وضع داكن
28-03-2024
Logo
الشمائل المحمدية - الدرس : 5 - بكاؤه وحزنه.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين :

 أيها الأخوة الكرام؛ مع بداية الدرس الخامس من دروس سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومع شمائله الكريمة ومع باب في بكائه وحزنه صلى الله عليه وسلم.

((عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: أَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضُ بَنَاتِهِ أَنَّ صَبِيًّا لَهَا ابْنًا أَوِ ابْنَةً قَدِ احْتُضِرَتْ فَاشْهَدْنَا قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا يَقْرَأُ السَّلَامَ وَيَقُولُ: إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَمَا أَعْطَى وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ فَأَرْسَلَتْ تُقْسِمُ عَلَيْهِ فَقَامَ وَقُمْنَا فَرُفِعَ الصَّبِيُّ إِلَى حِجْرِ أَوْ فِي حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ وَفِي الْقَوْمِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَأُبَيٌّ أَحْسِبُ فَفَاضَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: مَا هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: هَذِهِ رَحْمَةٌ يَضَعُهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ))

[أحمد عنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ]

 من السنة إذا عزيت أخاً في مصاب أن تقول له: إن لله ما أخذ وله ما أعطى، إحدى الصحابيات الجليلات كان ابنها مريضاً مرضاً شديداً، فلما جاء زوجها مساءً سألها عن حال ابنها وكان قد مات، فقالت له: هو في أهدأ حال، فظن أنه قد شفي وكان متعباً؛ أعدت له الطعام فأكل، وفي الحديث أنها هيأت نفسها له فأصاب منها، وفي الصباح سألها: أين ابنها؟ قالت: لو أن الجيران أعارونا عاريةً ثم استردوها أتغضب؟ قال: لا، فقالت: إن لله ما أخذ وله ما أعطى؛ أعلمته أنه مات فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بما جرى بينه وبين زوجته أثنى عليها ثناءً كبيراً وقال: بارك الله في ليلتكما.
ويروى أن هذا الصحابي الجليل أنجب غلاماً كان من نسله عدد كبير من حفّاظ القرآن الكريم، المؤمن قيمة إيمانه أنه في المواقف الصعبة إيمانه يقف معه؛ إن لله ما أخذ وله ما أعطى، قضية الموت قضية منتهية، الإنسان له أجل لا يتقدم ولا يتأخر؛ لذلك الإنسان الجاهل إذا مات عزيز عليه ينهار؛ والله أعرف رجلاً من رواد المساجد إلا أن إيمانه كان ضعيفاً، له ابن متعلق به تعلقاً شديداً، فلما توفي ابنه ترك الصلاة، وأعرف رجلاً آخر من أهل العلم له ابن هو من أفضل أولاده، أخذ دكتوراه في الطب، ودرس اختصاص قلب، أنهى الاختصاص ودخل شريعة صف ثالث، وحفظ كتاب الله، وأنهى خدمته الإلزامية، اختار له عروساً عقد قرانه عليها، وبقي لعرسه أيام معدودة، وهو ذاهب في سيارة عامة من دمشق إلى حلب وقع حادث فمات ابنه؛ هو من أحد العلماء الأفاضل، فذهبنا جمعاً من الشام لتعزيته في حلب؛ أنا كنت أظن أني سأرى رجلاً منهاراً؛ ابن طبيب، اختصاص، حفظ كتاب الله؛ درس شريعة، وأنهى خدمته، وعقد قرانه، وهو أفضل أولاده؛ وجدت منه العجب العجاب؛ وجدت منه استسلاماً لقضاء الله، وجدت ابتسامة؛ ما كنت أظن أن الإيمان إلى هذه الدرجة، يرضى بقضاء الله وقدره؛ فالمؤمن كلما ازداد إيمانه يرضى عن الله؛ يرضى بمرّ القضاء، والرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين.
 أنت حينما تقول: الحمد لله نجحت؛ المصيبة امتحان، لمجرد أن تقول: الحمد لله، وأنت راض عن فعل الله نجحت، إنسان يطوف حول الكعبة يقول: يا رب هل أنت راض عني؟ فكان وراءه الإمام الشافعي قال: يا هذا هل أنت راض عن الله حتى يرضى عنك؟ فالتفت نحوه وقال: من أنت يرحمك الله؟ قال له: أنا محمد بن إدريس، قال له: كيف أرضى عن الله وأنا أتمنى رضاه؟ فقال الإمام الشافعي: إذا كان سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة تكون قد رضيت عن الله.
 العبرة بمر القضاء؛ كل الناس على اختلاف مستوى إيمانهم، وعلى اختلاف ورعهم، بالرخاء يشكرون الله عز وجل، تراه غارقاً بالنعيم ويقول: الحمد لله، أما إذا جاءك على خلاف ما تريد فقد علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه إذا جاءت الأمور على ما نريد أن نقول:

((عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى مَا يُحِبُّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ، وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ ))

[ابن ماجه عنْ عائشة]

 فكلمة الحمد لهع على أثر مصيبة دليل نجاحك بالامتحان:

(( ...إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَمَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ، فَأَرْسَلَتْ تُقْسِمُ عَلَيْهِ فَقَامَ وَقُمْنَا فَرُفِعَ الصَّبِيُّ إِلَى حِجْرِ أَوْ فِي حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ وَفِي الْقَوْمِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَأُبَيٌّ أَحْسِبُ فَفَاضَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: مَا هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: هَذِهِ رَحْمَةٌ يَضَعُهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ ))

[أحمد عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ]

 أي إذا أردتم رحمتي فارحموا خلقي.

 

رقة القلب دليل الاتصال بالله وقسوة القلب دليل البعد عنه :

 أنا أقول لكم: الويل ثم الويل ثم الويل لمن كان قلبه قاسياً؛ قسوة القلب دليل البعد، ورقة القلب دليل القرب؛ لا تأخذ بالعبادات الصارخة، فالعبرة بالقلب الرحيم، لأن يوم القيامة لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ومن لا يرحم لا يُرحم.
 أنا في حيرة من أمري أرى شخصاً له عبادات، وهو حازم في عباداته، ولكنه ينطوي على قلب من الصخر؛ لو دمر أسرةً ينفذ كلمته، وهو يصلي، ما هذه القسوة التي لا حدود لها؟ وما قيمة هذه العبادات إذا أوصلتك إلى قسوة في القلب؟ رقة القلب دليل الاتصال وقسوة القلب دليل البعد عن الله عز وجل.

(( عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَقَالَ وَكِيعٌ قَالَتْ: قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ وَهُوَ مَيِّتٌ، قَالَتْ: فَرَأَيْتُ دُمُوعَهُ تَسِيلُ عَلَى خَدَّيْهِ يَعْنِي عُثْمَانَ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَيْنَاهُ تُهْرَاقَانِ أَوْ قَالَ: وَهُوَ يَبكِي ))

[أحمد عن عائشة]

محبة النبي لأصحابه و إخلاصه لهم :

 أخواننا الكرام؛ النبي عليه الصلاة والسلام كان أخاً لأصحابه؛ كان أخاً مخلصاً، خصهم بكل الود، أحبهم من كل قلبه.
 يوجد إنسان ذكي له تصرفات مقبولة، ويثنى عليه بها؛ لكن ليس في قلبه حب؛ لكن المصلحة تقتضي أن أزوره؛ والمصلحة تقتضي أن أعزيه؛ والمصلحة تقتضي أن أتعاطف معه؛ هذا التعاطف وهذه المشاركة الكلامية ليس هي المقصودة في الدين؛ كان عليه الصلاة والسلام يحب أصحابه حباً حقيقياً، بادلهم حباً بحبّ، وإخلاصاً بإخلاص، ووفاءً بوفاء، فدخل إلى بيته وهو مسجى على السرير وقد توفي فقبله وهو يبكي.
 وفي رواية أخرى أنه سمع امرأة تقول: هنيئاً لك أبا السائب لقد أكرمك الله، فقال لها: " ومن أدراك أن الله أكرمه؟ قولي: أرجو الله أن يكرمه، وأنا نبي مرسل لا أدري ما يفعل بي ولا بكم".
 أنت حينما تحكم على المستقبل فكأنك تجاوزت قدرك، هذا شأن الله عز وجل، قولي: أرجو الله أن يكرمه؛ لكن لقد أكرمك الله ومن أعلمك أن الله قد أكرمه؟!

 

محاسبة الإنسان على كلامه لا على بكائه :

 و:

(( عَنْ عَبْد ِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: اشْتَكَى سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ شَكْوَى لَهُ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْد ِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمْ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ فِي غَاشِيَةِ أَهْلِهِ فَقَالَ: قَدْ قَضَى قَالُوا لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَبَكَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَأَى الْقَوْمُ بُكَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَوْا فَقَالَ أَلَا تَسْمَعُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُ بِدَمْعِ الْعَيْنِ وَلَا بِحُزْنِ الْقَلْبِ وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ أَوْ يَرْحَمُ وَإِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ وَكَانَ عُمَرُ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ يَضْرِبُ فِيهِ بِالْعَصَا وَيَرْمِي بِالْحِجَارَةِ وَيَحْثِي بِالتُّرَابِ ))

[البخاري عَنْ عَبْد ِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا]

 هنا نقطة مهمة جداً أنت بشر؛ لو أن الله سبحانه وتعالى امتحنك بمصيبة وهذه المصيبة آلمتك؛ الألم لا يلغي صبرك؛ الألم لا يلغي إيمانك، ممكن أن تتألم ألماً شديداً، ممكن أن تحزن وتبكي؛ لكن الله لا يحاسبك على بكائك، ولا على حزنك، ولا على شدة ألمك، ولكن يحاسبك على هذا اللسان.
 رجل له زوجة جيدة جداً توفيت، ولها أخت عمرها يزيد على عمر زوجته بعشرين عاماً وهي باقية؛ فاعترض وقال: كنت خذ تلك يا الله؛ أحياناً يوجد اعتراض، لا يعرف حكمة الله عز وجل وهو بتفكيره المحدود أن هذه زوجته صغيرة، ويجب أن تبقى معه، وتلك كبيرة وليس لها زوج؛ لماذا لم يأخذ تلك؟ هذا من ضعف الإيمان.

(( فَقَالَ أَلَا تَسْمَعُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُ بِدَمْعِ الْعَيْنِ وَلَا بِحُزْنِ الْقَلْبِ وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ أَوْ يَرْحَمُ))

 المؤمن يقول: الحمد لله؛ أعرف رجلاً أصيب بمرض خبيث في أمعائه، يقول لي الطبيب: لم يدخل عليه أحد ليعوده إلا بادره وقال: اشهد أني راض عن الله؛ يا رب لك الحمد؛ ويقولون إن هذا المريض في المستشفى بقي ستة أيام، والمستشفى شعلة من النور؛ والأطباء يتدافعون لخدمته والممرضون كذلك؛ والتسبيح والذكر.. توفاه الله عز وجل، لحكمة بالغة بالغة جاء مريض آخر إلى الغرفة نفسها، لكنه بعيد عن الدين، قال لي: ما ترك نبي إلا وسبه؛ يقرع الجرس لا أحد يلبيه، والغرفة لها رائحة لا تقابل إلى أن مات؛ الله أرى الناس من هو المؤمن، ومن هو غير المؤمن، والمرض واحد، والآلام واحدة.
إنسان يتلقى قضاء الله بالصبر والرضا، ويرى حكمة الله ورحمته، وإنسان يرفضه، فقضية البكاء ليست مشكلة؛ تبكي، تتألم، تحزن، هذا من طبيعة البشر، ولكن يحاسبك الله على هذا اللسان، ماذا تقول؟ هل تعترض؟ والإنسان أحياناً ينطق بكلمة الكفر ولا يدري، ماذا قال الصحابي الذي انتكث قال: لو كان محمداً صادقاً فيما يقول لكنا شراً من الحمر؛ عنده ابن زوجة يحبه حباً جماً، فلما سمع هذه الكلمة قال له: هذه كلمة الكفر، وما كان من أحد من بعد رسول الله أحب إلي منك، والآن تكلمت هذه الكلمة فتدبر أمرك، إني إن ذكرتها فضحتك، وإن سكت خنت الله ورسوله، وتكلم للنبي؛ طفل صغير؛ النبي استدعى هذا الصحابي عندما قال له الطفل هذا الكلام، فقال الصحابي: ما قلت، هذا كذب؛ الصحابة وقعوا في حيرة، هذا الطفل الصغير الذي يغدق عليه زوج أمه من النعم، ويرعاه هل يمكن أن يكون غير صادق؛ فبكى الطفل ودعا الله أن ينزل وحياً من السماء يصدق ما قال؛ ما هي إلا دقائق حتى جاء الوحي وغشيت النبي غاشية، فلما انتهى الوحي قال تعالى:

﴿ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾

[سورة التوبة: 74]

 قال: بل أتوب يا رسول الله، وأنا كذبت وصدق هذا الغلام؛ فجاء النبي عليه الصلاة والسلام وأمسك الغلام من أذنه وقال: صدقت، وفت أذنه، وصدقك الله من فوق سبع سموات.
 فالإنسان لا يحاسب على بكائه هذه طبيعة البشر ولكن يحاسب على كلامه.

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سُخْطِ اللَّهِ لَا يَرَى بِهَا بَأْسًا فَيَهْوِي بِهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ سَبْعِينَ خَرِيفًا ))

[مسند البزار عن أبي هريرة]

حال المؤمن في الجنة حال طيبة يتمنى ألا يحزن أحد عليه :

 إذاً:

(( عَنْ عَبْد ِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: اشْتَكَى سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ شَكْوَى لَهُ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ مَعَ عَبْد ِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمْ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ فِي غَاشِيَةِ أَهْلِهِ فَقَالَ قَدْ قَضَى قَالُوا لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَبَكَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَأَى الْقَوْمُ بُكَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَوْا فَقَالَ: أَلَا تَسْمَعُونَ؟ إِنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُ بِدَمْعِ الْعَيْنِ وَلَا بِحُزْنِ الْقَلْبِ وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ أَوْ يَرْحَمُ، وَإِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ وَكَانَ عُمَرُ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ يَضْرِبُ فِيهِ بِالْعَصَا وَيَرْمِي بِالْحِجَارَةِ وَيَحْثِي بِالتُّرَابِ))

[البخاري عَنْ عَبْد ِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا]

 هذا الحديث يحير ما ذنب الميت؟ رغم موته كلما بكى عليه شخص يعاقب؟ هذا الكلام غير معقول؛ لكن النبي بيّن أن المؤمن وهو في الجنة إذا رأى أهله يبكون عليه بكاءً شديداً يتألم لألمهم؛ هو في حال طيب يتمنى ألا يبكوا.

((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: زَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ فَقَالَ: اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي، فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ ))

[مسلم عَنْ أبي هريرة]

 والقبر فعلاً يذكر بالآخرة.
 الآن أم كلثوم هي زوجة عثمان بن عفان الثانية بعد رقية؛ الاثنتان ابنتا النبي الكريم، رقية وأم كلثوم؛ الأولى ماتت، والثانية ماتت، فقال: لو عندي ثالثة لزوجتها إياك؛ ولم يقل له: أنت قدمك علينا شر؛ هناك أناس جهلة لأن الموت ليس بيده؛ قال: لو عندي بنت ثالثة لزوجتها إياه.

((عَنْ أَنَسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: شَهِدْنَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ عَلَى الْقَبْرِ فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ، فَقَالَ: هَلْ فِيكُمْ مِنْ أَحَدٍ لَمْ يُقَارِفِ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَنَا، قَالَ فَانْزِلْ فِي قَبْرِهَا فَنَزَلَ فِي قَبْرِهَا فَقَبَرَهَا، قَالَ ابْنُ مُبَارَكٍ قَالَ فُلَيْحٌ أُرَاهُ يَعْنِي الذَّنْبَ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ ( لِيَقْتَرِفُوا ) أَيْ لِيَكْتَسِبُوا ))

[البخاري عَنْ أَنَسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ]

 يقارف: أي يقترب من أهله.

 

عدم التردد عند القيام بالأعمال الصالحة :

 تعلمون أن بمعركة مؤتة عين الرسول صلى الله عليه وسلم سيدنا زيد أول قائد، وسيدنا جعفر القائد الثاني، وسيدنا عبد الله بن رواحة القائد الثالث؛ فذهب هذا الجيش، والمعركة طويلة وخطيرة جداً؛ سيدنا زيد قتل، أخذ الراية سيدنا جعفر قتل، سيدنا ابن رواحة تردد قليلاً على ذمة بعض الروايات وكان شاعراً فقال:

يا نفس إلا تقتلي تموتي  هذا حمام الموت قد صليت
إن تفعلي فعلهما رضيـت  وإن توليـــــــــت فـقد شـقيــــت
***

 وأخذ الراية فقاتل حتى قتل، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المدينة: أخذ الراية أخوكم زيد فقاتل بها حتى قتل، وإني لأرى مقامه في الجنة؛ ثم أخذ الراية أخوكم جعفر فقاتل بها حتى قتل، وإني أرى مقامه في الجنة، ثم سكت قليلاً؛ فقلق أصحاب رسول الله على أخيهم عبد الله ؛ قالوا: ما فعل عبد الله؟ قال: ثم أخذها عبد الله وقاتل بها حتى قتل، وإني لأرى في مقامه ازوراراً على صاحبيه.
 مكانته هبطت درجة لأنه تردد؛ وإذا شخص تردد في بذل نفسه للموت يهبط مقامه؛ فكيف الذي ما فكر أن يعمل عملاً صالحاً؟ ما فكر أن يطيع الله عز وجل أين هو؟
 وعندما جاء خبر سيدنا جعفر، وله أولاد، وهذا الخبر صعب جداً، أراد النبي أن يخفف وقع الخبر على أهله، فذهب بنفسه ونقل لهم الخبر؛ زوجته رأت وجهه فيه شيء، فيه خبر غير سار؛ فقلقت أشد القلق قال: لقد استشهد؛ فأطفال سيدنا جعفر بدؤوا يبكون - القصة هنا مغزاها أنه أراد أن يخفف وقع الخبر على أهله فذهب رسول الله بنفسه إلى بيت جعفر وأخبرهم هذا الخبر- سيدنا زيد بن حارثة انطلق رسول الله أيضاً إلى منزله، فلما رأته ابنته جهشت في وجهه؛ أي بكت؛ تقول: جهشت وأجهشت؛ فانتحب النبي عليه الصلاة والسلام أي بكى معها، فقال له بعض أصحابه: ما هذا يا رسول الله؟ فقال: هذا شوق الحبيب إلى حبيبه.
 سيدنا زيد كان عبداً عنده، وابن سيدنا زيد كان حب رسول الله؛ شيء يحير عبد وأسامة ابن عبده؛ كان يحبه حباً لا حدود له.

 

البكاء أو التظاهر به عند قراءة القرآن :

 وكان عليه الصلاة والسلام فيما تروي عائشة إذا اشتد وجده أكثر مس لحيته:

((عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْرَأْ عَلَيَّ؟ قُلْتُ: آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَال:َ فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى بَلَغْتُ ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ) قَالَ: أَمْسِكْ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ ))

[البخاري عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ]

 أي ينبغي على الإنسان أن يبكي، وإذا لم يبك عليه أن يتباكى.

((عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي صَدْرِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الْمِرْجَلِ مِنَ الْبُكَاءِ قَالَ عَبْد اللَّهِ لَمْ يَقُلْ مِنَ الْبُكَاءِ إِلَّا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ))

[أحمد عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ]

((عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ وَقُمْنَا مَعَهُ فَأَطَالَ الْقِيَامَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ لَيْسَ بِرَاكِعٍ ثُمَّ رَكَعَ فَلَمْ يَكَدْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ ثُمَّ رَفَعَ فَلَمْ يَكَدْ يَسْجُدُ ثُمَّ سَجَدَ فَلَمْ يَكَدْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ ثُمَّ جَلَسَ فَلَمْ يَكَدْ يَسْجُدُ ثُمَّ سَجَدَ فَلَمْ يَكَدْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ كَمَا فَعَلَ فِي الْأُولَى وَجَعَلَ يَنْفُخُ فِي الْأَرْضِ وَيَبْكِي وَهُوَ سَاجِدٌ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ وَجَعَلَ يَقُولُ: رَبِّ لِمَ تُعَذِّبُهُمْ وَأَنَا فِيهِمْ؟ رَبِّ لِمَ تُعَذِّبُنَا وَنَحْنُ نَسْتَغْفِرُكَ؟ فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ وَقَضَى صَلَاتَهُ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِذَا كَسَفَ أَحَدُهُمَا فَافْزَعُوا إِلَى الْمَسَاجِدِ ))

[أحمد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو]

النبي الكريم أشدّ الناس ثقة بالله عز وجل :

(( عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ حَدَّثَنِي سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ ح و حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَاللَّفْظُ لَهُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ الْحَنَفِيُّ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ ابْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ هُوَ سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ وَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ))

[مسلم عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ]

 سؤال: أيهما أشد ثقة بالله عز وجل النبي الكريم أم سيدنا الصديق؟ العلماء قالوا: سيدنا رسول الله دعا هذا الدعاء بلهفة خوف؛ خوف أن يكون هناك تقصير من جهته بالإعداد، لأن الله عز وجل قال:

﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾

[سورة الأنفال : 60]

 وعندما الإنسان يقصر ينبغي أن يقلق على إنجاز وعد الله له؛ سيدنا الصديق يراه رسول الله، وهو سيد الخلق فكان مطمئناً؛ فالنبي عليه الصلاة والسلام خاف أن يكون في المستوى الذي يقل عن الإعداد الصحيح.

 

من ازداد خوفه من الله ازداد قرباً منه :

 عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: " شيبتني هود وأخواتها" أي هود والسور التي حولها لقول الله عز وجل:

﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾

[سورة هود :112]

 فالإنسان كلما ازداد خوفه ازداد قرباً من الله عز وجل، وكلما نبض قلبه بالرحمة كان هذا دليل قربه من الله.

 

تحميل النص

إخفاء الصور