وضع داكن
28-03-2024
Logo
برنامج أطراف الحديث - الندوة : 1 - الحق والفطرة والصبغة .
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

هذا الشيخ الطاعن بالمعرفة ، الفتي في البحث ، قصر جهده على إنجاز سلسلة مدارج السالكين ، ثم تكلم في أسماء الله الحسنى ، وأفاض في الشمائل النبوية ، وكتب في الإعجاز القرآني ، هو أحد العلماء المعاصرين ، خطيب من الطراز الأول ، هو اليوم يتجاذب معنا أطراف الحديث محمد راتب النابلسي .
إننا على دين الحق سائرون ، ما الحق ؟

تعريف الحق :

الدكتور راتب :
الحقيقة الدقيقة أن كلمة الحق متداولة في القرآن كثيراً ، إلا أن هذه الكلمة لها تفسير دقيق

الحق هو الشيء الثابت والهادف ، أنا حينما أنشئ جامعة ، هذه الجامعة أنشأتها لتبقى فلا بد من بناء حجري وأساسات من أعلى مستوى ، السيرك شيء آخر وجد ليزول بعد أسبوعين، فالحق الشيء الثابت والهادف ، والباطل الشيء العابث والزائل ، لذلك كلمة الحق تتكرر كثيراً ، والله هو الحق ، لأن الله وجوده سرمدي أبدي ، لكن الحق يتناقض مع الشهوات ، يتوافق مع الفطرة ويتناقض مع الشهوة ، أي شيء أمرت به أنت برمجت وجبلت على محبته ، قال تعالى :

﴿ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ﴾

[ سورة الحجرات : 7]

نحن عندنا مصطلح الفطرة ومصطلح الصبغة ، فالفطرة أن تحب الحق لا أن تكون على الحق ، أن تحبه فقط .
المذيع:
أكثرهم للحق كارهون .
الدكتور راتب :
الحق يتناقض مع شهواتهم ، فالإنسان إما أن يعبد شهوته ، قال تعالى :

﴿ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ﴾

[سورة الفرقان: 43 ]

ما دام الإنسان المتفلت الشارد عن الله يعبد شهوته إذاً يكره الحق ، الحق له حدود ، الشهوة يمكن أن تمثل بمئة وثمانين درجة ، إلا أن الله سمح لك بمئة درجة ، والدليل الدقيق جداً، قال تعالى :

﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ ﴾

[ سورة القصص الآية : 50 ]

عند علماء الأصوال المعنى المخالف : الذي يتبع هواه – شهوته- وفق هدى الله لا شيء عليه .
المذيع:
شيخي ، قال تعالى :

﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾

[ سورة الشمس : 7-8]

فالنقل أن التقوى قرينة الإلهام ، كيف يكون الفجور إلهاماً ؟

 

الفرق بين الفطرة و الصبغة :

الدكتور راتب :
الحقيقة أن هذه النفس حينما تتعرف إلى الله تلهم فطرة طريق الفجور ، وطريق النجاة ، الإنسان عندما يرتكب خطأ كبيراً يستحي به ، لماذا يستحي به ؟ لأن منهج الله افعل ولا تفعل يتوافق مع فطرته ، فالإنسان حبب إليه الإيمان ، وزينه الله في قلوب الناس ، قال تعالى :

﴿ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ﴾

[ سورة الحجرات : 7]

فالفطرة أن تحب وأن تكره ، الفطرة في أصلها أن تحب الحق وتكره الباطل ، لكن الصبغة أن تكون كاملاً ، لأن الصبغة اشتقاق الكمال من الله عز وجل ، الفطرة في أصلها أن تحب الحق ولا تعني أنك على حق ، أن تحب العدل ولا تعني أنك عادل ، أن تحب الحق وأن تكره الباطل ، قال تعالى :

﴿ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ﴾

[ سورة الحجرات : 7]

أما الآية الأصيلة الوحيدة الدقيقة القاطعة الجامعة المانعة هي قوله تعالى :

﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾

[ سورة الروم: 30]

أنت حينما تقيم وجهك للدين حنيفاً هذا ما فطرت عليه ، هذا ما جبلت عليه .
المذيع:

(( وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ))

[مسلم عن النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ]

الشهوات حيادية ترقى بالإنسان أو تهوي به :

الدكتور راتب :
الإثم شهوة ، الإنسان حينما يريد أن يضاعف ربحه ويخلط الحليب بالماء هذا يكره أن يطلع عليه الناس ، يفعله سراً ، بالفطرة وبالصبغة وبالمنهج وبالقرآن وبالتنزيل هذا العمل فيه خطأ .

(( إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس..))

[متفق عليه عن النعمان بن البشير]

الحلال بين مثل الشمس الساطعة ، والحرام بين ، القتل حرام ، والسرقة حرام إلى آخره ، البطولة أن نبتعد عن الشبهات والشهوات ، الشبهة فيها جانب حق وجانب باطل ، والشهوة فيها جانب حق و جانب باطل ، أنا مرة لي جار في الشام زرته مرة هو شيخ العلماء ، قال لي : عندي ثمانية وثلاثون حفيداً معظمهم أطباء وحفّاظ كتاب الله ، هذا إنسان لبى الحاجة البيولوجية تزوج امرأة ، أنجب شباباً ، وأنجب بنات ، الشباب جلبوا له الكنائن ، والبنات جلبن الأصهار ، والأحفاد ثمانية وثلاثون حفيداً ، هذا الهرم المبارك سببه علاقة بيولوجية بين شخصين ، فالشهوة حيادية يمكن أن ترقى بالشهوة إلى أعلى عليين ، ويمكن أن تهوي بها إلى أسفل سافلين ، تماماً كالبنزين في السيارة ، إذا وضع في المستودع المحكم ، وسار في الأنابيب المحكمة ، وانفجر في الوقت المناسب والمكان المناسب ، ولّد حركة نافعة قد تقلك إلى مكان جميل،، أما إذا صبّ هذا الوقود على المركبة ، وأصابته شرارة ، أحرق المركبة ومن فيها ، فنحن بالشهوات نرقى إلى رب الأرض والسموات .
المذيع:
لماذا خلق الله الشيطان ؟

كمال الخلق يدل على كمال التصرف :

الدكتور راتب :
الشيطان أحياناً له دور إيجابي ، يغفل عنه معظم الناس

لو أحد اشتهى شهوة محرمة ، هذه الشهوة حجبته عن الله عز وجل ، حبك الشيء يعمي ويصم ، فحينما تخرج هذه الشهوة وتنقضي يرتاح منها ، يأتي العقاب بعدها فيتوب إلى الله ، فلولا الشيطان الذي زين له هذه الشهوة وفعلها وشفي منها وارتقى إلى الله بعدها لما كان ذلك ، هناك حكمة كبيرة جداً ، وأخيراً إن الله عز وجل كماله مطلق ، وكل أفعاله تابعة لكماله ، السبب أن كمال الخلق يدل على كمال التصرف ، ما دام هناك إله ، هذا الكون معجز ينبغي استنباطاً أن تكون أفعاله معجزة ، إلا أن الكون واضح جلي لا خلاف فيه إطلاقاً ، أفعاله تحتاج إلى تفسير ، و إلى تأويل ، لذلك قال تعالى :

﴿ بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ﴾

[ سورة يونس : 39 ]

أنت عندما ترى رجلاً يضرب طفلاً ، قد يكون ابنه ، قد يكون ضبطه بمخالفة كبيرة، أنت لا تعلم التفاصيل لك الظاهر ، فالبطولة أن نعرف الحقيقة ، وإذا عرفنا الحقيقة وصلنا إلى الله عز وجل ، لكن معرفة خلقه سهلة جداً ، أما أفعاله فتحتاج إلى معرفة بخلقه ، لأن كمال الخلق يدل على كمال التصرف ، نرى بحياتنا مشاهد مؤلمة جداً ، لكن حينما نرى أن هذه المشاهد سوف تكون سبب لسعادة أبدية نقبلها ، ابن مقصر في الدراسة تلقى تأديباً من والده فلما أدبه والده تابع الدراسة وصار طبيباً ، فتح عيادة ، في أثناء تلقيه الدخل الفلكي من المرضى ، ومركبته على الباب ، ومتزوج ، وعنده بيت ، ومكانته رفيعة ، ودخله كبير ، يذكر أن والده فيما مضى لما قصر في الدراسة ضربه هذا الضرب هو النعمة الباطنة ، قال تعالى :

﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾

[ سورة لقمان : 20 ]

العطاء المألوف نعمة ظاهرة أما التربية فنعمة باطنة ، قال تعالى :

﴿ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾

[ سورة السجدة: 21]

الهدى البياني أول مرحلة يسلكها الله مع عباده :

لذلك ربنا عز وجل يسلك مع عباده مراحل دقيقة جداً ، أول مرحلة الهدى البياني ، أنت صحيح مرتاح في البيت مع أهل بيتك وأولادك ، تستمع إلى ندوة تلفزيونية ، أو تستمع إلى خطبة من شيخ ، أو تقرأ كتاباً ، تتأثر ، هذه مرحلة أولى ، أرقى مرحلة ، الهدى البياني ، أنت بكامل صحتك ونجاحك ، وعندك زوجة وأولاد ، و لا يوجد عندك أية مشكلة ، لكن اطلعت على موضوع ديني ، أو استمعت إلى خطاب ديني رائع جداً ، أو حضرت في جامع فاستمعت إلى درس في التفسير رائع جداً ، هذه المرحلة الأولى دقيقة جداً هي الهدى البياني ، لكن الموقف الكامل من الهدى البياني أن تستجيب ، قال تعالى :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكم ﴾

[ سورة الأنفال: 24 ]

الإنسان من دون هدى ميت ، قال تعالى :

﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ﴾

[ سورة النحل: 21 ]

ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت ميت الأحياء
***

هذا الهدى البياني ، فالإنسان بالهدى البياني الموقف الكامل أن يستجيب والآية واضحة ، قال تعالى :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكم ﴾

[ سورة الأنفال: 24 ]

معنى هذا أن الإنسان يكون حياً إذا عرف الله ، وإلا قال تعالى :

﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ﴾

[ سورة النحل: 21 ]

المذيع:
ولكنه محكوم بغواية الشيطان .

 

الإنسان مصمم لمعرفة الله عز وجل :

الدكتور راتب :
الجواب قوله تعالى :

﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم ﴾

[ سورة إبراهيم: 22 ]

إذا كان هناك إنسان يرتدي ثياباً بيضاء في الصيف من أعلى مستوى ، وقميصاً من أعلى مستوى ، وحذاء من أعلى مستوى ، أعلى درجة في الثياب نزل في بركة سوداء ، مياه مجارير ، وذهب إلى أن يشتكي على أحد من الناس ، فقال له المحقق : هل أمسك بك ووضعك في هذه الحفرة ؟ قال : لا والله ، قال له : هل دفعك ؟ قال : لا والله ، فقال : لم تشتكي عليه ؟ فقال له : قال لي انزل فنزلت ، قال تعالى :

﴿ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ﴾

[ سورة إبراهيم: 22 ]

لو أن الله سبحانه وتعالى أجبرنا على المعصية بطل العقاب .
المذيع:
كأنك تقول : إن خلق الشيطان ضرورة ؟
الدكتور راتب :
بشكل او بآخر ، عفواً أولاً : الإنسان لما جبل على حبّ الخير ، يحاسب على فطرته ، هذه فطرة هو خالف فطرته ، هذه المركبة - مرسيدس مثلاً - مصممة لطريق معبد ، كل ميزاتها تكتشفها بهذا الطريق ، لو سرت فيها بطريق وعر هناك حفر وأحجار وآكام ومشكلات تتكسر ، هذه المركبة مصممة للطريق المعبد ، هذا الإنسان مصمم لمعرفة الله ، فإذا عرفه سعد بكل شيء ، كيف أن بيتاً فيه ثلاجة ، ومروحة ، ومكرويف ، كل الأجهزة في البيت لكن لا يوجد كهرباء ، فكل هذه الأجهزة لا قيمة لها ، أصبحت عبئاً .
المذيع:
هل عرفت الله حقاً ؟
الدكتور راتب :
أنا لا أجرؤ أن أقول ذلك ، لأنه لا يعرف الله إلا الله ، لكن ما سوى الله يعرفه بنسب متفاوتة .
المذيع:
هل سكت الله سبحانه وتعالى على أشياء في الدنيا في التفاسير ؟

 

سكوت الله عز وجل عن أشياء كثيرة رحمة بنا :

الدكتور راتب :
طبعاً عندنا أمر ، ونهي ، وعندنا سنة مؤكدة ، وسنة غير مؤكدة ، وعندنا مستباح حلال ، وعندنا مكروه تنزيهاً ، 

ومكروه تحريماً ، وحرام ، عندنا عشر مراتب

هناك أشياء سكت الله عنها سكوتاً كلياً رحمة بنا ، أنت ترتدي ثياباً باللون الأزرق وأنا كذلك ، يا ترى هل هناك أمر إلهي باللون الأزرق ؟ قضية أذواق ، هناك أشياء سكت الله عنها رحمة بنا ، فلذلك لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ، كلما زدنا سؤالاً الدائرة ضاقت علينا ، وأوضح مثل بني إسرائيل مع البقرة ، قال لهم : بقرة ، ما لونها ؟ ما شكلها ؟ أصبحت البقرة التي ينبغي أن يذبحوها غالية جداً .
المذيع:
ولكنك أنت كنت سائلاً كبيراً ، باحثاً ، كنت تسأل دائماً .

 

العقيدة الإسلامية لا تقبل إلا تحقيقاً :

 

الدكتور راتب :
لأن الله عز وجل ما قال : فقولوا : لا إله إلا الله ، قال تعالى :

﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾

[ سورة محمد: 19 ]

العقيدة لو أنها صحيحة لا تقبل تقليداً :

﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾

[ سورة محمد: 19 ]

لا تقبل إلا تحقيقاً ، قضية خطيرة تبنى عليها نتائج خطيرة للأبد ، هذا الأبد يحتاج إلى يقين ، قال تعالى :

﴿ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴾

[ سورة التكاثر : 5]

لا بد من علم اليقين ، هناك وهم يقدر بثلاثين بالمئة ، وشك بخمسين بالمئة ، وظن بتسعين بالمئة ، وغلبة ظن بتسعة وتسعين بالمئة ، وهناك قطع ، فيما يتعلق بالدين لابد من القطعيات ، علاقة بين متغيرين ، مقطوع بصحتها ، توافق الواقع ، عليها دليل .
المذيع:
لكن الشك أساس اليقين .
الدكتور راتب :
الشك طريق لليقين ، لكنه ينتهي باليقين .
المذيع:
هكذا قال ديكارت .
الدكتور راتب :
ديكارت ليس رسولاً ولا نبياً .
المذيع:
وابن رشد أيضاً .

 

الكلمة في القرآن لها معان كثيرة يحكمها السياق والسباق واللحاق :

الدكتور راتب :
أنت تقول لي آية أو حديث ، أنا أخضع لآية أو حديث ، لأن القرآن قطعي الثبوت دوري معه أن أفهمه ، وأن أطبقه ، والحديث الشريف ظني الثبوت لي معه أدوار ثلاثة ، أن أتأكد من صحته ، ثم أن أفهمه ، ثم أن أطبقه .
المذيع:
إن بعض الظن إثم .
الدكتور راتب :
لا ، بعض الظن بمعنى آخر ، بعض الظن قال تعالى :

﴿ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ﴾

[ سورة الحاقة : 20]

كلمة الظن تعني اليقين وتعني الشك ، بحسب السياق والسباق واللحاق .
المذيع:
أي مرحلة وصلت سيدي ؟
الدكتور راتب :
قبل أن أقول لك ، أنت إذا قلت لإنسان وهو في المسبح رشه ، ماذا تعني رشه ؟
المذيع:
رشه بالماء .
الدكتور راتب :
هو بالمسبح ، وإذا كان في ساحة معركة وقلت له : رشه ؟
المذيع:
بالنار .
الدكتور راتب :
من يحدد أن اقتله أو صب عليه الماء ؟ السياق والسباق واللحاق ، فالكلمة في القرآن لها معان كثيرة ، يحكمها السياق والسباق واللحاق .
المذيع:
بأي مرحلة أنت الآن دكتور نابلسي ؟
الدكتور راتب :
أنا لا أعلم سيدي ، أحد التابعين قال : التقيت بأربعين صحابياً ما منهم واحد إلا وهو يظن نفسه منافقاً ، من شدة عظمة الله عز وجل ، لا أحد يستطيع أن يقول : أنا أعرف الله إلا بقدر ما أستطيع ، أنا حريص حرصاً لا حدود له على طاعة الله .
المذيع:
دعنا في آياته ، هناك آيات كونية في الآفاق ، وآيات بالأنفس ، أنا أرى أنك عدت إلى موسوعات كبيرة لتبين عظمة الله وخلقه ؟

 

آيات الله في الكون تبين عظمته و خلقه :

الدكتور راتب :
طبعاً ، بين الأرض وبين أقرب نجم ملتهب عدا الشمس أربع سنوات ضوئية ، ماذا تعني السنة الضوئية ؟ الضوء يقطع في الثانية الواحدة ثلاثمئة ألف كيلو متر ، في الدقيقة ضرب ستين ، بالساعة ضرب ستين ، باليوم ضرب أربع وعشرين ، بالسنة ضرب ثلاثمئة وخمسة وستين ، أربع سنوات ضرب أربع ، ابنك الصغير بدقيقتين مع آلة حاسبة يحسب لك المسافة بين الأرض وبين أقرب نجم ملتهب .
لو أن هناك مركبة إلى هذا النجم ، هذا اسمه افتراض علمي ، وانطلقنا إلى هذا النجم نحتاج إلى خمسين مليون سنة ، خمسون مليون سنة من أجل أن نقطع أربع سنوات ضوئية ، بعد الأرض عن نجم القطب أربعة آلاف سنة ضوئية ، بعد الأرض عن مجرة المرأة المسلسلة مليونا سنة ضوئية ، بعد الأرض عن أحدث مجرة مكتشفة ثلاثة عشر ألف مليون سنة ضوئية .
اسمع القرآن :

﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾

[سورة الواقعة: 75-76]

أي بالمسافات بين النجوم ، هذا الإله العظيم يعصى ؟ ألا يخطب وده ؟ ألا ترجى جنته ؟ ألا تخشى ناره ؟

أطع أمرنا نرفع لأجلك حجبنـــــــا فإنا منحنا بالرضا مـــن أحبنــــــــــــا
ولذ بحمانا واحتمِ بجنـــابنـــــــــــــــا لنحميك مما فيه أشرار خلقنــــــــــا
وعن ذكرنا لا يشغلنك شاغــــــــل وأخلص لنا تلقى المسرة و الهنــا
وسلِّم إلينا الأمر في كلِّ ما يكن فما القــــــرب والإبعاد إلا بأمرنـــــا
فـلو شاهدت عيناك من حسنن ــا الذي رأوه لما وليت عنا لغيرنـــا
ولو سمعت أذناك حسن خطابنا خلعت عنك ثياب العجب وجئتـنــا
ولو نسمت من قربنا لك نسمـة لمـــــــــــــــــت غريباً واشتياقاً لقربنـا
ولو لاح من أنوارنـا لـك لائــــــــحٌ تركـــــــــــــــت جميع الكائنات لأجلنا
فما حبنا سهل وكل من ادعــــى ســـــــــــــهولته قلنا له قـــــد جهلتنا
***

فهذا التابعي الذي التقى بأربعين صحابياً قال : " ما رأيت واحداً منهم إلا ويظن نفسه منافقاً " . الإنسان كلما حاسب نفسه حساباً عسيراً كان حسابه يوم القيامة يسيراً ، أما الإنسان يقيّم نفسه تقييماً دقيقاً دقيقاً فهذا مستحيل ، قال تعالى :

﴿ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً ﴾

[سورة الإسراء:17]

المذيع:
كم استغرق نيل آرم سترونغ حتى بلغ سطح القمر ؟
الدكتور راتب :
كم ساعة ؟
المذيع:
كم ساعة ؟
الدكتور راتب :
أعتقد ستاً وثلاثين ساعة هكذا أعتقد حتى وصل إلى القمر .
المذيع:
يوم بلغ آرم سترونغ هل أدركت عظم هذا الإنجاز ؟
الدكتور راتب :
القمر يبعد عن الأرض ثانية ضوئية ، ثلاثمئة وستون كيلو متراً ، يبعد القمر عن الأرض ثانية ضوئية واحدة .
المذيع:
أريد أن أتعرف عن انطباعك حينما بلغ آرم سترونغ القمر .

 

الإنسان هو المخلوق الأول و المكرم و المكلف :

الدكتور راتب :
الإنسان المخلوق الأول ، والمكرم ، والمكلف ، الله أعطاه عقلاً ، أعطاه شهوة ، أعطاه فطرة ، أعطاه منهجاً ، أعطاه 

حرية ، هذه مقومات التكليف

الكون الثابت الأول ، ينطق الكون بوجود الله ، ووحدانيته ، وكماله ، في كل شيء الكون ينطق بوجود الله وكماله ووحدانيته ، فهذا الإنسان حينما يعرف الله ، من عرف الله عرف كل شيء ، عندما يكون هناك نافذة زجاجية أقول : هذه النافذة تنطق بجمال هذه المدينة ، هذا المعنى الذي أردته ، فهذا الإله العظيم منحنا نعمة الإيجاد ، ومنحنا نعمة الإمداد ، أمدنا بأسباب الحياة ، أمدنا بالهواء ، بالطعام ، بالشراب ، بالزوجة ، بالأولاد ، هذه نعمة الإمداد ، ثم أمدنا بالهدى والرشاد ، نحن نتمتع بنعمة الإيجاد ، ، ونعمة الإمداد ونعمة الهدى والرشاد ، فإذا عرفنا الله عرفنا كل شيء .

(( ابن آدم اطلبني تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء .... ))

[ تفسير ابن كثير]

(( إني والإنس والجن في نبأ عظيم ، أخلق ويعبد غيري ، وأرزق ويشكر سواي ، خيري إلى العباد نازل ، وشرهم إليّ صاعد ، أتحبب إليهم بنعمي وأنا الغني عنهم ، ويتبغضون إليّ بالمعاصي وهم أفقر شيء إلي ، من أقبل عليّ منهم تلقيته من بعيد ، ومن أعرض عني منهم ناديته من قريب ، أهل ذكري ، أهل مودتي ، أهل شكري ، أهل زيادتي ، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي ، إن تابوا فأنا حبيبهم ، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب ، الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد ، والسيئة بمثلها وأعفو ، وأنا أرأف بعبدي من الأم بولدها ))

[البيهقي والحاكم عن معاذ، والديلمي وابن عساكر عن أبي الدرداء ]

من عرف الله عرف كل شيء ومن فاتته المعرفة فاته كل شيء :

آية من آيات الله ، أخي الكريم ؛ الشمس تكبر الأرض بمليون وثلاثمئة ألف مرة ، أي جوف الشمس يتسع لمليون وثلاثمئة ألف أرض ، بين الشمس والأرض مئة وستة وخمسون مليون كيلو متر، وفي قوله تعالى :

﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ﴾

[ سورة البروج : 1 ]

الأرض في دورتها حول الشمس تمر باثني عشر برجاً ، من هذه البروج برج العقرب، كنت مرة في أمريكا ودخلنا إلى قبة سماوية ، هناك خطوط بين النجوم كأنها عقرب بالضبط ، في هذا البرج - برج العقرب - نجم صغير أحمر متألق اسمه قلب العقرب يتسع للشمس والأرض مع المسافة بينهما ، أهذا الإله العظيم يٌعصى ؟ أهذا الإله العظيم ألا يخطب وده ؟ ألا ترجى جنته ؟ ألا تخشى ناره ؟ من هنا : من عرف الله عرف كل شيء ، ومن فاتته المعرفة فاته كل شيء .
المذيع:
من أين لك هذا شيخي ؟

 

القراءة جزء أساسي من طلب العلم :

الدكتور راتب :
والله أنا أقرأ كثيراً .
المذيع:
دلني على ما تقرأ ؟
الدكتور راتب :
القراءة جزء أساسي من طلب العلم .
المذيع:
مصدرك الأساسي من أين ؟
الدكتور راتب :
معظم الكتب تقريباً ، أقرأ كتباً علمية .
المذيع:
الموسوعة البريطانية مثلاً ؟
الدكتور راتب :
الموسوعة الأمريكية لايف ، هذه لها طبعة باللغة العربية أنا أعتقد أن هذه من أدق الموسوعات في العالم ، هناك مجلد عن الكون ، عن الأرض ، عن الطيور ، عن الأسماك .
المذيع:
تحضر برامجاً في التلفزيون ؟
الدكتور راتب :
قليلاً .
المذيع:
ديسكافري مثلاً ، جيوغرافيك مثلاً .

أصل الدين معرفة الله :

الدكتور راتب :
أتابعها أحياناً ، لذلك أصل الدين معرفة الله ، الله عز وجل لا يرى بالعين ، لا تدركه الأبصار ولكن العقول تصل إليه ولا تحيط به ، وبين أن تصل وبين أن تحيط مسافة كبيرة، العقول تصل إليه ولا تحيط به

لذلك الله عز وجل حينما ثبت أنه لا تدركه الأبصار جعل الكون شاهداً ودليلاً على وجوده ، ووحدانيته ، وكماله ، ما دام الكون دليلاً صار التفكر في خلق السموات والأرض أقصر طريق إلى الله وأوسع باب ندخل منه على الله ، والآية تقول :

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾

[ سورة آل عمران: 190-191 ]

ويتفكرون تحتها أربعة خطوط .
المذيع:
ما الآيات ؟

 

التفكر في آيات الله أقصر طريق إليه سبحانه :

الدكتور راتب :
قال تعالى :

﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾

[سورة الجاثية: 6]

لا يوجد طريق إلى الله إلا التفكر في آياته ، الآيات آيات كونية ، وآيات تكوينية ، وآيات قرآنية ، قال تعالى :

﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾

[سورة الجاثية: 6]

الآيات هكذا .
المذيع:
والآلاء ؟
الدكتور راتب :
تقترب منها .
المذيع:

﴿ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾

الدكتور راتب :
بارك الله بكم ونفع بكم .
المذيع:
إننا على دين الحق سائرون ، ما الحق ؟

 

آيات الله الدالة على عظمته كونية و تكوينية و قرآنية :

الدكتور راتب :
بأي آيات ربكما تكذبان ، فالآية هي العلامة الدالة على عظمة الله ، عندنا آية كونية ، الشمس والقمر والليل والنهار والنجوم ، عندنا آية تكوينية أفعاله ، وعندنا آية قرآنية كلامه ، فأنت مع آية كونية أو تكوينية أو قرآنية ، وكل هذه قنوات سالكة لمعرفة الله عز وجل.

الأرض حينما تدور حول الشمس تدور في مسار بيضوي ، إهليلجي ، وهذا الشكل البيضوي له قطران ؛ قطر أصغر وقطر أكبر ، الأرض في القطر الأطول واتجهت نحو القطر الأصغر ، المسافة سوف تقل بينها وبين الشمس ، قانون الجاذبية كما تعلم متعلق بالكتلة والمسافة ، فلما قلت المسافة تنجذب الأرض إلى الشمس ، وإذا انجذبت الأرض إلى الشمس تبخرت في ثانية واحدة ، ما الذي يحصل ؟ ترتفع سرعة الأرض لينشأ من سرعة الأرض قوة نابذة تكافئ القوة الجاذبة فتبقى على مسارها ، قال تعالى :

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾

[ سورة فاطر : 41 ]

الآية دقيقة جداً تبقى الأرض على مسارها حول الشمس لأنها حينما اقتربت من الشمس رفعت سرعتها ، فلما رفعت سرعتها نشأت من رفع السرعة قوة نابذة تكافئ القوة الجاذبة الجديدة من قربها من الشمس ، فلما ابتعدت عنها تخفض سرعتها لينشأ من خفض السرعة قوة نابذة أقل تكافئ القوة الجاذبة الأقل فتبقى على مسارها .
المذيع:
وكل في فلك يسبحون .
الدكتور راتب :
هذه من آيات الله الدالة على عظمته .
شيء آخر ، قال تعالى :

﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾

[سورة الرعد : 2]

أنا أقول : ائت بقطعتي مغناطيس ضعهما على سطح بلور ، وائت بكرة هل تستطيع أن تضع هذه الكرة في النقطة المنصفة بالضبط ؟ لو زاحت عشر الميلمتر لن تتوازن ، أما هذا الكون فهو متوازن كيف حصل هذا ؟ الأجرام السماوية متفاوتة بالحجم والوزن و المسافة ومع ذلك المحصلة توازن كوني ، هذا التوازن أصعب مليار مرة من أن تحمل الشيء ، أنت معك كيس فيه مسامير حمله سهل أما تعليقه في الفضاء وكل مسمار بحسب موقعه فيه قوتان متكافئتان يبقى بمكانه هذا شيء يفوق حدّ الخيال ، من هنا وجدنا أنه لا طريق إلى معرفة الله إلا الآيات الكونية ، التفكر في خلق السموات والأرض أوسع باب لمعرفة الله ، وأقصر طريق لأنه يضعك وجهاً لوجه أمام عظمة الله .

 

الحكمة من عدم تفسير النبي الكريم الآيات الكونية :


سؤال دقيق ؛ أنت أمام آية فيها أمر ينبغي أن تأتمر بديهة

آية فيها نهي ينبغي أن تنتهي ، آية تذكر نبياً سابقاً ينبغي أن تتعظ ، ماذا تفعل بألف وثلاثمئة آية تتحدث عن الكون والإنسان ؟ ما الموقف منها ؟ الشيء الذي لا يصدق ويلفت النظر أن النبي في أي موضوع له مئات الأحاديث إلا في هذه الآيات لا يوجد أي حديث لماذا ؟ الحقيقة الحكمة بالغة جداً ، لو فسرت هذه الآيات تفسيراً مبسطاً يفهمه الصحابة وقتها لأنكرنا نحن عليه هذا التفسير، ولو فسرها تفسيراً حقيقياً كما هي عليه لأنكر عليه أصحابه ، تركت هذه الآيات إما باجتهاد من النبي ، أو بوحي من الله لم تفسر .
المذيع:

﴿ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ﴾

[ سورة الملك: 5 ]

ما التفسير العلمي وفق القرآن لسقوط النيازك والشهب ، هل هي رجوم للشياطين ؟

 

الغيب لا يعلمه إلا الله :

الدكتور راتب :
حسب القرآن كذلك .
المذيع:
كذلك !
الدكتور راتب :
حسب القرآن كذلك ، هناك نقطة دقيقة ؛ الغيب لا يعلمه إلا الله ، وقد أعلم نبيه أو ذكر في القرآن بعض الغيب ، فأنا ليس في مقدوري ولا أستطيع بل ولا يسمح لي أن أضيف على المعنى الذي جاء في القرآن والسنة شيئاً ، فهذه رجوم للشياطين .
المذيع:
هذه السماء الدنيا .
الدكتور راتب :
السماء السابعة لا تعني الرقم تعني الكثرة ، نحن باللغة العامية نقول : قلت لك مئة مرة لا أريد أن آكل ، ستون أو مئة ، كل بلد له رقم للتكثير ، فرقم سبعة في القرآن للتكثير لا يعني الرقم بالضبط ، ويعني الكثرة .

خاتمة و توديع :

المذيع:
سوف نتحدث بالجزء الآخر عن الأعداد والأرقام ونعم الله ، شكراً لك دكتور .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور

   

موضوعات متعلقة