الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين و الآخرين وعلى آله و صحبه أجمعين، يكون حرف الاستعلاء مضموماً نحو، ( قل أعوذ بالله )، مثلاً أقل منه بقليل أن يكون حرف الاستعلاء ساكناً نحو القاف من قوله تعالى، (يقطعون)، لاحظوا، (قل)، (يق)، القاف المضمومة أفخم بقليل من القاف الساكنة، أقل المراتب أن يكون حرف الاستعلاء مكسوراً، وذلك نحو قوله تعالى، ( قِيل)، القاف المكسورة، (وإذا قِيل لهم)، لاحظوا ذلك أنطقها الآن متتالية وأنتم تأملوا ذلك، (قَـَال، قَـَد، قـُل، يقـْطعون، قِيل)، فنلاحظ بأن المكسور أقل كمية هواء تملأ هواء الفم وتملأ الخلاء في داخل الفم.
هذه هي المراتب الخمسة التي يجب على قارئ القرآن المتقن أن يراعيها عندما يقرأ الحروف القرآنية، سواء كان الحرف قافاً، أو خاءً أو صادً أو طاءً أو ضادً أو ظاءً، أي حرف من حروف، (خص ضغط قظ)، مع العلم بأن الصاد والضاد والطاء والظاء أفخم من الخاء والقاف والغين.
 هذا البحث قد يكون وجبة دسمة، لكن لا بد منه يا أخوة، لكن سامحونا نحن نحاول أن نبسط المعلومات بقدر ما نستطيع لكن هناك حد أدنى لا نستطيع التبسيط أقل منه، فهذا البحث بحث التفخيم والترقيق الحقيقة هو من الأبحاث يعطي التلاوة رونقاً ويعطيها جمالاً، يعني عندما تتقنون يا أخوتي هذا البحث نظرياً وعملياً ثم تستمعون لمن يقرأ القرآن تتذوقونه، بتلذذ أكثر إن كان التالي متقناً، وكذلك تنقدون من يقرأ بخلاف ذلك، من بعد أن تتقنوا هذا البحث لا ترضون أن يكون الحرف المرقق مفخماً من أحد الأخوة، قبيح، يعني مثلاً أن يقول، (فزادهم الله مرضا)، يفخم الميم، الميم ليست من الحروف المفخمة، لا تقول العرب، (مرضا)، بل تقول (مرضا)، فلذلك هذا البحث هو من أعظم الأبحاث الذي أتمنى أن يتقنها الأخوة جميعاً، وأن يتذوقوها نظرياً وعملياً ويكون ذلك بكثرة التدريب، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.