وضع داكن
20-04-2024
Logo
الفتوى : 44 - أبي يضع أمواله في بنوك ربوية فماذا يتوجب علي فعله ؟.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

سؤال:

فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

استحلفك بالله يا شيخ ألا يضيق صدرك بسؤالي أن أطلت فإني في حيرة من أمري ، وأسأل الله عز وجل أن يهديني للحق على يديك ، مشكلتي تتلخص في أن والدي يتعامل مع البنوك الربوية وهو يقسم بالله في ذات الوقت أنه لم يطعمنا لقمة حراما منذ ولدنا لأنه يعتقد بحل فوائد البنوك الربوية ، بينما أنا أعتقد بحرمتها ، وقد حاولت مرارا أنا وأختي إقناعه بتحويل حسابه إلى أحد البنوك الإسلامية ، وفي كل مرة يظهر الاستجابة لمطلبنا ، إلا أن هذا الاتفاق لم يدخل حيز التنفيذ حتى الآن ، وظللت فترة من الزمن أعتقد بأنه حول الحساب البنكي إلى البنك الإسلامي ، ولكن أمي قالت لي في معرض حديث أن والدنا ما زال يتعامل مع بنك ربوي..
الآن أنا لا أدري كيف أتصرف ؟؟!!
عمري 21 عاما آكل حراما وأنا في غفلة ، وحتى عندما أفقت من غفلتي لم يكن بيدي ما أقوم به لوقف هذا الحرام ، وأخشى ما أخشاه أن تنالني أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الربا ، وفضيلتكم أعلم بها ، ثم في الوقت الحالي ظهر موضوعا جديدا ظننت لبعض الوقت أنه بارقة أمل لي ، فأبي عازم على بيع بيت لأنه في حاجة لبعض الأموال لترميم بيت آخر ، وقد قام بحساب تكلفة الترميم ، وما سوف يتبقى بعد ذلك سيقوم بتوزيعه بيني وبين أختي الوحيدة بالتساوي ، فكرت انه يمكنني أن أضع هذا المبلغ في بنك إسلامي ، وأستعمل جزء منه في مشروع صغير ، خصوصا وأنا على وشك التخرج ، لأستقل ماليا عن والدي ، وبذلك أكون قد أنهيت إشكالا دام 21 عاما ، ولكني سرعان ما تذكرت أن الأموال التي تم شراء البيت الذي ينوي والدي بيعه هي أساسا كانت في ذات البنك الربوي ، فالبيت لم يكن ميراثا لأبي وإنما اشتراه منذ عدة سنوات بالله عليك يا شيخ دلني ماذا أفعل .. هل أرد هذا المبلغ لوالدي أم أقبله .. وماذا أفعل إزاء إنفاقي من مال والدي ، وأكلي منه طيلة هذه السنوات وحتى الآن ..
واسأل الله العلي القدير ألا أكون قد أهدرت من وقت فضيلتكم الغالي..


وجزاكم الله عنا كل خير

 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد .
الأخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:

 

 

القاعدة الفقهية تقول :
إن المال الذي حرم من جهة طريقة كسبه يحرم على مكتسبه فقط .

لذلك : فالمال الذي تأخذه من أبيك قبل أن يكون لك كسب مستقل لا حرمة فيه بل الوزر على المكتسب وهو أبوك ، وكذلك أختك .  
الدكتور محمد راتب النابلسي

 

إخفاء الصور