- أحاديث رمضان
- /
- ٠07رمضان 1421 هـ - دراسات قرآنية
الحمد لله رب العالمين والصـلاة والسـلام على سـيدنا محمد الصـادق الوعـد الأمين .
تمهيد .
أيها الإخوة ؛ في قوله تعالى :
﴿ وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ* وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ* وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ * وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾
أول شيء ذكرت هذا البارحة ، أن هذه العين لو فحصتها اثنا عشر على عشرة يعني أعلى شيء ، عشرة على عشرة علامة تامة ، في أعلى من هذا ، في فحص العيون آخر خط هذه السي ، تقول : يمين يسار ، فوق تحت ، إذا كان كشفت اختلاف آخر سطر ، يعطوك اثنا عشر على عشرة ، إذا ما في ضوء لها قيمة العين ؟ أبداً ، يستوي في غرفةٍ مظلمةٍ الأعمى والبصير .
العقل والواقع .
الآن العقل ، العقل كالعين نوره الوحيد ، أي إنسان يستقل بعقله عن الوحي يضل العقل مربوط بواقع .
يعني مثلاً :
لو عرضنا على إنسان قبل مئة سنة ، أنه ممكن نضع ألف ومئتا كتاب ، وكل كتاب خمسين جزء ، أو ثلاثين ، أو عشرين بقرص واحد ، بخط جميل ، مضبوط بالشكل ، مع بحث دقيق جداً يتهمك بالجنون ، الآن واقع هذا .
فمعناها العقل مربوط بالواقع الآن أنت تخبر أي مكان بالعالم بثواني ، أي مكان استراليا ، كندا ، أمريكا ، ترفع السماعة ، تأخذ الخط ، ممكن تبعث رسالة الآن ، كانت الرسالة تستغرق أشهر ، وخيول مطهمة ، ومواقع ، الآن الرسالة تكتبها تبعثها بالفاكس ، بثانية تكون بأقصى الشمال بألاسكا ، العقل مربوط بالواقع ، فكل شيء إذ عرضته على العقل قد يكذبه ، لكن ما كل ما ينكره عقلك غير موجود ، فمعناها العقل يحتاج إلى نور هو الوحي ، فكما أن العين البشرية والنور المادي يتكاملان ، كذلك العقل والوحي يتكاملان ، العقل مربوط بالمحسوسات ، ما في عقل مستقل عن المحسوسات ، في مغيبات ، المغيبات يعجز العقل عن إدراكها ، إذاً الوحي أخبرك بها ، فهذه قاعدة ، ما عجز العقل عن إدراكه لأنه غير محسوس ، أخبرك الوحي به ، العقل يقول لابد لهذا الكون من خالق الوحي يقول :
﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾
العقل يقول : لابد لهذا الكون من غاية ، الوحي يقول:
﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾
إلى آخره .
الآية الأولى :
﴿ وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ ﴾
يعني إنسان استنار عقله بالوحي ، يرى الحقيقة ، وإنسان أعمى يمشي في خط عشواء ، مسافة كبيرة جداً ، مثلها مادياً ، طريق وعر ، فيه حفر ، فيه آكمات ، فيه أفاعي ، في ثعابين ، في أشياء طيبة ، في فواكه .
إنسان أعمى قد يقع في الحفرة ، وقد يصطدم بالأكمة ، وقد تفوته الفاكهة ، وقد تلدغه الأفعى .
إنسان بصير ، كل شيء واضح أمامه .
الآن بين تأخذ فكر من بني البشر ، في تناقض ، في استفهامات كبيرة جداً ، غير معلل ، غير منطقي ، غير منسجم .
بين تأخذ الوحي .
فالظلمات فكر البشر ، مربوط بواقع بأهواء ، بشهوات .
أما الوحي من عند خالق البشر .
الآن بين تكون في سعادة ، في طمأنينة كأنك في ظلٍ ظليل ، بين تكون في قلق ، وحيرة ، كأنك في مكانٍ ملتهب .
﴿ وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ ﴾
الإنسان .
﴿ وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ ﴾
الفكر .
﴿ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ﴾
السعادة ، والشقاء ، وبالنهاية المؤمن حي ، والكافر ميت .
﴿ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ ﴾
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾
فالبطولة ألا تكون في أحد القبور ، الشهوة قبر ، أيام عملك قبر ، عمل ليل نهار لا يعي على شيء ، العمل قبر أحيانا ً، إذا استغرق كل وقتك ، وأنساك آخرتك فهو قبر ، أيام الزوجة قبر ، أيام هموم المعيشة قبر ، ما تسمح لمشكلة تمتصك ، تأخذك كلك ، تنسيك هدفك ، لذلك :
﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً ﴾
بتؤدة ، يفكر ، أناسٌ كثيرون من عمل إلى عمل ، من صفقة إلى صفقة ، من لقاء إلى لقاء ، عنده قائمة أعمال ، لا يصحو إلا عند الموت ، وقد فاتته الآخرة .
إذاً :
﴿ وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ* وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ* وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ * وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾
الآن ما دام هذا كلام الله ، أو ما دام هذا كلام الله عز وجل ، وكلام الله بالمثاقيل حينما يقول :
﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾
إنما أداة حصر وقصر ، يعني العلماء وحدهم ، ولا أحد سواهم يخشى الله ، إن لم تفكر ، إن لم تتأمل ، إن لم تدقق ، إن لم تبحث حتى تنشأ الخشية من الله عز وجل ، إنما أداة قصر ، يعني إنسان في سذاجة لا يعبأ ، لا يدقق ، لا يبحث ، يدعي أنه مؤمن ، ولكن هذا الإيمان هش ، أقل ضغط ينتهي إيمانه ، أو أقل إغراء ، والملاحظ تجد أخ أحد أعمدة المسجد ، عاهد الله على الاستقامة في السراء والضراء ، قبل الزواج ، بعد الزواج ، في الغنى ، بالفقر ، انتهى :
﴿ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾
تجد أخ إذا أخ زعجوا ، ترك الدين كله ، مقاومته هشة جداً ، فكل إنسان لا يتحقق من إيمانه ، يعني ما وصل إلى مرتبة العلم ، مقاومته هشة ، وقد ينتهي بسببٍ تافه ، يعبد الله على حرث ، هذه :
﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾
لذلك الله قال:
﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴾
هذه الآية لو قرأها عالم فلك لخر لله ساجداً ، كلمة موقع لا تعني أن صاحب الموقع في الموقع ، لكن هذا موقعه ، نحن أما مجرة بعدها عنا عشرين مليار سنة ضوئية كانت في هذا الموقع ، وأرسلت لنا نورها ، وبقي ضوءها يمشي في الفضاء الخارجي عشرين مليار سنة ، إلى أن وصل إلينا ، هي هذه المجرة سرعتها مئتين وأربعين ألف كيلو متر بالثانية طيب موقعها هنا ، أين هي الآن ؟ لا يعلم إلا الله ، الله قال :
﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾
لو كنتم دارسين ، أو على إطلاع ، القسم عظيم ، يعني عشرين مليار سنة ، الضوء يقطع في الثانية ثلاث مئة ألف كيلو متر بالثانية ، بالدقيقة كم ؟ بالساعة كم ؟ باليوم كم ؟ بالسنة كم ؟ بالعشرين مليار سنة كم ؟ هذه المسافات بين النجوم ، لكن لا بين النجوم ، النجوم متحركة بين مواقعها ، لو قال بين النجوم ليست قرآناً ، ليس كلام الله عز وجل ، ما دام قرآن :
﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾
أين أنا من هذه الآيات ؟
ذكرت هذا في الخطبة البارحة :
﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ﴾
عود نفسك أية آيةٍ تقرأها قل لنفسك أين أنت منها ؟ ما مكانتك ؟ لأن الله عز وجل قال في هذا الكتاب :
﴿ فِيهِ ذِكْرُكُمْ ﴾
ففي مؤمنون ، في غير مؤمنين ، في فسقة ، في فجار ، في مقصرون ، فأية آيةٌ تقرأها اسأل نفسك أين أنت منها ؟ قال :
﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ﴾
فمن هؤلاء الذين تلقوا هذا الكتاب :
﴿ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ ﴾
يعني خلط عملاً صالحاً وآخر شيئاً ، ائتمر ببعض الأوامر ، ولم يأتمر ببعضها الآخر ، انتهى عن بعض النواهي ، ولم ينتهِ عن بعضها الآخر ، هذا :
﴿ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ ﴾
المقتصد الحلال حلال ، والحرام حرام ، يعني أقام منهج الله تماماً ، لكن ما فعل نوافل ، قال : ولا أزيد أحد الأعراب :
(( أرأيت إذا صليت المكتوبة وصمت رمضان وأحللت الحلال وحرمت الحرام ولم أزد على ذلك أدخل الجنة قال : نعم قال والله لا أزيد على ذلك شيئاً ))
هذا مقتصد ، أما الذي يفعل النوافل في العبادات ، وفي المعاملات ، هذا سابقٌ بالخيارات ، أنت اسأل نفسك هل أنت لا سمح الله ولا قدر ، أو هل نحن مع الظالمين لأنفسنا ؟ أم مقتصدون ؟ أم سابقون ؟ الله قال :
﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾
الدنيا والجنة والنار .
الآن الدنيا ...
في إنسان ما عنده مشكلة على وجه الأرض ؟ مشكلة صحية ، مشكلة مالية ، اجتماعية ، أسرية ، بعمله ، ما عنده ولا مشكلة ، أصبح يتقدم بالسن ، كلما تقدمت سنه انحنى ظهره ، وضعف بصره ، وشاب شعره ، وفي عدة عيوب بجسده ، وأيام يمرض ابنه ، أيام زوجته ، لا تكون كما يتمنى ، أيام بعمله ما في دخل ، هذه الحياة مصممة على المشكلات مصممة على الابتلاء ، وكأن الله أرادها كذلك ، كي لا نركن إليها ، الله عز وجل قال :
﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ﴾
يعني أولى خصائص الجنة ما فيها أحزان ، ما في مرتفع معي الكولسترول ، لا أقدر أن آكل شيء ، قلنا لهم من يومين : إذا كان الشاب يطحن الأحجار ، ما معه ثمن طعام طيب ، لما يصبح معه ثمن طعام طيب ، ما فيه يأكل طعام طيب ، هذه مفارقة عجيبة بالحياة ، لا تصفو لإنسان الحياة ، هذا يشكو من قلة دخله ، هذا ما عنده أولاد ، هذا أولاده سيئين ، هذا زوجته جيدة ، هذا ما عنده زوجة ، هذا بعمله في مشكلات ، أبداً لا تصفو ، إن هذه الدنيا دار التواء ، أما في الجنة :
﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ﴾
انتهى الحزن ، لا في كِبر ، لا في ضعف بصر ، لا في مشكلة في الجسم ، لا في التهاب مفاصل حاد ، لا في بوادر تشمع كبد ، ما في شيء ، ما في أمراض ، لا في ولد عاق ، لا في زوجة سيئة ، لا في زوجة لم تعد ترضي زوجها ، كبرت يا أخي ، أصبح يرى صبايا ، وهي عنده ، ولم يعد يتحملها مثلاً ، هذه مشكلة :
﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ﴾
كل أنواع الحزن انتهت :
﴿ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ﴾
في حال يا إخوانا لا تطاق ، كانوا يسمونها الاسلم والاحرب ، لا نحارب ولا نسالم ، كل شيء مجمد ، هنا في النار حالة مشابهة :
﴿ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ﴾
هذا كلام ربنا يا إخوان ، حالة الإنسان بجهنم :
﴿ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ﴾
لا في راحة ، ولا في فناء ، هذا وصف ربنا لأحوال أهل النار ، قرأت مناجاة أحد العارفين ، قال له يا رب : نجني من النار ، لست أهلاً أن أقول لك أدخلني الجنة ، لكن نجني من النار ، قال :
﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾
أكبر فوز أن تزحزح عن النار :
﴿ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ﴾
حركة النجوم .
في نقطة دقيقة جداً : أن كل نجم يسير في مسار مغلق ، ما الذي يجعله لا يصطدم بالنجم المركزي ؟ حركته ، الحركة ينشأ عنها قوة نابذة ، والنجم المركزي فيه قوة جاذبة ، هناك توازن ، لو أن هذا النجم أسرع قليلاً ، لزادت قوته النابذة ، فأخرجته من دائرة هذا النجم ، لو تباطأت سرعته لأرتطم بالنجم ، طيب ما الذي يقدر تقديراً دقيقاً أن يبقى النجم في مساره ؟ الأرض تدور حول الشمس ، الشمس أكبر منها ، أكبر بمليار وثلاث مئة ألف مرة .
قانون نيوتن بالجاذبية الكتلة لها علاقة والمسافة ، فكلما كبرت الكتلة زادت قوة جذبها وكلما قلت المسافة زادت قوة الجذب ، فالأرض لها قطر ، مسارها له قطر أصغر ، وقطر أكبر لكن عند الأصغر تزيد سرعتها ، حتى ينشأ قوة نابذة تكافئ القوة الجاذبة ، عند القطر الأكبر تتباطأ حتى لا تفلت ، طيب لو فلتت ، لو أنها خرجت عن مسارها حول الشمس ، ما هي القوة التي سترجعها ؟ يعني إذا كان ماشي قطار ، طلع عن السكة ، وماشية نملة ، بإمكان هذه النملة أن ترجعه إلى مساره ؟ من الذي يجعل كل نجمٍ في مساره الصحيح ؟ قال :
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾
الزوال ، والانحراف .
﴿ وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ ﴾
انتهى ، إذا زالت زالت ، يعني لما تبتعد الأرض عن الشمس دخلت في الفضاء الخارجي ، بظلام ، ببرودة تميت كل شيء ، فأمور الفلك دقيقة جداً .
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ﴾
لمن العاقبة .
آخر آية :
﴿ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾
التركيز في القرآن لا على الوضع الراهن ، على العاقبة :
﴿ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ﴾
﴿ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾
دائماً فكر بالمستقبل ، أن هذا الظالم سينتهي إلى دمار .
﴿ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ ﴾
﴿ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾
﴿ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ﴾
﴿ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً ﴾
أيام يأتي إعصار لأمريكا ، يكلف ثلاثين مليار ، إعصار واحد ، فالله عنده زلازل عنده براكين .
﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ﴾
أو حرب أهلية :
﴿ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ﴾
فنحن أيها الإخوة ؛ لا ينجينا إلا أن نكون مع الله ، إلا أن نكون مؤتمرين بأمره منتهين عما نهى وزجر .