وضع داكن
28-03-2024
Logo
موضوعات قرآنية - الدرس : 51 - حمل الأمانة .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .

الاعتماد على المعقول دون المنقول يهدي الإنسان إلى الضلال:

 أيها الأخوة الكرام, في سورة المدثر آيات كريمات هي:

﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً﴾

[سورة المدثر الآية: 11]

 كلمة ذرني في القرآن حينما يخاطب النبي عليه الصلاة والسلام هذه كلمة تهديد، أي أنه يا محمد إن لم يستجب لك دعه لي، ذرني أعالجه وهذا المخلوق الذي كرمته على كل المخلوقات وحيداً:

﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾

[سورة الإسراء الآية: 70]

 حينما قبل هذا الإنسان حمل الأمانة سخر الله له ما في السموات وما في الأرض جمعياً، الكون كله مسخر لهذا الإنسان، هو المخلوق الأول، هو المخلوق الوحيد الذي حمل الأمانة فسخر الله له ما في السموات وما في الأرض:

﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً

 -إن الله خلق آدم على صورته، الله عز وجل صاحب إرادة وجعلك أيها الإنسان صاحب إرادة، أنت مخير، الله عز وجل مبدع وسمح لك أن تبدع، الله عز وجل مشرع وجعل بعض النصوص ظنية الدلالة وسمح لك أن تشرع وأن تجتهد، الله عز وجل فرد وجعلك فرداً لا يشبهك أحد، لك خصائصك في شخصيتك وفي شكلك وفي حركاتك وفي سكناتك فالله سبحانه وتعالى كرم هذا الإنسان فجعله على صورته-:

﴿وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً * وَبَنِينَ شُهُوداً

 -جعلت له بنين يشهدون له كيف خلق هو؟ لقاءٌ زوجي انتهى إلى غلام، إذاً هذا الابن يشهد لأبيه كيف كان خلق الأب بالقياس، أو أن هؤلاء البنين شهود معه هم في خدمته وطوع بنانه-:

وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيداً * سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً

 -ستأتيه المتاعب بشكل تصاعدي، وهذا أسلوب عند الأطباء كلما وصف دواء فلم يؤثر رفع مستوى الدواء-:

 

سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا

 -ذكرت هذه الآيات تميداً لهذه الآية-:

 

إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ

 -استخدم عقله واتخذ قرار وكفر، اتخذ قرار بالكفر-:

إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ﴾

[سورة المدثر الآية: 11-25]

 كيف يستخدم الإنسان عقله ويكفر؟ أول حقيقة: لا يمكن أن يكون العقل وحده مرجعاً، أول حقيقة، فلو قبلنا العقل وحده مرجع فهذا العقل هدى هذا الإنسان إلى أن يكفر، وإلى أن يقول: أن هذا القرآن من قول البشر وليس من قول خالق البشر، هذا ينقلنا إلى حقيقة وهي أن هذه العين لو أن إنسان فحص عينيه فكانتا في أعلى مستوى إطلاقا، 12على 10 ولم يكن نور في المكان لا قيمة لهذه العين إطلاقا، لا بد من نور يكون وسيطاً بين العين وبين المرئي، المثل نفسه يجب أن تقيسه على العقل:
 العقل جهاز بالغ الدقة لكن لا يمكن أن يكون مرجعاً وحده إلا أن يكون الوحي وحي السماء نوراً يتوسط بين العقل وبين القضية المبحوثة عنها, فمشكلة العالم الغربي كله أنه اعتمد على العقل وحده، والعقل قد يكون عقل تبريري، يعني قد يكون الذي يحرك العقل هي الشهوة، إذا كانت الشهوة هي التي حركت العقل لا يوجد داعي للزواج كما يفعلون في بلاد الغرب، زواج ما في أبداً، ولا عقد مدني، ولا في ورقة مكتوبة، 85% من حالات الزواج في العالم الغربي مساكنة فقط، يعني فتاة مع فتى فقط في أي لحظة يركلها بقدمه، في أي لحظة، قعد شهر شهرين ثلاثة في مشكلة طردها، أو هي طردته، هذا العقل، قادهم العقل إلى هذا، عقلهم قادهم إلى الإباحية، عقلهم قادهم إلى الشذوذ، عقلهم قادهم إلى الاستمتاع إلى درجة غير معقولة، فأهلكتهم شهواتهم، وهذا من شأن عقولهم، من هو الإنسان الغربي؟ إنسان يؤمن بالعقل فقط، والعقل تحركه الشهوة لذلك أنا أفرق بين عقل تبريري تحركه الشهوة وبين عقل يحرك الإنسان سنسمي العقل الأول عقل تبريري والثاني العقل الصريح، العقل الصريح عقل حر، من شهوة أو من مصلحة، دقق أنت, كل إنسان، حينما يكتشف أنه عنده عقل وفي عنده شهوات جانحة، يستخدم عقله لتبرير شهواته .
 يعني أنا مرة أردت أن أشتري برادي للبيت، فدليت على إنسان قالوا جيد، عمل محاضرة أن الستارة يجب أن يكون عرضها يساوي عرض الحائط ضرب اثنين زائد واحد، رياضيات ساواها عرض الحائط ضرب اثنين زائد واحد، لكي تأتي جميلة جداً، ماشي، أقنعني وجاب أدلة فاخترت ثوب قاسه فلقاه عرض الحائط ضرب اثنين ناقص واحد، قال لي هذا المطرز: أستاذ على الفرد يأتي أجمل، استخدم عقله حتى يبيع هذا الثوب, فالإنسان أيام بقلك الدنيا أفضل مثلاً، الربا أفضل، فإذا إنسان له مصالح أو عنده شهوات يستخدم عقله لصالحه، وما في طغيان بالأرض إلا مغطى بأيديولوجيا، ما في طغيان في الأرض إلا مغطى بتبرير فرعون:

﴿قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾

[سورة غافر الآية: 29]

 هو سبى بني إسرائيل واستحيا نساءهم، قتل أولادهم، والآن ما في دولة طاغية إلا تقول أنا أدافع عن نفسي، أدافع عن الحرية، شيء مضحك، استمع إلى الظلام ، إلى الطغاة، استمع إلى من يعمل في الدعارة، يغطيه بتبرير، استمع إلى من يعمل في الربا مغطى بتبرير ذكي وعنده عقل، هذا العقل حينما يستخدم للتبرير، الآن ما في مذهب وضعي إلا له مبادئ نظرية، يعني تبدو مقبولة، لكن هي بعيدة عن منهج الله عز وجل، فلذلك أنا أردت من هذا الدرس إن شاء الله العقل لا يمكن أن يكون مرجعاً وحده ، العقل آلة، أداة غالية جداً لكنها تستخدم أحياناً لمصلحة، تستخدم لشهوة، فكل إنسان ينحرف يبرر انحرافه، كل إنسان يأكل الرشوة يبرر هذا العمل، بلوى عامة هذه، كل إنسان في الحقيقة يسمع الإنسان إلى تبريرات مضحكة كلها من صنع العقل، فأن يعتمد العقل وحده كمرجع في أمور الدين هذا خطأ كبير، والذين اعتمدوه كمرجع هم المعتزلة وقد انحرفوا في عقيدتهم، جعلوا عقلهم مرجعاً فكل شيء ما قبله عقلهم ردوه، جعلوا عقلهم حكماً على الوحي، جعلوا عقلهم حكماً على النص، ولم يجعلوا النص حكماً على العقل، الدليل الوحيد في القرآن أن العقل مع إن الله أشاد به فيما يقترب من ألف آية:

﴿أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾

[سورة القصص الآية: 60]

﴿أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ﴾

[سورة الأنعام الآية: 50]

﴿أَفَلَا يَنْظُرُونَ﴾

[سورة الغاشية الآية: 17]

﴿فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ﴾

[سورة التكوير الآية: 26]

 ومع ذلك في هذه الآية الوحيدة بين أن العقل وحده دون وحي يستنير به، من دون وحي هو بمثابة النور للعين قد يكون العقل سبب ضلال الإنسان، الذي أراد أن يستمتع بالمرأة في كل مكان ماذا قال لك؟ المرأة نصف المجتمع أراد أن يعظمها كي يستمتع بها، أما ما هو الحق؟ ما جاء به الوحي:

﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾

[سورة الأحزاب الآية: 33]

 الإنسان دون أن يشعر يستخدم عقله لتبرير مليون سلوك لمصلحته أو لشهوته دون أن يشعر، طبعاً المثل الذي ضربته مثل يعني لطيف واضح أنه لما اقتضت مصلحته أن يبيع هذا الثوب بدل النظرية كلها أعطى أشياء أخرى:

﴿إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ ، فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ، ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ، ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ، ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ ، فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ﴾

[سورة المدثر الآية: 18-24]

 طيب هذا الذي ينغمس في الشهوات إلى قمة رأسه لماذا يقول ؟ كما قال شاعر جاهلي:

فإن كنت لا تستطيع دفع منية  فدعني أبادرها بما ملكت يدي

 بالتعبير الدارج ملح غب قد ما بتقدر، العمر محدود، انبسط استمتع بالحياة، الحياة مؤقتة، هذه فلسفة، تنكر الآخرة كلياً، ما من سلوك، ما من انحراف إلا وله فكرة تغطيه، فالعبرة أن تأتي العبرة وفق الوحي، الوحي هو الصواب، الشرع هو الحسن، الحسن ما حسنه الشرع والقبيح ما قبحه الشرع، لأنه من عند الخبير، أنا لا أبالغ أشعر أنه أناس كثيرين عقله مرجع، الذي يعجبه يفلسفه، والذي لا يعجبه يفلسفه, يرفضه مع فلسفة، والذي يعجبه يقبله مع فلسفة، إذاً في فلسفات لا يعلمها إلا الله، ينبغي أن يكون هناك فلسفات بعدد بني البشر، لكن الوحي واحد المؤمن له مرجع هو القرآن والسنة، فالحسن ما حسنه القرآن والقبيح ما قبحه القرآن، لو قرأت كتباً لا تنتهي حول موضوع يخالف نص القرآن الكريم يجب أن تركلها بقدمك، لأنها من فعل عقل تبريري، عقل تبريري وأنت حينما تستمع للأخبار تجد الجريمة الواضحة الصارخة التي لا يختلف فيها اثنان مبررة، مغطاة بفلسفة معينة، والإنسان كائن مفكر، كائن عقلي منطقي، فحتى لو انحرف، حتى لو ارتكب جرائم تلوى الجرائم يغطيها بكلام نظري لا يقدم ولا يؤخر ، لذلك ربنا عز وجل يوم القيامة يقول:

﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ

 -لأن عندهم عقل تبريري يتفلسفوا-:

الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾

[سورة يس الآية: 65]

 فلذلك: -أيها الأخوة- استعذ بالله من أن ترجع إلى عقلك فقط وقد يكون وراء العقل شهوة، وقد يكون وراء الشهوة مصلحة، وفي أثناء الخصومات التجارية أو الاجتماعية، أنا أستمع إلى الطرفين، أعجب من ذكاء الإنسان المبطل المجرم يأتيك بأدلة يتفتق بها عقله وكأن هذه الأدلة منطقية، هو فعل هذا من أجل كذا، أخذ هذا المال الحرام من أجل كذا إذاً:

﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً * وَبَنِينَ شُهُوداً * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيداً * سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً * إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ

 -يعني أهلك نفسه بتقديره-:

ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ * سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ﴾

[سورة المدثر الآية: 11-30]

 إلى آخر الآيات .

التصوير القرآني لسبب رهن المعترضين يوم القيامة:

 الآن مشهد من مشاهد يوم القيامة، والحقيقة هذا من فضل الله علينا أنه ما سيكون وصف الله لنا قبل أن يكون، قال:

﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ

 -الآن بالحياة المدنية، مواطن مستقيم بريء طليق ماله رهين طليق، يسافر، يقيم ببلده، يتاجر، يلغي التجارة، بغير التجارة ما دام صفحته نقية لا حكم عليه هو حر الحركة، أما إذا ارتكب جريمة، ما عاد طليق، صار مرهون، مسجون-:

كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ

 -فكل إنسان يموت رهين عمله، رهين جريمته، رهين تقصيره, رهين انحرافه، رهين ظلمه، مقيد-:

إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ

 -هذا منهج لنا، قالوا-:

قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ

 -الصلاة عماد الدين، يمكن ألا تصوم لمرض أو لسفر، يمكن ألا تحج البيت لفقر أو عدم استطاعة، يمكن ألا تؤدي الزكاة لأنك لا تملك نصاب الزكاة، يمكن ألا تنطق بالشهادة ألا مرة واحدة، أركان الإسلام الشهادة والحج والصيام والزكاة كلها قد تعطل إلا الصلاة هي الفرض الوحيد الذي لا يسقط بحال، الفرض الوحيد المتكرر، الشهادة مرة واحدة أما الصلاة فرض متكرر لا يسقط بحال أطلاقاً، بإمكانك أن تصلي بجفون عينيك، بالإيماء، إذا كنت مضطراً-:

قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ

 -لا في اتصال بالله ولا في عمل صالح-:

وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ

 -هذا بسموه الخط العريض للمجتمع، يعني هذا الإمعة، يخوض مع الخائضين .

ما أنا إلا من غزية إن غوت غويت  وإن ترشد غزية أرشد

 الآن كل صرعات الأزياء من يتعلق بها الطبقة السفلة في المجتمع السفلى بنظر الدين قد تكون هي طبقة مخملية، هذه طبقة الخيش مو المخملية، الجنفيص، هذه الطبقة تدعي أنها طبقة راقية جداً هذه مع أحدث صرعات الأزياء .
 مرة دخلت إلى بيت ما في باب إلا بللور شفاف معقول عندك ضيوف والزوجة تمر، هذا أرقى الآن، الآن أحدث البيوت حتى في بعض البلاد البعيدة يعني الباب الخارجي بللور شفاف، من في الطريق يرى من في البيت، ما عاد بيت، ما عاد سكن، ما عاد حصن، ما عاد مكان تدخله فترتاح، أنت مكشوف، في كل حركاتك وسكناتك، هي الترتيب، قد يكون أغنياء جداً هؤلاء، لكن ضعاف التفكير يلهثون وراء ما يستجد في هذا العصر، فقال-:

وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ

 -تجد الطبقة الواسعة في المجتمع الخط العريض مع ما يستجد ماذا فعل الناس لو فعلوا المنكرات؟ تجد الأم محجبة حجاب كامل وابنتها تمشي إلى جانبها بثياب فاضحة كيف؟ هي الثانية تخوض مع الخائضين والأولى لم تستطع أن تربيها التربية الصحيحة-:

وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ

 -طبعاً لا يتناسب أن تخوض مع الخائضين مع الإيمان بيوم الدين يتناقض، فمن لوازم التفلت إنكار البعث، أبداً، يعني لا يمكن أن تعمل عمل مخالف لمنهج الله إلا وأنت تنكر أن هناك يوم دين-:

حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ * فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ * فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ

((عبدي خلقت لك السموات والأرض ولم أعي بخلقهن، أفيعنيني رغيف أسوق إليك كل حين؟ لي عليك فريضة ولك علي رزق فإذا خالفتني في فريضة لم أخالفك في رزقك, وعزتي وجلالي إن لم ترض بما قسمته لك فلأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحش في البرية، ثم لا ينالك منها إلا ما قسمته لك ولا أبالي وكنت عندي مذموماً.

 -ركب مركبته في طلعت الحجاز جاءته أزمة قلبية وهو يقود المركبة، انحنى على مقود السيارة وزوجته إلى جانبه فصرخت من غرائب الصدف أن صديقه وارءه في سيارة فتح الباب وحمله إلى المستشفى، هذا بعد يومين صحا قال آتوني بمسجلة وشريط، فقال في المسجلة: المحل الفلاني ليس لي أنا اغتصبته هو لأخي، والبيت الفلاني هو أخ أكبر كان، وله خمس أخوة، اغتصب حقوقهم وجعلها له، فاعترف في هذا الشريط لكل محل اغتصبه وكل أرض وكل بيت، لأنه وجد نفسه على مشارف الموت، بعد حين بعد ست سبعة أيام وجد نفسه نشيط، هي الجلطة تذهب، تذوب، نشيط جداً قال: أين الشريط؟ كسره وعاد إلى سيرته السابقة، بعد ثمانية أشهر جاءت الثانية وكانت القاضية .
إذاً الآية-:

فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ

وعزتي وجلالي إن لن ترضى بما قسمته لك لأسلطن عليك الدنيا، تركض فيها ركض الوحش في البرية، ثم لا ينالك منها إلا ما قسمته لك ولا أبالي وكنت عندي مذموم, أنت تريد وأنا أريد فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد ثم لا يكون إلا ما أريد))

كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ * بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفاً مُنَشَّرَةً

 -يريد كل واحد دين تفصيل غير جاهز، تفصيل على مقداره، يريد دين يصلي ويصوم ويأكل الربا، هكذا يريد الدين، هذا نموذج، الثاني يريد الدين يصلي ويصوم ويسمح لنفسه أن يقترف الكبائر، الثالث يسمح لنفسه بانحرافات مع النساء، فكل واحد طالب دين تفصيل على قدره، يدافع عن اتجاه يقول لك: أنا قنعان، من أنت حتى تكون؟ مشرع أنت؟ يقولن: هذا عندنا غير جائز فمن أنتم حتى يكون لكم عندي؟ يلي يسمع المسلمين العاديين كل مسلم له وجهة نظر خاصة، هو محور العالم لأنه، هو في عنده تفكير معين وعنده قناعة معينة، وعنده سلوك معين، غير مقتنع، لكن فيها حديث شريف هي، فيها حديث صحيح، غير مقتنع ليس للعصر هي، فكل واحد عامل دين لحاله، وهنالك انحرافات خطيرة جداً، مرجعه عقلك، وعقله محركه شهوته بالضبط، المرجع هو العقل, والعقل تحركه الشهوة، هي اتجاه بالإسلام خطير جداً، أن تستخدم العقل كمرجع وحيد، أن تعد العقل فاصل في التفريق بين الحق والباطل-:

كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ * بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفاً مُنَشَّرَةً * كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ * كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ * وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ﴾

[سورة المدثر الآية: 38-56]

 يعني أهل أن تفني شبابك في سبيله، وأنا تمضي حياتك في سبيل مرضاتك، هو أهل والحمد لله رب العالمين .

دعاء الختام:

 الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وارض عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين الفاتحة .

تحميل النص

إخفاء الصور