وضع داكن
26-04-2024
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 005 - 113 ) - علم التدوين - المحاضرة(2-5) : تدوين القراءة.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
 أخواني الكرام، كنا قد تحدثنا في المرة الماضية عن أن القرآن العظيم قد بلغه إلينا رسول صلى الله عليه وسلم بطريقين بلغه إلى للأمة مكتوباً وبلغه للأمة منطوقاً، أي بالصوت المسموع، فاليوم كما تفضل أخي الدكتور محمد، نتكلم كيف تم الأمر الكتابي؟
 من المعلوم أن العرب كانوا أمة أميه يندر فيهم من يعرف الكتابة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه مقطع من المقاطع القرآنيه دعا من حضره، ممن يجيد الكتابة وأعود فأقول قليل ما هم، ممكن يكونوا ثلاثة أربعه اثنين خمسة، بحسب الوقائع التي كانت تنزل بسببها الآيات الكريمة، فيدعو من حضره من الكتبه ويكتبون أمامه صلى الله عليه وسلم والوحي حاضر، فإذا انفض المجلس انفض النبي صلى الله عليه وسلم وبالتالي الوحي، راض عن تلك القطع التي كتبت بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، وبقي الأمر هكذا إلى أن انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، وآل الأمر إلى سيدنا أبي بكر رضي الله عنه، وكما هو معلوم في حروب الردة كان القراء يتسابقون في قتال المرتدين فكثر القتل فيهم، فخاف سيدنا عمر رضي الله عنه على ضياع القرآن المكتوب أي على ضياع القطع الأصليه التي كتبت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض على أبي بكر رضي الله عنه فكرة جمع القرآن وجمع تلك القطع واستنساخ نسخة تعتبر الأم والأصل، تكون مرجعاً للمسلمين، فبعد أخذ ورد شرح الله صدر أبي بكر رضي الله عنه لذلك ودعا كاتب من كتبه الوحي العظام الذين كانوا يكتبون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم هو زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه، فدعاه أبو بكر رضي الله عنه وطلب منه أن يتتبع تلك القطع التي كتبت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجمعها ويفرغها في مصحف واحد، فشرح الله صدر زيد لذلك وقام بتلك العملية الشاقة التي هو قال عنها: والله لو كلفاني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما كلفاني به، فتتبع زيد تلك القطع بطريقة فيها احتياط كبير فكان أعلن بين الصحابة من كان عنده شيء من القطع التي كتبت بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فاليأتني بها، فصار الصحابة يأتون إليه بما عندهم من تلك القطع، فيقول للآتي أعندك غيرك يشهد أن هذه القطعة كتبت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كان هناك شاهد ثان على تلك القطعة بعينها أخذها وإلا تركها.
 بهذا الاحتياط، الجليل جمع سيدنا زيد رضي الله عنه القرآن كله إلا آيتين كريمتين وجدهما عند سيدنا خزيمة بن ثابت رضي الله عنه هذا الصحابي كان النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل شهادته بشهادة رجلين، فقال من شهد له خزيمة فهو حسبه.
 يعني يكفيه، فوجد عنده آيتين كريمتين لم يجدهما عند غيره مكتوبتين وأأكد على موضوع مكتوبتين، ليس منطوقتين ومحفوظتين في الصدور، ولو أنك دخلت إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلت من يحفظ:

﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ﴾

[ سورة التوبة: 128 ]

 أو قوله تعالى:

﴿ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ﴾

[ سورة الأحزاب: 23 ]

 لارتفعت أيد لا يحصيها إلا الله كثرة، أما من حيث الكتابة لم يجد هاتين الآيتين مكتوبتين إلا عند سيدنا خزيمة بن ثابت، فقال له: هل عندك غيرك يشهد أن هاتين القطعتين كتبتا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما عندي غيري، فقبلهما منه لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل شهادته بشهادة رجلين، فقام سيدنا، انتبهوا لما قام، بتفريغ الكتابة الموجودة بتلك القطع في مصحف واحد، عمليه تفريغ بحت، ليس لسيدنا لزيد فيها أي اجتهاد، وإنما فرغ ما رأى أمامه، هكذا صار عندنا مصحف عرف بين العلماء بالمصحف الصديقي، ووافق وضبط المحفوظ، فتلك الصحف الصديقية نسبة إلى أبي بكر، بقيت عند سيدنا أبي بكر، وبعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى انتقل الأمر إلى سيدنا عمر رضي الله عنه وبقيت تلك الصحف عنده مدة خلافته، عشر سنين ثم بعد استشهاده رضي الله عنه، آلت إلى ابنته أم المؤمنين حفصة، بنت عمر رضي الله تعالى عنهما، ففي خلافة سيدنا عثمان.
 نتوقف هنا دكتور ايمن ونواصل ما حدث في عهد عثمان رضي الله عنه، ونحتاج إلى مدة زمنية.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور