وضع داكن
20-04-2024
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 085 - 113 ) - صفات الحروف - المحاضرة(20-48) : صفات النون والهاء والواو.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين، إخواننا الكرام، نتابع الحديث اليوم على بعض حروف الهجاء من حيث توزيع صفات الحروف عليها، ووصل بنا الحديث في المرة الماضية إلى حرف النون، و لكن قبل أن أبدأ حرف النون أريد أن أنبه إلى أننا ذكرنا في المرة الماضية حرف الميم، وذكرنا أنه ليس له صفة من الصفات التي لا ضد لها، وهذا الكلام صحيح على ما في منظومة، المقدمة فيما يجب على قارئ القرآن أن يعلمه، لإمام الكل الإمام بن الجزري رحمه الله، وما جرى عليه الشراح, لكن بعض الأئمة في التجويد، ذكروا كمكي بن طالب القيسي، ذكروا من الصفات التي لا ضد لها، ذكروا الغنة، فالغنة في النون و في الميم أيضاً صفة،
 والمقصود بكونها صفة من حيث التطويل و التقصير، وأما الغنة من حيث الأصل فإنه جزء النون وجزء الميم، بمعنى أنه لا يتصور صوت الميم بلا غنة ولا صوت النون بلا غنة، أما هذه الغنة كم مقدارها؟ فتقصيرها وتطويلها هذا صفة، فرقنا، هذا أمر مُلبس حتى عند القراء.
 مكي ابن أبي طالب رحمه الله قبل ألف عام قال: والغنة حرف، بعد قليل قال: والغنة صفة، فمرة وصفها بأنها حرف ومرة وصفها بأنها صفة، كيف هذا؟ إن تكلمنا عن أصل الغنة، فهي جزء النون و جزء الميم بمعنى أنها جزء من صوت الحرف، وإن تكلمنا عن طولها و قصرها، فإن هذه الغنة تكون بهذا الوضع صفة، إذا نعيد لكم آخر لوحة في الحلقة الماضية.
 ننتقل اليوم إلى درسنا الجديد، درسنا الجديد عن حرف النون، النون كما تعلمون حرف يخرج من طرف اللسان وما يحاذيه من غار الحنك الأعلى، يقرع هذا الطرف ما يحاذيه من غار الحنك الأعلى ويصاحب ذلك غنة من الخيشوم كما كان الأمر بالنسبة للميم، مجموع هذين العملين، مجموع هذا القرع وصوت الغنة الجاري من الخيشوم يشكل حرف النون.
 النون يا أخوة، حرف مجهور لأنه ليس من حروف، (سكت فحثه شخص)، والنون لا نستطيع أن نصفها بأنها شديدة لأن فيها جزء يجري معه الصوت وهو الغنة، و لا نستطيع أن نصفها بأنها رخوة، لأن فيها جزءً ينحبس فيه الصوت وهو الطرف اللساني، لذلك اعتبرها علماؤنا حرفاً بين الرخو والشديد كما فعلوا بالنسبة للميم.
 النون يا أخوة، حرف مستفل لأنها ليست من حروف، (خص ضغط قظ)، فليست مستعلية ولا تفخم النون، لا نقول: (نا)، بل نقول: (نا)، مرققة، كل العرب يقولون: (خلقنا)، لابد من ترقيق النون أينما وقعت وبأي حركت تحققت.
 النون يا أخوة، حرف منفتح بمعني أن الصوت لا ينحصر بين طرف اللسان وأقصاه عند النطق بها مع غار الحنك الأعلى، والنون كما ذكرنا منذ قليل بالنسبة للميم حرف أغن، يعني حرف فيه غنة, والغنة صفة لا ضد لها من صفاتها، نلاحظ ذلك علي اللوحة التي تبين لنا صفات حرف النون.
 ننتقل إلى الحرف الذي بعده وهو حرف الهاء، حرف الهاء يا أخوة، حرف يخرج من أقصى الحلق، (أ َهْ)، وهو حرف كما تلاحظون حرف ضعيف, لكنه يقوى بالضغط عليه، (هْ، هَ، هُ،هِ)، ولابد من إخراجه من أقصي الحلق ولا نخرجه من الصدر كما يفعل بعض إخواننا فيتعبون أنفسهم ولا ينطقون بعد هذا التعب بها، بعض إخواننا يقول: (إهْدنا الصراط)، (إهْ)، فيضغط علي صدره ويستهلك الهواء الذي في الرئتين دون أن ينطق هاءً صحيحة، الهاء ليست من الصدر بل من أقصى الحلق فوق الهمزة بقليل، (أهْ)، (إهْدنا)، ولابد من بيانها إن كانت متطرفة في أخر الكلمة موقوفاً عليها، مثلاً نقول: (فعلوه، فيه)، لابد من بيانها وإلا السامع لا يكاد يسمعها، فلا بد من بيانها إن تطرفت أو إن تتالت مثل: (جباههم)، فهنا تتالت في هذه الكلمة هاء.
 الهاء يا اخوة، حرف مهموسة لأنه من حروف(سكت فحثه شخص)، يجرى معه النفس كما ذكرنا، والهاء حرف قابل للمط والتطويل، فهو حرف رخو، والهاء حرف مرقق فلا تفخم العرب الهاء أبداً، لا نقول: (ها)، بل نقول: (هَا)، مرققة، بأي حركة تحركت الهاء، كما أن الهاء حرف منفتح لا إطباق فيه ولا ينحصر صوته بين طرف اللسان وأقصاه مع سقف الحلق أو قبة الحنك، أما بالنسبة للصفات التي لا ضد لها فلم تتصف الهاء بواحدة منها، نلاحظ على الشاشة صفات حرف الهاء التي اتصف بها.
 حرفنا الأخير اليوم هو حرف الواو، الواو كما نعلم يا أخوة، حرف يخرج من الشفتين ويصاحب ذلك تذبذب للوترين الصوتيين في الحنجرة، (أ َوْ، وَ، وُ، وِ)، بعض علماؤنا فرق بين الواو المدية والواو غير المدية، فقالوا أن الواو المدية من الجوف، من جوف الفم، من مجموع الخلاء في الحنجرة والفم مثل: (قالـُوْا، و قولـُوْا)، قالوا أن هذه الواو من الجوف، وإن كانت متحركة مثل: (وُ، وُ، وِ)، قالوا هذه من الشفتين، هذا كلام على سبيل التغليب، و إلا فإنه لا بد من ضم الشفتين في الواو المدية، وبالنسبة للواو المتحركة، نعم إنها من الشفتين ولكن يصاحب ذلك تذبذب للوترين الصوتيين في الحنجرة، هذا دليله الحس، لا يحتاج إلى براهين، فليجرب كل منا أن ينطق الواو بدون أن يضم الشفتين، فلا يخرج صوت واو صحيحة، قد يخرج صوت أعوج عن الفصاحة، ولكن الواو الصحيحة صوتها أن تضم الشفتين، هذا الحرف، حرف الواو يظلم كثيراً في نطقنا اليوم، كثير من إخواننا يستصعب أو يتكاسل أن يضم شفتيه ضما محكماً عند نطقه، تجده وكأنه لا ينطق، (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، تعملون، يوقنون)، لا يحرك شيئاً، يا أخي، يجب أن تضم شفتيك عند النطق بالواو، (أعوذ، فعلوا)، قال الإمام أحمد الطيبي رحمه الله: و كل مضموم فلن يتم إلا بضم الشفتين ضمة. و ضمة كما تعلمون مفعول مطلق مؤكد للفعل، ثم قال بعد قليل: فإن ترى القارئ لن تنطبق شفاهه بالضم كن محققا بأنه منتقص ما ضما والواجب النطق به متما.
إذاً لابد يا أخوتي، من الضم الشفتين ضماً محكماً عند نطق الواو، وألا نخلط صوتها بألف و ألا ننطقها مثل حرف، ( o)، الأعجمي.
 بعض إخواننا يقول: (تعملَون، يوقنون)، هذا الصوت هنا صوت أعجمي غير عربي، الصوت العربي الصحيح: (تعملون،يوقنون)، لا بد أن يكون ضماً كاملاً خالٍ من الألف، كذلك أن يكون خالياً من الياء مثل إخواننا مثلاً في تركيا، يقولون: (أعوذ)، يخلطون صوت الواو بصوت الياء، العيب أتى من هذا الخلط، فعلينا عندما ننطق القران العظيم أن نجرد الواوات من مخالطة الحروف الأخرى كالألف والياء، وأن ننطقها نطقاً مصفاً من الشوائب، (أعوذ، قالوا، سوء أعمالهم).
 الواو العربية حرف مجهور لأنه ليس من حروف (سكت فحثه شخص)، فلا يجري معه النفس، والواو العربية حرف رخو لأنه قابل للتطويل والمط، والواو العربية حرف مرقق فلا يصح تفخيمه، لا يصح أن نقول (وا)، هذا حرف ليس بعربي، دائماً الواو العربية مرققة، والواو العربية أيضاً حرف منفتح، يعني لا ينحصر صوته بين طرف اللسان وأقصاه مع قبة الحلق، أما بالنسبة للصفات التي لا ضد لها فإن الواو حرف له صفة وهي صفة لِينِية إن كان ساكناً و قبله مفتوح، مثل، (قَوْل، خوف)، هذا الواو توصف أنه حرف لِيني، قال ابن الجزري رحمه الله: واللين واو و ياء سكنا وانفتح قبلهما.
إذاً إذا سكنت الواو وانفتح ما قبلها فهي فيها صفة اللينية، نلاحظ على اللوحة الأخيرة في حلقة اليوم.
هذه هي الحروف الثلاثة التي أردنا أن نتكلم عنها اليوم وبقي علينا حرف الألف وحرف الياء نرجئهم للحلقة القادمة بإذن الله تعالى، وصلى اللهم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور