وضع داكن
19-04-2024
Logo
رمضان 1421 - دراسات قرآنية - الدرس : 45 - من سور المدثر والقيامة والإنسان - الأمانة .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

النماذج البشرية في القرآن الكريم :

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
 أيها الأخوة الكرام ؛ في القرآن الكريم نماذج بشرية ، ونرجو الله سبحانه وتعالى أن نكون من النماذج التي يرضى الله عنها ، نموذج !

﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً ﴾

[سورة المدثر : 11]

 الإنسان هو المخلوق الأول رتبة .

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ﴾

[سورة العنكبوت : 72 ]

 لذلك سخر الله له ما في السماوات وما في الأرض جميعاً ، كلمة ذرني مخيفة تهديد ، يا محمد من لم يستجب لك دعه لي ، بالمقابل أي إنسان دعي إلى الله ، وإلى التوبة ، وإلى إقامة أمر الله ، دعي إلى الزكاة أو الصلاة فلم يستجب تنطبق عليه هذه الآية ، اتركه لي .

﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً * وَبَنِينَ شُهُوداً ﴾

[سورة المدثر : 11-13]

 يشهدون له كيف تم خلقه سابقاً إذا كان نسي كيف خلق ، من ماء مهين ، انظر إلى ابنك إنك تعلم علم اليقين كيف تمّ خلقه ، لقاء زوجي من بويضة أسمر اللون ، طفل جميل ، يضحك ويفرح ويبكي ويحزن ويجوع .

﴿ وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً * وَبَنِينَ شُهُوداً * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً ﴾

[سورة المدثر : 12-14]

 كل شيء في الأرض لراحة الإنسان .

﴿ ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيداً* سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً ﴾

[سورة المدثر : 15-17]

 حينما كان لآياتنا عنيداً سيواجه صعوبات كل واحدة أشد من الأولى ، هو اعتمد على عقله فقط .

﴿ إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ ﴾

[سورة المدثر : 18]

 نسي الوحي وتعليمات الصانع .

﴿ إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ * سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ﴾

[سورة المدثر : 18-30]

 سقر جهنم ، تسعة عشر من ملائكة العذاب ! اعتمد على عقله وتكبر وجاءته المصائب واحدة تلو الأخرى ، هذا نموذج .

﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ﴾

[سورة المدثر : 38]

 إنسان قتل لم يعد حراً ، أُلقي القبض عليه وأصبح رهين جريمته .
 الإنسان يسافر ، يذهب ، يعود ، ينام ، يستيقظ ، الذي لم يرتكب عملاً مخالفاً للقانون يملك حريته ، فحينما يخطئ الإنسان يصبح رهين عمله ، وحينما يستقيم يكون طليقاً ، لذلك قالوا: أصحاب اليمين نفوسهم طليقة .

بالموت تعرف الحقائق يقيناً :

﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴾

[سورة المدثر : 38-42]

 ما الذي جاء بكم إلى هنا ؟

﴿ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ﴾

[سورة المدثر : 43-45]

 هذه العادات ، والتقاليد ، وصرعات العصر ، معطيات البيئة والشيء الدارج وهكذا ، وإذا لم نكن مثل الناس فلسنا منهم ، لا يهمه حق أو باطل ، هكذا الناس ، النساء لبسن الطويل لبست مثلهن ، لبسوا ملابس فاضحة لبست مثلهن ، هكذا الموضة .

﴿ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ﴾

[سورة المدثر :45]

 جلبوا صحوناً جلب صحناً ، يعيش مع كل ما يريد من المعطيات ببيئته .

﴿ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ ﴾

[سورة المدثر : 45-47]

 جاء الموت وكشفت الحقيقة ، وسمي الموت يقيناً لأنه في هذا اليوم تتيقن أن كل ما جاء به الأنبياء حق ، ثم إن الموت سمي يقيناً لشيء آخر هو أنه واقع يقين ، وفي الموت تعرف الحقائق يقيناً .

﴿ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ * فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴾

[سورة المدثر : 47-48]

 إذ كل من في السماوات والأرض يأتي الرحمن عبداً ، لقد أحصاهم وعدهم عداً ، جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة . الذي لهم أتباع بالحياة جماعات ، الذين ملكوا رقاب الناس يأتون يوم القيامة فرداً .

رغبة كل إنسان منحرف أن يكون الدين على مقدار شهوته :

 ثم قال :

﴿ فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ﴾

[سورة المدثر : 49-51]

 إذا الإنسان رأى ببحث أو تصوير علمي كيف أن حمر الوحش تفر من سبع الغابة لو تذوق هذه الآية .

﴿كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ﴾

[سورة المدثر : 50-51]

 وإنسان العصر الآن يسعى لإنجاز مادي بشكل غير طبيعي ، كأنه مستنفر !

﴿ بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفاً مُنَشَّرَةً ﴾

[سورة المدثر : 52]

 هذا النموذج يريد ديناً تفصيلياً جاهزاً على قدره ، هو يريد أن يأكل الربا ، إذاً فالربا ليست حرام ، والله نهى عنه أضعافاً مضاعفة ، كل فكرة تؤيد له انحرافه تجده يتمثل فيها ، مرة شخص قال : نشر الخمر حرام ؟ هو مفتّ قلت : أعوذ بالله ! لا يوجد تحريم لكن نهي إرشادي ، قال : فاجتنبوه ، ليس تحريماً ، لم يقل : حرمت عليكم الخمر ، لأنه يشرب الخمر ، دين مع خمر ! دين مع ربا ! دين مع اختلاط ! فكل واحد من هؤلاء يقلق إن لم يكن ديناً وهو مقيم على شهوة معينة ، إذاً يريد أن يكون له دين خاص على قدره ، على مقدار شهواته .

﴿ بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفاً مُنَشَّرَةً ﴾

[سورة المدثر : 52]

الإنسان مخلوق أول و مفكر وهو مسؤول عن كل ما يفعل :

 نقطة ثانية : بإمكانك أن تخدع معظم الناس بعض الوقت ، ويمكن أن تخدع بعضهم لكل الوقت ، أما أن تخدع نفسك وتخدع الناس لكل الوقت فهذا مستحيل لأن الله عز وجل يقول :

﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾

[سورة القيامة : 14-15]

 أكبر حقيقة أن تعلم علم اليقين من أنت ، وماذا تفعل ، والله عز وجل قال :

﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ﴾

[سورة غافر: 19]

 طبيب يعالج امرأة تشكو من مكان ، وله الحق أن ينظر ، لكن لو نظر إلى مكان آخر لا تشكو منه ، لا يوجد قوة في الأرض تكشف هذا إلا الله ، وهو يعلم أنه نظر نظرة لا تحل له .

﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾

[سورة القيامة : 14-15]

 الإنسان يقولون عنه : حيوان مفكر ، هذا التعريف خطاً ، هو مخلوق أول ومفكر ، وهذا الفكر يستخدمه لتبرير خطئه ، يتفلسف ، يفلسف تعاطيه وشهواته ، يعطيها طابعاً منطقياً ، قال :

﴿ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾

[سورة القيامة : 15]

 لذلك الله عز وجل يوم القيامة يحرم هذا الإنسان منطقه قال :

﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ﴾

[سورة يس: 65]

المرحلة الأخيرة من حياة الإنسان :

 نموذج آخر :

﴿ كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ ﴾

[سورة القيامة : 26]

 الروح صعدت من أطراف الجسم ووصلت إلى عظم الترقوة .

﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ ﴾

[سورة القيامة : 27-28]

 من يبقى له ؟ والعياذ بالله الإنسان يدرك بيقين أنه مغادر ومفارق لهذه الدنيا ، تغير الوضع كله .

﴿ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ﴾

[سورة القيامة : 28-29]

 إذا شهد أحدكم تغسيل الميت بعد أن ينتهي المغسل يحضر قطعة قماش ويبللها ويربط بها رجليه ، هذه آخر رحلة !

﴿ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ﴾

[سورة القيامة : 29-30]

 إن شاهدت جنازة تذكر من بداخل هذا النعش ؟ إلى أين ذاهب ؟ سيسافر إلى الله ، كل أعماله سيحاسب عنها ، ذهاب بلا عودة إلى أبد الآبدين ، إما في جنة يدوم نعيمها ، أو في نار لا ينفذ عذابها ، والله ساعات الموت وما قبل الموت تنسي الإنسان كل ملذات الدنيا دفعة واحدة.

محاسبة كل إنسان على عمله يوم القيامة :

﴿إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ * فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى * وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى * ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى﴾

[سورة القيامة : 30-33]

 البعيد عن الله عز وجل تجد له سلوكاً وقحاً ، تعليقاته لاذعة جداً ، متكبراً ، يضحك ضحكة سمجة :

﴿ ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى * أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ﴾

[سورة القيامة : 33-34]

 أولى لك أن تؤمن أيها الإنسان .

﴿ ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى * أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ﴾

[سورة القيامة : 35-36]

 والله لو لم يكن في القرآن إلا هذه الآية أكلت وشربت ، وأكلت مالاً حراماً ، واعتديت على الناس ، وعلى أموالهم وأعراضهم ، واستعليت ، وبنيت مجدك على أنقاض الناس ، وبنيت حياتك على موتهم ، وأمنك على خوفهم ، واستعليت وتكبرت وقلت : أنا ربكم الأعلى ، تنتهي الحياة هكذا ؟ هؤلاء الذين سحقتهم وظلمتهم والذين أكلت أموالهم ألا يوجد إله ليحاسبك ؟

﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ﴾

[سورة القيامة : 36]

 بلا حساب !

﴿ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ﴾

[سورة القيامة : 37]

 هذا الذي صُنع من حوين منوي ، واحد من خمسمئة مليون حوين باللقاء الزوجي ! دخل لبويضة ولقحها ، وانفصلت البويضة وزرعت في الرحم ، ونمت ، ونمت ، حتى أصبحت إنساناً سوياً ، جمجمة ، ودماغ ، وسمع ، وبصر ، وشم ، ولسان ، ومري ، ومعدة ، وأمعاء ، وبنكرياس ، وطحال ، وغدة صنوبرية ، وغدة نخامية ، وغدة درقية ، ورئتان ، وجهاز هضمي ، وجهاز دوران ، وقلب ، ودسامات ، وأعصاب ، وعضلات ، هذا الخلق الكامل من نطفة الذي خلق هذا الخلق من نطفة ألن يحاسبك ؟

﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ﴾

[سورة القيامة : 36-40]

 الجواب نعم .

مصير الإنسان الأبدي يُحدد بمقدار فهمه لكتاب الله :

 أخواننا الكرام ؛ هذه حقائق مصيرية ، ليس قضية درس علم سمعناه وذهبنا ، هذا أخطر من ذلك ، مصيرك الأبدي سيحدد في فهمك لهذا الكتاب ، هذا كلام خالق الكون ، هذا كلام الذي إليه المصير ، ومنحك نعمة الوجود .

﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً ﴾

[سورة الإنسان : 1]

 أحياناً إذا وقع تحت يدي كتاب مطبوع قبل أن أولد أقول : هذا الكتاب حينما طبع ، وحينما صفّت حروفه ، هل هناك في الأرض شخص اسمه فلان ؟ ليس لك قيود إطلاقاً ، أنت حادث سبقك عدم ، بعد أن يموت الإنسان خلال شهر ، شهرين ، ثلاثة ، سنة ، سنتين ، يذكر ثم ينتهي ، إلا إذا كانت علاقته بالعلم وبالعمل الصالح ، طبعاً علماؤنا الكبار نذكرهم كل يوم .
 مرة قلت لطلابي : من يأتيني باسم تاجر عاش في الشام عام 1883 أعطيه علامة تامة ؟! طبعاً ولا إنسان استطاع الإجابة ، قلت لهم : وأنا مثلكم لا أعرف ! لكن سيدنا عمر، سيدنا خالد ، سيدنا صلاح الدين ، سيدنا أبو بكر ، الإمام الشافعي ، أبو حنيفة على كل لسان ، ليلاً نهاراً ، فالإنسان إن لم يك له عمل صالح عند الله ينته ، سبقه عدم وتبعه عدم وانتهى ، هذا إنسان حادث .

خلق الله أكمل خلق على الإطلاق :

﴿ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً ﴾

[سورة الإنسان : 2]

 الأمشاج أي المورثات في البويضة والمورثات في الحوين يختلطان ، إذا كان هناك ضعف القوي يغلب الضعيف ، الآن يقومون بالاستنساخ ، لم يعد هناك أمشاج من جهة واحدة فقط ، هل ممكن أن يكون هناك خلق أكمل من خلق الله عز وجل ؟ لم ينجح ، هذه النعجة التي ملؤوا الدنيا كبراً وافتخاراً بها قرأت مقالة مطولة : الآن المحاولة رقم 285 محاولة فاشلة ! ثم اكتشفوا أن هذا المخلوق الذي جاء عن طريق الاستنساخ لا عن طريق نطفة الأمشاج يصاب بالهرم في وقت قريب جداً ، هل من الممكن أن يكون هناك نموذج خلق أكمل من خلق الله ؟ لا ، مستحيل وألف ألف مستحيل !

﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ﴾

[سورة الإنسان : 3]

 أنت مخير ، اعملوا ما شئتم ، كل شيء له سببه .

﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ﴾

[سورة الإنسان : 3]

إخلاص المتقين :

 ثم يقول الله عز وجل متحدثاً عن إخلاص المتقين :

﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُوراً ﴾

[سورة الإنسان : 9]

 أعلى مرتبة في الدين الإخلاص ، حتى أنه قيل : هناك إخلاص يحتاج إلى إخلاص، أنا مخلص هذا إخلاصك يلزمه إخلاص أيضاً ، لا داعي من أن تتحدث إطلاقاً ، اجعل هذا بينك وبين الله .

﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً * فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً ﴾

[سورة الإنسان : 23-24]

 حتى الصابر يصبر لحكم الله ، مثلاً : لك دخل محدود بإمكانيات معينة أو وضع معين ، هذا حكم الله ، هذا الذي كان ليس في الإمكان أبدع مما كان ، هذا مفهوم المؤمن ، ليس في إمكاني أبدع مما أعطاني .

تحميل النص

إخفاء الصور