- أحاديث رمضان
- /
- ٠18رمضان 1435 هـ - خواطر إيمانية
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
التجارة مع الله أربح شيء في الحياة :
أيها الأخوة الأحباب ؛ الحديث اليوم هو قول النبي صلى الله عليه وسلم :
(( من علم علماً فله أجر من عمل به ، لا ينقص من أجر العامل شيئاً ))
لذلك الله عز وجل يقول :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾
للتوضيح : عقب عيد الفطر السعيد ، زرت أحد أقربائك ، عندهم ابن صغير ، قال لك : أنا معي مبلغ عظيم ، كم تقدر هذا المبلغ ؟ قد يكون خمسين ديناراً أو مئة دينار ، جمع عيدياته من
أقربائه ، لو أن مسؤولاً كبيراً بالبنتاغون صرّح : أعددنا لحرب العراق مبلغاً عظيماً ، نفس الكلمة قالها طفل : قدرتها بمئة دينار ، أو خمسين ديناراً ، وقالها مسؤول كبير بالبنتاغون قدرتها بمئتي مليار دولار ، فإذا قال الله عز وجل خالق الأكوان :
﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾
معنى ذلك الفوز العظيم أن تعرف الله ، إنك إذا عرفته عرفت كل شيء ، وإن فاتتك معرفته فاتك كل شيء ، فلذلك الله عز وجل يريدنا أن نتاجر معه ، أي التجارات بالأرض الربح بها يقدر باثني عشر أو خمسة عشر بالمئة ، أعلى شيء عشرون بالمئة، إذا كان بالمئة مليار ، فهذا شيء لا يصدق .
((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ))
((من قامَ رمضانَ إيمانا واحتسابا غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ ))
أي أربح شيء في الحياة أن تتاجر مع الله ، فهذا الحديث :
(( من علم علماً فله أجر من عمل به ، لا ينقص من أجر العامل شيئاً))
الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم :
لكن لئلا يتوهم أحدكم ، أخي أنا لست داعية ، أنا لست دارساً ، أنت ألا تحضر خطبة الجمعة ؟ ألم تستوعب شيئاً من الخطبة ؟ لا آية ، ولا حديثاً ، ولا قصة ، ولا حكماً فقهياً ، أي شيء استوعبته أعه مساء مع أولادك ، مع زوجتك ، أو بالمحل مع شركائك ، أو بلقاء أسبوعي مع أصدقائك حدثهم بما سمعت ، هذه الدعوة إلى الله تعد فرض عين على كل مسلم ، فرض عين ، أنا أقول لإنسان مثلاً : لماذا تصلي ؟ يقول : الصلاة فرض يا أستاذ ، وأنا أؤكد لك الآن أن الدعوة إلى الله ، لكن في حدود ما تعلم فقط ، ومع من تعرف ، الدعوة إلى الله في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف فرض عين على كل مسلم ، والدليل :
(( من علم علماً فله أجر من عمل به ، لا ينقص من أجر العامل شيئاً ))
الآية :
﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾
(( يا علي لأن يهدي الله على يديك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس ))
(( خير لكَ من حُمْرِ النَّعَم ))
((لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من الدنيا وما فيها ))
هذا كلام رسول الله ، أقول لكم كلمة : سيدنا سعد يقول : " ثلاثة أنا فيهن رجل - أي بطل - وفيما سوى ذلك فأنا واحد من الناس ، ما صليت صلاةً فشغلت نفسي بغيرها حتى أقضيها، ولا سرت بجنازة فحدثت نفسي بغير ما تقول حتى أنصرف منها - الشاهد - وما سمعت حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا علمت أنه حق من الله تعالى " لذلك :
((لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من الدنيا وما فيها ))
فيها مليارات ، فيها قصور ، فيها مركبات ، فيها طائرات خاصة ، فيها أشياء لا تعد ولا تحصى ، خير لك من الدنيا وما فيها ، وخير لك من حمر النعم ، وخير لك مما طلعت عليه الشمس ، هذه الدعوة إلى الله فرض عين ، هناك شاهد يؤكدها :
((بلِّغُوا عني ولو آية ))
الشاهد الثاني القوي جداً :
﴿ وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾
أقسم الله لهذا المخلوق الأول الذي هو في حقيقته زمن ، فجاء جواب القسم :
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾
ورحمة الله في إلا :
﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾
فالدعوة إلى الله فرض عين في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف ، فرض عين على كل مسلم ، في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف .
هناك إنسان من إخواننا الكرام يجلس مع أهله ، مع زوجته ، مع أولاده ، مع أصحابه ، مع أقرانه ، مع أصدقائه ، بالعيد ، بغير العيد ، سهرة أسبوعية ، هذه الجلسة :
((لا يَقْعُدُ قومٌ يذكرون الله عزَّ وجلَّ إِلا حَفَّتْهُم الملائكةُ ، ونزلت عليهم السكينةُ ، وذكرهم الله فيمن عنده ))
((ما من قوم يقومون من مَجلس لا يَذكرونَ اللهَ فيه إِلا قاموا عن مثلِ جيفة حمارٍ))
الحيوان إذا مات ومضى على موته فترة ، له رائحة لا تحتمل ، فهذا المجلس اجعله مجلس أنس ، مجلس ذكر ، مجلس رحمة ، الله قال :
﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾
من ذكره الله منحه الأمن و الطمأنينة :
أيها الأخوة ؛ تقول لي : أنا أمّي ، والله عندي أخ بالشام أمّي لا يقرأ ولا يكتب ، يأخذ عشرة سيديات لأقربائه ، و يقول لهم : اسمعوهم ثم أعيدوهم لي ، ليعيرهم لإنسان آخر ، أحضر لي إلى المسجد عدداً من الأخوة و التزموا عندي ، وهو غير متعلم كلياً ، أنت إما أن تتكلم أو أعط شيئاً يسمعه الإنسان ، أو يقرؤه ، اعمل حركة لوجه الله ، أنت يجب أن تكون صاحب رسالة ، لا تشعر بقيمتك الإنسانية ، لا تشعر أنك مخلوق أول عند الله ، إلا إذا معك رسالة ، إذا لم يكن معك رسالة فالحياة تنقضي بتفاهة ، أي :
(( إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها ))
اسمع كلام الناس بلقاءاتهم لا يوجد شيء ، أخبار فقط ، بعد ذلك لا تستطيع أن تقف لأنه لا يوجد خبر سار ، أي إذا كان انغمست بالأخبار يجب أن يكون لك حال مع الله ، نشاط ، نشاط يسمو بك ، أنت لك شأن خاص ، ولك شأن عام ، إذا كنت مهتماً بالشأن الخاص فقط لا ترقى عند الله ، لا ترقى عند الله إلا إذا اهتممت بالشأن العام ، الشأن العام يعني الدعوة إلى الله :
﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً ﴾
فكلما حضرت خطبة يجب أن يكون معك دفتر صغير بجيبك ، تكلم الخطيب عن آية، وكان تفسيرها رائعاً كتبتها عندك ، ذكر قصة ، ذكر حكماً فقهياً ، الآن أنت جالس في البيت أخواتك زاروك ، أصدقاؤك زاروك ، هناك عيد ، عملنا زيارة ، حتى لا يكون كلامنا ليس له معنى إطلاقاً ، وإذا انتهى المجلس قام عن أنتن من جيفة حمار ، حتى يكون المجلس مباركاً اذكر الله عز وجل :
﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾
إن ذكرت الله يذكرك الله ، وإن ذكرك الله يمنحك نعمة الأمن وهذه النعمة تنفرد بها الدليل :
﴿ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾
إذا ذكرك منحك الرضا ، إذا ذكرك منحك الوفاق الزوجي ، إذا ذكرك أعانك على تربية أولادك ، كان أولادك قرة عين لك ، والله هناك عطاءات في الدين أقسم لكم بالله تغدو الدنيا جنة ، هناك راحة نفسية ، و استقرار ، و موقف قوي ، و شخصية قوية ، و رؤية بعيدة ، و هدف واضح .
الفرق بين المؤمن و غير المؤمن فرق كبير :
إذاً الفرق بين المؤمن وغير المؤمن فرق كبير جداً ، الدليل :
﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ ﴾
﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾
والله الذي لا إله إلا هو زوال الكون أهون على الله من أن يستوي عنده المحسن والمسيء ، والمستقيم والمنحرف ، والمقبل والمعرض ، مستحيل وألف ألف مستحيل .
مرة كنت بجلسة ، والجلسة فيها من أطياف عديدة ، أحدهم قال لي - يبدو أن عقيدته بعيدة عن الدين كثيراً جداً - : تقول : إن المؤمن سعيد ، لا ليس سعيداً ، مثله مثل غيره ، قلت له: تفضل اشرح ، قال : إذا كان هناك موجة حر شديدة ، يتحمل الحر مثل أي إنسان آخر ، وإذا كان هناك موجة غلاء يتحملها مثل غيره ، أين هي السعادة ؟ الحقيقة أراد أن يلغي هذه الفكرة ، قلت له : إذا كان الإنسان فقيراً جداً ، أي بمقياس بلدنا دخله خمسة آلاف ، عنده ثمانية أولاد ، بيته بالأجرة ، عليه دعوة إخلاء ، لا يكفيه الراتب خمسة أيام ، له عم معه خمسمئة مليون ، ولا يوجد عنده أولاد ، ومات بحادث ، ما الذي حصل ؟ فجأة انتقل لهذا الفقير خمسمئة مليون ، لكن قبضهم بعد سنة نتيجة إجراءات الروتين ، لماذا هو في هذا العام من أسعد الناس ؟ ما أكل لقمة زيادة ، ما اشترى ثياباً جديدة لكنه دخل بالوعد ، اسمع الآية الآن :
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾
المؤمن قد يكون فقيراً ، قد يكون ضعيفاً ، قد يكون عنده مرض ، وقد يعاني ما يعاني لكن وعد الله له بالجنة يمتص كل متاعبه :
﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً ﴾
هناك ملمح بالآية دقيق ، الله لم يقل : أفمن كان مؤمناً كمن كان غير مؤمن ، كمن كان فاسقاً المعنى أن الذي لم يؤمن بالأعم الأغلب يفسق .
﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾
والله زوال الكون أهون على الله من أن يجعل المحسن كالمسيء .
﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾
الدعوة إلى الله أحد أركان النجاة :
الآن قد يقول أحدكم : بالآخرة طبعاً ، لا ، بالدنيا ، في الدنيا قبل الآخرة والدليل :
﴿ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾
إذاً الدعوة إلى الله كفرض عين شاهدها الأول سورة العصر :
﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾
جواب القسم خاسر ، إلا ، عندنا أربع كلمات ، سماها الإمام الشافعي أركان النجاة :
﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ﴾
هذه الدعوة إلى الله كفرض عين .
﴿ تَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾
الآن من الآن فصاعداً حضرت خطبة جمعة ، يجب أن يكون هناك قلماً وورقة في جيبك أعجبك هذا المثل اكتبه عندك ، أعجبتك الآية مع تفسيرها ، هذه القصة الرائعة تتذكرها أنت ، جلست مع أهلك مع أصدقائك ، مع شركائك ، في سهرة ، في لقاء ، في نزهة ، معك شيء تتكلم به ، والله كلمة تنقل الإنسان من الكفر إلى الإيمان .
مرة أحد كبار المشركين زعيم غطفان نعيم بن مسعود جاء ليحارب النبي الكريم في الخندق ، جالس بالخيمة ، فكر ، أعتقد أنه فكر أقل من دقيقة ، قال : لماذا جئت إلى هنا ؟ كي أقاتل هذا الرجل ؟ - يقصد رسول الله - ماذا فعل ؟ هل سلب مالاً ؟ لا ، هل اغتصب عرضاً ؟ لا، هل سفك دماً ؟ لا ، خاطب نفسه ، أين عقلك يا نعيم ؟ أين عقلك ؟ فقام من توه ، وتوجه إلى معسكر النبي ودخل على رسول الله ، فوجئ به النبي ، قال له : نعيم ؟ قال : نعيم ، قال له : ما الذي جاء بك إلينا ؟ قال له : جئت مسلماً ، قال له : خذل عنا .
وأنا أعتقد بحسب دراستي ، أن أحد اسباب انتصار في الخندق إسلام نعيم بن مسعود، لا أحد يعرفه فقام بدور ذكي جداً ، قام بدور مع اليهود ، ودور مع الكفار ، فجعلهم يختلفون فيما بينهم ، والله عز وجل ختم بالنصر .
فهذه المناقشة يسميها علماء الأدب أو الأدباء المونولوج ، الحوار الذاتي ، حاور نفسك، فالله عز وجل قال بالدعوة كفرض عين :
﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾
كلما قرأت سورة العصر قف عند
﴿ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ﴾
أي الدعوة إلى الله فرض عين ، أحد أركان النجاة الدعوة إلى الله ، لكن مرة ثانية : في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف ، لا يلزمك دكتوراه بالشريعة ، ولا تقرأ خمسين كتاباً ، سمعت من الخطيب كلمة ، فكرة ، حديثاً ، آية ، قصة مؤثرة ، اكتبها عندك ، خلال الأسبوع إن التقيت مع أحد ما عندك شيء تتكلم به .
ارتباط الدعوة إلى الله باتباع رسول الله :
الآية الثانية كفرض عين :
﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾
معنى ذلك أن الذي لا يدعو إلى الله على بصيرة ليس متبعاً لرسول الله ، استنباط دقيق جداً .
﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي ﴾
أما الدعوة إلى الله كفرض كفاية فموضوع ثان ، إذا قام به البعض سقط عن الكل هذه تحتاج إلى تفرغ ، وتعمق ، وتبحر ، وتحتاج إلى قدرة لترد على أي شبهة ، فلذلك هذه الدعوة إلى الله من اختصاص كبار العلماء ، لا من اختصاص كل مسلم ، ببساطة ، لكن احتفظ دائماً بدفتر صغير وقلم ، كلما سمعت شيئاً مؤثراً اكتبه عندك، و عندما تكون بجلسة تتكلم عن نقطتين أو ثلاث ، أحياناً هناك قصة مؤثرة جداً ، أحياناً تعليق على كلمة ، أحياناً مشهد من مشاهد الصحابة الكرام ، فأنت اطلب العلم ، وانقل علماً للآخرين ، حتى الله عز وجل ينفع بك المسلمين .
لكن أذكركم بقاعدتين أساسيتين : القدوة قبل الدعوة ، والإحسان قبل البيان ، أي افتح قلب المدعو بإحسانك ليفتح عقله لبيانك ، فالإحسان قبل البيان ، والقدوة قبل الدعوة ، والأصول قبل الفروع .