وضع داكن
29-03-2024
Logo
دروس جامع الأحمدي - الدرس : 096 - بيان كثرة طرق الخير 1- الأعمال الصالحة التي تستمر بعد الموت.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

ما هما الشيئان الأساسيان في حياة الإنسان؟ :

 أيها الأخوة الكرام:
 شيئان أساسيان في حياة الإنسان: أن يؤمن بالله, وأن يعمل صالحاً, حينما تؤمن بالله الإيمان الكافي, إبليس آمن بالله. قال:

﴿خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾

[سورة الأعراف الآية:12]

 ما معنى ذلك: أنه من آمن بالله خالقاً, ثم قال:

﴿فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾

[سورة ص الآية:81]

 آمن بالرب, وآمن بأنه عزيز, هذه صاروا ثلاثة. وقال:

﴿أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾

[سورة الأعراف الآية:14]

 آمن باليوم الآخر, هو إبليس.

قف عند هذا الكلام :

 كلام دقيق أقوله لكم.
 العلماء قالوا: هناك توحيد الربوبية, وتوحيد الألوهية.
 حينما تؤمن أن لهذا الكون خالقاً واحداً, ورباً واحداً, ومسيراً واحداً, وأن في هذا الكون نظاماً يدل على منظم, وتسييراً يدل على مسير, وحكمة تدل على حكيم, هذا كله, وأن الله واحد في ذاته, وواحد في صفاته, وواحد في أفعاله, هذا كله اسمه توحيد الربوبية, لو آمنت بهذا كله لا تنجو, بقي عليك توحيد الألوهية: أن تأتي أفعالك مطابقة لمنهج الله.
 يعني في إيمان بالله, وفي طاعة له, هذا المعنى موضح في الآية الكريمة:

﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ﴾

[سورة فصلت الآية:6]

هذا ملخص القرآن :

 الآن: ربنا عز وجل سيلخص القرآن كله:

﴿يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾

[سورة فصلت الآية:6]

 هذا توحيد الربوبية.

ما هو المطلوب منك؟ :

﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾

[سورة الكهف الآية:110]

 المعرفة شيء, والحركة وفق المعرفة شيء آخر, أن يكون اعتقادك صحيحاً شيء, وأن يأتي فعلك مطابقاً لاعتقادك شيء آخر؛ فإذا آمنت بالله مربياً, مسيراً, واحداً في ذاته, واحداً في صفاته, واحداً في أفعاله, ولم تطعه, هذا الإيمان لا ينجي, سماه بعض العلماء: إيمان إبليسي, لأن إبليس قال له:

﴿فَبِعِزَّتِكَ﴾

[سورة ص الآية:81]

 آمن بالله رباً, وآمن به عزيزاً, وآمن به خالقاً, وآمن باليوم الآخر, ومع ذلك إبليس.
 إذاً: بحاجة إلى أن نؤمن, بل إلى أن تأتي أفعالنا وفق ما نؤمن, هذا المطلوب, فبعد أن تؤمن الإيمان الكافي, الذي يحملك على طاعة الله, ما هو أهم عمل في حياتك هنا؟.
 التجارة ما أهم شيء فيها؟ الربح, ما لم تربح: لا قيمة لهذه التجارة, الجامعة أهم شيء فيها النجاح, الدين أهم شيء فيه التطبيق, فالإيمان الذي لا يحملك على طاعة الله لا قيمة له.

ما الذي ينجي المسلمون؟ :

 العالم الإسلامي, يعد مليار ومئتي مليون, طبعاً كلهم يعتقد: أن الله خالق الكون, ويعتقد: أن رسول الله هو رسول الله, وأن القرآن كلام الله, وأن الجنة حق, والنار حق, ومع ذلك هان أمر الله عليهم, فهانوا على الله, ما الذي ينجي المسلمون؟ أن تأتي أعمالهم وفق منهج ربهم, هذا الشيء الأساسي.

ما الذي يحمل العبد على طاعة الله بعد الإيمان؟ :

 فبعد أن تؤمن الإيمان الذي يحملك على طاعة الله, يجب أن تعلم أن هذه الحياة الدنيا, ما هو أهم شيء فيها؟ العمل الصالح, طالبني بالدليل, الدليل: أن الإنسان حينما يأتيه ملك الموت يقول:

﴿رَبِّ ارْجِعُونِ﴾

[سورة المؤمنون الآية:99]

﴿لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً﴾

[سورة المؤمنون الآية:100]

قف هنا :

 إنسان ذهب لفرنسا, لبريطانيا, لأمريكا, ينال دكتوراه, كم خيار أمامه؟ مساء في ملهى, في سينما, في نادي ليلي, في حديقة عامة, في مكتبة, في مسرح, في تنزه بالطرقات, في شراء حاجيات, في استلقاء بالفراش, وفي دراسة, لأنه أتى إلى هذه البلدة لينال الدكتوراه, الشيء الذي لا ثاني له في هذا المكان: هو أن يدرس.
 صدقوني -أيها الأخوة- وأنت بعد أن تعرف الله, وبعد أن تؤمن به, الإيمان الذي يحملك على طاعته, في شيء وحيد بحياتنا لا ثاني له: هو أن تعمل عملاً صالحاً يكون زادك يوم القيامة, أن تعمل عملاً صالحاً يصلح للعرض على الله, أن تعمل عملاً صالحاً يكون ثمناً للجنة فقط. أكبر دليل:
 الإنسان حينما يأتيه ملك الموت, لا يندم على شيء فاته من الدنيا إلا العمل الصالح, هل سمعتم إنسان على فراش الموت, قال له: يا رب حتى البضاعة تنتهي من الجمارك, لا أحد يقولها, يا رب حتى أنهي صب السقف, بقي صب السقف, أبداً.
 الدنيا تسقط بمالها, وبيوتها, وبساتينها, وملاذِّها, وفتنها, يبقى العمل الصالح.

من الأعمال الصالحة التي تستمر بعد الموت :

 نحن أحياء الآن, نحن أحياء, والأعمال أمامنا موفورة, الآن: العمل الصالح الذي خلقنا من أجله, خلقنا في هذه الدنيا لنعمل عملاً صالحاً, يؤهلنا لدخول الجنة, هذا العمل متنوع جداً, أعظم عمل على الإطلاق: أن تستطيع هداية إنسان, إن هذا العمل لا ينتهي بالموت, لا ينتهي لا بموته, ولا بموتك.
 الآن: أطعم فقيراً, شبع, قال لك: يجزيك الله خيراً, في اليوم الثاني جاع ثانية, الوجبة انتهت, أكلها.
 أعطني خمسة آلاف, صرفهم, عالج مريضاً, طاب انتهى, كل أعمالك الصالحة تنتهي عند الموت, إلا إذا كنت سبباً في هداية إنسان.

((يا علي, لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً, خير لك مما طلعت عليه الشمس, وخير لك من حمر النعم, وخير لك من الدنيا وما فيها))

 أعظم عمل: هو الذي يستمر بعد الموت.
 قد يقول أحدكم: يا أخي, والله أنا لا أعرف أتكلم, هذا الكلام للعلماء, حسناً: إذا أنت ربيت ابناً عالماً, كل أعماله في صحيفتك, إذا تبنيت داعية؛ طالب علم أفريقي, تركي, اعتنيت به, وأنفقت عليه, كل دعوته عندما يرجع لبلده في صحيفتك, إذا لا يوجد عندك إمكان تتكلم, أخذت مئة شريك, وزعتهم بين أقربائك, حتى اشتاقوا للجامع, التزموا, استقاموا, كلهم في صحيفتك.
 أعظم عمل هو الهداية؛ لأنه لا ينتهي بموت صاحبه, ولا يموت المهتدي.

صدق من قال هذا القول :

 لما قالوا: لك أب أنجبك, ولك أب زوجك, ولك أب دلك على الله؛ الأب الذي أنجبك ينتهي فضله عند الموت, والأب الذي زوجك يبدأ فضله من يوم العرس إلى يوم الفراق؛ إما أن تفارقها, وإما أن تفارقك, هل يوجد شيء غيره؟ وأما الأب الذي دلك على الله, يبدأ فضله من يوم اهتديت إلى الله, ويستمر إلى أبد الآبدين؛ منحك السعادة الأبدية, منحك الهدى, فحينما تعلم أنك مخلوق للعمل الصالح, لا يعلو شيء على عمل صالح.

نقطة مهمة :

 في نقطة مهمة: هذا العمل الصالح يُقيَّم باتساع رقعته, وامتداد أثره, وامتداد أمده, وعمق أثره, والنية التي وراءه, أربعة عوامل تقيِّم العمل الصالح.
 في عمل صالح لا يزيد عن نطاق الأسرة, جيد, اعتنى بأولاده؛ لكن في عمل صالح, اعتنى بأولاده, وأولاد أخواته, وبنات أخواته, هنا, في إنسان اهتدى على يده مئة شخص, إنسان ألف, في إنسان -وهو سيد الأنام-, كل المسلمين من بعثته وإلى يوم القيامة في صحيفته, أبداً, هذا عمل.
 الذي فتح مصر, الذي فتح أفريقيا, الذي فتح الصين, مئتا مليون مسلم يوجد في الصين , مئتا مليون.
 فلذلك: العمل الصالح أعلى شيء فيه: الدعوة إلى الله, والدليل: يقول الله عز وجل:

﴿وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً﴾

[سورة الفرقان الآية:52]

 ثاني شيء: اتساع رقعته, ثالث شيء: اعتنيت بإنسان, مشى معك شهرين, بعد ذلك انتكس, قصيرة, أما اعتنيت بإنسان, استقام, وبقي مستقيماً, وتزوج امرأة صالحة, وأنجب ذرية مؤمنة, فامتداد الأمد, اتساع الرقعة, وامتداد الأمد, وعمق التأثير في إنسان ملتزم أقصى التزام, يحاسب نفسه على النظرة, على الكلمة, في إنسان ترك الكبائر نعمة, ويصلي, أما في إنسان يحاسب نفسه على الخاطر, وعلى النظرة, وعلى الكلمة, هذا التأثير في عميق جداً.

الإيمان يحتاج إلى حركة :

 أيها الأخوة, لا تصدق إنساناً عرف الله عز وجل يبقى ساكتاً, هذا الإيمان عجيب؛ إن استقر في قلب المؤمن, عبر عن وجوده بحركة نحو الآخرين, إنسان ساكت لا يوجد. فالمؤمن همه ........
 سيدنا عمر طعن أثناء الصلاة, وقع في غيبوبة, فلما أفاق -إنسان مطعون, ماذا يريد أن يقول؟- قال: صلى المسلمون الفجر.
 سأل عن صلاة الفجر: صلوها؟ هذا همه الأول.

((من أصبح وأكبر همه الدنيا, جعل الله فقره بين عينيه, وشتت عليه شمله, ولم يؤته من الدنيا إلا ما قُدر له, ومن أصبح وأكبر همه الآخرة, جعل الله غناه في قلبه, وجمع عليه شمله, وأتته الدنيا وهي راغمة))

محور الدرس :

 محور الدرس: بعد أن تعرف الله المعرفة التي تحملك على طاعته, لا شيء في حياتك على الإطلاق يعلو على العمل الصالح؛ لأنه سر وجودك, ولأنه غاية وجودك, ولأنه ثمن الآخرة, ولأنه ثمن الجنة, وكلما كان متعلقاً بهداية الآخرين, كان أمده إلى يوم القيامة, بل إلى أبد الآبدين. بالمناسبة: أعظم عمل صالح على الإطلاق: هو الذي يستمر بعد موت صاحبه.

هذا ما سمعته من لبنان :

 كنت في لبنان من أسبوع, في إذاعة لدار الفتوى, سمعت شريطاً لعالم توفي, والله شيء جميل, هو تحت الأرض, وصوته يدعو إلى الله, أنا أعتقد: ممكن لمئة سنة قادمة, لألف سنة قادمة: تُذاع أشرطته, هذا شيء عظيم, ويوجد بالمقابل مغن, هو الآن تحت أطباق الثرى, ودائماً: أغانيه التي تُهيج الجنس في كل مكان, وفي كل إذاعة؛ فالغناء مستمر, والقرآن مستمر, أعظم الأعمال على الإطلاق: هي الأعمال التي تستمر بعد موت صاحبها, وأخطر الأعمال على الإطلاق: هي الأعمال التي تستمر بعد موت صاحبها.

ماذا تستنبط؟ :

 أنا مرة قلت لكم: دعينا لافتتاح مسجد في الصبورة, لفت نظري: أن الذي عمر المسجد يعني تألقه عجيب, يرى مسجداً ضخماً, بناه كاملاً, لم يتلق من أحد قرشاً, ودعا العلماء على غداء, وأُلقيت كلمات بمناسبة افتتاح هذا المسجد, وانتهى الاحتفال, واتجهت إلى الشام, خرجت من هذا المكان إلى الطريق العام, فإذا على المقابل ملهى, ملهى أنشأه صاحبه, وجعل فيه كل الموبقات, كل الموبقات المحرمة, ومات بعد افتتاحه بأسبوع, أو فطس بعد اقتتاحه بأسبوع.
 قلت: سبحان الله! على الضفة اليسرى جامع, والضفة اليمنى ملهى, بعد حين صاحب الملهى مات, وصاحب المسجد مات, وبقي العمل الصالح إلى أبد الآبدين.

فاعل الخير خير من الخير :

 في كلمة عن سيدنا علي قال: فاعل الخير خير من الخير.
 -إنسان أسس مستشفى لوجه الله, والمعالجة مجانية, هذه إلى متى؟ تنتهي يوم القيامة, قامت الساعة, وانتهى كل شيء, لم يعد في مستشفى, انتهى هذا العمل عند قيام الساعة, لكن الذي أنشأ هذه المستشفى لوجه الله, يسعد بهذا العمل إلى أبد الآبدين, أليس كذلك؟.
 إذاً: فاعل الخير خير من الخير.

وفاعل الشر شر من الشر :

 الذي ألقى قنبلة على هيروشيما, وقتل ثلاثمئة ألف إنسان في ثانية, القصة هذه من كم سنة؟ حسناً: لبعد عشرين سنة ثانية, لو ما ألقيت, كانوا -جميعاً- ميتين, وحكماً لبعد عشرين سنة, كل إنسان مات بالقنبلة, لا بد من أن يموت حكماً بعد فترة, يعني الشر انتهى, لكن الذي ألقى هذه القنبلة, أو الذي أمر بإلقائها, يشقى بهذا العمل إلى أبد الآبدين-.
 وفاعل الشر شر من الشر.
 الشر ينتهي عند قيام الساعة, والخير ينتهي عند قيام الساعة, أما الذي فعل الخير: يسعد بهذا الخير إلى يوم القيامة, والذي فعل الشر: يشقى بهذا الشر إلى أبد الآبدين.

ما الذي يدفعك إلى العمل الصالح؟ :

 أخواننا الكرام, نحن الباب اليوم: بيان كثرة طرق الخير, العمل الصالح أعلى شيء فيه: الهداية, أخطر شيء فيه: أن يستمر بعد موت صاحبه, أن يطول أمده, أن تتسع رقعته, أن يعمق أثره, أن يكون خالصاً لوجه الله, الآن: ما الذي يدفعك إلى العمل الصالح؟.
 إذا أنت زرت مريض, وأخذت معك هدية, ماذا تفعل؟ تضع بطاقة: هذه بالشفاء العاجل, إن شاء الله من فلان, لماذا؟ تخاف أن يأخذها ابنه منك, ولا يبلغه, راح ثمنها سدى, فيجب أن تعلمه, لو تقول له: ليكون أنا أخفيت لك الثريا, إن شاء الله تعجبك, أنت ليس همك تعلمه, تقول له: أنا أرسلك لك هدية.
 فالذي يفعل الخير, يجب أن يعرف الطرف الآخر: أنه فعله, الله طمأنك, قال لك:

 

﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾

[سورة البقرة الآية:215]

 في حاجة للرخامة؟ أنشأ هذه المئذنة المحسن الكبير, لا يوجد حل, يوجد شخص إذا لا تضع رخام, لا يعطيك شيء, يريد رخامة أول, تضع رخامة؟ نعم أضع, هل تنتهي منه؟:

 

﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾

[سورة البقرة الآية:215]

 حسناً: إذاً: أحد أكبر الدوافع: العمل الصالح, لأن الله يعلم؛ لا تحتاج إلى وصل, ولا حلف يمين, ولا بيان, ولا رخامة, ولا شيء.

من بواعث الإنفاق في سبيل الله :

 طيب في شي ثان: الله يعلم وسيعوض:

﴿وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾

[سورة البقرة الآية:272]

 أبداً:

﴿وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾

[سورة البقرة الآية:272]

 هاتان الآيتان يعلم وسيكافىء: أكبر باعثين للإنفاق؛ أنه يعلم, وأنه سوف يكافىء:

﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ﴾

[سورة البقرة الآية:197]

 آية ثانية:

﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ﴾

[سورة الزلزلة الآية:7]

﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا﴾

[سورة فصلت الآية:46]

ما معنى هذا الحديث؟ :

 يقول عليه الصلاة والسلام:

((لا تحقِرَنَّ مِنَ المعروف شيئاً، ولو أنْ تَلْقَى أخاك بوجْهٍ طَلقٍ))

[أخرجه مسلم في الصحيح, والترمذي في سننه]

 ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق, هذا عمل صالح.
 الآن: بالبيت في عمل صالح؛ تكون أباً راقياً عمل صالح, تكون ابناً باراً عمل صالح, تكون الزوجة امرأة صالحة عمل صالح, تكون أخاً رحيماً عمل صالح, تكون جاراً طيباً عمل صالح, تكون بائعاً مستقيماً.

لم التاجر الصدوق مع النبيين؟ :

 أنا حديث حيرني:

((التاجر الصدوق مع النبيين))

 معقول! حسناً: ماذا عمل؟ باع, واشترى, وربح, ومع النبيين, والله كبير عليه الحديث, لا ليس كبيراً, التاجر الصدوق دعا إلى الله بمعاملته؛ داعية, صادق, أمين, لا يكذب, لا يحتال.

من صفات التجار الصالحين :

((إن أطيب الكسب كسب التجار -ورد في الأثر-؛ الذين إذا حدثوا لم يكذبوا, وإذا ائتمنوا لم يخونوا, وإذا وعدوا لم يخلفوا, وإذا اشتروا لم يذموا, وإذا باعوا لم يطروا, وإذا كان لهم لم يُعسِّروا, وإذا كان عليهم لم يماطلوا))

 سبع صفات؛ فلما الإنسان يكون مستقيماً, صار تاجراً داعية.

اتجاه لطيف :

 يوجد في الأزهر -الآن بمصر- اتجاهاً لطيفاً؛ في كلية طب بالأزهر, كلية علوم, كلية هندسة, يعني نريد أن نرسل للبلاد الأخرى طبيباً داعية, مهندساً داعية, أستاذ علوم داعية.
 فالتاجر الصدوق مع النبيين إلى يوم القيامة, والصديقين, التاجر داعية بمعاملته الطيبة, وأخلاقه الحسنة.
 هذا التاجر: ما قولكم تفسيرها؟.
 تِ: تقي, والألف: أمين, والجيم: ......, والراء: رؤوف, هذه سابقاً, أما الآن ..... سابقاً.
 إنسان إذا كان ذكر الأزهر, يقول: الأزهر الشريف سابقاً, المؤمن هكذا, التاجر: داعية إلى الله باستقامته.

((لا تحقِرَنَّ مِنَ المعروف شيئاً، ولو أنْ تَلْقَى أخاك بوجْهٍ طَلقٍ))

[أخرجه مسلم في الصحيح, والترمذي في سننه]

الحديث الأخير :

 آخر حديث:

((الإيمان بضع وسبعون شعبة))

 زاد في رواية: وأفضلها قول لا إله إلا الله, وأدناها إماطة الأذى عن الطريق))

 

إذا الإنسان أزاح قشرة موزة في الطريق, هذا عمل صالح.

((الحياء شعبة من الإيمان))

[أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح, وأبو داود والترمذي والنسائي في سننهم]

دعاء الختام :

 بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 اللهم أعطنا ولا تحرمنا, أكرمنا ولا تهنا, آثرنا ولا تؤثر علينا, أرضنا وارض عنا. وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور