وضع داكن
20-04-2024
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 104 - 113 ) - صفات الحروف - المحاضرة(39-48) : درجات التفخيم والترقيق.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين و الآخرين وعلى آله و صحبه أجمعين، كنا قد تحدثنا في البرنامج الأخير الماضي عن التفخيم والترقيق في الحروف العربية، وقلنا أن التفخيم والترقيق في الحروف العربية هو تابع لاستعلاء الحرف واستفاله عند النطق به، وقلنا في الدرس الذي قبله أن الحروف التي إذا نطقتها العرب ضغطتها إلى أعلى الفم سبعةٌ جمعوها بقولهم، (خُصَ ضَغـطٍ قِـظ)، هذه السبعة عند النطق بها كما ذكرنا يتجه ضغطها إلى أعلى، وينتج عن هذا الضغط إلى أعلى الفم أن يصطدم الصوت في سقف الحلق أي بقبة غار الحنك الأعلى، فلما يصطدم الصوت هنا يعود وله رنين وله صدى، فهذا الصدى الذي يملأ الفم تسميه العلماء التفخيم، فالتفخيم ناتج من نواتج الاستعلاء.
 وذكرنا بأن حروف الاستعلاء على درجات في تفخيمها، إلا أنها دائماً مفخمة، أقل مراتب هذه الحروف أن يكون الحرف مكسوراً، فالكسر يُضعف من تفخيم الحرف ولكن لا يفنيه، يعني، (ضِ)، هي أقل من، (ضَ)، لكنها مفخمة، لا تخرج عن كونها مفخمة، لذلك نستطيع يا أخوة، أن نقسم الحروف العربية من حيث التفخيم والترقيق إلى ثلاثة مجموعات، ممكن نراها على السبورة، الحروف الهجائية، من حيث التفخيم والترقيق.
المجموعة الأولى، هي التي تكون مفخمة دائماً، وهي السبعة التي تحدثنا عنها في قولهم، (خُصَ ضَغـطٍ قِـظ)، وهناك مجموعة ثانية، فيها ثلاثة أحرف، هي، (الألف واللام والراء)، هذه الحروف الثلاثة تفخم أحياناً وترقق أحياناً أخرى.
أما بقية الحروف ما عدا، (خُصَ ضَغـطٍ قِـظ)، وما عدا، (الألف واللام والراء)، فهي مرققة دائماً، إذاً أي حرف كالميم كالسين كالدال كالشين كالهاء، ( الأنهار، النهار)،
كل هذه الحروف فهي مرققة، أما (خُصَ ضَغـطٍ قِـظ)، مفخمة دائماً، وأما (الألف واللام والراء)، قد تفخم وقد ترقق.
 نتكلم اليوم على الألف متى تفخم ومتى ترقق، الألف في لغة العرب لا تكون إلا ساكنة ولا يكون الحرف الذي قبلها إلا مفتوحاً، يعني ألف متحركة لا يوجد وألف ساكنة ما قبلها غير مفتوح لا يوجد، لابد أن تكون الألف ساكنة ولا بد أن يكون الحرف الذي قبلها مفتوحاً، إذاً دائماً الألف مفتقرة إلى حرف قبلها ويجب أن يكون هذا الحرف مفتوحاً، هذا الحرف الذي قبل الألف إن كان مفخماً فإن الألف تتبعه في التفخيم، (قَال)، القاف مفخمة والألف تبعتها في التفخيم، (ولا الضَـالين)، في الفاتحة، الضاد مفخمة فالألف تبعتها في التفخيم، (مَالك يوم الدين)، هذه الألف مرققة لما؟ لأن قبلها ميم مفتوحة والميم مرققة فالألف تبعت الميم في الترقيق، إذاً خلاصة الكلام على اللوحة.
 الألف دائماً تكون تابعة للحرف الذي قبلها تفخيماً وترقيقاً، إن كان الحرف الذي قبل الألف مفخماً فخمت وإن كان الحرف الذي قبل الألف رققت، نجد اللوحة مكتوب عليها لا توصف الألف بتفخيم ولا ترقيق بل تكون تابعة للحرف الذي قبلها، نحو، (قال، مالك)، هنا ألف في قال وهنا الألف في مالك، إلا أن الألف الأولى مفخمة، لأن قبلها قاف مفخمة، والألف الثانية مرققة لأن قبلها ميم مرققة.
الألف لا توصف بتفخيم ذاتي، ليس لها شخصية ذاتية، لا تنطق الألف لو طلب من إنسان أن ينطق ألف لا بد له من حرف يتقدم عليه، هذا من حيث الحرف الأول من الحروف الثلاثة التي قد تفخم في بعض أحوالها وهو الألف.
 بقي معنا حرفان، اللام والراء، الراء سنفرد لها الحلقة القادمة بإذن الله تعالى، اليوم نتكلم عن اللام التي تفخمها العرب بإجماع، أجمعت الأمة العربية من زمن رسول الله ومن قبل زمن رسول الله على أن يفخموا لفظ الجلالة، (الله)، إذا سبق بفتحة أو ضمة، مثال، (إن الله وملائكته)، بتفخيم لام لفظ الجلالة، و لا يصح أن نقول، (إن الله وملائكته)، بترقيق اللام، نسمع هذا من بعض الأعاجم الذي لم يتقنوا قواعد اللغة العربية، ومن بعض المؤذنين الأعاجم، عليهم أن يتقنوا الأذان ويجودوه بالعربية، لأن الأذان نص عربي متعبد به، لم يرد الأذان بلغة أخرى، فمهما كان نوع المسلم من أي لغة كان، التركية الهندية الإندونيسية، وغيرها من اللغات، عند الأذان لا يصح إلا أن يكون باللغة العربية وبحروف اللغة العربية، فنسمع من بعض أخواننا المؤذنين، (أشهد أن لا إله إلا الله)، لا بد أن يقول، ( إلا الله)، ويفخم لفظ الجلالة، لأن هذا أمر مجمع عليه، فاسد لغة إن رقق.
 اللوحة الثالثة، تفخم لام لفظ الجلالة التي هي كلمة الله، إذا سبقت بفتحة أو بضمة، نحو، (قالَ الله)، هنا لفظ الجلالة سبق بفتحة، ( رسولُ الله)، هنا لفظ الجلالة سبق بضمة، (وإذ قالـُوا اللهم)، هنا اللهم تعامل معاملة الله وقبلها لام قالوا، لأن الواو الساكنة قد سقطت للتخلص من التقاء ساكنين، فعملياً الحرف الذي قبل كلمة اللهم هو ضمة اللام من قالوا، (قالوا اللهم)، أما إذا سبقت بكسرة فإن لفظ الجلالة ترقق لامه نحو، (بسم الله)، هنا لام لفظ الجلالة سبق بكسرة الميم، (لله)، هنا لام لفظ الجلالة سبقت باللام الجارة التي هي حرف جر، (قلِ اللهم مالك الملك)، اللهم هنا سبقت بكسرة اللام من قل، ولو كانت الكسرة هنا عارضة للتخلص من التقاء الساكنين، لأن قل فعل أمر مبني على السكون.
(أفِي الله شك)، أيضاً هنا لفظ الجلالة سبق اللام في بكسرة الفاء، لأن الياء سقطت للتخلص من الساكنين، كما سقطت واو، (وإذا قالوا اللهم)، نقول (أفِي الله شك)، ولا نقول، (أفِي الله شك).
بحث لفظ الجلالة، يا أخوة، وتفخيم لامه سهل جداً ليس فيه شيء من الصعوبة، إن وجد قبله فتحة أو ضمة نفخم وإن وجدنا قبله كسرة نرقق، ما أظن أن هذا الأمر فيه صعوبة.
 هذه اللام فخمتها العرب بإجماع إن سبقت بفتحةٍ أو ضمةٍ، بعض اللامات كانت بعض القبائل العربية تفخمها وليس هذا مجال بحثنا، نجد هذا موجوداً في رواية ورش مثلاً، (الصلاة)، يفخم اللام، في قواعد خاصة لسنا الآن بصدد شرحها وليست لإجماعٍ عن العرب.
إذاً، العرب عندها ثلاثة أحرف قد تفخمها، الألف بحسب الحرف الذي قبلها، لام لفظ حرف الجلالة إذا سبقت بفتح أو بضم، والراء بأحكام خاصة فيها سوف نتحدث عنها بإذن الله تعالى في الحلقة القادمة، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور