وضع داكن
20-04-2024
Logo
2رمضان 1420 - خواطر إيمانية - الدرس : 42 - من سورتي غافر وفصلت - القصة في القرآن.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

للأحداث تفسيران؛ ديني توحيدي أو أرضي مقطوع عن السماء :

 أيها الأخوة الكرام؛ ما من حدثٍ يقع في الأرض إلا وله تفسيران؛ تفسيرٌ إلهي، دينيّ، توحيديّ، وتفسيرٌ أرضي، مقطوع عن السماء، أهل الإيمان يَرَوْنَ الأحداث من زاويةٍ إيمانية، ويفسّرون كل شيء من خلال الكِتاب والسُنَّة.
 لو وقع زلزال، أهل الشرود عن الله، أهل الكفر لا يزيدون عن تفسير هذا الزلزال إلا بحركةٍ في الطبقات الأرضية في مكان الصدوع فقط، أما أن نفسَّر الزلزال - مع اعترافنا بهذا التفسير العلمي هذا سبب مباشر - ولكن من هو مسبب الأسباب؟ إنه الله، لا تجد حدثاً إلا وراءه حكمة بالغة.

﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾

[ سورة هود : 117]

﴿ وَهَلْ نُجَازِي إِلا الْكَفُورَ ﴾

[سورة سبأ : 17]

 الآن من أجل ساعات في ليلة الميلاد تبذل أموال فلكية، مليارات، هذه المليارات أتلفت في ساعات، برياحٍ عاتية، مئات الألوف يعيشون على الثلج بلا طعامٍ ولا شراب، ومليارات الدولارات تُنْفَق على زينة عيد الميلاد، ساعتان من الريح العاتية أطاحت بكل شيء، الخسارة أيضاً بالمليارات، فأي حدثٍ أرضي لا ينبغي أن تفسِّره تفسيراً أرضياً، تفسيراً مادياً، يجب أن تضيف إلى التفسير المادي التفسير الديني.

﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾

[سورة النحل : 112]

 أفسق شاطئ في العالم في فنزويلا أصيب بأمطار مع أوحال غمرت المدن، وقتلت مئات الألوف، وشردت مئتي ألف، الله عز وجل إما أن يؤدب عباده عن طريقٍ عبادٍ أقوياء، أو أن يؤدب عباده مباشرةً، من خلال أفعاله التكوينية.
 على كل ما من حدثٍ إلا وينبغي أن يفسَّر تفسيراً دينياً، ذكرت هذا لقوله تعالى:

﴿ ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ﴾

 أي تفسير ديني مرفوض..

﴿ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ﴾

 طبعاً أنت إذا أصغيت إلى كافر، وقد يُقْسِم لك بالأيمان المغلَّظة أنه على حق، وأن رأيه هو الصواب، وأن الذي يراه صحيحاً، الدليل أن فرعون..

﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾

[ سورة غافر: 29]

 كلامه صحيح ؟!

 

الكافر رؤيته محدودة ويرى بعينٍ واحدة :

 هناك نقطة مهمة..

﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا﴾

[ سورة هود: 28]

 إذا شخص رفض أن يأكل عسلاً، فأقسم لك بالأيمان المغلَّظة أن أطيب طعام أكله هو الدِبس، هو كلامه صادق لأنه لم يذق طعم العسل، لو ذاق طعم العسل لما قال هذا الكلام، فما كل كلامٍ يقوله الكافر صحيحاً، رؤيته محدودة؛ هو أعور، يرى بعينٍ واحدة، يرى الدنيا ولا يرى الآخرة، يعبد المال ولا يعبد الله، ما ذاق قلبه طَعْم القرب، فلذلك الذي يقوله غير صحيح، فرعون:

﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾

[ سورة غافر: 29]

 هو هداهم إلى النار، دعاهم إلى النار، العلماء يقتدون بهذه الآية:

﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴾

[ سورة غافر: 44-45]

الإيمان من لوازمه الاستقامة والدعوة إلى الله من لوازمها العمل الصالح :

 نحن كمسلمين الآن أية آيةٍ تُبَشِّرنا ؟

﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ - الطرف الآخر - وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾

[سورة إبراهيم: 46]

﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا﴾

[سورة آل عمران: 120 ]

 فلابد من أن نصبر وأن نتقي حتى يبطل الله عز وجل كيد الكائدين، ومكر الماكرين.
 هذه الآية أيها الأخوة، مَن دعا إلى الله، ولم ينجح في دعوته، وعزا إخفاقه إلى الله فقد رد هذه الآية، في أي مكان، في أي زمان، في أي عصر، في أي ظرف صعب، لا يوجد إلا الله، يقول الله عز وجل:

﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾

 دقق في كلمتين، ليس الرسل فقط، بل والذين آمنوا، وليس في الآخرة فقط بل في الحياة الدنيا، فإذا كان هذا كلام الله عز وجل هل بالإمكان أن ندَّعي أن الله لم يسمح لنا أن ندعو له؟ معنى هذا هناك تقصير، وهناك خلل بالنوايا، وتقصير بالاستقامة، لأن الله عز وجل يقول:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾

[سورة فصلت: 30 ]

 الإيمان من لوازمه الاستقامة، والدعوة إلى الله من لوازمها العمل الصالح.

﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا﴾

[سورة فصلت: 33]

التفكر في عظيم خلق الله عز وجل :

 هذه الآية:

﴿ لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾

[سورة غافر: 57]

 تجد الإنسان مأخوذاً بآلة، بجهاز، بهاتف خلَوي، بنقل الصورة عَبْر الأقمار، مأخوذاً بأجهزة صغيرة جداً، بمخترعات حديثة، صُنع الإنسان يملأ قلبه، أما خَلْق السماوات والأرض قد لا ينتبه إليه؛ مئة ألف مليون مجرة، مجرتنا درب التبانة مجرة متوسطة، المرأة المسلسلة أكبر من مجرتنا بسبعة وعشرين ضعفاً تبدو نجماً صغيراً، لأن بعدها عنا مليونا سنة ضوئية، هناك أرقام فلكية، مجرات، دقَّة بالخَلْق مُذهلة، فدائماً الكافر مأخوذ بسيارة، بكمبيوتر، بجهاز، بمركبة فضائية، بهاتف خلَوي، تجده مأخوذاً ويقول لك: يا أخي تكنولوجيا، هاتف مع شاشة، ترى صورة المتكلم، مع إنترنت، هاتف صغير، تجده منبهراً و معظماً للغرب، أما هذا الكون الذي نصبه الله عز وجل كي نتعرف إليه فلا ينتبه له؟! المؤمن لو أنه سمع عن آلة دقيقة جداً يزداد تعظيماً لله عز وجل الذي خلق لنا هذا العقل، فاخترع هذا الجهاز، الآية هنا:

﴿ لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾

[سورة غافر: 57]

 طبعاً نعمة الاستقرار لا يعرفها إلا من أصابهم الزلزال، بناء عمر من عشر سنوات، يهدم بثوانٍ معدودة، وأناس يبكون في الطريق، قال تعالى:

﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً﴾

  جعلها مستقرَّة، فإن لم نقدِّر هذه النعمة، وطغى الناس وبغوا، تهتز قليلاً فإذا كل ما عليها أنقاضاً.

 

من أضله الله يضله عن شركائه لا عن ذاته :

 يوجد نقطة ذكرتها قبل أسبوعين: أن الله عز وجل أحياناً يوجز وأحياناَ يفصّل:

﴿ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾

[سورة فاطر: 8]

 هذا موجز، التفصيل:

﴿ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾

[سورة الصف : 5]

﴿ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾

[سورة الجمعة : 5]

﴿ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾

[سورة النحل : 107]

 هذا تفصيل، الآن الله يضل مَن يشاء، يوجد آية توضِّح كيف يضل الله مَن يشاء؟

﴿ ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ ﴾

  هذه الآلهة التي زعمتموها آلهةً أين هي اليوم؟

﴿ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئاً﴾

 هذا كله كذب..

﴿ كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ﴾

 يضلُّهم عن أي شيء؟ لا يضلهم عن ذاته، يضلهم عن شركائه، فإذا تعلق الطالب بطالب آخر على أساس أن يعطيه الأسئلة، ووالده أستاذ عال جداً، والقصة ليس لها أصل إطلاقاً، فيمنع الأب عن ابنه هذا الطالب المُفْسِد، الكذَّاب الذي يريد أن يصرفه عن الكتاب، عن الدراسة، فهل يسمَّى إبعاد الأب الابن عن هذا الطالب المفسد الذي يغري ابنه بعدم الدراسة، وأخذ السؤال من الأستاذ أنه مفسد؟ فإذا أضلّ الله مخلوقاً يضله عن شركائه لا عن ذاته، وهذا معنىً من معاني الإضلال الإلهي إذا عُزِيَ إلى الله عز وجل.

 

الإنسان مخير :

 مما يؤكد أن الإنسان مخير:

﴿ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ﴾

[سورة فصلت : 17]

 الذي على الله انتهى..

﴿ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ﴾

[سورة الليل : 12]

 هم استحبوا العمى على الهدى:

﴿ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾

[سورة فصلت : 17]

 من ألطف الآيات الكريمة:

﴿ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ﴾

  حينما زنوا زنوا بجلودهم:

﴿ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾

  أيْ بهذا الذي زنا به الإنسان سوف ينطق ويفضحه يوم القيامة.

 

الله ولي المؤمن و الكافر مشرد لا مرجع له :

 أخواننا الكرام؛ آيةٌ قرآنيةٌ، حينما يقول الله عز وجل:

﴿ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾

  مَن نحن؟ خالق السماوات والأرض، إذا إنسان كبير غني قال لك: أنا وليك. لم يبق هناك مشكلة، البيت مؤمن، المركبة مؤمنة، الأكل مؤمن، اللبس مؤمن، إذا قال لك غني: أنا وليك، أنا أنفق عليك. إذا قال لك غني قوي ذلك فإنك لن تخاف من أي جهة بالأرض، إذا قال لك إنسان غني وقوي: أنا وليك. هل يقدر الموظف أن يعرقل لك معاملتك؟ لا يقدر، فإذا كان خالق الكون وليك..

﴿ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾

 والله يا أخوان مرة خطر في بالي أن ابناً له أب حكيم، عليم، غني، مربّ، ضبط له صحته، وضبط علمه، وأدبه، ودراسته، رباه تربية إيمانية، وتربية خلقية، وتربية نفسية، وتربية اجتماعية، وتربية علمية، وأدَّبه، ورفع مستواه، تجد أحياناً أطفالاً لهم آباء وأمهات من أعلى مستوى، تجد أثر التربية، أثر الأدب بالحياة، التحصيل واضح، تجد كلامه قليلاً، فعله كبيراً، أنت تقول: ما هذه التربية؟ وأحياناً تجد طفلاً يسب الدين، بذيء اللسان، منحرفاً، سارقاً، من مخفر لمخفر، من سجن إلى سجن، قد يشذ أخلاقياً، الفرق بين الاثنين قال:

﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ ﴾

[سورة محمد : 11]

 الكافر مُشَرَّد، ليس له مرجع، ليس له كتاب يهتدي به، ليس له نبي يقتدي به، لا يوجد عنده منهج يسير عليه، ليس له مرجع يسأله، فلتان، دابة فلتانة..

﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ ﴾

[سورة محمد : 11]

 هنا:

﴿ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ﴾

[سورة فصلت : 31]

أحد أسباب فهم القرآن الكريم القرب من الله :

 آخر آية؛ هذا القرآن من أجل تفهمه يجب أن تنادى من مكانٍ قريب، فإذا كنت بعيداً عن الله لا تفهمه، أحد وسائل فهمه ليس أن تكون لغوياً فقط، وليس أن تنشأ في بلادٍ إسلامية، وليس أن تحمل شهادة شرعية، أحد أسباب فهم هذا الكتاب أن تكون قريباً من الله، طالبوني بالدليل، قال تعالى:

﴿ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ﴾

[سورة فصلت : 44]

 كتاب واحد يفهمه أناس ولا يفهمه أناس؟ الجواب:

﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ﴾

 مرة إنسان شكا لي ابنه في أمريكا، قال لي: ابني مُلْحِد، يتحداني أن هناك آية في القرآن غلط وليست كلام الله. لكنه كتاب واحد، أناسٌ سعدوا به، وطاروا، وارتقوا، وعلموا، واطمأنوا، وكان منهجاً لهم؛ وأناسٌ رأوه كتاباً ليس كلام الله، والكتاب واحد، كتاب واحد يكون أعجمياً وعربياً؟! قال تعالى:

﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ﴾

  من هنا قال بعض أصحاب رسول الله: " أوتينا الإيمان قبل القرآن ". أنت إن أردت أن تؤمن كان لك هذا الكتاب هدىً وشفاء..

﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ﴾

[سورة فصلت : 44]

 إذاً كلَّما اقتربت من الله فهمت كلامه، وكلما ابتعدت عنه كان الكتاب عمىً على قارئه، فإذا شخص منحرف يقول لك:

﴿ لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً﴾

[سورة آل عمران: 130 ]

 الله لم ينهنا عن أكل الربا، نهانا عن أضعاف مضاعفة، أما أضعاف غير مضاعفة فلا يوجد بها شيء، لماذا لا تصلي؟ يقول لك:

﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ﴾

[سورة الحج: 41 ]

 الله لم يمكننا في الأرض، لو مكننا كنا سنصلي.

﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾

[سورة الحجر : 99]

 يا أخي نحن أيقنا بالله، لماذا نعبده إذاً؟ يفهم القرآن فهماً معكوساً، فهماً ما أنزل الله به من سلطان.

 

تحميل النص

إخفاء الصور