وضع داكن
19-04-2024
Logo
موضوعات إسلامية - موضوعات مختصرة : 38 - سياسة التحميل
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

تجمع أسلحة العالم المتفوقة للبطش بالمسلمين :

 أيها الأخوة الكرام: كأنه لا نستطيع أن نفك عن الموضوع الساخن الذي يشغل كل المسلمين في العالم، وكأن حرباً عالمية كانت غير معلنة على المسلمين فأصبحت معلنة، ولكنني والله قبل يوم أو أكثر أقرأ القرآن الكريم، قرأت آيتين والله الذي لا إله إلا هو كأنني أقرأهما أول مرة في حياتي مع أنني أتلوهما مئات المرات، وكأن هذه الآيات تتنزل لتوها قال تعالى:

﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ﴾

[ سورة آل عمران: 173]

 في الفضائيات، وكالات الأنباء، المؤتمرات الصحفية، اللقاءات، الإذاعات، الأخبار، الصحف، المجلات، حاملات الطائرات، طائرات عملاقة مخيفة كلها تجمعت في الشرق الأوسط كي تبطش بالمسلمين، قال تعالى:

﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ﴾

[ سورة آل عمران: 173]

 كل أسلحة العالم المتفوقة جمعت ضدنا، قال: فاخشوهم، والله هناك من يخافهم بل أكثر الناس ترتعد فرائصهم، بل إن الذين يملكون الأسلحة النووية من المسلمين ارتعدت فرائصهم، وقالوا: نتعاون معكم بلا حدود، هذا الذي يملك سلاحاً نووياً فكيف الذي لا يملك؟ قال تعالى:

﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ﴾

[ سورة آل عمران: 173]

المؤمنون يد الله فوق أيديهم :

 من هم المؤمنون ؟ هنا يظهرون أمام ما ينبغي أن يكون عليه المؤمنون:

﴿ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً﴾

[ سورة آل عمران: 172-173]

 يد الله فوق أيديهم، لا يقع في كون الله إلا ما يريد الله عز وجل، لكن أحياناً تستوعب خطة الله خطة الإنسان الكافر، قال تعالى:

﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾

[ سورة العنكبوت: 4]

﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً﴾

[ سورة آل عمران: 173]

 إيماناً أنه لا إله إلا الله، ولا فاعل إلا الله، ولا قوي إلا الله، ولا مسير إلا الله، ولا معطي إلا الله، ولا مانع إلا الله، ولا مدمر إلا الله، هؤلاء عصي بيد الله، يؤدب بها عباده، الذين فيهم خير، دققوا في هذه الآية سياسة الله عز وجل، قال تعالى:

﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾

[ سورة القصص: 4]

على المؤمن مراجعة حساباته مع الله عز وجل :

 الآن دققوا.

﴿ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً﴾

[ سورة القصص:5]

 لآن ليسوا صالحين، أي كأن الله عز وجل يقول: أنتم أيها المسلمون محسوبون عليّ وأنتم لستم جيدين، دينكم دين استعراضي ليس ديناً حقيقياً، نصلي الجمعة، نصوم رمضان، نعتمر، في البيع والشراء غير إسلاميين، البيت غير إسلامي، الزوجة غير منضبطة، النساء المسلمات غير محجبات، التعامل بالبنوك، هناك ربا و خمور، أنتم لستم مسلمين، هناك سياسة والله الذي لا إله إلا هو أؤمن بها إيماناً لا حدود له اسمها التحميل، مهندس أنشأ بناء، الشرفة فيها تشققات ماذا نفعل بها ؟ نهدمها، قد تكون صالحة نبقيها، قد تكون سيئة نحملها، نضع براميل نملؤها ماء فإن سقطت فلا خير فيها، وإن بقيت إذاً هي جيدة ؛ كأن الله جل جلاله يطبق علينا هذا الأسلوب، أنتم لستم مسلمين، أنتم تدّعون الإسلام، الآن سأحملكم ما لا طاقة لكم به، فإما أن تصمدوا، وإما أن تتقوا، وإما أن تصطلحوا مع الله، وإما أن تراجعوا حساباتكم، وإما أن تقيموا الإسلام في بيوتكم، وإما أن تحرروا دخلكم، وإما أن تحللوا إنفاقكم، وإلا فسوف تهلكون ولا ميزة لكم عند الله عز وجل لأن اليهود قالوا:

﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ﴾

[ سورة المائدة: 18]

 لم يعذبكم بذنوبكم ما دام الله يعذب المسلمين بذنوبهم؟ فهم بشر ممن خلق الله لا يوجد لهم أية ميزة، ولا قيمة لهم عند الله.

 

خير أمة الأمة التي تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر :

 من هي الأمة التي كانت عند الله خير أمة أخرجت للناس؟ التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله، بربكم إذا بنت أخيك جاءت إلى عندك وهي ترتدي ضيقاً أهلاً وسهلاً كيف صحتك يا عم؟ اشتقنا لك، الله يرضى عليك، أما ما هذا اللباس؟ لا يتكلم حرفاً إذا ابنته مثلها. إن لم نأمر بالمعروف وإن لم ننهَ عن المنكر سقطنا من عين الله، يأتي فرعون هذا بوش قال تعالى:

﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِين﴾

[ سورة القصص: 4]

 لعلنا بهذه الشدة الشديدة نعود إلى الله، قال تعالى:

﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً﴾

[ سورة آل عمران: 173]

 آمنوا بماذا ؟ آمنوا بأن الله في السماء إله وفي الأرض إله، والله الذي لا إله إلا هو خمسة وتسعون بالمئة من العالم الإسلامي لا يرى إلا أمريكا، لا يرى الله، قال تعالى:

﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ﴾

[ سورة الزخرف: 84]

﴿ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾

[ سورة الأنعام: 102]

﴿ لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾

[ سورة الأعراف: 54]

 إذا أخذت الأرض حصيداً بالأمس، والله الذي حصل لا يأتي بالخيال، أنا البناء صعدت إلى أعلاه أقمت فيه نصف يوم والله لا أصدق أن ألف صاروخ يهدمه، قال تعالى:

﴿ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ﴾

[ سورة الحشر: 2]

 أليس كذلك؟ قال تعالى:

﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً﴾

[ سورة آل عمران: 173]

(( عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ: يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ))

[ أحمد عن ابن عباس ]

 اعلموا الخمس قارات وعلى رأسها هذه الأمة المتغطرسة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء قال تعالى:

﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾

[ سورة طه : 45-46]

الأمر كله بيد الله عز وجل :

 لا تنس الله، لا تقبل تحليلات إخبارية غير صحيحة، لا تقبل تحليلاً إخبارياً بعيداً عن التوحيد، كن موحداً، الذي أمرك أن تعبده طمأنك أن الأمر كله بيده، قال تعالى:

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾

[ سورة هود: 123]

﴿ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾

[ سورة إبراهيم: 52]

 لا يوجد إلهان في الأرض، لا يوجد الله وأمريكا، هناك الله فقط:

﴿ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾

[ سورة إبراهيم: 52]

 لكننا إذا عذبنا فبذنوبنا، لذلك من أدعية النبي عليه الصلاة والسلام:" اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا"، خمسون سنة كل منطقة في العالم فيها مليون قتيل بين العراق وإيران، مليون قتيل، في الشيشان ثلاثمئة أو أربعمئة ألف قتيل، في الصومال، في السودان، في الشرق الأوسط، خمسون سنة يقتلون الشعوب وهم آمنون مطمئنون، الآن ذاقوا بعض عملهم.

 

المؤمن لا يخاف إلا الله :

 يا أيها الأخوة الأكارم:

﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ﴾

[ سورة آل عمران : 173-174]

 أنا أطمئنكم إذا لم تقدر أن تقنع الناس أن يستقيموا استقم أنت لوحدك، إذا ما استطعت قال تعالى:

﴿ وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾

[ سورة الزمر: 61]

 لا هم يحزنون من الداخل ولا يوجد سوء من الخارج، هذه آية قرآنية قال تعالى:

﴿ وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾

[ سورة الزمر: 61]

﴿ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾

[ سورة آل عمران : 174]

 الآن اسمعوا الآية:

﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ﴾

[ سورة آل عمران : 175]

 قد تفهمون هذه الآية فهماً غير صحيح، يخوف المؤمنين من أوليائه، من أوليائه الطواغيت، والعالم كله صف معه طمعاً بشيء أو خوفاً منها، قال تعالى:

﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾

[ سورة آل عمران : 175]

 المؤمن لا يخاف إلا الله فإذا خفت من غير الله فلست مؤمناً، ماذا قال سيدنا هود؟ قال تعالى:

﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾

[ سورة هود : 55-56]

 وحوش مخيفة لكنها مربوطة بيد قدير حكيم عادل رحيم، علاقتك مع من ؟ إذا كنت مشركاً علاقتك مع الوحش، علاقتك إذا كنت موحداً مع من يمسكه، أبداً إن رأيت أن علاقتك مع الوحش فأنت مشرك، وإن رأيت أن علاقتك مع الله فأنت موحد، أنا عليّ أن أطيعه، الله عز وجل قال:

﴿ بَلْ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ﴾

[سورة الزمر:66]

 و:

((عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ فَقَالَ يَا مُعَاذُ هَلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ قَالَ لَا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا ))

[ متفق عليه عن معاذ]

ارتباط الإيمان مع الاستقامة :

 اعبد الله كما يريد الله عز وجل، الله أنشأ لك حقاً عليه ألا يعذبك، بل إن الإمام الشافعي يقول مستنبطاً من قوله تعالى:

﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ﴾

[ سورة المائدة: 18]

 استنبط لو أن الله قبل دعوى هؤلاء لما عذبهم لأنه عذبهم لم يقبل دعواهم، لو كنت محقاً حقيقةً لله لم تعذب، قال تعالى:

﴿ وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾

[ سورة الزمر: 61]

 نحن في أمس الحاجة إلى هذه المعاني، سألوا طبيباً إسبانياً ما قولك بما جرى؟ قال ما علاقتي بما جرى، أنا عندي مئتا حالة انهيار عصبي مما رأوا على الشاشات. هناك ذعر عالمي، الآن نحن بحاجة إلى إيمان قوي والإيمان يحتاج إلى استقامة.
 أيها الأخوة الكرام: يجب أن نلقى الله طائعين، أن نلقى الله مستقيمين، أن نلقى الله محبين، أن نلقى الله مشتاقين، فلذلك اهتموا هذه مناسبة لأن الله عز وجل ماذا يقول ؟

﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾

[ سورة آل عمران: 179]

 هذا الذي يجري الآن بقضاء الله وقدره، ولحكمة بالغة بالغة بالغة، وهذا الذي يجري من أجل أن يفرز الله الناس فرزاً، أنت إذا عندك سلة تفاح فيها عشر تفاحات غير جيدات تفرز الجيد عن غير الجيد .
 انتبهوا أيها الأخوة الكرام: وكما قلت لكم هذا البدوي الذي له أرض بشمالي جدة لما جدة توسعت وصلت إلى عنده نزل وباعها لمكتب عقاري خبيث محتال، أخذوها منه بربع قيمتها وأنشؤوا بناء من اثني عشر طابقاً والقصة واقعية، أول شريك وقع ونزل ميتاً، والثاني دهس، الثالث انتبه بحث عن صاحب الأرض ستة أشهر حتى وجده فدفع له ثلاثة أضعاف حصته، قال له هذا البدوي باللغة البدوية: ترى أنت لحقت حالك. ونحن يجب أن نلحق أنفسنا ما دام البدوي ينبض، أدِّ الحقوق، اصطلح مع الله، اضبط بيتك، اضبط بناتك، اضبط أولادك، لا تبع دخاناً، لا تبع أشياء محرمة، لا تبع طاولات زهر، إذا عندك محل لا تعمل بالربا، لا تأخذ قرضاً ربوياً، لحق نفسك.

 

تحميل النص

إخفاء الصور