وضع داكن
19-04-2024
Logo
محفوظات - مقالات متنوعة : المقالة 12 - تعليق على مأساة الحولة
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

تعليق على مأساة الحولة

قال تعالى :

﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾

لقد جعل الله علة خيرية هذه الأمة؛ الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وقد يكون النهي عن المنكر مقدماً على الأمر بالمعروف في بعض الأحوال؛ لأن درء المفاسد مقدم على جلب المنافع؛ وهل من مفسدة أشد، وهل من منكر أكبر . . من أن يُقتل الإنسان ظلماً؛ فلا يدري القاتل لم يَقتُل؛ ولا المقتول فيم قُتِل؟

عندها يذوب قلب المؤمن في جوفه مما يرى من هول المشهد، وعظم المصاب . .

وقد ورد في الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

(( وَيَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذًا بِيَدِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ إِنَّ هَذَا قَتَلَنِي فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ لِمَ قَتَلْتَهُ فَيَقُولُ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لِفُلانٍ فَيَقُولُ إِنَّهَا لَيْسَتْ لِفُلانٍ فَيَبُوءُ بِإِثْمِهِ ))

وفي الحديث الصحيح : عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( لن يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً ))

وقال تعالى :

﴿ إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم ﴾

أي أن من آثار القتل أن هذا المقتول الذي قتل ظلماً؛ ترملت زوجاته، وتيتم أولاده، وأصبح أهله جميعاً بلا معيل، وكل هذه المآسي والانحرافات الناتجة عن القتل يتحمل تبعاتها في الدنيا والآخرة القاتل، وهذا الخطاب موجه إلى كل من تلطخت يده بالدم الحرام، فالويل ثم الويل لمن قتل الأبرياء والأطفال في الحولة، والويل ثم الويل لمن أمر بقتلهم، والويل ثم الويل لمن رضي بقتلهم، والويل ثم الويل لمن سكت على قتلهم
قال تعالى :

﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

إخفاء الصور