وضع داكن
25-04-2024
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 094 - 113 ) - صفات الحروف - المحاضرة(29-48) : همزة القطع.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، إخواننا الكرام، تحدثنا في المرة الماضية و التي قبلها عن همزة الوصل و بينـَّا بأنها في لغة العرب يؤتى بها للتمكن من البدء بالساكن لأن العرب ليس من عادتهم البدء بحرف ساكن، و بينا متى تكون مفتوحة ومتى تكون مكسورة ومتى تكون مضمومة، يقابل همزة الوصل تلك، همزة أخرى موجودة في اللغة العربية هي همزة القطع.
همزة القطع هي الهمزة التي تنطق دائماً, يعنى تنطق في بداية الكلمة كقولنا، (أتى)، كقولنا، (أمر)، وتنطق أيضاً في وسط الكلمة كقولنا، (يأتي)، أو كقولنا، (يؤمنون)، وتنطق أيضاً إن كانت الحرف الأخير في الكلمة كقوله تعالى مثلاً، (السَّمََاء)، أو (مِنْ مَاء)، أو، (سُوء)، فهمزة القطع هي الهمزة التي تنطق في الحالات كلها، في بدء الكلام وفي وسطه وفي آخره وفي الوقف عليه، هذه هي الهمزة، همزة القطع التي تقابل همزة الوصل التي تحدثنا عنها في المرة الماضية، نلاحظ تعريف همزة القطع على اللوحة التعليمية الأولى في حلقة اليوم التي تبين لنا ذلك التعريف.
 نلاحظ على الشاشة، همزة القطع هي الهمزة التي تُنطق في بدء الكلام ووصله ووقفه, نحو، (أَتَى, فَأَرَادَ، يُؤْمِنُونَ, يَشَاءُ)، إذاً هذه الهمزة يُؤتي بها دائماً، همزة الوصل التي تكلمنا عنها في المرة الماضية قد تدخل على همزة القطع، لم تدخل عليها؟ لابد من سبب والسبب معروف، همزة الوصل لا تدخل إلا على حرف ساكن، إذاً في بعض كلمات القرآن و في بعض الكلمات العربية قد يكون بداية الفعل همزة قطع ساكنة، وقلنا منذ قليل إن العرب لا تبدأ بساكن, ولو كان همزة قطع, لذلك إن وجد فعل أو كلمة أولها همزة قطع ساكنة، فإن العرب يجلبون همزة الوصل للتمكن من البدء بتلك الهمزة التي هي همزة القطع الساكنة، لكن قبل أن نتكلم على دخول همزة الوصل على همزة القطع, نذكركم بقاعدة لغوية وقرآنية في آن واحد، وهي ما يلي، انتبهوا إليها بارك لله فيكم يا إخواننا، لا تجمع العرب في كلامها بين همزتين, ثانيتهما ساكنة.
 إذا وجد هذا الأمر في كلامهم, يعني العربي لا يقول، (أََ أْ)، فإذا وجد هذا في كلامه أبدل الثانية الساكنة حرف مَدٍّ مجانس لحركة الهمزة الأولى فتصير(أَا)، والعربي لا يقول، (أ ُأ ْ)، فإن وجد ذلك في كلامه أبدل الهمزة الساكنة واواً مجانسة لضمة الهمزة الأولى فتصير، (أ ُو)، كذلك لا يقول العربي، (إ ِأ ْ)، فإن وجد ذلك في كلامه أبدل الهمزة الساكنة ياءً مجانسةً لكسرة الهمزة الأولى فيصير النطق، (إِ ِي)، هذه قاعدة لغوية لابد لنا من تذكرها عند كلامنا على موضوع اليوم، نذكركم بذلك من خلال اللوحة التعليمية التالية.
 اجتماع همزتين ثانيتهما ساكنة، لا تجمع العرب في كلامها بين همزتين ثانيتهما ساكنة، فإن وجد ذلك في كلامهم أبدلوا الهمزة الثانية الساكنة حرف مد مجانس لحركة الهمزة الأولى، هذا الكلام هو التعريف, وإليكم في اللوحة التالية بيان ذلك من خلال الأمثلة.
 اللوحة التالية ثانية نرى عليها، (أَأْْ)، إذا وجد هذا في كلام العرب, فإنهم يحولونها كما ترون في منتصف اللوحة من أعلاها إلى،( أَا)، و مثال ذلك، (ءَامَنُواْ)، إذ أصلها، (أَأْمَنُواْ).
السطر الثاني من أوله في اليمين، ( أُأْ )، إذا وجد هذا في كلام العرب فإنهم ينطقونها، (أُو)، ومثال ذلك كما نرى على الشاشة، (أُوتُواْ)، وأصلها، (أُأْتُواْ).
السطر الأخير، (إِأْ )، إذا وجد هذا في كلام العرب حولوه إلى، ( إِي)، و مثال ذلك كما نرى على الشاشة، (إِيمَانَا)، إذ أصلها، (إِأْمَان)، بزنة، (إفعال)، هذا الذي ذكرناه هو مدخل لدرس اليوم.
في قوله تعالى:

﴿ فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ ﴾

[ سورة البقرة: 283 ]

 في الوصل هكذا نقول: (فَلْيُؤَدِّي الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ)، الذي اؤْتُمِنَ، همزة قطع ساكنة ولا مشكلة لأنها لم تقع في بدء الكلام, لكن لو وقفنا على الذي، وقف اختباري، (فَلْيُؤَدِّي الَّذِي)، وأردنا أن نبدأ, كيف نبدأ ؟ عندنا القاعدة التي أخذناها لابد من همزة الوصل تدخل على فعل، (أُؤْتُمِنَ)، هذا لأن أوله ساكن وتدخل همزة الوصل مضمومة لأن الحرف الثالث من الفعل وهو التاء مضموم، فيصير النطق إلى الآن، (اُؤْتُمِنَ)، لما نَصِلُ إلى، (اُؤْتُمِنَ)، تعارضنا القاعدة اللغوية التي شرحتها منذ قليل فنضطر أن نحول الهمزة الساكنة، ( اُؤْ) إلى واو فنقول، (اُوتُمِنَ أمانته)، وأعود فأقول لا نتعمد فعل ذلك, وإنما هذا بدءٌ اختباري، بدءٌ لمعرفة القاعدة اللغوية في هذه الكلمة القرآنية، نلاحظ ذلك على الشاشة ونلاحظ أيضاً أمثلة أخرى تمر معنا.
 دخول همزة وصل على همزة قطع ساكنة، عند البدء نبدل همزة القطع الساكنة حرف مد مجانس مجانس لحركة همزة الوصل نحو، نلاحظ المثال، (الَّذِي اؤْتُمِنَ)، كما شرحته لكم، فعندما نبدأ به يصير، (اُؤْتُمِنَ)، كما في وسط السطر، ولكن تصادمنا القاعدة التي ذكرتها فنحول الهمزة الساكنة إلى واو فيصير، (اُوتُمِنَ)، بدون همزة بإبدالها واواً.
السطر الأخير:

﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي ﴾

[ سورة التوبة: 49 ]

 (يَقُولُ ائْذَنْ لِي)، انظروا إلى الشاشة، (يَقُولُ ائْذَنْ لِي)، الهمزة ساكنة
عندما نبدأ بهذا الفعل يصير، ( اِئْذَن لى)، فتصادمنا القاعدة التي أسلفت ذكرها, فنبدل الهمزة الساكنة ياءً, فيصير، (اِيذَن لي).
هذه اللوحة التي أمامنا على الشاشة الآن فيها أيضا ثلاثة أمثلة، في قوله تعالى:

﴿ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ ﴾

[ سورة يونس: 15 ]

 لو بدأنا بها نبدأ، (اِيتِ بِقُرْآن)، كما نرى في آخر السطر مروراً بحالة هي حالة نظرية غير منطوقة،(اِئْتِ بِقُرْآن).
أيضاً:

﴿ وَقَالُوا يَاصَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا ﴾

[ سورة الأعراف: 77 ]

 عند البدء بها تصير، (اِئْتِنَا)، ثم نحول الهمزة الساكنة إلى ياء فتصير، (اِيتِنَا بِمَا).
السطر الأخير:

﴿ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي ﴾

[ سورة الأحقاف: 4 ]

 عند البدء بها نقول، (اَيـتُونِي بِكِتَاب)، كما ترون في آخر السطر.
إذاً درسنا كان اليوم هو دخول همزة الوصل على همزة قطع ساكنة،
 وإن شاء الله تعالى في الحلقة القادمة نتكلم على عكس ذلك ,نتكلم على دخول همزة القطع على همزة الوصل بإذن الله تعالى، نسأل الله أن يقطع كل الأشرار وأن يصلنا بحبله وأن يصلنا بما يرضيه عنا سبحانه وتعالى، و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه وسلم.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور