وضع داكن
24-04-2024
Logo
رحلة أمريكا 2 - المحاضرة : 10 - أساسيات الدين ، الاستقامة - العمل الصالح - التفكر - الذكر - الوقت.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً و أرنا الحق حقاً و ارزقنا إتباعه، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الأخوة الكرام:
 لو أن أحدنا دخل إلى مكتبة فيها كتب لا تعد و لا تحصى ماذا ينبغي أن يقرأ ؟ إذا كان طالب جامعي و عنده امتحان عنده كتاب مقرر فلا بد من أن يصطفي، لا بد من الاصطفاء، الحقيقة بالدين موضوعات لا تعد و لا تحصى، و الدين أصول و فروع، و المكتبة الإسلامية غنية جداً إلى درجة أنه في بعض الإحصاءات ما يُطبع في اليوم من كتب لا يستطيع إنسان أن يقرأها بلغة واحدة في مئتي عام.
 في هذا اللقاء اخترت لكم أربع كلمات هي: أركان الدين، كلمة الاستقامة، و كلمة العمل الصالح، و كلمة التفكر، و كلمة الذكر الحقيقة يوجد بالقرآن الكريم ما يزيد عن ألف و ثلاثمائة آية كونية ألم يسأل أحدنا لماذا جاءت هذه الآيات في القرآن الكريم ؟ هناك عبادة شبه معطلة في العالم الإسلامي و هي عبادة التفكر، و الدليل أن الله جل جلاله يقول:

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)﴾

[ سورة آل عمران ]

 ما معنى التفكر ؟ أي أن تعرف الله، الإنسان كلما ازدادت معرفته بالله ازدادت طاعته له، و ازدادت خشيته له، و ازداد إقباله عليه و ازداد رجاؤه برحمته، و ازداد عمله للجنة، وازداد اتقاؤه للنار فأنت بقدر معرفتك بالله تنصاع لأمر الله، أحياناً تكون العلة في الإنسان ضعف معرفته بالله، التفكر يرفع مستوى المعرفة لأنه حينما تعلم أن كل هذا الكون مسخر لك يجب بعد هذا العلم أن تعرف من أنت ؟ أنت مسخر لك الكون و المسخر له في كل الأحيان أعظم من المسخر، قال تعالى:

 

﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13)﴾

 

[ سورة الجاثية ]

 كيف الإنسان أحياناً يُدهش بآلة، يُدهش بآلة حاسبة، يُدهش بكومبيوتر، يُدهش بطائرة، بصاروخ مثلاً، بسلاح، يُدهش بجهاز إليكتروني، بمرصد عملاق، أنت حينما دُهشت بهذا عظمت صانعه الآن اركب بسيارة ضخمة جداً لابد من أن تشعر أن المصمم على مستوى ذوقي رفيع جداً ، و على مستوى من الدقة بالغة جداً، و على مستوى من العلم عالي جداً، هنا المشكلة أهل الدنيا يُعظمون بعضهم بعضاً، أما المؤمن يُعظم رب الكون من خلال خلقه، أنا لا أقول لكم دعوا أعمالكم و تفكروا، و لكن الإنسان و هو يأكل و هو يشرب و هو يُطالع ما في الكون من آيات، أحياناً الأمطار، السحب الجبال، الأنهار، البحيرات، طعامه أحياناً، أنواع الخضار و الفواكه، هذه كلها بين يديه، أنا أتمنى في هذا اللقاء أن أقول لكم كلمة، الكون كله مسخر تسخيرين تعريف و تكريم، مهمة تعريفية و مهمة نفعية، العالم الغربي و أمريكا في مقدمة هذا العالم برعت أيما براعة في الانتفاع من الكون، من خصائص المواد، من خصائص الأشياء، من قوانين الكون، انتفعت به أيما انتفاع، لكن وظيفة الانتفاع بالكون إذا قيست بوظيفة التعريف ليست بشيء، هذا الانتفاع ينتهي عند الموت انتهى الأمر، لكن وظيفة التعريف هذه لا تنتهي هذه تنفعك إلى أبد الأبدين، فالنبي عليه الصلاة و السلام حينما قال:

 

(( حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى الْهِلالَ قَالَ: هِلالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ."))

 

[ أبو داود ]

 أعطى شيئاً دقيقاً قال: هذا الهلال يرشدني إلى الله و ينفعني في الدنيا، فحينما يستغل الهلال للانتفاع به بقي أن نستغل مهمة التعريف بالله عز وجل، إذا أحدنا سأل نفسه سؤالاً: لماذا أنا مقصر ؟ لماذا أقترف بعض الأخطاء ؟ لماذا لست على ما ينبغي من الورع ؟ نقول هناك نقص في المعرفة، أجب هذا الجواب و هو في دقة بالغة و جواب علمي، كلما قلّت معرفة الإنسان بالله ضعفت طاعته له ضعفت خشيته، ضعف إقباله عليه، ضعف رجاؤه لرحمته، ضعف اتقاؤه لناره، هكذا و كل رجل منا بحياته حينما يعلم أن علم الله يطوله و أن قدرته تطوله لابد من أن يطبق أمر الله عز وجل، و أبسط مثل الإشارة الحمراء إذا السيارة واقفة و الشرطة واقفة و أنت مواطن عادي لا يمكن إلا أن تقف على الإشارة لأن واضع النظام علمه يطولك و قدرته تطولك، أنا أقول كلاماً دقيقاً جداً فأحياناً الإنسان يشكو لماذا أنا مقصر ؟ لماذا أصلي صلوات بشكل غير متقن؟ لماذا لا أبذل أكثر من ذلك ؟ لماذا أتساهل في بعض الطاعات؟ إذا صار حوار ذاتي حول هذه الموضوعات يجب أن نعلم علم اليقين أن هناك ضعف في المعرفة لأن الإنسان لو قام بخدمة إلزامية و تلقى أمر من رتبة سبعة غير من ثمانية غير من نجمة غير من ثلاثة غير من تاج غير من أعلى رتبة، كلما ارتفعت الرتبة كان الانصياع أشد لذلك ألف و ثلاثمائة آية في كتاب الله هذه من أجل أن نتفكر، وقد يقول أحدكم أنا عملي كله في العلم، أنا اختصاصي طبيب، أنا عندي مخابر، عندي اطلاع دقيق جداً على خلق الإنسان ماذا أقول ؟ أقول أحياناً يكون عنده حاجة إلى شيء يدخل إلى السوق لا يرى إلا هذه الحاجة فإذا كان له هدف غير معرفة الله عز وجل لو وضعت أمامه آلاف الآيات لا يرى شيئاً و كل إنسان درس الطب أحياناً، درس فيزياء، كيمياء، رياضيات، يوجد كل آية بالطب و الفيزياء و الكيمياء تدع الحليم حيران و مع ذلك ما تأثر منها و السبب هو يهدف إلى شيء آخر كما كنت أقول دائماً هذه الآلة لابد من فيلم و إلا لا يوجد لها قيمة رغم دقتها و رغم دقة فتحتها و عدستها و حركاتها و كل خصائصها الجديدة لا قيمة لها إلا إذا كان هناك طلب للحق، فأنا أتمنى أن إنساناً أكل، شرب، لبس، ذكرت البارحة أشياء دقيقة جداً في نيوجرسي أن الإنسان أحياناً و هو يمشي في الطريق يسمع بوق سيارة يأتي على اليسار، يعرف أن هناك جهاز معقد جداً في الدماغ يحسب تفاضل وصول الصوتين إلى الدماغ و يعمل التفاضل و يعرف جهة الصوت و يأخذ أمر معاكس، لولا هذا الجهاز إذا الإنسان سمع بوق سيارة يأتي أمام السيارة، إذاً أنت أحياناً قال تعالى:

 

﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8)﴾

 

[ سورة البلد ]

 بعين واحدة نرى طول و عرض و لكن لا يوجد بعد ثالث، لا يمكن أن تضم إبرة بعين واحدة، تأتي الإبرة و الخيط بينهم عشرة سنتمتر، يستطيعوا ذلك بالعينين، فقضية البعد الثالث ليست شيء سهل، قضية أن العين تفرق بين درجتين من ثمانمائة ألف درجة للون الواحد، إذا درجنا اللون الأخضر ثمانمائة ألف درجة العين السليمة تفرق بين درجتين، و يوجد بالشبكية مئة و ثلاثين مليون عصية و مخروط، و عشرة طبقات الشبكية و القزحية و الجسم البلوري، رجل ذهب إلى فنلندا هناك بالشتاء الحرارة دون السبعين درجة فما الذي يمنع أن يتجمد ماء العين لأنه ملامس للهواء ؟ الإنسان ببلاد القطب مثلاً يرتدي معطف كفوف، جراب، ألبسة داخلية صوف، طاقية، أما هل بإمكانه أن يغلق عينيه يريد أن يرى فالعين ملامسة للهواء و الهواء تسع و ستون درجة تحت الصفر لما لا يتجمد ماء العين ؟ لأنه يوجد مادة مضادة للتجمد، من أودع لهذه العين هذه الخاصة ؟ ماء العين لا يتجمد أبداً قال تعالى:

 

﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ (9)﴾

 

[ سورة البلد ]

 الإنسان يتكلم، كل حرف يسهم في صنعه سبع عشرة عضلة، إذا كلمة ساعة كم كلمة و كم حرف و كم عضلة تحركت و أنت لا تدري ذكرت البارحة أن الإنسان يكون نائماً له هيكل عظمي فاللحم الذي فوق الهيكل العظمي مع وزن الهيكل يضغطان على العضلات التي تحت الهيكل العظمي فالأوعية تضيق لمعتها، ينمل بدنه، هناك مراكز ضغط تنبه الدماغ يقلب الإنسان، إذا صوروا إنسان نائم قلب ثمانية و ثلاثين قلبة في الفيديو، قال تعالى:

 

﴿ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ﴾

 

[ سورة الكهف ]

 إذا الإنسان لم يقلب يتفسخ لحمه، الله جعل هذه الآية من إعجاز القرآن العلمي أهل الكهف ظلوا ثلاثمائة عام لو لم يتقلبوا لانتهوا بشهر:

 

﴿ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ﴾

 

[ سورة الكهف ]

 الإنسان كيف و هو نائم تتنبه مراكز الضغط فتبلغ الدماغ فيعطي أمر فيقلب و هو نائم، و كيف و هو نائم يفيض اللعاب بفمه فيعطي الدماغ أمر إلى البلعوم يغلق القصبة الهوائية و يفتح المري قد يكون هذا، و كيف أنت بالنهار عملية الجفون بشكل آلي ؟ و الله يوجد أشياء بالجسم يعجز عن فهمها أكبر العلماء، كيف الإنسان الله لم يجعل بشعره أعصاب كان سيضطر إلى عملية حلاقة، فلو كان يوجد أعصاب يقول أنا ذاهب إلى المستشفى لأعمل حلاقة، أو قص أظافر هناك أشياء دقيقة جداً بالإنسان، قضية مثلاً يوجد عصب حسي بالعظم صار هناك كسر، أربعة أخماس العلاج أن يبقى العظم على حاله، من يضمن للإنسان أن يبقيه على حاله ؟ شدة الألم، فالعصب الحسي داخل العظم له مهمة كبيرة جداً، هناك بالجسم أشياء الإنسان يخر خاشعاً لله عز وجل، المثانة كل عشرين ثانية هناك نقطة بالكلية إذا لا يوجد مثانة مشكلة يحتاج إلى فوط، أما هذه المثانة سعتها لتر و نصف، أنت بمكانتك نظيف، بمؤتمر، بسفر، بلقاء، باجتماع تملأ هذه المثانة، لو لا يوجد بهذه المثانة عضلات كذلك مشكلة يطول تفريغ البول لا يوجد عضلة أو يحتاج إلى تنفيس كالأواني المغلقة، هناك شيء دقيق بالمثانة، شيء دقيق بالهضم، دقيق بالقلب بالرئتين، أنا أقصد أن هذه الآيات التي بين أيدينا لو تصورنا عظمة الخلق مثلاً المحاصيل كلها تنضج في يوم واحد، أما الخضار تنضج بالتدريج، حدثني أخ ضمن حقل بطيخ بإدلب قال لي: قطفت منه تسعين يوماً كل يوم سيارة، لو أن البطيخ كالقمح في يوم واحد انتهى البطيخ و رمي جميعه، أما يجب أن تستهلك بطيخ تسعين يوماً، هذه البطيخة خضراء اللون كيف يعلم أنها ناضجة أم لا ؟ معقول أن يجلس بجانبها و يدق عليها ؟ غير معقول إذاً ما الطريقة ؟ قال تعالى:

 

﴿ وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16)﴾

 

[ سورة النحل ]

 يوجد جانب البطيخة حلزونة يمسكها الفلاح إذا انكسرت تكون ناضجة، أما إذا لم تنكسر تكون غير ناضجة، أي إذا الغذاء انقطع عنها تيبس و تكون نضجت، اسألوا ضامني حقول البطيخ فكل بطيخة لها بعد خمسة سنتمتر من رأسها.
 خمسة غرامات من بذر البندورة يملؤوا حقل بلاستيكي نصف طن أي نصف دونم، هذه الخمس غرامات يعملوا عشرة طن بندورة، كم ضعف ؟ مليوني ضعف، تدخل إلى بيت بلاستيكي مزروع بندورة تجد شيء غير معقول هناك مجموع خضري بالأطنان وزنه و إنتاج البيت البلاستيكي عشرة طن و هذا من خمس غرامات، هناك بعض الأزهار اسمها بيكونيا ريكس الغرام الواحد من بذورها يوجد فيه سبعين ألف بذرة، سعر كيلو البذور ست ملايين ليرة، استهلاك سوريا كلها غرام واحد، كل بذرة فيها رشيم و سويق ووريقة و محفظة غذاء شيء غير معقول، بالنبات يوجد آيات مثلاً النسغ النازل بالنبات سائل موحد يصنع الأوراق و الثمار و الأزهار و الأغصان و الجذور سائل واحد و هو النسغ النازل، أنابيب النسغ النازل مقواة بحلزون ليفي حتى لا تذهب لمعتها، أنابيب النسغ الصاعد فيها دسامات مثل الدوائر من أجل الدوالي دسامات عدم الرجوع، وريقة تفتح و لا ترجع السائل، هذا بالنبات، قال تعالى:

 

﴿ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ﴾

 

[ سورة الأنعام ]

 أي هناك نبات يعطيك أثاث ـ خشب أثاث ـ يوجد مئة نوع للخشب هناك خشب خاص بالأثاثات، خشب للصناعة، خشب لأساس البيوت خشب لأثاث البيت غير أساس البيت، يوجد خشب وردي، هناك خشب منظر، و أنواع، و الكوشوك خشب، و العطور نبات، و المواد الصمغية نبات، و الفلين نبات، و الأدوية نبات، و الغذاء نبات، نبات كل شيء، يوجد نبات مسبحة يعطيك حبات مسبحة هناك نبات يعطي أكواز ـ أوعية ـ هناك نبات حدودي، هناك نبات مظلات، نبات زينة، ما المرج و من خلقه ؟ لماذا خُلق مسطح أخضر؟ من أجل أن تستمتع العين به، فإذا نظرت للمرج، للشجر للنبات، للخضراوات، للفواكه، للحقول، للمحاصيل، عندنا أخ بالمسجد معه دكتوراه بعلم النبات فقلت مرة أنه يوجد أربعة آلاف و خمسمائة نوع من القمح، قال لي: غلط فأنا خجلت جداً، قال لي: خمسة و أربعين ألف نوع قمح يوجد بالعالم هذا اختصاصه، لأنه مادة أساسية يجب أن يكون هناك أنواع تنبت في المناطق الباردة و الحارة و العالية و المنخفضة و الأغوار و السهول و الصحارى بكل البيئات، أنا الذي أراه نحن محاطين بآيات لا يعلم عددها إلا الله وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد، وكل أخ في اختصاصه يوجد عنده أشياء عجيبة جداً، أشياء لا تصدق، الورقة لها دسامات في الشتاء تفتح الدسامات في الصيف تغلق للحفاظ على مائها، أي ورق شجر، والله عز وجل جعل هذه الورقة معمل، أنا لا أريد أن أضيف إلى معلوماتكم هذا اختصاصكم لكن الإنسان لما يغيب عن هذه الآيات التي بين يديه يكون قد أخطأ خطأً كبيراً بحجم معرفتك بالله تطيعه، وطاعتك بحجم معرفتك، خشيتك بحجم معرفتك، إقبالك عليه بحجم معرفتك، فالتفكر عبادة و الآية:

 

﴿ وَيَتَفَكَّرُونَ﴾

 

[ سورة آل عمران ]

 هذا قرآن كريم، كلام خالق الكون، الآن عبادة معطلة.

 

﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)﴾

 

[ سورة آل عمران ]

 أنا مرة زرت معمل سيارات هنا في ديتروي و الذي أخذنا أي يوجد أخ كريم الدكتور أحمد قلنا له: اسأله السيارة موديل 1910أي فورد كيف كانت ؟ البوق كان على الهواء، و التشغيل مانويل من الخارج، و الدولاب صب، و تنقيل لا يوجد، و المصابيح تشعل فتيل و زيت، هكذا كانت السيارة، وازن هذه السيارة مع سيارة موديل 1989 تجد فرق كبير جداً ماذا تستنتج ؟ أن خبرة الإنسان حادثة تنمو، أما خبرة الله عز وجل قديمة قدم وجوده، هل يوجد إنسان موديل 1989 ؟ هل يوجد إنسان إس مثلاً أقوى ؟ لا يوجد لأن خلق الإنسان كامل، لذلك لم يطرأ عليه أي تعليل و لا تبديل، إذا كان برأس الإنسان يوجد ثلاثمائة ألف شعرة لكل شعرة وريد و شريان و عصب و عضلة و غدة دهنية و غدة صدغية، شيء مذهل هذا شيء دقيق جداً، الشعر و العين، رأيت ناطحات السحاب الكبرى القلب يضخ في عمر متوسط ما يملأ أكبر ناطحة سحاب في العالم، يضخ القلب كل يوم ثمانية أمتار مكعبة، و في عمر ستين سنة متوسط يضخ ما يملأ أكبر ناطحة سحاب في العالم هذه العضلة التي لا تكل و لا تمل، هناك نقطة دقيقة جداً النبي الكريم عليه الصلاة و السلام أمرنا أن نذبح الذبيحة من أوداجها فقط دون أن نقطع رأسها، لا في عهد النبي و لا في مراكز العلم في عهد النبي بالشرق و الغرب و لا بعد مئة عام و لا بعد مئتي عام و لا بعد ألف عام و لا بعد ألف و ثلاثمائة عام و لا بعد ألف و أربعمائة هناك معطيات علمية تكشف سر هذا الأمر النبوي، الآن كُشف، هذا القلب يتلقى أمر من ذاته من مركز كهربائي داخلي يضرب ثمانين ضربة من ذاته، و هناك مركز احتياط ثاني و مركز احتياط ثالث، أما الأمر الاستثنائي يأخذه من الكظر عن طريق الرأس، إذا وجد درج أو عدو يلحقه يرتفع النبض إلى مئة و ثمانين نبضة، النظامي ثمانين أما في الأحوال الطارئة مئة و ثمانين نبضة، القلب في الذبيحة مهمته إفراغ الدم فلو قطعنا رأس الذبيحة يبقى القلب على الأمر الذاتي ثمانين ضربة، هذه الثمانين ضربة تخرج ربع الدم فقط، لو بقي الرأس موصول يأتي الأمر الاستثنائي يخرج الدم كله فيرتفع النبض عند الذبح إلى مئة و ثمانين ضربة، النبي أمرنا أمر لا ينبغي أن نقطع رأس الذبيحة، ينبغي أن نبقيها متصلة بالجسد و أن نذبح أوداجها فقط هذا ليس من ذكائه و لا من خبرته إنما هو وحي يوحى، قال تعالى:

 

﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)﴾

 

[ سورة النجم ]

 أنالا أريد أن أدخل في تفصيلات لكن كل أخ عنده اختصاص ممكن أن يصل إلى أدلة يخشع لها القلب باختصاصه عن عظمة الله عز وجل، فكلما ازداد تعظيم الله عندك أيها المؤمن تكون أكثر طاعة له و أكثر حباً له و أكثر خشية له فالتفكر اخترت أربع كلمات في هذا الدرس التفكر و الذكر و الاستقامة و العمل الصالح، و يوجد كتب إسلامية لا تعد و لا تحصى، و هناك موضوعات إسلامية لا تعد و لا تحصى، لكن نريد نحن الشيء الأساسي في الإسلام، لو فرضنا أستاذ جامعة عنده حاجب هذا الحاجب منذ ثلاثين عاماً في هذه الجامعة فكلما دخل أستاذ على الجامعة يقف الحاجب أهلاً دكتور ثم يجلس، معرفة الحاجب لهذا الأستاذ تزداد بهذه الثلاثين عاماً ؟ أبداً أما طالب يحضر محاضرات كلما حضر محاضرة هذا الطالب تزداد حجم معرفته لهذا الأستاذ، هذه نقطة لم يكن يحكي لنا إياها، هذا الموضوع لم يعالجه سابقاً، ما شاء الله دائرة معارف ـ موسوعة ـ كلما حضر محاضرة الطالب تزداد معرفته بالأستاذ أما الحاجب ثلاثين عاماً يقف له و معرفته هي هي لا تزداد، فالإنسان عندما يكون عابداً فقط ثلاثين عاماً، أربعين عاماً عابد فمعرفته مقطوعة و منتهية، الله خالق الكون و انتهى الأمر، العابد مقاومته هشة لا يصمد لا أمام إغراء و لا أمام ضغط، امرأة تغريه و سبائك الذهب تغريه، و الإنسان عنده نقطتا ضعف من المرأة و من المال، أما المؤمن حينما يعرف الله عز وجل لا سبائك الذهب اللامعة و لا سياط الجلادين اللاذعة تغير موقفه، فأنا أقول هذا الكلام لأن التفكر يرفع حجم معرفتك بالله عز وجل، و الآن ألف و ثلاثمائة و اثنين و عشرين آية بالقرآن تفكر، آيات كونية لماذا ؟ لو كنا لسنا مكلفين أن نتفكر لماذا هذه الآيات ؟ هل يعقل أن يقول الله كلام لا معنى له ؟ ليس من المعقول إطلاقاً، فمادام هناك آيات كونية معنى ذلك هناك عبادة اسمها التفكر، قال تعالى:

 

﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)﴾

 

[ سورة آل عمران ]

 ثم قال الله عز وجل:

 

﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101)﴾

 

[ سورة يونس ]

﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105)﴾

[ سورة يونس ]

 فهناك آيات كثيرة نمر عليها، بالفلك، بالمجرات، بالطعام:

 

﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24)﴾

 

[ سورة عبس ]

 أمر إلهي، و كل أمر في القرآن يقتضي الوجوب، قال تعالى:

 

﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6)﴾

 

[ سورة الطارق ]

 هناك أشياء مذهلة، أنا سمعت و لا أعرف صحة الكلام البروستات تقف عند مفترق الطرق بين ماء الحياة و البول، فإذا كان يجب أن يفتح طريق البول تغلق طريق ماء الحياة، هذه البول حامضي لابد من مادة قلوية تتعادل معه تفرز مادة قلوية، إذا كان طريق ماء الحياة الطريق غير طاهر مادة مطهرة، مادة معطرة مادة مغذية، و تفتح و تغلق ثمانين عاماً دون أن تمل أو تكل، هذه الغدة الصغيرة التي لا أحد ينتبه لها، و عندك لسان المزمار هذا شرطي سير، و عندك البروستات، و عندك أشياء بالجسم دقيقة جداً أنا أذكر لقطات عشوائية عن جسم الإنسان، أنا أقصد أن التفكر عبادة يجب أن نمارسها لأنها تزيد معرفتنا بالله، و كلما زادت هذه المعرفة ازداد معها الخشية و الدليل:

 

﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾

 

[ سورة فاطر ]

 هذه نقطة في الدرس.
 التفكر في خلق السموات و الأرض، بالطعام، بالشراب، هذا كأس الماء، يوجد بالكون ظاهرة أن الماء شأنه كأي عنصر إذا بردته ينكمش، سخنته يتمدد، إلا أن الماء ينفرد من بين بقية العناصر بخاصة في الدرجة زائد أربعة تنعكس الآية، فإذا بردته يزداد حجمه فتقل كثافته فيطفو على سطح الماء لولا هذه الظاهرة لما كنا في هذا اللقاء، و لما كان في هذه القارة إنسان، و لما كان هناك بشر، هل تصدقون هذا ؟ لولا هذه الظاهرة لما كانت حياة على وجه الأرض لأن الماء في درجة زائد أربعة تنعكس خصائصه فيتمدد على التبريد إذا كان بردته فقل حجمه تزداد كثافته فيغوص، بعد حين تتجمد كل المحيطات ينعدم التبخر، ينعدم المطر، يموت النبات، يموت الحيوان، يموت الإنسان و انتهى الأمر، من جعل هذه الخاصة ؟ هناك آيات دقيقة جداً، الله عز وجل قال:

 

﴿ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47)﴾

 

[ سورة الحج ]

 دورة القمر حول الأرض في شهر فإذا أخذنا مركز الأرض و مركز القمر ووصلنا بينهما نصف قطر الدائرة، من نصف قطر الدائرة عرفنا المحيط ضربناه باثنتي عشرة ثم ضربناه بألف عرفنا كم يقطع القمر في دورته حول الأرض في ألف عام، ثم أخذنا ثواني اليوم أربعة و عشرون بستين بستين فلو قسمنا المسافة التي يقطعها القمر على ثواني اليوم لفوجئنا بسرعة الضوء مئتين و تسعة و تسعين و ثمانمائة و اثنتي عشرة، السرعة الدقيقة، هذه الآية أنشتاين نظرية أنشتاين بهذه الآية، قيل مرة أنشتاين عمل جولة بأمريكا على كل الجامعات وصل إلى آخر جامعة عنده سائق ذكي جداً حفظ النظرية عن غيب، و عنده دعابة قال له: ممكن ألقيها عنك، قال له: لا يوجد مانع، قدمه على أنه أنشتاين، هو يبدو هندامه جيد و طريق اللسان و ذاكرته قوية، فألقاها عنه، فجاءه سؤال من أحد الدكاترة عن دقائق النظرية، هذا يحفظها بصم، قال له: سؤالك سهل جداً و الدليل أنا سأكلف سائقي أن يجاوبك، هذا تنقصه المعلومات و ينقصه الذكاء، فأنا أتمنى في هذه العجالة قضية التفكر قضية خطيرة جداً هي من صلب الدين، و أقول و لا أبالغ عبادة معطلة الآن، لأنها معطلة الله عز وجل ليس له هذه المكانة العظيمة عند المؤمنين، و أنا أقول جواب عن كل مأساة يعانيها المسلمون هان أمر الله عليهم فهانوا على الله، لماذا هان أمر الله عليهم ؟ لأنهم ما عظموا الله عز وجل.

 

﴿ إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33)﴾

 

[ سورة الحاقة ]

 مؤمن بالله و لكنه ليس مؤمناً بالله العظيم دقيقة الآية.

 

﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ (32) إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33)﴾

 

[ سورة الحاقة ]

 يوجد رجل توفى والده و هو لا يقرأ و لا يكتب، ذهب ليزوره بالقبر لا يستطيع أن يقرأ القرآن، وجد رجل يقرأ قرآن للموتى قال له: اقرأ لي هذه الآية، أعطاه مثلاً حوالي خمسين سنتاً، مبلغ حقير جداً فقال: خذوه فغلوه، هذا الابن انزعج، لم تجد غير هذه الآية في القرآن، ثم قال له أريد آية ثانية ألطف ثم الجحيم صلوه، ثم وصل إلى: ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه، فمسكه و قال له: ألم تجد غير هذه الآيات ؟ قال له: تريد الجنة بخمسين سنتاً قال تعالى:

 

﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ (32) إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33)﴾

 

[ سورة الحاقة ]

 يجب أن تؤمن بالله العظيم، هذه أول نقطة، بالطعام، بالشراب، بالفلك، بالمجرات، بخلق الإنسان، بكل شيء، كلما فكرت في خلق السموات و الأرض ازداد حجم معرفتك بالله عندئذ تزداد طاعة له.
 الآن الذكر: الإنسان عقل يدرك و قلب يحب، العقل غذاؤه التفكر العلم، و القلب غذاؤه الصلة بالله عز وجل، الدعاء صلة، فقلت ذكر و لم أقل صلاة لأن الله يقول:

 

﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)﴾

 

[ سورة العنكبوت ]

 الصلاة ذكر، و الدليل:

 

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)﴾

 

[ سورة طه ]

 الصيام من أجل الصلاة، و الحج من أجل الصلاة، و الصلاة من أجل الصلة، و الدعاء صلة، و الاستغفار صلة، التسبيح صلة، و الحمد صلة، و التكبير صلة، و تلاوة القرآن صلة، عندنا باليد شيء يدخل فيه الاستغفار و الذكر و الحمد و التسبيح و التكبير و التهليل و الدعاء و الاستغفار و الصلاة و الصوم و الحج و الزكاة كل هذه العبادات الشعائرية تصب في هدف واحد هي الاتصال بالله عز وجل، هذا أحد أكبر أركان الدين، لذلك الدين متوازن فيه جانب علمي، جانب سلوكي، جانب جمالي، هذا الجانب الجمالي، في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة.
 ماذا يفعل أعدائي بي ؟ بستاني في صدري إن أبعدوني فإبعادي سياحة و إن حبسوني فحبسي خلوة و إن قتلوني فقتلي شهادة فبستاني في صدري، فماذا يفعل أعدائي بي ؟ هذه نقطة دقيقة جداً من دون الاتصال بالله عز وجل يوجد وحشة، ملل، سأم، ضجر حجاب، أكبر عقاب يعاقب به الإنسان:

 

﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15)﴾

 

[ سورة المطففين ]

يا أخوانا الكرام:
 سأتكلم حقيقة و الله صادقة، قد تعيش في أرفه عيش مقطوعاً عن الله فأنت مع الأشقياء، و قد تعيش في أخشن عيش و أنت مع الله فأنت أسعد السعداء، هذا كلام دقيق و علمي، لأن السعادة تنبع من الداخل، أما اللذة تأتي من الخارج، و فرق كبير بين السعادة و اللذة السعادة متنامية أما اللذة معها كآبة، عندما تنتهي الرحلة هناك ضيق انتهت الرحلة، تنتهي الإجازة يوجد ضيق، ينتهي الويك إند يوجد ضيق، تنتهي المتعة يوجد ضيق، هذه الكآبة شعور يعقب اللذائذ دائماً، أما السعادة متنامية، اللذائذ متناقصة، و مع تقدم العمر يضعف الإنسان عن ممارسة الشيء الذي أباحه الله له، تضعف إمكانيته، أما السعادة متنامية، اللذائذ متناقصة و قد تنتهي و السعادة متنامية و لكن السعادة تأتي من الداخل، من اتصالك بالله، من شعورك أن الله يحبك، من شعورك أن الله معك، من شعورك أنك بأعين الله عز وجل:

﴿ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48)﴾

[ سورة الطور ]

 هذا شعور لا يقدر بثمن، اللذائذ تأتي من سيارة، من بيت، من طعام طيب، من منظر جميل، من طفل أمامك، من زوجة، هذه لذائذ كلها، أما السعادة تأتي من الداخل فإذا بحثنا عن السعادة فهي عندنا، بستاني في صدري، هذه السعادة هي الذكر:

 

(( عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى))

 

[ ابن ماجة، أحمد، موطأ مالك ]

قال تعالى:

﴿ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48)﴾

[ سورة الطور ]

 قال علماء التفسير: ذكر الله أكبر ما في الصلاة، و قال بعضهم: ذكر الله لك أكبر من ذكرك له، أنت تسبحه أما هو يعطيك الأمن و السعادة، و المكانة، و القرار السليم، أنا لي كلمة دقيقة و سامحوني بها لا يمكن إنسان يكون مقطوعاً عن الله إلا و يرتكب حماقة، أما إذا كنت مع الله أنت مثبت، أنت محفوظ، قال تعالى:

 

﴿ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123)﴾

 

[ سورة التوبة ]

 هذه المعية الخاصة، المعية العامة:

 

﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)﴾

 

[ سورة الحديد ]

 الخاصة معية التوفيق و الحفظ و التأييد و النصر، أي إذا كان الله معك فمن عليك، و إذا كان عليك فمن معك هذا يأتي من الذكر الذكر ثمنه الاستقامة، الأربع كلمات مترابطة بدأنا بالتفكر الذي هو المعرفة انتقلنا إلى الذكر، الذكر الصلاة، الصوم، الحج، الزكاة استغفار، تسبيح، حمد، تكبير، دعاء، تلاوة قرآن، أن تقول الله الله بالمسبحة جميعه ذكر، أي أن تتصل بالله، الله عز وجل مصدر الجمال و الكمال و النوال، و كل واحد منا يحب هذه الثلاثة بفطرته يحب الجمال و الكمال و النوال، يحب الذي يعطيك، يحب إنسان كامل و يحب الجميل، فالله عز وجل أصله الجمالي و الكمالي و النوال، إذا اتصلت به وصلت إلى كل شيء، لذلك أنا لا أنسى كلمة قالها سلطان، حاكم، ملك، اسمه إبراهيم بن الأدهم مدفون بجبلة هذا اسمه سلطان العارفين، كان سلطاناً و ترك السلطنة طواعية و عرف الله هذا له كلمة قال: لو يعلم الملوك ما نحن عليه لقاتلونا عليها بالسيوف، وحده يحق له أن يقول هذا الكلام لماذا ؟ لأنه كان ملكاً و يعرف ما الملك ؟ لو يعلم الملوك ما نحن عليه لقاتلونا عليها بالسيوف، كنت أمس بمركز بنيوجرسي ارتحت له كثيراً فقلت لهم كلمة: الإسلام من دون حب، من دون اتصال وردة بلاستيك كبيرة و حمراء و لكن لا يوجد شيء، أما الإسلام مع الحب و الصلة بالله وردة حقيقية فيها حياة، فيها اتصال، الإسلام بلا حب جسد بلا روح يصبح جيفة، أما الإسلام مع الحب و المحبوبية أساس الكون، الله خلقنا لأنه يحبنا، أحب أن يخلقنا و أن يسعدنا، إلا من رحم ربك و لذلك خلقهم، فالتفكر أحد أركان هذا الدين به تنمو المعرفة، و الذكر هو الاتصال بالله عز وجل بأي طريقة ؟ راكب بالسيارة جاءك معنى عن الله، شعرت أن الله عز وجل أكرمك فقلت: يا ربي لك الحمد، أنت غمرتني بفضلك هذه صلة بالله لكن ليست صلاة، الصلاة تقف تقرأ تركع تسجد، هذه صلة، فالدعاء صلة، الذكر صلة، الاستغفار صلة، الحمد صلة، التكبير صلة، أن تتلو القرآن صلة، أنا جمعت كل هذه العبادات الشعائرية بكلمة واحدة هي الذكر، قال تعالى:

 

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)﴾

 

[ سورة طه ]

 أنا أقول يمضي يوم من دون ذكر مشكلة، تجد هناك تصحر و بعد و جفاء و ملل و سأم، يوجد شخص مالل، ذكي جداً، و متمتع بالحياة جداً، لا يعجبه شيء، هو قرفان و يقرف، فهذه مشكلة كبيرة جداً، بالذكر يسعد الإنسان أيما سعادة، فأنا أقول لكم لابد من ذكر، لي نصيحة أنا و الله أطبقها إذا استطعت أن تقرأ كل يوم خمس صفحات قرآن ليس خمسة أربعة ليس أربعة و لكن ثبتهم ثبت خمس صفحات من القرآن يحتاجون ربع ساعة، تعيش بجو القرآن تجد عظمة، الدول العظمى و التجبر:

 

﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44)﴾

 

[ سورة الأنعام ]

﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)﴾

[ سورة النحل ]

 هذه بشارة، يقول لك أحدهم أنا مالل، صحيح قال تعالى:

 

﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)﴾

 

[ سورة طه ]

 خمس صفحات قرآن كل يوم فقط، إذا واحد مشغول طبعاً عشرة أحسن، و جزء أحسن و لكن الحد الأدنى خمس صفحات كل يوم بعد صلاة الفجر، من صلى الفجر في جماعة أنتم لستم مكلفين يجوز أنكم ظروفكم صعبة، و لكن إذا رجل المسجد بجانب بيته:
" من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي، و من صلى العشاء في جماعة فهو في ذمة الله حتى يصبح:
 أنت معك ضمان من الله، من الصبح للمساء إذا كان الفجر بالمسجد، و من المساء للفجر، تأتي المصائب بالليل و هناك شيء يأتي في النهار، فإذا صليت الفجر في جماعة و العشاء في جماعة أنا سأقول لكم كلمة ممكن أنت و زوجتك و أولادك جماعة، أحضر بناتك و أولادك تعالوا نصلي معاً، صلي فيهم إمام و اجلس معهم كلمتين ثلاثة، فلذلك الذكر لابد منه، تكثر دعاء، استغفار، تسبيح تحميد، تقرأ القرآن، تصلي صلاة متقنة، لابد من الذكر قال تعالى:

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)﴾

[ سورة طه ]

هذا البند الثاني.
 البند الثالث وهو أخطر بند الاستقامة، بصراحة غير مزعجة، لن تستطيع أن تقطف ثمار الإسلام إلا بالاستقامة، وإلا صار الإسلام ثقافة، وفلكلور، حضرنا في واشنطن مؤتمر في كنيسة كبيرة جداً تستقبل كل الديانات ويعرض كل دين ثلاث دقائق عن عبادته، والله الشيء الذي لا يصدق، طبعاً المؤتمر افتتح بالأذان، والله لما قال أشهد أن لا إله إلا الله أنا بكيت، يعني بأضخم كنيسة في واشنطن وفيها سيخ، وبوذ، ونصارى، ويهود، وإسلام، وقالوا: إن هذا أذان المسلمين بدعوتهم إلى الصلاة يرجى عدم التصفيق عقبه ممنوع لأنه هذه عبادة، والفقرة الإسلامية أيضاً الافتتاح بالأذان أحد الشباب الطيبين في واشنطن طبيب أسنان قرأ صفحة من القرآن الكريم بصوت جميل جداً، وقامت أخت محجبة فسرت هذه الصفحة هذه فقرتنا نحن، وأيضاً ممنوع التصفيق، ما سوى هذا غناء ورقص قال تعالى:

﴿ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51)﴾

[ سورة الأعراف ]

﴿ وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35)﴾

[ سورة الأنفال ]

 لا يوجد شيء له علاقة بالدين إطلاقاً، فن، الدين شيء وهذا شيء آخر، فما أن نستقم على دين الله لن نستطيع أن نقطف شيئاً من ثمار هذا الدين، هذا كلام قاسي لكن الحقيقية المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح، لابد من أن نستقيم ولا يمكن أن تطيعه وتخسر وتعصيه وتربح، والاستقامة تعرفها بالدليل، وكلما ازددت ورعاً ركعتان من ورع خير من ألف ركعة من مخلط، كلما ازددت ورعاً ازددت قرباً من الله عز وجل، فالاستقامة مثلاً:
 لو عندنا مصفاة لها فتحة ووضعنا بها كرات متابينة الحجم فكل كرة أقل من هذه الفتحة تنزل، ولكن الكرة الكبيرة لا تنزل، وكلما المعرفة بالله ازدادت هذه الفتحة في المصفاة تضيق، تضيق، تضيق ثم تصبح صينية، ولم تعد مصفاة. إذا كل مرة تقول لا تدقق، ونحن وضعنا صعب، فكلما عرفت الله أكثر ترى نفسك تضيق هذه الدوائر سوف تطيع الله طاعة تامة لأن الله كل شيء، قال تعالى:

 

﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)﴾

 

[ سورة الأنعام ]

 هذه الاستقامة مهمة جداً ولا تظن فلان صاحب دين يعني يصلي ؟ لا، ولعلي لا أبالغ الإسلام مئة ألف بند، والصلاة بند واحد والصوم بند واحد، والزكاة بند، والحج بند، وبقي مئة ألف بند، في علاقتك في بيتك، مع أولادك، في حرفتك، في كسب المال، في إنفاق المال، بكل هذا يوجد منهج لله عز وجل، فكلما ازددت طاعة لله صار أمرك مضبوط، قال تعالى:

 

﴿ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28)﴾

 

[ سورة الكهف ]

 ذكرت من يومين أن في أسترالية تم إطلاق النار على عشرين مليون غنمة قبل سنتين ودفنت في الأرض ليبقى سعر لحم الضأن مرتفع و الشعوب التي تموت من الجوع، هل ترى البعيد عن الله وحش، عشرين مليون غنمة أطلق النار عليها و دفنت تحت الأرض للحفاظ على أسعار اللحم المرتفعة، أما ببريطانية لأنهم غيروا خلق الله و أطعموا البقر طحين الجيف فجن البقر، أنا قلت في خطبة جنون البقر من جنون البشر، ماذا اضطروا ؟ اضطروا إلى حرق ثلاث عشرة مليون بقرة ثمنها ثلاثة و ثلاثين مليار جنيه استرليني لأنهم غيروا خلق الله عز وجل، نحن عندنا أخطاء كبيرة بحياتنا طحين اللحم إذا أطعم إلى حيوان أساسه نباتي يوجد مشكلة و حصلت المشكلة و هناك أيضاً خطر ينتقل إلى الإنسان، و هذا موضوع طويل، على كل الاستقامة أن تطبق منهج الله عز وجل بالتمام و الكمال لذلك من لوازم هذا البند أن تعرف منهج الله، من هنا ورد في الحديث:

 

(( عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ))

 

[ ابن ماجة ]

 أي طلب العلم حتم واجب على كل مسلم، أنا كنت أقول كلمة من اختصاصكم، متى الإنسان يعالج ضغطه المرتفع بحالة واحدة حينما يعلم أن ضغطه مرتفع، عندما يعرف يعالجه، فأنت من أجل أن تطيع الله يجب أن تعرف أمره، ماذا أمرنا ؟ فلابد من طلب العلم و معرفة الحكم الشرعي لكل مجالات الحياة التي أنت بصددها.
ربقي آخر فقرة بهذا اللقاء العمل الصالح، أخوانا الكرام الأمر دقيق جداً، الاستقامة تعمل سلامة، أما السعادة بالعمل الصالح قرب لأنه فيها بذل، الععل الصالح أعلى نوع من أنواع العمل ما يبقى بعد الموت يوجد مليون عمل صالح ينتهي عند الموت و لك أجر عليه أما الذي يستمر بعد وفاة الإنسان هذا عمل كبير جداً، اسمع أنت يوجد قارئ مات و يوجد مغني مات، و تسجيلاتهما تملأ الأذان صبح مساء ليوم القيامة و الاثنين ميتين، أحدهما تعاد أغانيه و الثاني تعاد قراءته، إنسان عمر مسجداً، إنسان علم علماً:

 

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ وَعِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ))

 

[ مسلم، النسائي، أبي داود، ابن ماجة، أحمد، الدارمي ]

 فتربية أبنائك أعظم صدقة جارية، و إقامة مسجد، تأمين معهد شرعي مثلاً، دار أيتام، مستشفى، أي عمل يستمر بعد الوفاة هذا أعظم عمل صالح و يقع في رأس الأعمال الصالحة من دون استثناء الدعوة إلى الله:

 

(( عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَهْلٌ رَضِي اللَّهم عَنْهم يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:......يا علي فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلا خَيْرٌ لَكَ مما طلعت عليه الشمس ))

 

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لَقِيَ اللَّهَ بِغَيْرِ أَثَرٍ مِنْ جِهَادٍ لَقِيَ اللَّهَ وَفِيهِ ثُلْمَة ))

[ مسلم، النسائي، أبي داود، ابن ماجة، أحمد ]

 عندما نقول جهاد أي قتالي ؟ لا، قال تعالى:

 

﴿ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً (52)﴾

 

[ سورة الفرقان ]

 إذا أنت تعلمت القرآن و علمته فأنت مجاهد، إذا جاهدت نفسك و هواك فأنت مجاهد، أربع كلمات، التفكر و الذكر و الاستقامة و العمل الصالح هذه أساسيات الدين، ورد أنه لا بورك لي في طلوع شمس يوم لم أزدد فيه من الله قرباً، و لا بورك لي في طلوع شمس يوم لم أزدد فيه من الله علماً، يجب أن يزداد العلم بالتفكر، و أن يزداد القرب بالذكر و العمل الصالح، و أن يزداد الانضباط بالاستقامة.
 س: تكلمت عن التفكر و عظمة الخالق و التفكر في الله، ومما لاشك فيه أمر مهم جداً و لكن مع كل هذا تجد أناس لا يؤمنون بالله، تجد أناس يعبدون البقر، يعبدون القرود، يعبدون الجرذان، ما هي الأسباب التي تدفع هؤلاء الأشخاص و هم علماء في الطب و في الفلك؟
آلة تصوير كانون سعرها مليون ليرة و لكن لا يوجد فيها فيلم لا يظهر فيها شيء، هي غالية جداً، ذكي جداً و معه أعلى شهادة و لكن لم يطلب الحقيقة، آلة سعرها عشر ليرات و فيها فيلم أفضل منها، فأنت حينما تطلب الحقيقة كل شيء في الكون يدلك عليها، و إذا ما أردتها لو التقيت بالأنبياء واحداً واحداً، و جلست بمرصد فلك و رأيت المجرات بعينك، دخلت إلى الهندسة الوراثية وشاهدت الخلايا بعينك، و رأيت المورثات بعينك، رأيت شيء لا يصدق، لا تستفيد شيء أبداً، يوجد هنا سبعين ثمانين فيلماً من موسوعة لايف الأمريكية عن خلق الإنسان و الحيوان و النبات و الفلك، و الله شيء لا يصدق، الذين صنعوها لا يوجد فيهم دين، كلامك دقيق جداً إذا أنا لا أريد الحقيقة أريد ثروة شهرة، أتعلم و أخذ أعلى شهادة و أصعد إلى القمر أحياناً، قاعدة يوكندي هل هي قليلة ؟ شيء كبيرجداً و مع ذلك لأن هذه الآلة لا يوجد فيها فيلم، الفيلم هو طلب الحقيقة، إذا وجد فيلم كلهم يأخذوا، هذا الجواب الدقيق، أنت مثلاً تكلمت نكتة أن فواشة البيت عطلت فطاف البرميل و انتزع البيت جميعه، ركضت على محل لتحضر فواشة لا ترى بكل المحل غير الفواشة، يقول لك: هذا الفاز جميل، تقول له: لا أريده، لا أريد هذه، لا أريد هذه، أنت تريد شيء معين، فالذي يريد المال و الشهرة لا يرى شيئاً، يكون تحت يده مخابر، مراصد أدلة عملاقة، لا يرى شيء أبداً هو يطلب فقط هذا الشيء، أما إذا كنت تريد الحقيقة قال: البعرة تدل على البعير، و الأقدام تدل على المسير و الماء يدل على الغدير أفسماء ذات أبراج و أرض ذات فجاج، أنا كنت أقول أن الشمس لسان اللهب لها طوله مليون كيلو متر، ظهر يوجد شمس أكبر من شمسنا باثنين و اثنين بالعشرة بليون مرة، لسان لهبنا مئة و خمسين سنة ضوئية هذا الكون بيني و بينكم، علماء الفلك رأوا شيء يطير العقل و لم يتأثروا، أنا رجائي إذا كان آخر لقاء التفكر و الذكر و الاستقامة و العمل الصالح، هذه أساسيات الدين و كل واحدة ركن من أركانه و تحتل وظيفة كبيرة جداً.
س: هل يجوز إعطاء كفارة لمن فاتها صيام رمضان لمدة سنتين و ثلاثة ؟
 إذا امرأة فاتها صيام رمضان عليها أن تصومه ضمن العام القادم، فاتها صيام عشرة أيام عليها أن تصومه ضمن العام القادم، إذا مر رمضان ثاني

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور