وضع داكن
29-03-2024
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 111 - 113 ) - صفات الحروف - المحاضرة(46-48) : السكت والاستعلاء والاستفال مكرر بحجمين مختلفين1.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين و الآخرين وعلى آله و صحبه أجمعين، السكت في اصطلاح القراء هو قطع الصوت على حرف قرآني بزمن لا يتنفس فيه عادة بنية استئناف التلاوة.
 إذاً أعيد، عندي صوت ماشي سينقطع أين سينقطع؟ على حرف قرآني من حروف القرآن، كم الفترة التي سينقطع فيها؟ بزمن لا يتنفس فيه عادة، يعني زمن أقل من زمن التنفس العادي، هل بنية قطع التلاوة؟ قال لا بنية استئناف القراءة، قطع الصوت علي حرف قرآني بزمن لا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة.
 نحن نقرأ القرآن الكريم في أغلب بلاد المسلمين برواية حفص عن عاصم, وحفص رحمه الله روي عن شيخه عاصم أنه كان يقطع صوته كما فعلنا في أربع مواضع في القرآن الكريم، هذا واحد منها وهو قوله تعالي:

﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾

[سورة المطففين: 14]

 ونعلم أن بل في اللغة العربية حرف اضراب, وران بمعنى غطى، ران فعل ماض بمعني غطى على قلوبهم، والعياذ بالله، ماكانوا يكسبون أي الأفعال و المعاصي والمخالفات التي كانوا يفعلونها غطت علي قلوبهم فلم تعد قلوبهم تفقه ولم تعد قلوبهم تعي، فبل، أداة و ران، فعل ماض مستقل بعده، لو وصلنا، بل مع ران، آخر، بل، لام ساكنة
 ران، أولها راء متحركة وهما من مخرجين متجاورين على رأي الخليل بن أحمد وابن الجذري ومن مخرج واحد علي رأي الفراء رحمه الله، فسواء قلنا هكذا أو هكذا أجمعت العرب علي إدغام اللام في الراء في أي كلمة كانت إذا سكن الأول، يعني العرب لا تقول، بل ران، هكذا مظهرة، لا تقولها، تقول بَرَّان، فإذا وصلنا لابد من إدغام اللام في الراء، العرب لا تقول،( قل ربي)، وإنما يقولون، قـُرَّبي، ويعتبرون ذلك لحنناً, لو قلت أمام عربي فصيح قل ربي يضحك منك، ما أعتادها ولا سمعها في حياته، قل ربي، لابد من إدغام اللام الساكنة في الراء بعدها، فهنا لو وصلنا لتعين علينا أن نقول:

﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾

[سورة المطففين: 14]

 الحكمة من هذا السكت، طبعاً هو مروي لكن هل لهذه الرواية من تعليل؟ التعليل أن يعلم السامع أن، بل، أداة و، ران، فعل مستقل عنها، بل ران، بل غطي علي قلوبهم ما كانوا يكسبون، ولو وصلناها لقلنا، بَرَّان، فلعلها تلتبس علي بعض السامعين بكلمة واحدة على وزن فَعَّال، أو أنها مثنى، بر، بر وبر، ماذا يكونان؟ بران، انتبهنا، فحتى لا تلتبس هذا الالتباس كان حفص رحمه الله يسكت علي اللام فيقول:

﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾

[سورة المطففين: 14]

 لاحظوا أنني سكت سكتة قصيرة لم أتنفس فيها وهي أقل من زمن التلاوة، وتتناسب فترتها مع سرعة القراءة، إذا كانت القراءة كما قلنا في درس سابق بالتحقيق والتؤدة فتكون السكته أطول من لو قرأنا بالتدوير، إذا قرأنا بالتدوير تكون أطول من لو قرأنا بالحدر الذي هو السرعة، انتبهنا، إذاً زمن السكت يتناسب مع سرعة القراءة.
 هذا موضع من أربعة مواضع وستأتي الثلاثة الباقية معنا إن شاء الله تعالي أحدها في الكهف والثانية في سورة يس والثالث في سورة القيامة، إن شاء الله تعالي تأتي في مواضعها، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور