وضع داكن
20-04-2024
Logo
قراءات قرآنية - الدرس : 23 - من سورة الكهف - أهمية قراءة سورة الكهف يوم الجمعة؟.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .

قواعد للتعامل مع البيئة :

 أيها الأخوة الكرام ؛ سورة الكهف أمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم- أن نقرأها يوم الجمعة لأهميتها ، ففيها آيات كثيرة متعلقة بقواعد سير الإنسان إلى الله ، ومن هذه القواعد أن الإنسان إذا كان في مجتمع منحرف ، أو فاسد ، هذا المجتمع ينبغي أن يعتزله الإنسان ، ونحن في موضوع العزلة والخلطة على مقياس دقيق ، فحيثما أمكنك أن تؤثر في المجتمع عليك ألا تعتزله ، وحيث أمكن للمجتمع أن يجرك إلى فساده عليك أن تعتزله .
 فهؤلاء الفتية الذين آمنوا بربهم ، وزادهم الله هدى ، حينما رأوا أن قومهم يدعون من دون الله ، وأن الفساد قد انتشر فيهم ، وأن آلهة كثيرة تعبد من دون الله عز وجل ، اعتزلوا قومهم، وحينما تكون قصة في قرآن يتلى إلى يوم القيامة ، ليست العبرة أن تأخذ علماً بهذه القصة ؛ العبرة أن تنير لك هذه القصة طريق حياتك ، العبرة أن تستنبط من هذه القصة قواعد تستعين بها على التعامل مع بيئتك ، فلذلك ربنا عز وجل يقول :

﴿وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ﴾

[سورة الكهف :16]

 إن عبدوا الشيطان ، إن عبدوا الشهوات ، إن عبدوا الدرهم والدينار ، إذا كان في عبادة لغير الله .
 رجل كان بأمريكا من أهل العلم ، جلس في حديقة عامة ، جلس إلى جانبه رجل أمريكي ، فيبدو أنه جرى حديث بينهما ، فطلب هذا الأمريكي من الجالس إلى جانبه أن يحدثه عن الإسلام ، حدثه ساعة كاملة حديثاً دقيقاً ، مدعماً بالأدلة والبراهين ، فما كان من هذا الذي إلى جانبه ، ما كان منه إلا أن أخرج قطعة نقد أمريكي – دولار- وقال له : أنا هذا أعبده ، هذا إلهي .
 والحقيقة الإنسان لو ما قال بلسانه ، هناك من يعبد الدرهم والدينار ، هناك من يعبد بطنه ، هناك من يعبد فرجه ، هناك من يعبد القميص ، هناك من يعبد زينة الدنيا ، فإذا كنت في مجتمع يعبد ما سوى الله ، إن عبد الشهوات ، فجعل إلهه هواه ، وإن عبد الأقوياء ، عبدهم من دون الله أي أطاعهم وعصى ربه ، قال :

﴿وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ﴾

[سورة الكهف :16]

 إذا مجتمع يعبد الله ، يحرم عليك أن تعتزله ، مجتمع يعبد الله ، إذا تركته فهذا انحراف خطير ، هذا شذوذ ، هذا مرض ، مجتمع يعبد الله ، يؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه، ورسله ، هذا المجتمع يقيم شعائر الله ، هذا المجتمع يقف عند الحلال ، ويقف عند الحرام، وقّاف عند كتاب الله ، اعتزال هذا المجتمع انحراف في الفرد ، لهذا قال عليه الصلاة والسلام : " الجليس الصالح خير من العزلة ، ولكن العزلة خير من جليس السوء ".
 هذا المقياس ، كل شخص منا له أقرباء ، وله أهل ، وله أصدقاء ، وأصحاب ، وجيران ، وزملاء من أصحاب قدامى ، وأصحاب محدثين ، وعلاقات عمل طارئة ، وعلاقات مستمرة ، وعلاقات نسب ، وعلاقات مصاهرة ، ويجب أن تفحص كل هذه الفئات ، فالجماعة التي تزيدك من الله قرباً عليك ألا تعتزلها ، واعتزالها خطأ كبير ، والجماعة التي تبعدك عن الله، وتقربك من الدنيا عليك أن تعتزلها .

 

المجتمع من أخطر عوامل الثبات في الإيمان أو الانتكاس :

 يوجد نقطة مهمة جداً : تصور نقطتين ؛ الآخرة والدنيا ، أو العقل والشهوة ، أو ما عند الله وما عند الناس ، وأنت بينهما ، فكلما اقتربت من الله عز وجل ، ابتعدت عن أهل الضلال ، وكلما اقتربت من أهل الضلال ، ابتعدت عن الله عز وجل ، حركة ضمن نقطتين متباعدتين ؛ فأي اقتراب من إحدى هاتين النقطتين ابتعاد عن الأخرى ، فلذلك موضوع العزلة هذا موضوع مهم جداً ، ويُبحث في جلسات طويلة ، حينما تشعر أن هذه الجماعة ، أن هذه الفئة ؛ هؤلاء الجيران ، هؤلاء الأصحاب ، هؤلاء الأهل ، يمكن أن يبعدوك عن الله ، ويقربوك من الدنيا ، أو إذا قربوك من الدنيا ، أبعدوك عن الله حكماً ، إذا حببوك في الدنيا ، كرهوك في الآخرة حكماً ، إذا حملوك على عمل يخالف شرع الله ، أبعدوك عن طاعته حكماً ، أي أحد أكبر أسباب انزلاق الإنسان ، وانتكاسه البيئة ، صاحب شخصاً يفسد ما يبنيه ألف داعية ، صاحب شيئاً منحرفاً ، سيئ الأخلاق ، يفسد ما يبنيه الدعاة ، لذلك الآية دقيقة جداً :

﴿وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ﴾

[سورة الكهف :16]

 أما إذا عبدوا الله فينبغي أن تكون معهم ، والدليل :

﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ﴾

[سورة الكهف :28]

 طبعاً هذه الآية لها تفسيرات عديدة ، لكن نحن سننزعها من سياقها ، ونتأمل فيها وحدها ، وهذا من إعجاز القرآن ، يمكن أن تنتزع آية من سياقها ، وتنظر فيها وحدها ، فإذا هي قانون ، أما إذا أرجعتها إلى سياقها فلها معنى آخر . أوضح مثل على ذلك في سورة الطلاق آية:

﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً﴾

[سورة الطلاق:2]

 بسياق الآيات من يتق الله بتطليق زوجته ، يجعل الله له مخرجاً في الرجوع إليها، إنسان طلق طلقة واحدة ، ممكن أن يندم فيرجعها ، أما إذا طلقها طلاقاً بدعياً فسدَّ عليه باب الرجوع إليها ، انزع الآية من سياقها ، قانون ، يُكتب حولها مجلدات . فهذه الآية :

﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾

[سورة الكهف:28]

 معنى هذا أن مجتمع المؤمنين مجتمع الآخرة ، مجتمع المؤمنين مجتمع القرب من الله ، مجتمع المؤمنين مجتمع الخير ، مجتمع المؤمنين مجتمع السعادة ، لكن مجتمع الكافرين مجتمع الشهوات .
 عدة نساء يعملن في الفن في مصر ، تُبن إلى الله عز وجل ، وتحجبن ، قرأت مقالة عن هؤلاء ، إحدى من تعمل في الفن ، بلغها أن زميلاتها قد اعتزلن الفن ، وابتعدن عن المجتمع ، ولهن مجتمع خاص ، فاقتحمن عليهن خلوتهن .
 تقول هذه المرأة : وجدت في مجتمع زميلاتي السابقات الطهر ، والسعادة ، والإخلاص ، والوفاء ، والسمو ، بينما أعيش في مجتمع كله غدر ، وخيانة ، وانحطاط ، وسفاقة.
 علاقات المجتمع كانت سبب هداية هذه الأخيرة ، فأنت إذا دخلت إلى مسجد ، وهذا المسجد مما يبتغي رواده وجه الله عز وجل ، مخلصون في مجيئهم إليه ، ترى علاقات راقية جداً ؛ علاقات المودة ، والمحبة ، والإخلاص ، علاقات التعاون ، لا يوجد كذب إطلاقاً ، لا يوجد غش ، لا يوجد خداع ، لا يوجد غدر ، تدخل إلى مجتمع آخر مثل الذئاب .
 الذئاب ينامون بعين واحدة ، يخاف أن ينام بالعينين فيقتله زملاؤه ، فدائماً يكون يقظاً ، متوتراً ، بمجتمع المنحرفين أنت بحاجة إلى يقظة دائمة ، لأن كل شيء لغم ، لو عقدت صفقة ، قد يكون فيها لغم ، سهرت سهرة ، ذهبت رحلة ، تجد أن المشاكل كلها تتفجر ، تجلس مع المؤمنين ثلاثين سنة ، لا يوجد ولا مشكلة ، مطمئن ، لا ترتاح إلا مع المؤمنين ، لأن المؤمن يخاف الله .
 قال له : يا موسى ، خف نفسك ، وخفني ، وخف من لا يخافني .
 فالذي يخاف الله مريح جداً ، فالإنسان عندما يعتزل مجتمعاً مؤمناً ، وقع في انحراف شديد ، وحينما يقتحم مجتمعاً غير مؤمن ، أي يقتحم النار وهو لا يشعر ، لذلك : من أخطر عوامل الثبات في الإيمان ، أو الانتكاس هو المجتمع ، البيئة :

﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾

[سورة الكهف:28]

 بصراحة أخواننا الكرام ؛ إذا إنسان اصطلح مع الله ، وله طقم أصدقاء سابق ، كلام أقوله واضح كالشمس ، إذا لم تغير هذا الطقم ، يجرونك إلى ما هم عليه ، هذا الطقم يجب أن يتغير كله ، هذا الطقم القديم ، طقم الشّدة ؛ ليس الطرنيب ، والطاولة ، والسهر ، والأفلام ، والحديث عن النساء ، هذا الطقم إذا بقيت معه تنتكس سريعاً ، يجب أن تعتزله ، بعد ذلك إذا أصبحت قوياً تعود عليهم واحداً واحداً ، من حق الوفاء أن تأخذهم إلى الله عز وجل واحداً واحداً دون أن تتأثر باتجاههم .

 

الابتعاد عن الجزئيات و الاهتمام بالأشياء الجوهرية :

 النقطة الثانية :

﴿سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً﴾

[سورة الكهف:22]

 سؤال : أي الله عز وجل يعلم كم هم ؟ لم لم يحسم الأمر ويقول لنا هؤلاء كانوا سبعة ؟ قال : يقولون : سبعة ، خمسة :

﴿سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ﴾

[سورة الكهف:22]

 حسناً : يا ربي ، قل لنا كم هم ؟ الله عز وجل ما أجابنا ، وأبقى القضية معلقة ، لأن كل هذا الموضوع لا ينبغي أن ننشغل به ، لأن كل هذا الموضوع خارج مغزى القصة ، المغزى أنهم اعتزلوا قومهم فأووا إلى الكهف ، فنشر لهم ربهم من رحمته ؛ أما ثلاثة أم أربعة أم خمسة ، فهذه تفصيلات ليست في خدمة القصة ، بل هي عبء عليها .
 في فن القصة هناك تفصيلات تغني ، القصة تتصل بمغزاها ، وهناك تفصيلات هي عبء على القصة .
 فالله عز وجل ما أرادنا أن ننشغل بالسفاسف ، والقشور ، والجزئيات ، والتفاصيل ، وكأن الله أيضاً حينما يتلو علينا قصة ، لا يريدنا أن نجعلها قصة نبحث عن دقائقها ، وتفاصيلها ، وبيئتها المكانية والزمانية ، وأشخاصها ، وأسماء أشخاصها ، وأسماء الأمكنة والأزمنة ، لا ، أرادنا أن نقف عند مغزاها ، وأن نجعل أبطالها نماذج متكررة ؛ فكل من يبحث عن دقائق قصص القرآن الكريم ، ولا يكتفي بما ذكره الله عز وجل ، يريد أن يفسد على الله حكمته ، يريد أن يخرج القصة عن القصد الإلهي التي ذكرها الله من أجله وهو أن تأخذ مغزاها . فهذه الفقرة في القصة مهمة جداً ، أي :

﴿ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً﴾

[سورة الكهف:22]

إعجاز القرآن العلمي :

 وفي هذه الآية أيضاً آية تدل على إعجاز القرآن العلمي ، أو كما سماه بعضهم : السبق العلمي . قال :

﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً﴾

[سورة الكهف:25]

 أي ثلاثمئة سنة ميلادية ، وعلى حساب السنوات الهجرية ثلاثمئة وتسع سنوات .
 كلكم يعلم أن السنة الشمسية حقيقية ، والشهر حكمي ، بينما السنة القمرية الشهر حقيقي ، والسنة حكمية الحقيقة ، لأن الشهر القمري دورة القمر حول الشمس ، فالشيء الحقيقي للسنة الشمسية السنة ، والأشهر حكمية ، لذلك تقول : شباط 28 ، 29 لأن الأرض تدور حول الشمس بثلاثمئة و خمسة و ستين يوماً وربع بالضبط ، فالأصل في السنة الشمسية السنة ، والشهر حكمي ، أما في السنة القمرية فالأصل الشهر ، والسنة القمرية حكمية ، فيوجد عندنا نظام شمسي ، ونظام قمري ، الفرق بينهما تسع سنوات ، وهذا من سبق القرآن العلمي .

 

بطولة الإنسان أن ينصاع لقوانين الله لا أن يخضعها له :

 ثم إن في هذه القصة :

﴿وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً﴾

[سورة الكهف:27]

 كلمات القرآن الكريم أي قوانين الله ، سنن الله في خلقه ، هذه القوانين لا تتبدل ولا تتغير ، فبطولتك أن تنصاع لها ، لا أن تخضعها لك ، القانون الإلهي لا يتبدل ، فأنت عليك أن تتأدب معه .
 الآن مثلاً قانون السقوط ؛ لماذا الذي ينزلون من الطائرات في الجو يستخدمون المظلة ؟ لأن المظلة تتوافق مع قانون السقوط بمقاومة الهواء ، فلو لم نعبأ بهذا القانون ، إذا شخص قال : أنا أحتقر هذا القانون ، لماذا هذا القانون ؟ هذا كله تفسير قديم ، وذهب و رمى بنفسه من الطائرة من دون مظلة ، ينزل ميتاً ، فالقانون أقوى من كل اختيارك ، فالإنسان العاقل ينصاع للقانون ، أما إذا أراد أن يُخضع القانون له فالقانون يحطمه، فقوانين ربنا لا تتغير أبداً ، مهما حاولت تشد ، وتمط ، وتبدل ، وتقول ، وتحول ، هذا قانون ربنا :

﴿كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾

[سورة يونس:33]

﴿إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ﴾

[سورة النحل:104]

﴿وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾

[سورة البقرة:57]

 إذاً تستطيع وأنت تقرأ القرآن أن تستنبط القوانين :

﴿وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ﴾

[سورة يوسف:52]

 لا يمكن لخيانة على وجه الأرض أن تنجح لأن الله سيفضحها ، إذا أنت أيقنت بهذا القانون ، تنصاع :

﴿وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ﴾

[سورة يوسف:52]

﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً﴾

[سورة الأنعام:115]

 كل أوامره عدل ، وكل أخباره صدق ، إذا كنت تستطيع أن تقرأ القرآن قراءة كشف القوانين فهذه آيات الله سماها :

﴿وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً﴾

[سورة الكهف:27]

 وتذكّر موضوع السقوط بالطائرة ، في قانون السقوط نراعي مقاومة الهواء ، ووزن الإنسان ، نفتح مظلة قطرها يتناسب مع وزن المظلي ، فإذا لم يفتحها كان الموت محققاً ؛ فنحن إذا أردنا أن نسلم نتأدب مع قانون السقوط ، وإذا الإنسان قدس قوانين الله عز وجل يتأدب معها، بدلاً من أن يشط ، ويمط ، ويؤول ، ويبدل ، ويحول ، يخضع لها بدل أن يخضعها ، هذا معنى الآية الأخيرة .

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور