وضع داكن
16-04-2024
Logo
مختلفة - الجزائر - المحاضرة : 11 - لقطات وخواطر إيمانية (( المداهنة والمداراة )) .
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
 أيها الأخوة الكرام ؛ على غير عادتي أردت في مطلع هذا اللقاء الطيب الذي أشكر القائمين على هذا المسجد ، وأشكر الدكتور مصطفى الرحموني جزاه الله خيراً على دعوته للجزائر ، وأشكر كل من حضر .

تمهيد :

 أقدم لكم نصاً دقيقاً جداً للملك لويس التاسع ، ملك فرنسا ، ماذا قال ؟ قال : لا يمكن الانتصار على المسلمين في الحرب ، وإنما ننتصر عليهم باتباع مايلي ، هذا الكلام قيل قبل سبعمئة عام ، قاله لويس التاسع ملك فرنسا ، قال : إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين ، بهذه الطريقة ننتصر عليهم ، عدم تمكين البلاد الإسلامية أن يقوم فيها حكم صالح ، إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء ، الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه يضحي في سبيل مبادئه ، العمل على الحيلولة دون قيام وحدة إسلامية في المنطقة ، العمل على قيام دولة غربية في المنطقة ، هذه قبل ظهور إسرائيل ، العمل على قيام دولة غربية في المنطقة العربية ، هذا ما قاله لويس التاسع عشر قبل سبعمئة عام .
لذلك نحن بحاجة ماسة إلى الوعي ، إلى وعي يجمعنا ، إلى إخلاص يدفعنا ، إلى عودة إلى هذا الدين العظيم ، كي نستحق وعود الله عز وجل ، الله عز وجل يقول :

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾

[سورة النور الآية:55]

 وزوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين .

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي ﴾

[سورة النور الآية:55]

فإن قصرنا في عبادته لا نستحق وعود الله الثلاث ، وهذا سؤال دقيق جداً ، لماذا نحن هكذا ؟ لماذا تفوق الغرب وتخلف المسلمون ؟ لأن المسلم معه منهج ، فإن لم يطبق هذا المنهج لا يستحق وعود الله إطلاقاً .
 أيها الأخوة الكرام ؛ لا بد من أن نصغي لهذه الحقيقة : إن لم تخطط يُخطط لك إن لم تكن رقماً صعباً في خطة عدوك ، تكن رقماً سهلاً في خطة هذا العدو ، لذلك نحن في بلاد المسلمين ، أولاً يعني الحقيقة موقع هذه البلاد بأعلى مستوى ، فيها ثروات لا يعلمها إلا الله ويجمعهم هذا الدين واللغة والآلام والآمال ، كل مقومات الوحدة متوافرة عندنا ، ما بقي إلا أن ننهض ، وأن نتعاون ، حتى نستعيد لهذا الدين مجده ، وحتى نحقق وعد الله عز وجل .

﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ﴾

[سورة الواقعة الآية: 13-14]

 فيا أيها الأخوة الكرام ؛ أردت أن أبدء كلمتي بهذا القول ، هذا القول قيل قبل سبعئمة عام ، قاله ملك فرنسا ، وبيَن أن الانتصار على المسلمين مستحيل إلا بهذه الأشياء التي
ذكرها .

لقطات وخواطر إيمانية

الفرق بين المداهنة والمداراة

 أيها الأخوة الأكارم ؛ الآن في الجزء قبل الأخير من القرآن الكريم هناك خواطر إيمانية ، كلمة خواطر إيمانية فيها أدب مع الله عز وجل ، لأن كلام الله لا يعلمه إلا الله ، أعلى فهم لكتاب الله ، نقول خواطر إيمانية ، كما قال الشعراوي رحمه الله تعالى : خواطر إيمانية .
 مرة سُئل في لندن بما نلت هذا المقام ؟ قال : لأنني محسوب على الله ، جواب في منتهى التواضع والأدب .
 أيها الأخوة ؛ في بالجزء قبل الأخير لقطات وخواطر إيمانية في بعض الآيات ، من هذه الآيات قول الله عز وجل :

﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾

[سورة القلم الآية:9]

 ما المداهنة ؟ ويقابلها المداهنة يقابلها المداراة ، ورد في بعض الآثار :

((بعثت لمداراة الناس ))

 ما المداراة ؟ وما المداهنة ؟ أولاً المداهنة بذل الدين من أجل الدنيا ، المداهنة ، أما المداراة بذل الدنيا من أجل الدين ، فأنت كمؤمن مأمور كما قال :

((بعثت لمداراة الناس ))

 مأمور بمداراة الآخرين ، يعني معاونتهم ، تقديم مساعدة لهم ، الإصغاء لهم ، حل مشكلاتهم ، من هنا يختلف المدرس عن المربي ، المدرس يلقي درسه ويمشي ، أما المربي يتفقد شأن هذا المربى ، أحواله ، دراسته ، وضعه المادي ، يحل لهم مشكلاتهم ، فنحن الآن بحاجة ماسة لا إلى مدرس يلقي الدرس ويمشي ، بحاجة إلى مربي ، وقد كان عليه الصلاة والسلام مربي لأصحابه ، أصحابه تخرجوا من مدرسته ، يعني مثلاً قد يمر المسلمين بوضع صعب جداً.
حين كان النبي عليه الصلاة والسلام في الطائف ، ذهب إليها مشياً ، مشياً ثمانين كيلو متر ، وجبال ، فلما دعا أهلها إلى الإسلام ، رفضوا، واستهزؤوا ، وكذبوا ، بل أغروا صبيانهم أن يضربوا النبي الكريم ، معه سيدنا زيد ، فلما أراد أن يرجع إلى مكة ، يقول له سيدنا زيد : يا رسول الله ، كيف ترجع إلى مكة وقد أخرجتك ، قال : إن الله ناصر نبيه ، أرأيتم هذه الثقة بالله ، إلى هذه الثقة بالله ، إن الله ناصر نبيه .
 فأنا أتمنى على كل أخ ، يعني أن يعتقد جازماً أن الله جل جلاله لا يتخلى عن عباده أبداً ، لا يتخلى .
 لكن في حالة دقيقة ، يعني أب عنده أولاد ثلاثة ، ولد منغولي ، ولد ذكي جداً ومتفوق ، ولد ذكي ومقصر ، المنغولي ما في أمل تاركه ، والذكي المتفوق كمان تاركه ، يعالج من ؟ هذا الثالث ، الذي عنده إمكانيات عالية ومقصر .
 أنا باجتهاد مني أرى أن العالم اللإسلامي من نوع الثالث ، في تقصير ، هذه أمة القرآن ، هذه أمة اقرأ ، هذه أمة الوحيين ، ومع ذلك في تقصير ، الله عز وجل قال :

﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾

[سورة آل عمران الآية: 110]

 كلام دقيق ،

﴿ خَيْرَ أُمَّةٍ ﴾

 لكن ما علة خيرتها يا رب ؟ قال :

﴿تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾

[سورة آل عمران الآية: 110]

 فهذه الأمة إن أمرت بالمعروف ، ونهت عن المنكر ، بعد إذ آمنت بالله ، هي حقيقةً خير أمة ، ولكن إذا لم تأمر بالمعروف ولم تنهَ عن المنكر .
 عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

(( كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف ، ولم تنهوا عن المنكر ، قالوا : أوكان ذلك يا رسول الله – يعني معقول – قال : وأشد منه سيكون ، قال : وما أشد منه ؟ قال : كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتهم عن المعروف – فكأنهم صعقوا - قالوا : أوكان ذلك يا رسول الله قال : وأشد منه سيكون ، قال : وما أشد منه ؟ قال : كيف بكم إذا أصبح المعروف منكراً والنمكر معروفاً ))

[أخرجه زيادات رزين]

يعني أخطر حالة مرضية تصيب المسلمين تبدل القيم ، أنا لا أنسى أن سيدنا عمر أدخل شاعراً السجن ، قال بيت واحد ، نقاد الأدب عدوا هذا البيت أهجى بيت قالته العرب ، ما هذا البيت :

 

دعي المكارم لا ترحل لبغيتها  وأقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
***

 بربكم ، بلا مجاملة ، أليس هذا البيت شعار للمسلم الآن ؟ يهمه دخله ، وبيته وتمتعه بالدنيا ، ولا يهتم بأمر المسلمين ، ولا يتحرك لقضية عامة ، ولا يعنيه الشأن العام إطلاقاً طبعاً أنا لا أعمم .
 لأن مرة كنت في جامعة ، وأحد الطلاب الذين يؤدون دراسة دكتوراه ، يبدو في عبارته تعميم ، فقال له المشرف : وقف ، التعميم من العمى ، لا يعمم إلا أعمى .
 والله عز وجل قال : 

﴿وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ﴾

[سورة آل عمران الآية:199]

 فالله لا يعمم ، ولا المؤمن يعمم ، لكن في الأعم الأغلب .
 فيا أيها الاخوة ؛ ينبغي أن نصل إلى النقطة الدقيقة ، ما هي المداهنة ؟ أن تبذل الدين من أجل الدنيا ، أن تقدم فتوى خاطئة ، أن تقدم فتوى تتملق بها القوي ، أن تقدم فتوى لا ترضي الله ، التملق هو مداهنة ، أما المداراة أن تقدم الدنيا من أجل الدين ، لك أخ أردت أن تعينه ببيت ، بنفقة ، بمعونة ، بتدريس ، بوظيفة ، أنت الآن تفعل شيء يرضي الله .
 إذاً أول نقطة في هذا اللقاء الطيب : الفرق بين المداهنة وبين المداراة :

((بعثت بمدارة الناس ))

المداراة من أخلاق المؤمن ، والمداهنة من أخلاق المنافق ، فلا تداهن ، يعني من أعان ظالماً ، جاء يوم القيامة مكتوب على جبينه آيس من رحمة الله ، وفي بعض الأقول : من أعان ظالماً سلطه الله عليه .
 النقطة الأولى : لا تداهن ولكن داري ، داري من حولك ، تقديم معونة من أجل أن تشدهم إليك ، يعني مثلاً الله عز وجل يقول ، وكلام دقيق :

﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾

[سورة المائدة الآية:8]

 حتى لو أنك أمام إنسان تعتقد أنه كافر ، لا تحملك كراهيتك لهذا الإنسان أن تظلمه قال :

﴿اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾

 إن عدلت معه يمكن أن تستميل قلبه ، يمكن أن يسلم ، يعني أنا أذكر مئات القصص ، يعني بسبب موقف أخلاقي ، هذا الآخر أسلم .
 فيا أيها الأخوة ؛ المؤمن الصادق همه الآخرون ، همه هدايتهم ، فلا بد من بذل شيء من الدنيا من أجلهم ، فإذا بذلت شيء من الدنيا من أجلهم استحققت عند الله عز وجل الرضوان .

قصة أصحاب الجنة

 أيها الأخوة ؛ الله عز وجل في الجزء التاسع والعشرين ذكر لنا أصحاب الجنة :

﴿إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ﴾

[سورة القلم الآية :17-18]

 الفقراء بالعطاء .

﴿فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ﴾

[سورة القلم الآية :19]

يعني أحياناً بوقت معين تنخفض الحرارة إلى ما دون الصفر ، المحاصيل كلها تتلف هذه طائف من الله .

﴿فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ﴾

[سورة القلم الآية :19-20]

 في اليوم التالي :

﴿فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ * أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ﴾

[سورة القلم الآية :21-22]

 فلما رأوها قالوا : إنا لضالون ، ليست هذه بساتيننا ، ما في شيء .

﴿بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ * قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ * قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ﴾

[سورة القلم الآيات:27-29]

 أين الشاهد ؟ الشاهد :

﴿كَذَلِكَ الْعَذَابُ﴾

[سورة القلم الآية:33]

 يعني يا عبادي كل أنواع العذاب التي أسوقها للناس من أجل أن ترجعوا إلي

﴿كَذَلِكَ الْعَذَابُ ﴾

  فهذا من حسن الظن بالله ، وهذا الشيء ينقلنا إلى موضوع دقيق جداً ، إنه موضوع المصيبة ، المصائب أحياناً تصيب الأنبياء ، لكن مصائب الأنبياء مصائب كشف لكمالهم .

 

لطائف من السيرة

(( جاء ملك الجبال في الطائف ، قال : يامحمد أمرني ربي أن أكون طوع إرادتك لو شئت لأطبقت عليهم الأخشبين ، قال : لا يا أخي ، اللهم أهدِ قومي إنهم لا يعلمون ))

 بالمناسبة أخوتنا الكرام ؛ سيدنا رسول الله في أثناء الهجرة جاء سراقة ليقتل النبي أو ليقبض عليه ، لأن مائة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً ، وشيء في التاريخ ثابت ، قال له : كيف بك يا سراقة لو لبست سوار كسرى ؟ نبيٌ ملاحق ، مائة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً ينتقل من مكة إلى المدينة ، يقول لسراقة : كيف بك يا سراقة إذا لبست سوار كسرى ؟ يعني أنا سأصل سالماً ، وسأنشئ دولة ، وسأؤسس جيش ، وسأحارب أكبر دولتين ، وسوف تأتيني كنوز كسرى ، ولك يا سراقة سوار كسرى ، وهذا حصل ، حصل في عهد سيدنا عمر ، هذه الثقة بالله .
 فأنا أتمنى من أخوتي الكرام ، أن تثق أن الله سبحانه وتعالى لا يضيع عباده المؤمنين ، لكن يمتحنهم ، لا بد من امتحان .
 الإمام الشافعي رحمة الله تعالى سُئل : يا إمام ندعو الله في الإبتلاء أم بالتكمين ؟ فابتسم ، وقال : لن تمكن قبل أن تبتلى .

 

 

قصة للعبرة

 أنا أخاطب إخواني الكرام ، وطن نفسك ، لا يمكن أن يصل أحد منا إلى الجنة دون أن يمتحن ، يمتحن في ماله ، يمتحن في زواجه .
 يعني أذكر مرة في بدمشق حي ، حي تراثي قديم فيه جامع اسمه جامع الورد إمام هذا الجامع ، وليس من عادتي أبداً ذكر منامات ، بس اسمحولي مرة واحدة ، إمام هذا الجامع وخطيبه رأى النبي عليه الصلاة والسلام ، قال النبي له في الرؤية : قل لجارك فلان إنه رفيقي في الجنة ، هو الإمام ، هو الخطيب ، هو الذي دارس ، فصيح ، دارس شريعة ، وكل شيء ، وجاره بقال ، قل لجارك فلان : إنه رفيقي في الجنة ، في اليوم التالي ذهب إليه ، قال له : لك عندي بشارة من رسول الله ، ولكنني والله لن أقولها لك إلا إذا أخبرتني ماذا فعلت مع ربك ، ذهب إليه ، وألح عليه ، امتنع أن يقول ، بعد إلحاح شديد قال له : تزوجت امرأة وفي الشهر الخامس من زواجي ، كان حملها في الشهر التاسع ، واضح ؟ قال له : بإمكاني أن أطلقها ، ولا أحد يسألني ، في خيانة لأنه ، بإمكاني أن أسحقها ، بإمكاني أن أفضحها ، لكني أردت أن أحملها على التوبة ، فجاء لها بولادة ، ولدت غلاماً حمله تحت عباءته وتوجه إلى جامع الورد في هذا الحي ، وبقي خارج الجامع إلى أن نوى الإمام صلاة الفجر قال : الله أكبر ما في حدا ، فدخل ووضع الغلام في طرف المسجد ، الصغير ولد ليومه ، والتحق بالمصلين فلما انتهت الصلاة بكى هذا الصغير ، فتحلق المصلون حوله ، شيء عجيب طفل صغير ولدان حديثاً يعني ، فهو تأخر حتى ضمن أن كل من صلى الفجر جاء ليشاهد هذا اللقيط فاقترب قال : ما القضية ؟ قال : تعال انظر ، لقيط ، قال أنا أتكفله ، اعطوني إياه ، فأخذه ورده إلى أمه .
 لذلك الآية الكريمة :

﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾

[سورة النحل الآية:90]

 تطليق المرأة عدل ، لكن الإحسان أرقى ، إذا بتقدر بكل حياتك تؤثر الإحسان على العدل تكون قريب من الله كثيراً ، قال له : قل لجارك فلان إنه رفيقي في الجنة .

 

المداهنة والمداراة

 إخوانا الكرام ؛ إذاً بدأنا بموضوع المداهنة والمداراة ، بقدر ما تستطيع داري إخوانك ابذل من دنياك لهم ، تقرباً لهم إلى الله ، وإياك أن تداهن ، إياك أن تبذل دينك من أجل دنياك .
 أيها الأخوة الكرام ؛ بماذا يجتهد الآخرون ؟ قال :

﴿وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً﴾

[سورة الإسراء الآية:73]

يعني كل ما يملك الآخرون غير المسلمين أن نعدل منهجنا قليلاً ، أن نفتري على الله غير هذا الدين .

﴿وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً * وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً * إِذاً لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ﴾

[سورة الإسراء الآية:73]

 أيها الأخوة الكرام ؛ بالإسلام مافي مجاملة ، الحق لا يتغير ، ولا يتبدل ، ولا يساوم عليه ، الحق حق ، والباطل باطل ، فالإنسان حينما يتساهل ، يتنازل ، انتهى الدين ، الدين منهج خالق الأكوان ، الدين من عند الرحمن الرحيم ، الدين من عند خالق الأكوان ، الدين توقيفي ، لكن ممكن نداري ، أن نبذل الدنيا من أجل الدين ، أما إذا بذل الدين من أجل الدنيا هذه المداهنة ، والله عز وجل قال :

﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾

[سورة القلم الآية:9]

 أيها الأخوة ؛ ملمح في هذه الآية ، يعني أحياناً نقبل منك أن تكون مسلماً ، لكن هذا الموضوع عدله ، غيره ، بدله ، فالإسلام إسلام ، إسلام توقيفي ، لا يضاف عليه ، ولا يحذف منه ، لكن لو قال لي واحد كلمة تجديد ، إذاً ما معنى التجديد ؟ في جواب دقيق جداً التجديد : أن ننزع عن الدين كل ما علق به مما ليس منه ، شوفي شطحات ، شوفي إضافات شوفي بدع ، هذا كله ينبغي أن ننزعه عن الدين .
 يعني مرة في بناء أصبح أسود اللون ، بناء تراثي كبير في دمشق ، فجاءوا بشركة أجنبية ، وضربت هذا الحجر بالرمل ، فرجع لون الحجر الناصع الأبيض ، أنا أقول هذا هو التجديد ، أن أنزع عن هذا الحجر المادة السوداء التي علقت به مما ليست منه .
ووطن نفسك ، في تجديد ولكن لا يضاف على الدين شيء ، ولا يحذف منه شيء لأنه توقيفي ، بل التجديد أن أنزع عن الدين كل ما علق به مما ليس منه .
 أيها الأخوة الكرام ؛ في دعاء قرآني يقول الله عز وجل :

﴿رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ﴾

[سورة الإسراء الآية:80]

يعني لو تحاورنا مع بعضنا ، ماذا يمنع أن تكون الآية : ربي اجعلني صادقاً ، لماذا أدخلني وأخرجني ؟ في ملمح دقيق جداً بالآية وهو : أن الإنسان قد يقدم على عمل والنية طيبة وهو ضمن العمل تلوح له الدنيا ، يقلك هذه المستشفى أساسه الإحسان للفقراء ، حينما تأتيه الغلة والأموال بين يديه يرفع السعر ، بدأ صادقاً لكن ما خرج منها صادقاً ، فهذا الملمح بالآية دقيق جداً بالتعليم ، بالطب ، بأي شيء ،

﴿أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ﴾

 أنا أقول دائماً : أن تصل إلى القمة عمل صعب جداً ، ليس سهل ، يعني طريق وعر ، في غبار ، في صخور ، في تلال ، في حفر ، في مشقة ، في تعرق ، طريق القمة وصلت إلى القمة ، في خطر كبير ، الخطر أن تصاب بالغرور ، أو أن تعجب بنفسك الطريق إلى الهاوية يعني بالتعبير المعاصر سيراميك مع صابون ، رأساً تنزل ، فالبطولة إن وصلت إلى النجاح أن تبقى فيه ، ولا تبقى في هذا النجاح إلا إذا كنت موحداً ، ولا تبقى في هذا النجاح إلا إذا كنت مؤمناً ، ولا تبقى في هذا النجاح إلا إذا عزوته إلى الله عز وجل .
يعني قبل ساعة أو ساعتين ذكرت للأخوة الكرام ، في بالقرآن آيتين ، أو الآية الوحيدة :

﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾

[سورة الرعد الآية:11]

 شرح الآية : أيها الأخ الكريم ؛ أنت مرتاح ، صحتك جيدة ، دراستك جيدة ، بيتك منتظم ، معاشك يكفيك ، أولادك أبرار ، زوجتك صالحة ، نعمة كبيرة ، لا تغير ما بيغير ، كلام واضح ؟ لا تغير ما بيغير ، ما دمت في بحبوحة ، وفي توفيق ، وفي صحة ، وفي دعوة ، وفي عمل صالح ، وفي خدمة ، وفي تواضع ، لا تغير الله ما بيغير ، حتى تطمأن ، ما في مفاجئات الدليل :

﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا﴾

[سورة التوبة الآية: 51]

 لن ، في لتأبيد النفي بالمستقبل ،

﴿ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا﴾

 ما قال علينا الفرق كبير ، لنا شيء إيجابي ، أما علينا شيء سلبي .

﴿ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ﴾

[سورة التوبة الآية: 51]

 إذاً لا تغير الله ما بيغير ، هذا الكلام لطالب ، لزوج ، لزوجة ، لتاجر ، لموظف لصانع ، لطبيب ، أي حرفة ، وأي هوية ، وأي مرتبة ، وأي شريحة ، لا تغير ما بيغير ، في مشكلة ، في دخل قليل ، في دخل أقل من الحاجة ، في زوجة سيئة ، في بالعمل واحد أعلى منك يتفنن بظلمك ، في مليون مشكلة ، المقولة الثانية : غير لغير ، الأولى : لا تغير ما بيغير الثانية : غير لغير .
 فكل واحد من الأخوة ، وأنا معكم ، في عندي مشكلة ، بحاول غير ، أرفع مستوى عبادتي ، ادفع صدقة ، ألزم درس العلم ، أعمل أعمال صالحة ، أكون بار بمن حولي حتى الله يغير ، غير لغير ، إذا أنا بحبوحة ، وما عندي ولا مشكلة ، لا تغير من تواضعك ما بيغير ، لا تغير من طاعتك ما بيغير ، احفظوا هذه الكلمتين : غير لغير ، لا تغير ما بيغير .

 

تعظيم خالق الأكوان

 أخوانا الكرام ؛ في سورة الحاقة :

﴿الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ ﴾

[سورة الحاقة الآيات :1-3]

 الآية معروفة يقول :

﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ﴾

[سورة الحاقة الآيات :19-32]

 الآن انتظروا الشاهد :

﴿إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ﴾

[سورة الحاقة الآيات :33]

 تحت العظيم ثلاثة خطوط ، إبليس آمن بالله ، الدليل :

﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ﴾

[سورة ص الآية :81]

 آمن به رباً ، آمن به عزيزاً ، آمن بالآخرة ، قال :

﴿قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾

[سورة الأعراف الآية:14]

 لكن ما آمن به عظيماً .

﴿إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ﴾

[سورة الحاقة الآيات :33]

 التركيز على كلمة عظيم ، فلذلك أنت إذا تفكرت في خلق السماوات والأرض عرفت عظمة الله ، قال تعالى :

﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾

[سورة آل عمران الآية:190-191]

 إذاً ينبغي أن تؤمن بالله العظيم .

﴿مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً﴾

[سورة نوح الآية :13]

 لِمَ لم تعظموه ؟ .

﴿وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً﴾

[سورة نوح الآية:14]

 تقول أنت اليوم عشرات المرات الله أكبر ، ما معنى الله أكبر ؟ إذا شغلت عن الصلاة من أجل المال ، الله أكبر من المال ، من أجل لقاء الله أكبر ، كلمة الله أكبر أكبر من كل شيء ، بل أكبر مما عرفت ، مهما عرفت الله فهو أكبر ، أكبر مما عرفت ، فلما الإنسان يعني سامحوني بهذه الكلمة ، إذا أطاع زوجته وأسخط ربه دون أن يشعر ، رأى زوجته أكبر من الله ، لأنه أطاعها وأغضب الله ، إذا أطاع من فوقه وعصى ربه ، رأى من فوقه أكبر من الله ، كلمة الله أكبر شيء يخوف ، أنت حينما تؤثر شيئاً دون الله على مرضاته ، ما قلتها ولا مرة ولو رددتها بلسانك ألف مرة ، لو قلت ألف مرة الله أكبر ، إذا آثرت مخلوقاً وأرضيته وعصيت خالقكك ، ما قلتها ولا مرة ولو رددتها بلسانك ألف مرة ، هذه حقيقة مرة ، ومؤلمة نحن بالعيد الله أكبر بنقول ، بعيد الأضحى نكبر دائما ، لكن لما بيكون في مصلحة أن تشتري شيء ما يرضي الله عز وجل .
 قال مرة واحد : هذه الشركة من أجل أن تقبل أن تكون وكيلها ، بدي كون وكيل كمان مادة كحولية ، يعني شيء عال والله ، ما رأى الله أعظم من الأرباح كلها .
 ففي اللحظة التي ترى شيئاً دون الله وتطيعه بمعصية الله ، أنت في الحقيقة ما رأيت الله أكبر ، رأيت هذا الإنسان أكبر من الله .
 فلذلك الدين من أجل أن نقطف ثماره ، نحتاج على جهد كبير ، ليس جهد مستحيل بس كبير ، يعني من طلب الجنة من دون عمل فهذا الطلب ذنب من الذنوب .
 إخوانا الكرام ؛ الله عز وجل أيضاً في هذا الجزء قبل الأخير من القرآن ، لو واحد سأل أن موضوع الدرس ، خواطر حول آيات من الجزء التاسع والعشرين ، وصباحاً كنا في درس خواطر حول آيات الجزء الثلاثين ، فمن هذه الخواطر:

﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً﴾

 

[سورة المعارج الآية:19]

 هكذا خُلق ، خُلق هلوع يعني جزوع ، والله فسرها ، قال :

﴿إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً﴾

[سورة المعارج الآية:20 -21]

 إذا في مال يمسك ، في مصيبة ينهار ، قاله الطبيب لمريض : مرضك يعني ممكن يعيشك أربع أشهر ، فانهِ علاقاتك ، مات ثاني يوم ، ما تحمل ، جزوع الإنسان ، لذلك أنا ادعو لكم ولي أن يجنبنا الله عز وجل من عضال الداء ، وشماتة الأعداء ، والسلب بعد العطاء أشياء لا تحتمل .
 فالنقطة الدقيقة :

﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ﴾

  شديد الخوف :

﴿إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾

[سورة المعارج الآية:20 -22]

 فالمصلي ليس جزوعاً ولا منوعاً ، لكن الآية تعرفونها :

﴿الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ * وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ﴾

[سورة المعارج الآية:23-28]

 إلى آخر الآيات .
 شيء آخر : الذي يتوهم أن الإنسان خُلق عبثاً قال تعالى :

﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ﴾

[سورة المؤمنون الىية: 115-116]

 أيها الأخوة الكرام ؛ أرجو الله سبحانه وتعالى لكم التوفيق والنجاح في شتى الميادين وأن يحفظ لكم إيمانكم ، وأهلكم ، وأولادكم ، وصحتكم ، ومالكم ، واستقرار بلادكم . 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور