وضع داكن
19-04-2024
Logo
موضوعات قرآنية - الدرس : 02 - أركان الدعوة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .

دعوة قرآنية استجب لها:

 أيها الأخوة الكرام, يظن معظم المسلمين أن الدعوة إلى الله من اختصاص الدعاة والخطباء والعلماء ومن شاكلهم، والحقيقة: أن كل مؤمن ينبغي أن يكون داعية وإليكم الدليل يخاطب الله عباده المؤمنين, يقول:

﴿كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ

 -تجري عليه كل خصائص البشر، فلما انتصر على بشريته, كان سيد البشر إنسان يشعر بمشاعركم، يتألم لآلامكم، يفرح لأفراحكم، من جبلتكم وطبيعتكم وجنسكم، لكنه مثل أعلى-:

كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾

[سورة البقرة الآية: 151-152]

 أرأيت إلى أركان الدعوة؟:

﴿يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا

 -الآيات التي يتلوها عليكم غير الكتاب غير القرآن، يتلو عليكم آياته الدالة على عظمته، آياته الكونية وآياته التكوينية-:

وَيُزَكِّيكُمْ﴾

[سورة البقرة الآية: 151]

 لو ألغينا التزكية من هذا الدين، وألغينا العمل الصالح كما قلت سابقاً أصبح الدين ظاهرة صوتية، قد تأتي بآلة تسجيل وشريط وتملأ الدنيا صياحاً بهذا الشريط، فإذا سحبت الكهرباء انتهى كل شيء، أخشى ما نخشاه أن يكون ديننا في هذه الأيام ظاهرة صوتية، كلام بكلام بكلام:

﴿كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ * فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ

 -اذكروني بعبادي، عرفتم عن رحمتي عرفوا الخلق برحمتي، عرفتم شيئاً عن عظمتي عرفوا الخلق بشيئاً عن عظمتي، عرفتم دقة منهجي، عرفوا عني بدقة هذا المنهج:

﴿كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا﴾

[سورة البقرة الآية: 151]

 اتلوا هذه الآيات على من تعرف وعلى من لا تعرف-:

﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾

 -حينما قال الله عز وجل في آية أخرى:

﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾

[سورة العنكبوت الآية: 45]

 أي إن ذكر الله لكم أكبر من ذكركم له، أنت تسبحه وتحمده وتكبره وتمجده، لكنه إذا ذكرك ملأ قلبك أمناً وطمأنينة وأعطاك رؤية صحيحة قذف في قلبك النور، رأيت الحق حقاً والباطل باطلاً، وما من مشكلة في العالم إلا بسبب خروج عن منهج الله، وما من خروج عن منهج الله إلا بسبب الجهل، فإذا قذف الله في قلبك النور رأيت الحق حقاً والباطل باطلاً-:

﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي﴾

[سورة البقرة الآية: 151-152]

 حينما قال الله عز وجل:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾

[سورة آل عمران الآية: 102]

 فسر العلماء حق التقوى: أن تذكره فلا تنساه، وأن تشكره فلا تكفره, وأن تطيعه فلا تعصيه, وقد برئ من النفاق من أكثر من ذكر الله، -لأن المنافق لا يذكر الله إلا قليلا-، وبرئ من الكبر من حمل حاجته بيده، وبرئ من البخل من أدى زكاة ماله .
 الله عز وجل يدعو جميع المؤمنين، ماذا تعلمت؟ تعلمت شيئاً عن عظمه من خلال آية كونية في جسمك .....

لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم:

 قلت قبل يومين في ندوة: هذه البعوضة مضرب المثل في الحقارة، لو أن الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء, لها قلب مركزي وقلب لكل جناح، ويلف جناحاها أربعة آلاف في الثانية، ولها محاجم تقف على سطح أملس، ولها مخالب تقف على سطح خشن، وعندها جهاز رادار وجهاز تمييع للدم وجهاز تخدير وجهاز تحليل، تنطلق إلى جبين النائم مباشرة بجهاز الرادار، وتفحص دمه فقد لا يناسبها دمه جهاز تحليل ثم تخدره وتميع دمه كي تمتصه، وبعدئذ تطير!:

﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا﴾

[سورة البقرة الآية: 26]

 تعلمت آية كونية في السموات والأرض اذكرها لعبادي، تعلمت آية قرآنية اذكرها لعبادي، تعلمت حكماً شرعياً اذكره لعبادي، تعلمت حقيقة دينية تعلمت موقفاً لأصحاب رسول الله:
 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

((بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً, وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ, وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ))

 التي هي فرض عين على كل مسلم، والدعوة هذه جهاد دعوي، قال تعالى:

﴿وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً﴾

[سورة الفرقان الآية: 52]

 ومن لم يجاهد ولم يحدث نفسه بالجهاد مات على ثلمة من النفاق، وهذا الجهاد متاح لكل مسلم في كل زمان ومكان، لا تعتذر، الجهاد الدعوي متاح لكل مسلم، عليك بخاصة نفسك، أهلك جيرانك أصدقاؤك من معك زملاءك في العمل:

﴿كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ * فَاذْكُرُونِي﴾

[سورة البقرة الآية: 151-152]

 كما تفضلت عليكم وأنقذتكم من الجهل، وكما تفضلت عليكم بأنكم كنتم أعداء فألف بين قلوبكم كنتم فقراء فأغناكم الله، كنتم ضلال فهداكم الله، كما هداك الله إليه وكما أكرمك بالعلم وبالحكمة وبطاعة الله عز وجل، حاول أن تحمل واحداً على طاعة الله فاذكروني لعبادي أذكركم.

((ما ذكرني عبدي في نفسه إلا ذكرته في نفسي، وما ذكرني عبدي في ملأ من خلقي إلا ذكرته في ملء خير منهم))

 وفاء من الله عز وجل، وهذا معنى قوله تعالى:

﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾

[سورة الشرح الآية: 4]

 المؤمن يرفع الله له ذكره تكريماً له.

 

لا تنبش ما دمله التاريخ فتحدث خصومة تشق بها صف المسلمين:

 أخواننا الكرام, ممكن أي شيء بتاريخنا سلبي خصومات فتن، معركة الجمل، خلاف علي ومعاوية، أي شيء بتاريخنا يمكن أن نتجاوزه بهذه الآية قال:

﴿تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾

[سورة البقرة الآية: 141]

 أمة مضت، هدفك واضح وهو أمامك، اسع إليه ولا تلتفت إلى الوراء، هذا لا يعنيك مناك من يستقبل مشكلات من التاريخ، ليثيرها الآن، لا هذه آية حاسمة:

﴿تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾

[سورة البقرة الآية: 141]

 العمر قصير، والمهمة خطيرة، والرسالة كبيرة، والجنة عظيمة، فلا يمكن أن نستهلك في قضايا خلافية كانت فيما مضى، نستقدمها ونثيرها الآن ونتحزم خيالها ونختصم وقد نتبادل الاتهامات، وقد تشق صفوف المسلمين:

﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾

[سورة الأنعام الآية: 159]

 هذه نقطة .

 

لن تؤذي مسلماً ما دمت تعلم أن الله سيحاسبك:

 ثم إن الله عز وجل حينما قال:

﴿الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ﴾

[سورة البقرة الآية: 46]

 بربكم, الذي يغش المسلمين ويأكل المال الحرام قد يغشهم في مواد غذائية أو على حساب صحتهم أو صحة أبنائهم ليجمع مبلغاً من المال يراه شيئاً كبيراً، هذا الإنسان الذي يغش المسلمين هل يعقل أنه متأكد أنه سيلقى الله, وسيحاسبه الله؟ مستحيل وألف ألف مستحيل، لمجرد أن تؤمن أنك تلقى الله وسوف تحاسب عن كل أعمالك وسوف تعاقب لا يمكن أن تؤذي مسلماً، ما بال هؤلاء المسلمين يأخذون ما ليس لهم، يعتدون على حقوق غيرهم, يغشون بعضهم بعضاً، يبيعون دينهم بعرض من الدنيا قليل؟ اسأل نفسك هذا السؤال .....
 مرة استنصحني إنسان يعمل في وظيفة, يمكن أن ينال أناساً كثيرين بالأذى, قال: ماذا أفعل؟ هو يعمل في التموين, قلت له: اكتب ما شئت من الضبوط وأودع ما شئت في السجون ولكنك إذا كنت بطلاً, هيئ لله عز وجل جواباً عن كل ضبط تكتبه، هؤلاء جميعاً عباد لله ولهم رب يحبهم، وسوف ينتقم منك لهم، فكلمة:

﴿الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ﴾

[سورة البقرة الآية: 46]

 تعود هذا الأسلوب في الحياة، قبل أن تنطق بكلمة, قبل أن تتهجم, قبل أن تبتسم, قبل أن تثني, قبل أن تذل, قبل أن تصل, قبل أن تقطع, قبل أن تغضب, قبل أن تحلم, قبل أن تسر, قبل أن تتألم, اسأل نفسك أيرضي الله ما أفعل؟ هل أنا في طاعة الله أم في سخطه؟ هل الله راض عني أم ليس راضياً عني؟ اسأل نفسك هل أنت في مظلة الله؟ هل أنت في حفظه ورعايته؟ هؤلاء المؤمنون يظنون أنهم ملاقوا ربهم .....

إن لم تقدر على سخط الله لا يجدك في مكان لا يرضيه:

 أخ من أخواننا دخل بمناقصة من أجل شراء محضر كي يشيد عليه بناء والأرباح قبل عشرين سنة خيالية في البناء قال: دخلت في مناقصة واستطعت أن أخلص هذا المحضر بثلثي قيمته الحقيقية من خلال عمله أنه أدخل أناس خلبيين في المناقصة، وتمكن أن لا ينشرها نشر كامل ، فجاء أناس الموضوع غير منشور نشر كامل، قال: خلصنا المحضر بثلثي قيمته أي وفّر ملايين! فإذا أشاد عليه بناء ربح أضعافاً مضاعفة قال: والله نظرت كيف ألقى الله في القبر وصاحب هذا المحضر عدد كبير من الأيتام والأرامل، كيف ألقى الله وقد خلصت هذا المحضر بثلثي قيمته الحقيقية عن طريق حيلة اخترعها وهي معروفة في المناقصات أو المزايدات، قال: والله أحجمت عن شراء هذا المحضر خوفاً من الله عز وجل.
 عندك هذه الإمكانية قبل أن تقدم على عمل، قبل أن تأخذ مالاً, قبل أن تكون وسيطاً, قبل أن تشتري أو تبيع حاجة, قبل أن تعين في وظيفة, قبل أن تقبل هذه المهمة, هل عندك جرأة أن تخاطب نفسك وأن تسألها؟ هل يرضي الله ما أفعل؟ فإن كان فعلك لا يرضي الله انسحب وانج برأسك.

افعل ما بدا لك؛ لكن اعلم أنك محاسب:

 أذكر قصة ذكرتها لكم كثيراً: بدوي بشمال جدة عنده أرض فلما توسعت جدة اقتربت من أرضه أصبح لها سعر كبير ، نزل ليبيع هذه الأرض مكتب عقاري خبيث جداً اشتراه بربع قيمتها ! احتال عليه وأشادوا على هذا المحضر بناء من اثني عشر طابقاً ، بناء شامخ وربحوا منه أرباحاً طائلة هم ثلاثة شركاء أول شريك وقع من على هذا البناء فنزل ميتاً ، والثاني دهسته سيارة ، انتبه الثالث فبحث عن صاحب الأرض ظل يبحث عنه ستة أشهر إلى أن التقى به ونقده ثلاثة أضعاف حصته ليبرئ ذمته ، قال له هذا البدوي : ترى أنت لحقت حالك!.
 أيها الأخوة, يوجد حساب دقيق:

﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾

[سورة الحجر الآية: 92-93]

 سوف تحاسب عن كل بسمة عن كل عبوس عن كل تجهم عن كل ثناء كاذب فيه نفاق عن كل ذم ظالم ، المؤمن الصادق لا يخرجه رضاه عن طاعة الله ، ولا يدخله غضبه في سخط الله ، سوف نحاسب ، لذلك هؤلاء الذين يبطشون ويقتلون الناس ويهدمون البيوت ويتلذذون بمرأى الأطفال الذين قتلوا هم بالمستشفيات، هؤلاء يظنون أنهم انتصروا:

﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾

[سورة إبراهيم الآية: 42]

﴿لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾

[سورة آل عمران الآية: 196-197]

﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾

[سورة الحجر الآية: 92-93]

 البطولة أن تظن يقيناً، إياكم أن تظنوا أن هذا الظن بمعنى الحسبان ، هو ظن بمعنى اليقين ، في اللغة العربية هنا معنى ظنّ أيقن ، يجب أن تنسحب من مشروع, ولو أدخل عليك الملايين المملينة ، إذا علمت أن الله سيسألك عن هذا العمل ، كيف اكتسبت هذا المال؟ يجب أنت ترفض مركز لعله يرفعك إلى أعلى عليين ، لكنه على حساب مصالح المسلمين .
 فالناس يعبدون الدنيا من دون الله ، يعبدون الدنيا والدينار والشهرة والمتع الرخيصة ، لذلك يبيعون دينهم بعرض من الدنيا قليل ، وترون كيف أن الله امتحن المؤمنون في العالم الإسلامي ، كيف أن الله عز وجل حينما قال:

﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾

[سورة آل عمران الآية: 179]

 كيف أن هناك أناس انبطحوا لتحقيق مصالح أعداء المسلمين على حساب مصالح المسلمين ولم يعبؤوا ولم يخافوا الله عز وجل :

﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾

[سورة الحجر الآية: 92-93]

 آخر آية:

﴿وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ

 -ماذا يفعل الكفار ؟ يلبسون الحق بالباطل ، ويلبسون الباطل بالحق ، لا تجد منطقاً سليماً ولا موقفاً موضوعياً ولا حكماً صحيحاً ، وهذا ما يعبر عنه في هذه الأيام : أن تكيل بمكيالين .
 واحد مجرم يقتل ويهدم البيوت ويغتال بإرهاب منظم لا أحد يحاسبه ولا أحد يسأله ولا أحد يدرجه إلى قوائم الإرهاب ، أما إذا أردت أن تستعيد أرضك فأنت مجرم عندهم ، هذا الكيل بمكيالين, فلذلك الآية التي هي من كلام الله عز وجل-:

وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾

[سورة البقرة الآية: 42]

تحميل النص

إخفاء الصور