس جديد من دروس الإعجاز القرآني .
 الحقيقة أن المسافات لم تقاس بدقة بالغة إلا بعد أن كشفت أشعة الليزر ، هذه الأشعة تنطلق من جهاز وتصطدم وترجع ، تقس المسافة بدقة متناهية ، بعد أن اكتشف هذا الجهاز كشف العالم أن أعمق نقطة في الأرض هي غور فلسطين ، هذا الكشف لاحق بعد اكتشاف أشعة الليزر ، ومن خلال هذه الأشعة كشفت المسافة بين الأرض والقمر بدقة بالغة ، فبعد اكتشاف هذه الأشعة أشعة الليزر لقياس المسافات ، قال تعالى :

﴿ غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ ﴾

[ سورة الروم: 2-3]

 أي في أخفض مكان من الأرض ، ولأن هذه الأشعة كشفت أن غور فلسطين هو أخفض مكان في الأرض على الإطلاق ، وأن أخفض مكان في البحر خليج مريانة في المحيط الهادي ، فربنا عز وجل قال في كتابه :

﴿ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ ﴾

[ سورة الروم: 3]

 ونحن بعد ألف وأربعمئة عام كشفنا من خلال أشعة الليزر أن غور فلسطين أعمق نقطة في الأرض ، إذاً تطابق القرآن مع أحدث البحوث العلمية يؤكد قطعاً أن الذي خلق الأكوان وقنن القوانين هو الذي أنزل هذا القرآن ، هذا التطابق بين حقائق العلم مع آيات القرآن الكريم يدل على أن الخالق واحد ، فالذي خلق الكون هو الذي أنزل هذا القرآن ، فلا بد من أن يكون هناك تطابق تام بين آياته القرآنية وبين مخلوقاته التي كونها ، إذاً :

﴿ غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ ﴾

[ سورة الروم: 2-3]

 أي أن أعمق نقطة في الأرض هي غور فلسطين ، والآية أشارت إلى هذه الحقيقة قبل ألف وأربعمئة عام ، أما في البحر فهو خليج مريانة .

 

ضرورة الوقوف عند حقائق العلم وقفة متأنية :

 الشيء الثاني الذي يلفت النظر حينما ذكر الله عن الحج ، قال تعالى :

﴿ وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ ﴾

[ سورة الحج : 27]

 التصور من كل فج بعيد ، جاء من الصين ، جاء من أمريكا ، الآية تقول :

﴿ وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾

[ سورة الحج : 27]

 فما الحكمة من كلمة عميق بدل كلمة بعيد ؟ الحقيقة أن هناك ملمحاً دقيقاً في هذه الآية ، لأن التحرك على كرة هذا التحرك لن يكون مستقيماً ، لا بد من عمق ، فحينما ترسم خطاً على كرة لا بد من أن يكون هذا الخط منحنياً ، فيه عمق ، فيه خط طول وخط عرض ، هذه الإشارة الدقيقة جداً في القرآن الكريم :

﴿ وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ﴾

[ سورة الحج : 27-28]

 إذاً نحن حينما نقف عند حقائق العلم وقفة متأنية ، ونكتشف ماذا تعني هذه الآيات الألف والثلاثمئة التي وردت في القرآن الكريم ، والتي أشارت إلى حقائق الآن نكتشفها نعلم أن خلق الكون هو الذي أنزل هذا القرآن ، لذلك لسيدنا علي كلمة رائعة جداً يقول : " في القرآن آيات لما تفسر بعد ".
علم الأجنة لألف وأربعمئة عام يتطور في النهاية ، تصور وصل هذا العلم إلى أن الذي يحدد جنس الجنين ذكراً أو أنثى هو الحوين وليس البويضة ، فإذا رجعنا إلى كتاب الله يقول الله عز وجل :

﴿ وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى ﴾

[ سورة النجم : 45-45]

 إذاً كلما قرأنا آية وجدنا أن العلم في أحدث تطوراته ، وأحدث مكتشفاته يتطابق تطابقاً تاماً مع القرآن الكريم ، هذا يعد شاهداً قطعياً حتمياً على أن الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل هذا القرآن .

 

كلمة مواقع النجوم في القرآن الكريم من آيات الله الدالة على عظمته :

 أيها الأخوة الكرام ؛ ومن آيات الله الدالة على عظمته ، والتي ينبغي أن نتفكر بها كلمة مواقع النجوم في القرآن الكريم ، بين الأرض وبين أقرب نجم ملتهب عدا الشمس ، أربع سنوات ضوئية ، ماذا تعني أربع سنوات ضوئية ؟ الضوء يقطع في الثانية الواحدة ثلاثمئة ألف كيلو متر، في الدقيقة ضرب ستين ، بالساعة ضرب ستين ، باليوم ضرب أربع وعشرين ، بالسنة ضرب ثلاثمئة وخمسة وستين ، أربع سنوات ضرب أربع ، ابنك الصغير أيها الأخ المشاهد مع آلة حاسبة بدقيقتين فقط يحسب هذه المسافة بين الأرض وبين أقرب نجم ملتهب عدا الشمس، لو أردنا أن نصل إليها بمركبة أرضية وافترضنا افتراضاً علمياً أن هناك طريقاً إلى هذا النجم ، لاحتجنا إلى خمسين مليون عام ، خمسون مليون عام بمركبة أرضية تتجه نحو أقرب نجم ملتهب على الإطلاق ، متى نصل إلى نجم القطب أربعة آلاف سنة ضوئية ؟ كنا بأربع الآن أربعة آلاف ، متى نصل إلى مجرة المرأة المسلسلة ؟ مليونا سنة ضوئية ، متى نصل إلى بعض المجرات التي كشفت حديثاً ؟ ثلاثة عشر ألف مليون سنة ضوئية ، الآن افتح القرآن الكريم واقرأ قوله تعالى :

﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾

[سورة الواقعة : 75-76]

 لو تعلمون ، فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً ، ويظل المرء عالماً ما طلب العلم ، فإذا ظنّ أنه قد علم فقد جهل .
 بالمناسبة طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً ، بينما الجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً ، فإذا أردت التفوق ، والنجاح ، والفلاح ، والسعادة ، والإكرام الإلهي فعليك بطاعة الله عز وجل ، قال تعالى :

﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾

[ سورة الأحزاب: 71 ]

التفكر في آيات الله الكونية :

 من هنا أيها الأخوة الكرام ؛ إذا قرأنا القرآن الكريم ووقفنا عند بعض الآيات الكونية يجب أن نعلم أن هذه الآيات الكونية التي تشير إلى عظمة خلق الله عز وجل وهي ألف وثلاثمئة كأنها منهج التفكر في الإسلام ، كأن هذا المنهج منهج الله عز وجل ، ذكر هذه الآيات الصارخة الدالة على عظمته في القرآن الكريم فإذا وقفت عند آية كونية المرجو أن تتفكر فيها والآية تقول :

﴿ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾

[ سورة آل عمران: 191 ]

 أرجو الله عز وجل أن يكون هذا اللقاء الطيب بهذه المعلومات الدقيقة عن الكون باعثاً لنا لمعرفة الله عز وجل ، فإذا عرفت الله عرفت كل شيء ، وإن فاتتك هذه المعرفة فاتك كل شيء ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

إخفاء الصور