وضع داكن
29-03-2024
Logo
الفتوى : 15 - هل ربنا عز وجل قادر أن يخلق كل شيء ؟ .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

سؤال:

فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


 

سؤال من أخت غير مسلمة حول قدرة الله عز وجل على الخلق .
بتقول انه ربنا قادر على انه يخلق كل شيء ، وانه لو خلق حاجة إلا هو قادر يتحكم فيها ؛ يعني انه ربنا معندوش القدره (استغفر الله العظيم) عشان يخلق شيء فوق طاقته


وجزاكم الله عنا كل خير

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد.
الأخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:

هذه شبهة باطلة من كل وجه طرحها الشيوعيون والملحدون كثيراً وفيها من الجهل ما فيها لأن خلق الله لشيء أكبر منه أو أقوى منه أو صخرة يعجز عن حملها أو خلق الله لمثله أو اتخاذ الولد كل هذا مستحيل في حق الله تعالى، ووجه استحالته أنه يتنافى مع ربوبيته سبحانه وقهره وقوته، فإن قيل إن قولكم باستحالته يستلزم وصف الله بالعجز، قلنا: هذا الإلزام باطل، ولا يصدر إلا من عقل سخيف، وذهن بليد جهل بديهيات الأمور، إذ ما لا تتعلق به القدرة لا يصح أن يقال إنه قد عجز عنه، والقدرة إنما تتعلق بالممكنات لا بالمستحيلات، زيادة في الإيضاح لو جاريناك وفرضنا وقوع المستحيل، وهو أن يخلق الله من هو أقوى منه لكان هذا المخلوق قادراً على قهر الخالق، وكان الخالق عاجزاً ضعيفاً، وما كان عاجزاً ضعيفاً فليس برب ولا قادر ولا قاهر، وعموماً فلا يصدر هذا الكلام إلا ممن جهل ربه ولم يقدره حق قدره، فلو علم العبد أن الأرض التي يعيش على سطحها لا تساوي جزءاً من مليون جزء من الشمس، وأن الشمس ليس بيننا وبينها إلا ثمان دقائق ضوئية، فكيف بالنجوم التي يسافر الضوء منها إلينا في مليون سنة ضوئية أو مليار سنة ضوئية وما هذه النجوم قريبها وبعيدها إلا زينة السماء الدنيا، فكيف بالسماء الثانية والثالثة والرابعة إلى السابعة، ثم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

يا أبا ذر ما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة -أي صحراء- وفضل العرش على الكرسي  كفضل الفلاة على الحلقة.

 فكيف بخالق العرش والكرسي القائل:

 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى

والقائل:

 وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ  

تحميل النص

إخفاء الصور