وضع داكن
29-03-2024
Logo
موضوعات علمية - الدرس : 6 - خصائص الحواس - الشم - السمع.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد الله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

الخلايا الشمية في الأنف :

أيها الأخوة الكرام ؛ مع بداية الدرس السادس من دروس الموضوعات العلمية في رمضان .

image

في الأنف 20 مليون خلية عصبية متخصصة بشم الروائح

من منا يصدق أن في أنفه عشرين مليون خلية عصبية متخصصة بشم الروائح ؟ هذه الخلايا العصبية تتركز وتتمركز في القرن العلوي للأنف بمساحة لا تزيد على مئتين وخمسين ميلمتر مربع ، الخلية العصبية الواحدة لها أهداب لا تقل عن سبعة أهداب ، وعندنا عشرون مليون خلية عصبية بالقرن الأمامي للأنف ، كل خلية لها سبعة أهداب ، وهذه الأهداب عليها سائل مخاطي فيه مواد دهنية مذيبة ، هذا السائل المخاطي الذي فيه مواد دهنية مذيبة تتفاعل كيميائياً مع الرائحة فينتج عن هذا التفاعل شكل هندسي متميز الروائح المتعددة تأخذ شكلا هندسيا تستطيع الخلايا العصبية ادراكه
يتشكل تبعاً لطبيعة الرائحة ، رائحة الزهور مثلاً شكلها الهندسي على شكل مفتاح ، وهكذا تتفاعل الروائح مع الأهداب المغطاة بمادة مخاطية دهنية مذيبة ، وتتشكل من تفاعل الروائح مع الأهداب شكل هندسي ، هذا الشكل الهندسي يرسل إشارة عصبية إلى الدماغ ، في الدماغ تتوضع ذاكرة الشم، هذا الشكل يعرض على الروائح المخزونة في الدماغ واحدة واحدة فإذا تطابقت قال لك : هذه ياسمين ، هذا بابونج مثلاً ، هذا ورد بلدي ، هذا المركز مركز الشم في الإنسان يميز بين عشرة آلاف رائحة ، أنت عندك ذاكرة تتسع إلى عشرة آلاف رائحة ، طبعاً يميز ويتعرف ، إذاً يوجد في الدماغ ذاكرة شمية ، فإذا شمّ رائحةً تفاعلت مع أهداب الشم وشكلت شكلاً هندسياً أرسل بإشارة إلى الدماغ ، والدماغ لديه متسع لعشرة آلاف رائحة ، طبعاً إذا شممت رائحةً عطرية هذا الشكل يمرر على كل الأشكال ، على عشرة آلاف شكل عند التطابق تقول : هذه ياسمين ، هذا زيت وهكذا .
أيها الأخوة ؛ يقول العلماء : هذه الأهداب فيها خصائص عجيبة ؛ إنها تستطيع استشعار رائحة في تركيز قليل جداً ، نصف بالمليون من الميلي غرام في السنتيمتر المكعب ، هذه الأشعار والأهداب تستشعر هذه الرائحة بهذا التركيز المعدوم تقريباً ، يقول : أشم رائحة شيط ، يكون تركيز هذه الرائحة نصف بالمليون من الميلي غرام في السنتمتر المكعب .

 

خصائص الحواس من آيات الله الدالة على عظمته :

طبعاً من فضل الله عليك أن لك عينين ، هذه العين تقف وظيفتها عند الموانع الكاتمة ، عند الجدران أنت لا ترى ما وراء الحائط ، ولكن السمع يتجاوز هذه الموانع ، أنت نائم في البيت لا ترى إلا غرفة النوم ، أما إن سمعت حركة في البيت فتقفز مذعوراً ، ما الذي جعلك تستشعر الحركة ؟ ليس العين بل الأذن ، لو أن فأرة ماتت تحت السرير لا تراها ، و ليس لها صوت ما الذي ينبئك عنها ؟ وظيفة الأنف في تمييز الروائح هي حاجز حماية للإنسان من كل ما هو فاسد
الرائحة ، يقول لك السائق : هناك رائحة فرام ، تكون الحرارة قد ارتفعت فتخرج الرائحة فتشمها .
عندك عوامل أمن العين أوسع منها الأذن أوسع من الاثنتين الشم ، عشرون مليون خلية ، كل خلية لها سبعة أهداب ، عليها مادة مخاطية دهنية مذيبة لزجة تتفاعل مع الرائحة كيميائياً ، ويتشكل شكل هندسي ؛ مستطيل ، مربع ، مفتاح ، منحن ، هذا الشكل يرسل رسالة إلى الدماغ ، في الدماغ يوجد ذاكرة ، تستعرض هذه الرائحة على كل هذه الذاكرة ، إذا تطابقت أخبرت أن هذه الرائحة كذا ، هذا من خلق الله عز وجل ، صنع الله الذي أتقن كل شيء .
أنت أحياناً تشم وردة ، وأحياناً تقول : اللحم فاسد ، وهذه كلها وقاية ، الله جعل الأنف فوق الفم ، هذا الطعام فاسد ، يوجد في البيت شيء متفسخ تبحث ، هذه حاسة الشم من فضل الله علينا ، والتركيز أيضاً شيء عجيب ، نصف بالمليون من الميلي غرام في السنتمتر المكعب تشمه .

image

لولا طبلة الأذن لما استطاع أحد سماع شيء

الآن كلكم يستمع إلى هذا الدرس بفضل غشاء رقيق جداً ، هذا الغشاء لا تزيد سماكته عن نصف ميلمتر ، ولا يزيد قطره عن تسعة ميلمترات ، لولا هذا الغشاء ما استمع واحد منكم إلى هذا الدرس ، هذا الغشاء متين كالصلب ، مرن كالمطاط ، متانة مع مرونة في آن واحد ، حيوي جداً لنقل الأصوات ، يكبر الصوت عشرين ضعفاً ويصغره عشرين ضعفاً ، صوت حاد جداً مهمة الغشاء تصغيره ، تخميد الصوت ، وصوت ضعيف جداً يكبره ، شيء مستحيل أن أربع عظيمات لها فعل عكسي تكبر وتصغر .
لابد من فتح الفم عند سماع الأصوات العالية لحماية طبلة الأذن
أنت لا تملك آلة صوت إذا جاء الصوت عال جداً أن تصغر ، مرة كنت ألقي موضوعاً في إذاعة في الخليج ، فاجأني عطاس شديد أنا استحييت الذين حولي ما تأثروا ، وكنت في ندوة ، قلت : أين مكان إطفاء اللاقط ؟ هذا جهاز عالي الجودة ، الصوت الأعلى من صوتك الطبيعي لا يظهر ، أنا عجبت أن بكل الإذاعات إذا الإنسان عطس يطفأ الجهاز ، هذا الجهاز إذا كان الصوت عالياً يخفضه أو يلغيه وله حدود .
الغشاء هكذا يكبر أو يصغر ، هذا الغشاء محمي كيف ؟ هو في نهاية قناة متعرجة وأقل قطر من أصغر إصبع ، لو كان الإصبع يدخل لا يوجد طفل إلا وثقب هذا الغشاء بيده وهو يلعب ، أما قطر القناة السمعية فأضيق من أصغر إصبع وفيها انحناء ، هذه القناة مفتوحة على البلعوم ، إذا كان هناك صوت من شأنه أن يثقب هذا الغشاء فالإنسان إذا فتح فمه يأتي الضغط من الجهتين متساوياً فيتكافأ فيسلم ، والإنسان إذا كان هناك أصوات عالية جداً يفتح فمه عندئذ تأتي الأصوات من الفم والأذن فتتكافأ ، إذا كان يوجد خرق من طائرة لجدار الصوت قد يفقد الإنسان غشاء طبله لذلك لابد من أن يفتح الإنسان فمه .

image

العظيمات السمعية تضخم أو تخفض الصوت في آن معا حسب الحاجة

أيها الأخوة ؛ هناك أربع عظيمات لا يزيد وزنها عن خمسة وخمسين ميلغرام ولا يزيد طولها مجتمعة عن تسعة عشر ميلمتر ، هذه العظيمات لها وظيفة رائعة جداً ، إنها تكبر الأصوات الضعيفة إلى عشرين ضعفاً ، وإنها تخفض الأصوات الضخمة المؤذية ، أي جهاز تكبير وتصغير في آن واحد .
طبعاً كلكم يعلم أن عندنا وحدة للصوت - ديسبل - من فوق المئة والخمسة والعشرين يضعف السمع ، لذلك هناك تلوث في الهواء تلوث صوتي ، ضجيج عام ، أكثر سكان المدن معهم ضعف سمع ، أو إنسان بيته على طريق عام ، أو يعمل ضمن معمل أصواته حادة ، هذا كله يؤذي السمع .

 

التفكر بخلق الله يعرفنا بالله و عظمته :

أيها الأخوة ؛ الحقيقة أقرب شيء إلينا جسمنا ، وهناك آيات باهرة ، وآيات دالة على عظمة الله عز وجل ، وكلما ازددت تفكراً في خلق الله عرفت من الله ، وعرفت عظمته ، لذلك:

(( تفكروا في مخلوقات الله ، ولا تفكروا في ذاته فتهلكوا ))

[ورد في الأثر]

image

شبكية العين معجزة من معجزات الإله في خلقه

والعلماء الآن يعدون أن في الأذن خمساً وعشرين ألف خلية سمعية ، بالأنف كم مليون يوجد ؟ عشرون مليوناً ، هذه أشياء مسلم بها ، بديهيات عند الأطباء وعلماء التشريح ، لكن نحن نشم ولا نعرف أن هذه الحاسة دقيقة جداً ، بالعين يوجد مئة وثلاثون مليون عصية ومخروط ، وفي شبكية العين عشر طبقات متراكبة ، فيها مئة و ثلاثون مليون عصية ومخروط بعضها للأسود و الأبيض وبعضها للملونات ، الشيء اللطيف أن كل إنسان له هوية نبرة صوته، وأنت انتبه على الهاتف تسمع صوتاً تقول له : فلان ، كل إنسان له صوت ، وله نبرة خاصة به ، وهذا أيضاً من فضل الله عز وجل ، والإنسان فرد حتى في نبرة صوته ، قال تعالى:

﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ * فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ ﴾

[سورة البلد:8-13]

أي فكروا بعينيكم .

 

تحميل النص

إخفاء الصور