وضع داكن
19-04-2024
Logo
ومضات من تفسير القرآن الكريم - الدرس : 4 - من سورتي النساء والأنفال ، الإطاعة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

كتاب الله و سنة نبيه فيهما جواب وحلّ لكل مشكلاتنا :

 أيها الأخوة الكرام؛ مع بداية الدرس الرابع من دروس التفسير في رمضان قوله تعالى في سورة النساء:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾

[سورة النساء:59]

 أولي الأمر منكم العلماء والأمراء، العلماء يعلمون الأمر والأمراء يطبقون الأمر، فإن تنازعتم في شيء تنازعتم مع علمائكم أو مع أمرائكم في قضية ما، ما المرجع؟ ما الحكم؟ ما الفيصل؟ من نسأل ومن نستشير ومن يحكم بيننا؟ فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول، طبعاً إلى الله إلى كتابه، وإلى رسوله إلى سنته الصحيحة، إذا كان هناك قضية من قضايا مجتمعنا أردنا أن نردها إلى الله وإلى الرسول فلم نجد شيئاً فهل هذا الكلام له معنى؟ أيليق بالله عز وجل أن يحيلك إلى كتابه وإلى سنة نبيه فلا تجد شيئاً؟ ماذا يفهم من هذا الكلام؟ كل قضايانا وكل مشكلاتنا مهما تطور الزمان، ومهما امتد بنا العمر، ومهما تطورت البشرية، ومهما تعقدت الحياة، ومهما تضاربت الآراء، لا بد من أن نجد حلاً في الكتاب والسنة، وهذا كلام الله، إذا ردك الله إلى كتابه وإلى سنة رسوله فلا بد من أن تجد شيئاً، أنت تقبل أن يوقع لك إنسان شيكاً وليس له رصيد؟ تقبل من إنسان أن يقول لك كلاماً لا معنى له؟ أن يقول لك كلاماً لا ينفذ أو لا يطبق أو لا مضمون له؟ خالق الأكوان يقول لك: إذا تنازعت مع أولي الأمر في قضية ما وصار هناك اختلاف وجهات النظر وصار هناك خصومة و تناقض في الآراء ارجع إلى الله وإلى الرسول، إلى الله في كتابه، وإلى الرسول في سنته، فإذا نشأت قضية معقدة في كسب المال، في إنفاق المال، في استثمار المال، وفي العلاقات الاجتماعية، وبحقوق المرأة، قضية اجتماعية، اقتصادية عندنا إن لم نجد في كتاب الله وسنة رسوله جواباً شافياً فهذا الكلام لا معنى له، وهو كلام الله، إذاً لابد من أن نجد في كتابنا وفي سنة نبينا جواباً وحلاً لكل مشكلاتنا، ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى:

﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾

[سورة المائدة:3]

الدين العظيم تام عدداً وكامل نوعاً :

 هذا الدين العظيم تام وكامل، تام عدداً وكامل نوعاً، أي عدد القضايا التي حكم الله بها تام، وطريقة الحكم كاملة، الآن أية إضافة على هذا الدين اتهام له ضمني بالنقص، وهذا يناقض هذه الآية، وأي حذف من الدين اتهام له ضمني بالزيادة، وهذا يناقض الآية، وهذا تمهيد لهذه الآية، حال المسلمين اليوم وحال أعدائنا هذه المشكلة أين مكانها في القرآن الكريم؟ هذه نجدها في الآية الثانية والسبعين من سورة الأنفال، أي ملخص المشكلة لماذا أعداؤنا يجتمعون على باطلهم ونحن متفرقون على حقنا؟ نحن على حق متفرقون، وهم على باطل متعاونون، هم يتعاونون على خمسة بالمئة من القواسم المشتركة، والمسلمون يتقاتلون على خمسة وتسعين بالمئة من القواسم المشتركة، أليس هذا وصمة عار في حقنا؟ هم يتعاونون على خمسة بالمئة من القواسم المشتركة والمسلمون في شرق آسيا وفي أماكن عديدة يتقاتلون ويسفكون دماءهم على خمسة وتسعين بالمئة من القواسم المشتركة، الإله واحد، والقرآن واحد، والنبي واحد، هذه المشكلة أين حلها في القرآن الكريم؟ يقول الله عز وجل:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾

[سورة الأنفال: 72]

الهجرة حركة :

 إن الذين آمنوا واحد، وهاجروا، الهجرة حركة لا يوجد إيمان سكوني، آمنت، إن الذين آمنوا أي يوجد عمل باطل يجب أن تدعه، لك مهنة تناقض شرع الله عز وجل يجب أن تتركها، في بيتك معصية يجب أن تقاومها، مع شريكك مشكلة تخالف كلام الله يجب أن تعالجها، أما إيمان سكوني فقد قال لي شخص: أستاذ عندنا مطعم يباع فيه الخمر وهذا برقبة شريكي، قلت له: يجب فك الشركة معه لأنه يوجد بيع خمر.

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾

[سورة الأنفال: 72]

 أنفق ماله في سبيل الله، والذين أووا ونصروا، أحياناً يكون هناك طالب علم قادماً من بلد إسلامي بعيد، يجب أن يرى أهلاً له في هذا البلد، رعاية، واعتناء، ومأوى يسكنه، ومعلماً يعلمه، والذي أووا ونصروا، التاريخ يعيد نفسه، أولئك بعضهم أولياء بعض، والذين آمنوا ولم يهاجروا، لا يوجد حركة، ولكن يقولون: ما شاء الله هذه الخطبة رائعة، شيء رائع جداً، لا يوجد حركة، و لكن يوجد إعجاب كثير أما تطبيق فلا، قال تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾

[سورة الأنفال: 72]

 معنى هذا أن مجتمع المؤمنين آمن، وهاجر، وجاهد بماله، وجاهد بنفسه، وأوى، ونصر، وشعر أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض.
 أنا بالمناسبة لا أقبل من أخ ينتمي إلى جامع، ينتمي إلى الإسلام، لا تجعل الإسلام فقاعات صغيرة، حلقات مغلقة متناحرة، أنت انتماؤك إلى مجموع المسلمين، لك جامع ليس هناك مانع، لك مرشد ليس هناك مانع، ولكن هذا لا يلغي انتماءك إلى كل المؤمنين، يجب أن تتعاون مع كل مؤمن.

تآمر الطرف الآخر على إطفاء نور الله و سحق المسلمين :

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا ﴾

 ما تحرك، وما بذل، وما غير وضعه، وما شكل حياته وفق الإسلام، وما ضبط بيته، وما أقام الإسلام في بيته وعمله:

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا ﴾

[سورة الأنفال: 72]

 ولازلنا في البداية:

﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا ﴾

 هنا المشكلة:

﴿ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾

 يتعاونون، يتكاتفون، يأتمرون على المسلمين، يخططون وينفقون الأموال الطائلة، يستجلبون الصغار، يستجلبون الشباب إلى بلادهم، يغرونهم بالمال وبالجنسيات وبالنساء، تعال إلينا أعطنا دماغك، سخره لنا، ودع بلدك، يخططون و يتآمرون على إطفاء نور الله، وعلى سحق المسلمين:

﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾

العبادة في زمن الفتنة :

 مفتاح الآية:

﴿ إِلَّا تَفْعَلُوهُ ﴾

 هذه الهاء من أدق الضمائر في القرآن الكريم، هذه الهاء تعود على الآية التي قبلها، إلا تفعلوه أي إن لم تؤمنوا، وتهاجروا، وتجاهدوا بأموالكم وأنفسكم، وإن لم توالوا وتنصروا، وإن لم يكن بعضكم ولياً لبعض، تكن فتنة في الأرض، وفساد كبير، أليس في الأرض فساد كبير؟ ألسنا نغذى ثقافياً؟ أنا أذكر قبل خمسين سنة تقريباً إذا كان هناك طفل ذهب إلى السينما تقام الدنيا ولا تقعد، الآن في كل بيت إسلامي في أكثر البيوت ملهى ليلي والدليل الأسطحة، إن أردت أن تعرف ماذا في البيوت انظر إلى السطوح تعرف ماذا في البيوت، إن لم تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير، أليس هذا وصفاً واقعياً لواقعنا؟ المسلمون يتقاتلون في شتى بقاع الأرض، ويتلاومون، ويتراشقون التهم، ويطعن بعضهم ببعض، ويكفر بعضهم بعضاً، ويتهم بعضهم بعضاً بالشرك، وكل يدّعي وصلاً بالله، والله عز وجل لا يقرهم جميعاً على هذا الوصل، كله إدعاء.

﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴾

[سورة الأنفال: 73]

 هذه الآية تبين واقع المسلمين، لابد من الإيمان الحقيقي، لا بد من الهجرة، أي عبادة الله في الهرج.

(( الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ ))

[ابن حبان عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ]

 أن تعبد الله في زمن الفتنة، أن تعبد الله والنساء كاسيات عاريات، أن تعبد الله والمال الحرام هو المنتشر بين الناس، أن تعبد الله في زمن الدار الآخرة، أسقطوها من حسابهم، أن تعبد الله وأكثر الأعمال لا ترضي الله عز وجل، عبادة في الهرج كهجرة إلي، لابد من أن تلزم المؤمنين، ولابد من أن تعتصم للإيمان، لابد من أن تهرب من مواطن الفتنة، يوشك أن يكون خير مال المسلم غنماً يرعى به شعث الجبال يفر بدينه.

﴿ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴾

[سورة الأنفال: 73]

 أي إن لم تهاجروا، وتجاهدوا بأموالكم وأنفسكم، يوجد مشكلة للشباب قضية الزواج، هؤلاء الذين آتاهم الله المال إن لم يفكروا في حل هذه المشكلة هناك فتنة وفساد كبير، إن لم يكن النكاح سيكون السفاح، وأدق كلام حي أو شارع فيه مئة بيت، أول بيت احترق آخر بيت إذا ما خرج من البيت، ومعه وعاء ماء لإطفاء الحريق، الحريق سيصل إليه، قال تعالى:

﴿ لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾

[سورة الأنفال: 25]

 إذا الإنسان لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر سوف يدخل المنكر إلى بيته، ويفتك بأهله، وحينما يفاجأ الإنسان أن في بيته انحرافاً خطيراً، في بناته انحراف خطير، وبأولاده، وهو مقصر، حينئذ يندم أشدّ الندم وقد لا ينفعه الندم، موطن الشاهد في هذين الآيتين إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير، الإنسان مفتون بالمرأة، ومفتون بالمال، والبيوت الفخمة، والمركبات الفارهة، ومفتون بمظاهر الحياة الدنيا، معرض عن الآخرة.

أمراض المسلمين اليوم هي اختلافهم في التفاصيل الجزئية :

 يا أيها الأخوة الكرام؛ أهم شيء لا يمكن أن تكون هناك مشكلة في حياتنا ليس لها حلّ في كتاب الله، ليس لها حلّ في سنة رسول الله، لأن الله يقول:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾

[سورة النساء: 59 ]

 معنى هذا أن أي منازعة إلى يوم القيامة حلها في كتاب الله، وحلها في سنة رسول الله، فإن لم نجد فيهما شيئاً فالكلام ليس له معنى، والله منزه عن ذلك، فأنا الذي أريده أن تتعاونوا فيما بينكم، لا تنازعوا فتفشلوا، تعاونوا، تضامنوا، تحابوا، تباذلوا، تزاوروا، تهادوا، الإسلام موجود، والكتب موجودة، وكل شيء موجود، أما الحب الذي كان بين الصحابة الكرام فالآن غير موجود؛ الحب والوفاء هذه القيم الأخلاقية الرفيعة والتي من خلالها انتشر الإسلام في الخافقين الآن غير موجودة، يوجد أحقاد، ومنازعات، ومصالح، وسيطرة، يريد أن يكون وحده وما سواه تحت الظل، هذه النزعات غير السليمة هذه أمراض المسلمين اليوم، فلذلك أيها الأخوة أنا لا أريد لواحد أن ينتمي إلى هذا الجامع، ولكن أريد أن ينتمي إلى كل المؤمنين، ولكل المسلمين؛ نحن منهجنا واحد، كتابنا واحد، سنتنا واحدة، وهدفنا واحد، ممكن يوجد مدارس متعددة، أي يوجد اختلاف في التفاصيل الجزئية في الأساليب، نحن في مدارسنا يوجد كتاب لغة عربية مقرر، يقرؤه مليون طالب، و لكن المدرسين مختلفون أي الاختلاف بسيط، ولكن الدروس واحدة، فكتابنا واحد، وسنتنا واحدة، علام الفرقة؟

 

الإسلام مبادئ و أخلاق :

 أذكركم بالكلمة الأساسية: أعداؤنا يتعاونون على خمسة بالمئة من القواسم المشتركة، ونحن نتقاتل على خمسة وتسعين بالمئة من القواسم المشتركة، وهذه وصمة عار بحقنا، وهذه الآية في الأنفال رقمها اثنتين وسبعين، والتي تليها قال تعالى:

﴿ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴾

[سورة الأنفال : 73]

 ألخص هذه الأفكار في قوله تعالى:

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾

[سورة النور: 55 ]

﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً ﴾

[سورة مريم : 59]

 وقد لقي المسلمون ذلك الغي، وأنتم ليس بعيد عنكم ما تسمعون من أخبار إن في المغرب العربي، وإن في المشرق الآسيوي، تسمعون ماذا يجري للمسلمين، أهؤلاء هم المسلمون؟ قال تعالى:

﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ﴾

[سورة الفتح : 18]

 تعاون، تكاتف، تناصح، تحابب، تزاور، أما هؤلاء المتقاتلون فلا يحبهم الله عز وجل، لأنهم هدموا بأعمالهم كل قيم الدين، وأعداء الإسلام هذه الأخبار أن مذبحة تمت راح ضحيتها أربعمئة قتيل في ليلة واحدة، وامرأة بقر بطنها، والطفل مات..والله أعلم ماذا يجري، ومن فعل هذا، لكن أعداء المسلمين يدفعون على هذه الأخبار ملايين مملينة، هذا هو الإسلام؟! الإسلام غير ذلك، الإسلام أرقى من هذا بمليار مرة، الإسلام مبادئ.

 

تحميل النص

إخفاء الصور