وضع داكن
19-04-2024
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 081 - 113 ) - صفات الحروف - المحاضرة(16-48) : صفات الخاء والدال والذال.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
 و صلى الله وسلم و بارك على سيدنا و نبينا محمد سيد الأولين و الآخرين
 وعلى آله و صحبه أجمعين، أخواننا الكرام نتابع الحديث على توزيع صفات الحروف على حروف الهجاء فنتكلم اليوم إن شاء الله على ثلاثة أحرف جديدة أولها حرف الخاء، لخاء حرف عربي يخرج من أدنى الحلق، الحلق فيه ثلاثة مخارج، أولها الهمزة و الهاء ثم العين و الحاء ثم الغين و الخاء، فالخاء حرف حلقي يخرج من أدنى الحلق، يعني من أقرب منطقة من الحلق إلى ظاهر الشفتين، هذا الحرف له صفات عندما ينطقه الإنسان العربي، من أولى صفاته أنه مهموس، يعنى يجري معه النفس، (أخ)، فلابد من إجراء هذا الهمس الذي هو جريان النفس، أيضاً الخاء حرف رخو يعنى قابل للتطويل، يجري معه الصوت،( أخ)، جربوا هكذا، تجدون بأن الخاء هناك معها هواء يجري و صوتها أيضاً قابل للتطويل فهي حرف رخو.
 العرب كانت إذا نطقت حرف الخاء فخمته لأنه هذه الصفة الثالثة التي فيه، حرف مستعل ٍ يعنى من حروف الاستعلاء السبعة من (خص ضغط قظ)، فهو حرف عند نطقه يتجه ضغطه إلى قبة الحنك، إلى سقف الحلق، فكانت العرب إذا تكلمت يقولون مثلاً: يا خالد، ولا يقولون يا خالد، كما نعمل نحن في كثير من العاميات المعاصرة، وإلى الآن بعض إخواننا الذين أصولهم من البادية نجدهم ينطقون مثل هذا النطق العربي الفصيح الصحيح، فلا بد من تفخيم صوت الخاء عند النطق بها وتفخيمها كما هو معلوم على درجات كنا قد تحدثنا عنها عندما تكلمنا عن المراتب التفخيم لحروف الاستعلاء.
بقي أن نقول أن حرف الخاء حرف منفتح لأنها ليس من حروف الإطباق الأربعة
 ليست صادً ولا ضادً ولا طاءً ولا ظاءً، هذا بالنسبة للصفات ذوات الضد، أما الصفات التي لا ضد لها فليس للخاء حظ فيها فليس هناك ثمة صفة من الصفات التي لا ضد لها في حرف الخاء، ما قلته نستطيع أن نشاهده على اللوحة التعليمية الأولى في درسنا اليوم و التي تبين لنا صفات حرف الخاء التي على القارئ أن يراعيها، نرى على الشاشة صفات الخاء.
 ننتقل إلى حرف ثان ٍ من حرف الهجاء وهو حرف الدال، الدال يا أخوتي، تخرج من طرف اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى (أد)، هذا الحرف عندما تنطقه العرب فإنهم يحبسون النفس، (أدْ)، نقول مثلاً: (الداخل)، فنجد أن النفس قد انحبس تماماً، وكذلك الصوت، فالدال ينحبس عند النطق بها النفس فهي حرف مجهور، والصوت فهي حرف شديد، ينحبس النفس لأنها ليست من حروف، (فحثه شخص سكت)، وهي حرف شديد لأنها من حروف، (أجد قط بكت)، فالدال لابد من حبس نفسها وصوتها عند النطق بها.
 وهي حرف مستفل، لا تفخم العرب الدال، لا تقول العرب (د)،َ بل تقول، (دَ)، بدال مرققه مهما كانت حركاتها سواءً مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة أو ساكنة، كذلك الدال حرف منفتح لأنها ليست من حروف الإطباق الأربعة.
 أما صفات الحروف التي لا ضد لها، فقد اتصفت الدال بصفة واحدة منها وذلك إذا سكنت، وهي صفة القلقلة، فالدال من حروف، ( قطب جد)، فهي حرف مقلقل أن سكن هكذا، (أدْ)، لابد من إخراجها بالتباعد بين طرفي عضو النطق بدلا من التصادم بين طرفي عضو النطق حتى تظهر قلقلتها وتزول منها شدتها التي تزعج جهاز النطقِ عند الإنسان لو أخرجها بالقرع عند طرفي عضو نطق.
نلاحظ على اللوحة التالية صفات حرف الدال سواء الصفات المتضادة أو الصفات التي لا ضد لها.
 أنبه على شيء، يا أخوتي بعض أخواننا ينطقون الدال في بعض الكلمات القرآنية قريبة من التاء وخاصة في الفاتحة يقولُ كثير من أخواننا، (مالك يوم التين)، فتجد بأنه يخلطون بين صوت الدال والتاء، فالتين نبات معروف أقسم الله به التين والزيتون، وهذا الدين، هو الدينونة، بمعنى القضاء بين العباد والحكم بينهم، مالك يوم الدين وفي المثل، كما تدين تُدان.
فلابد من بيان الدال، (مالك يوم الدين)، ولا نجعلها يوم التين قريبة من التاء.
 الحرف الثالث والأخير في حلقة اليوم، هو حرف الذال، الذال حرف يخرج من طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا، يعنى هذا اللسان وهذا طرفه وهذه الأسنان العيا وهذه طرفها، نضع الطرف على الطرف، (أذ)، هذه هو حرف الذال.
 من صفاته في اللغة العربية أن الذال مجهورة لأنها ليست من حروف، (سكت فحثه شخص)، فلا يجرى معها النفس كثيراً، يجرى نفس ضئيل لا يعتد به، والذال حرف رخو، لأنها ليست من حروف، (أجد قط بكت)، فهي ليست شديدة وليست من حروف (لن عمر)، فهي ليست بين الرخوة والشديدة، فهي قابلة للتطويل والمط فهي حرف رخو.
والذال حرف مستفل، لأنها ليست من حروف، (خص ضغط قظ)، فلا استعلاء ولا تفخيم في الذال، ولانقول ( الذا، الذاكرين)، بل نقول، (الذاكرين)، والذال حرف منفتح ليست من حروف الإطباق الأربعة.
أما الصفات التي لاضد لها فليس للذال حظ لها فيها، فلابد من نطق حرف الذال نطقا صحيحاً، هكذا، (أذ ْ، ذ َ، ذ ُ،ذِ)، (يذكرون، ذراعيه)، فلا بد من بيان صوتها.
 من الأخطاء الشائعة في حرف الذال إضعاف صوتها جداً حتى لا تفهم على القارئ ما هذا الحرف الذي ينطقه، مثلاً يقولون، (يذكرون الله)، يكاد يلامس طرف لسانه طرف أسنانه ولا تكاد تسمع صوت، فلابد من بيان صوتها، (يذكرون، والذاكرون الله كثيراً والذاكرات)، أيضاً في الفاتحة، (صراط الذين)، لا بد من الضغط عليها وإخراجها كاملة وبيان الصوت حتى يقرع الأذن.
من التحريفات العامية لهذا الحرف قلبه زاي، فكثير من العاميات العربية يقلبون الذال زاي وخاصة في الفاتحة، فنسمع بعض الناس بل كثير من عامة الناس يقولون
صراط الزين بحرف الزاي هذا لا يصح أبداً ولا بأي حال، لذال حرف والزاي حرف أخر.
تغيير الذال إلى الزاي قد يغير المعنى في بعض الكلمات.
 فهذه هي صفات الذال، سؤال، كيف يمكن أن يتخلص الإنسان من نطقه الذال بزاى؟ سيدي هي سببها العادة النطقية التي درج عليها في العامية، لم يعتد أن يضع طرف لسانه على أطراف أسنانه، فلابد من التدريب عليها والنطق بها بأن يضع طرف اللسان على طرف الأسنان، فلا بد من التدريب فيقول: (أذ ْ، ذ َ، ذ ُ،ذِ)، فيبينه بياناً واضحاً.
 نلاحظ على اللوحة التعليمية صفات حرف الذال التي لا بد للقارئ من مراعاتها، نرى على الشاشة، هذا هو درسنا اليوم بينا فيه صفات الحروف التي اتصفت بها ثلاثة أحرف من حروف العربية ونتابع إنشاء الله في الحلقات القادمة بيان بقية صفات الحروف موزعة على حروف الهجاء، وصلى اللهم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور