وضع داكن
24-04-2024
Logo
دروس جامع الأحمدي - الدرس : 100 - مقالة عن أمريكا.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

أصغ السمع لهذه المقالة :

 أيها الأخوة, عقب سفرة طويلة في أمريكا, كتبت صبيحة البارحة ما يشبه قصة, مقالة قصصية, هذا اسمها بالأدب مقالة قصصية, رمزية, ولكم أن تفهموا منها كل شيء, وفيها إجابة عن أي سؤال, هذه المقالة القصصية أساسها:
 أن رجلاً عنده عشرة أولاد, مختلفون من حيث الذكاء والمحدودية, ومن حيث الطيب والخبث, ومن حيث الالتزام وعدمه, ولكل ولد من أولاده ذرية من الذكور والإناث, –عنده عشرة أولاد, وكل ولد عنده ذرية-, أراد هذا الأب أن يعطي أولاده من أمواله ليمتحنهم, وليرى مدى التزامهم بتوجيهاته, فأعطاهم من أمواله بشكل متساو, كماً مختلف نوعاً, –يعني أعطى ولد بيتاً, أرضاً, محلاً تجارياً, مالاً سائلاً, سيارة, إلى آخره .......

 

من أبرز شخصيات هذه المقالة :

 أيها الأخوة- لكن واحداً من أولاده: يتمتع بذكاء متقد, وبقدر ذكائه المتقد: يتصف بالخبث الشديد, وبقدر خبثه الشديد: ينطوي على أنانية مفرطة, وحب للذات, –ذكي, على خبيث, على أناني-, وعنده قدرة أخرى: وهي أنه يتمتع بقدرة عجيبة, على أن يظهر أمام الآخرين بأعلى مظهر أخلاقي, علمي, حضاري, –ذكي, على خبيث, على أناني, على قدرة على النفاق عالية جداً-, ومن أجل أن يوفر هذا الابن لأسرته حياة رغيدة, ناعمة, مستقرة, لا توفرها له أمواله التي أخذها عن أبيه, ولا الأموال التي يمكن أن يحصلها بكده وعرق جبينه, بدأ بالعدوان على أموال أخوته بشكل مقُنَّع تارة, ومكشوف تارة أخرى بحسب الظروف المحيطة به؛ فتارة يُغريهم أن يستثمر أموالهم في محله التجاري, فيحجزها عنده, ويعطيهم من أرباحها النذر القليل, وتارة يبيعهم حاجات يزينها لهم, ويوهمهم أنه في أشد الحاجة إليهم بأغلى الأثمان, ثم ﺇنه يشتري ما عندهم من مواد, هو في أمس الحاجة إليها بأبخس الأثمان, –إذا باعهم بأعلى سعر, وإذا اشترى منهم بأبخس ثمن-, وتارة يدعي أنه يدافع عن أخوته ضد أخطار موهومة, ويتقاضى عن دفاعه هذا أكرم أموالهم, وكلما تردد أخوته في دفع ما يطالبهم به نظير دفاعه عنهم, يغري بعض أعوانه -وما أكثرهم- بتهديدهم, وتخويفهم.

 

 

أسلوب فيه مكر وخديعة :

 وفي نهاية المطاف, وبعد أن تمكن من إزاحة منافس له على الساحة, كشر عن أنيابه, وأزاح القناع عن وجهه, واغتصب معظم أموال أخواته, ولم يبق لهم إلا النذر القليل, وجعلهم يعيشون في فقر مدقع, وفي اضطراب مهلع, والذي أعانه على ذلك: أن أخوته مختلفون فيما بينهم, بل إن بعضهم حريص على حسن العلاقة معه, لذلك يتفضل عليه ببعض الفتات الذي هو جزء من ماله المغتصب, ومع كل الحرص الذي يبدو من بعضهم على حسن العلاقة معه, لم يحصلوا منه شيئاً, بل فقدوا كل شيء, وهكذا بنى مجده على أنقاضهم, وغناه على فقرهم, وأمنه على تخويفهم.

 

 

الحال الذي توصل إليه هذا الأخ الخبيث :

 -أيها الأخوة- ثم إن هذا الأخ الخبيث اغتصب أرضاً واسعة الأرجاء, كثيرة الخيرات, وطرد أهلها وشردهم, وبنى عليها بيتاً عظيم البنيان, واسع الأبهاء, فاخر الأثاث, زوده بكل الوسائل المريحة, والأجهزة العصرية, وألحق به حديقة غناء, فيها ما لذ وطاب, وجعل لكل ولد من أولاده جناحاً في هذا البيت, ومنحه مركبة, وكل وسائل الحضارة, ومنجزات العصر, ولكن مولعاً باقتناء الكلاب, وبدافع من إنسانيته, ورحمته بالحيوان: أجرى لأحد كلابه عملية جراحية في قلبه, كلفته مبالغ طائلة, وبدل لكلب مفصلاً في ركبته, أيضاً: كلفته مبالغ طائلة, وأصلح لكلب آخر أسنانه, وبحث عن طبيب نفسي يعالج بعض كلابه من كآبة ألمت به –نعم-, وكان يُطعم كلابه من اللحم في اليوم ما لا يستطيع أولاد أخوته أن يأكلوه في شهر, –الكلاب من اللحم, ما لا يستطيع أولاد أخوته أن يأكلوه في شهر- مجتمعين, فأولاد أخوته يعانون من فقر الدم, وهشاشة العظام, لأن غذاءهم من النوع الرخيص, وأن أخاً له في أمس الحاجة إلى عمل جراحي, امتنع عن مساعداتهم, وتفريج كربتهم, ثم إنه اشترى أرضاً, وجعلها مقبرة لبعض كلابه, الذين ماتوا من شدة العناية بهم.
 -طبعاً: كل كلمة تعني شيء, أنا رأيت بعيني, كيف تجرى عملية قلب لكلب, أربعة أطباء يرتدون أخضر, وأجهزة, ومستشفيات, والعملية لكلب, ومئات الألوف كل عام يموتون من الجوع.

 

 

هذه هي حضارة أمريكا :

 بلغني من طبيب عظام: أنه تُجرى عمليات تبديل مفصل كلفتها خمسة آلاف دولار, العملية لكلب.
 بلغني أن أطباء للأسنان مختصون بالكلاب, من أجل إصلاح أسنانهم, ثم إن هناك أطباء نفسيون: لمعالجة الكآبة التي تصيب بعض الكلاب.
 وحدثني أخ -ما من كلمة في هذه الرسالة, إلا وأساسها واقعي-, وحدثني أخ أنه دخل إلى حديقة غناء, تأخذ بالألباب, ثم علم بعد حين: أنها مقبرة للكلاب, وحكموا على إنسان قتل كلباً , حكموا عليه بخمس وعشرين سنة سجناً, قتل كلباً طبعاً, لأنه يوجد عنده رحمة في قلبه, وعنده دافع إنساني شديد, أما هؤلاء الملايين المملينة, الذين يموتون من الجوع, والمقهورون بأفعاله السيئة, هذه ليست مشكلة, المشكلة: أن هذا الكلب .....
 حدثني أخ كان في أمريكا, دخل إلى سوق من أكبر الأسواق, فوجد في حاجات لا تصدق؛ أنواع الطعام, أنواع اللحوم, فحمل بالسلة الشيء الكثير, وفي أثناء المحاسبة, سألته الموظفة: عندك كلب؟ قال: لا, قالت: أرجعه كله, هذا الجناح كله للكلاب.

 

 

هذه هي مدينة سان فرانسيسكو :

 زرت مدينة من أجمل مدن أمريكا سان فرانسيسكو, خمسة وسبعون بالمئة من سكانها شاذون, خمسة وسبعون, وهناك عقود زواج تجري في الكنائس بين رجل ورجل, وبين امرأة وامرأة, ولم ألمح طفلاً واحداً في هذه المدينة, طبعاً: لا يوجد إنجاب؛ ذكور مع ذكور, وإناث مع إناث. يعني الله عز وجل قال:

 

﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ﴾

[سورة الأنعام الآية:44]

إليكم هذا المظهر الجديد الذي جاء به هذا الأخ الخبيث :

 فهذا الأخ الخبيث, يُطعم أولاده من اللحم في اليوم, ما لا يستطيع أولاد أخوته أن يأكلوه مجتمعين في الشهر, مع هذا الغنى الفاحش, صار هذا الأخ ناعم الملمس, حسن المظهر, لطيف العبارة, مخملي المعاشرة, يتأنق في مظهره, يتقيد بمواعيده, يحرص على صحته وصحة أولاده, هيأ لأولاده الملاعب, واشترى لهم الأجهزة, ورفعاً لمعنوياتهم, وتثبيتاً لمكانتهم: سمح لهم أن يفتقدوه, وكان يستشيرهم في كل صغيرة وكبيرة, وأوهمتهم أنهم أفضل الناس بسبب ذكائهم المفرط, وعملهم الدؤوب, ومعيشتهم الناعمة, وأخفى عنهم السبب الحقيقي الذي هم فيه, وكان إذا التقى بأخوته, وجه لهم نقداً لاذعاً, قال لهم: أنتم عنيفون في طباعكم, خشنون في مظهركم, متخاصمون فيما بينكم, لا تعتنون ببيوتكم, ولا تحسنون اختيار ألوان ثيابكم, ولا تتقيدون بمواعيدكم, ولا تتقنون أعمالكم, وأنتم تتمسكون بقيم ومبادىء, هي سبب فقركم وكلفكم, –صار ناعماً بعد ما أكل أموال أخوته كلهم, وجعلهم فقراء, ويسكنون في بيوت صغيرة, يحاسب على الخاطرة, يحاسب على التقصير.

 

محور هذا المقال القصصي :

 يا أيها الأخوة, الإنسان الذي يتمتع بنظرة ثاقبة, وعاطفة عميقة, أساسها مبدأ صحيح, وقيم عالية, يُقيمه تقييماً, والرجل الذي يتصف بنظر قاصر, وعاطفة سطحية, وتحكمه المصالح لا القيم, يقيمه تقييماً آخر.
 أنا قلت في الخطبة البارحة: قل لي: كيف تقيم هذا الرجل, أقل لك: من أنت, فمن هوي الكفرة حشر معهم, ولا ينفعه عمله شيئاً:

 

﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ﴾

[سورة الأنعام الآية:44]

﴿لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ﴾

[سورة آل عمران الآية:196]

﴿مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾

[سورة آل عمران الآية:197]

 هذا كله من كتاب الله عز وجل:

﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾

[سورة إبراهيم الآية:42]

 فالذي يتصف بنظرة ثاقبة, وعاطفة عميقة, أساسها مبدأ صحيح, وقيم عالية, يقيمه تقييماً, والرجل الذي يتصف بنظر قاصر, وعاطفة سطحية, وتحكمه المصالح والقيم, نقيمه تقييماً آخر.
 فقل لي: كيف تقيم هذا الرجل -محور هذا المقال القصصي- أقل لك من أنت-.
 لكن الآن يسجل كل أبنائه؛ كل حركاتهم, وسكناتهم, وفي أية لحظة يراها مناسبة, يأخذ من أولاده كل شيء, ويحاسبهم عن كل شيء, ويجزي كلاً منهم بحسب عمله.

 

الحظوظ في الدنيا توزع توزيع ابتلاء ثم توزع في الآخرة توزيع جزاء :

 في نقطة مهمة جداً في الدرس: أن الحظوظ في الدنيا توزع توزيع ابتلاء؛ أنت مبتلى فيما أعطاك, مبتلى فيما منعك, ثم توزع في الآخرة توزيع جزاء, التوزيع الدنيوي لا قيمة له, لأنه توزيع ابتلاء.
 فالله عز وجل: قد يمتحنك بالغنى, وقد يمتحنك بالفقر, وقد يمتحنك بالقوة, وقد يمتحنك بالضعف, وقد يمتحنك بالصحة, وقد يمتحنك بالمرض, وقد يمتحنك بالأمن, ويمتحنك بالخوف, ولكن هذه الحظوظ في الآخرة: توزع توزيع جزاء إلى الأبد.

 

 

مراتب الدنيا لا تعني شيئاً لكن مراتب الآخرة تعني كل شيء :

 قال تعالى:

 

﴿انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً﴾

[سورة الإسراء الآية:21]

 توازن بيت مساحته ستون متراً تحت الأرض؛ شمالي, رطوبة, مع بيت مساحته ثمانمئة متر بأرقى أحياء دمشق, له إطلالة جميلة. الله قال:

﴿انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾

[سورة الإسراء الآية:21]

 توازن مجند ببلوكوس, في الشتاء مغطى بالماء البارد وبين أعلى منصب بالجيش, توازن بين ممرض مهمته تنظيف المرض وبين أعلى طبيب, توازن بين بائع متجول مع رئيس غرفة تجارة:

﴿انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً﴾

[سورة الإسراء الآية:21]

 مراتب الدنيا لا تعني شيئاً.

((رب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب, لو أقسم على الله لأبره))

 لكن مراتب الآخرة تعني كل شيء؛ لأنها أبدية, ولأنها جزاء عمل, لأن الله عز وجل يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب؛ أعطاها لفرعون وهو لا يحبه, أعطاها لقارون وهو لا يحبه, ولكن الآخرة لا يعطيها إلا لمن يحب, بل إنه في الدنيا, إن الله يعطي الصحة, والذكاء, والمال, والجمال للكثيرين من خلقه, يعطي السكينة بقدر لأصفيائه المؤمنين.

 

أخطر شيء في الحياة :

 أيها الأخوة, أخطر شيء في الحياة: أن يعيش الإنسان بلا مبدأ, وبلا هدف, لا يوجد مبدأ يحكمه, ولا توجد قيمة تضبطه, ولا يوجد هدف يسعى إليه.
 يعني إنسان يتمتع بكل شيء, لكن له نفسية تدعو إلى التقيؤ, لأنه من شدة الترف صار متكبراً, ومن شدة الترف صار لا يعجبه شيء, ليس له هدف, وليس له عمل, ولا يسعى إلى شيء, ولا يرجو شيء.
 يعني مثل بسيط: إذا الإنسان في أيام الحر الشديدة, عبأ حوض الحمام عنده ماء بارد, وجلس فيه, يعني إذا كان قعد فيه ساعتين, ثلاثة, يصبح مرتاحاً؟ حسناً: يصبح بعد ذلك تاجراً كبيراً؟.
 يعني: الاستمتاع ليس له مردود مستقبلي أبداً, أما العمل الدؤوب, والسعي: هذا يصنع الرجال.
 فهناك الإنسان يعيش للمتعة فقط, ليس له هدف, طبعاً: هو بالتعبير الشامي الشائع: حمار شغل, يعني ثماني ساعات, خمسة أيام عمل مرهق, وعندك يومان؛ يوم يرتاح, ويوم يفلت, مثل الدابة الفلتانة, يوم يرتاح, يوم يفلت, هذا نموذج الإنسان الشارد, البعيد عن الله عز وجل.

 

متى يعرف الإنسان قيمة بلده؟ :

 الإنسان لا يعرف قيمة بلده, قيمة المجتمع المسلم, قيمة النظافة الأخلاقية, قيمة أنه يوجد جوامع تُؤدى فيها الصلوات, قيمة الأذان, أحياناً لا يعرف هذا, إلا إذا غادر بلده إلى بلد آخر.
 من هنا قال الإمام الشافعي: من لم يُعهد منه سفر, لم يُعهد منه علم.
 السفر يوسع الآفاق, وتعرف ما عندك من ميزات, وتعرف ماذا ينقصك؟ يعني يعطيك حجمك الحقيقي؛ تعرف الإيجابيات, وتعرف السلبيات, تعرف ما نحن عليه, وما ينبغي أن نكون عليه, وما هم عليه, وكيف هم على ذلك.

 

 

دعوة رجاء :

 أرجو الله سبحانه وتعالى: أن يجعل النهاية لنا, لأنه من يضحك أخيراً, يضحك كثيراً, ومن يضحك أولاً, يبكي كثيراً:

 

﴿تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ﴾

[سورة المؤمنون الآية:104]

﴿أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ﴾

[سورة المؤمنون الآية:105]

﴿قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ﴾

[سورة المؤمنون الآية:106]

﴿رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ﴾

[سورة المؤمنون الآية:107]

﴿قَالَ اخْسَؤوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾

[سورة المؤمنون الآية:108]

﴿إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ﴾

[سورة المؤمنون الآية:109]

﴿فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ﴾

[سورة المؤمنون الآية:110]

﴿إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾

[سورة المؤمنون الآية:111]

هل تدبرت هذه الآيات في لحظة من حياتك؟ :

 يوجد آية تقول:

﴿فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ﴾

[سورة المطففين الآية:34]

 من يضحك أخيراً, يضحك كثيراً, ومن يضحك أولاً, يبكي كثيراً, والآية الكريمة تعيد التوازن:

﴿لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ﴾

[سورة آل عمران الآية:196]

﴿مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾

[سورة آل عمران الآية:197]

﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾

[سورة إبراهيم الآية:42]

قصة هذه المقالة :

 أيها الأخوة, هذه بعض الخاطرات التي وردت علي وأنا في هذه البلاد البعيدة, رأيت كيف أن الإنسان يستمتع بعقله دون قيم تحصنه, ودون مبادىء تهديه إلى سواء السبيل, والإنسان حينما يغفل عن الله هو في معيشة ضنك, وإذا سعد هؤلاء بإعراضهم عن الله فهذا من سابع المستحيلات, لأنه:

﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾

[سورة طه الآية:124]

 وآلامهم النفسية تدعوهم إلى الطعام, إلى الشرب, وفراغهم من مبدأ, ومن هدف, يدعوهم إلى تنويع المتع, فالمرأة من لها؟ بقي لها الطرف الآخر.

 

لا تغفل عن هذه النعم :

 يعني الشيء الذي لا يصدق: أن الشخصيات كبيرة جداً هناك, مصابون بالشذوذ, أغرب شيء سمعته في حياتي: وزير بريطاني في الوزارة الحالية, وزير الصحة البريطاني في مؤتمر صحفي قال: أنا شاذ, فهذا الوزير مهمته صون صحة الشعب البريطاني, هو شاذ نفسه, هو نفسه معرض لمرض الإيدز لأنه شاذ.
 فنحن في نعم كبيرة, هذه النعم لا نعرفها, لأننا نعيشها, ونألفها, أما إنسان له زوجة, له أولاد, علاقة نظيفة؛ له أخوة مؤمنون, له مسجد, له مرجع, يعرف هدفه, في جنة تنتظره, خطه البياني صاعد, هدفه الكبير هو الله عز وجل, هذا شيء مفقود كلياً في العالم الغربي, والحمد لله رب العالمين.

 

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور