وضع داكن
28-03-2024
Logo
قراءات قرآنية - الدرس : 44 - من سورة الذاريات - ثمن الإحسان ونتائجه.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .

الجنة ثمن الإحسان إلى الآخرين :

 أيها الأخوة الكرام ؛

﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾

[ سورة الذاريات : 15]

 المتقون وصلوا إلى الجنة ، الآن هذه الجنة دار إكرام ، لهم فيها ما يشاؤون .

﴿ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ﴾

[ سورة الذاريات : 16]

 ما الثمن ؟

﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ﴾

[ سورة الذاريات : 16]

 إذا كنت محسناً في الدنيا فلك الجنة ، آيات دقيقة جداً :

﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ﴾

[ سورة الذاريات : 15-16]

 مطلق الإحسان ، إتقان العمل إحسان ، والكلمة الطيبة إحسان ، والتصدق إحسان والنصيحة إحسان ، والحلم إحسان ، أي عمل حسن ، عمل ينتزع به إعجاب الآخرين ، الكمال تدركه بالفطرة ، لو لم تذكره إطلاقاً ، عامل الناس بالكمال واسكت ، الكمال ينطق ، لا تحتاج إلى أن تذكر الناس بأن هذا العمل كمال ، لا ، هو كمال ، الفطرة السليمة تدركه ، وعامل الناس بالإساءة ، الإساءة تنفر النفس منها بالفطرة .
 فكلمة محسنين هذه الكلمة مطلقة ، في كل شيء محسن ، في تربية أولاده ، في علاقاته ، في خصومته ، في رضاه ، في سخطه ، في أخذه ، في كسبه ، في عطائه ، في سفره ، في إقامته ، في إتقان عمله ، في معالجة مشكلة ، محسن ،

﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ﴾

 إن كنت محسناً فالجزاء هو الجنة :

﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ﴾

[ سورة الذاريات : 15-16]

 أحياناً الإنسان يكون ضيفاً ، وفي مستوى رفيع جداً ، تقدم له ألوان الأطعمة ، ألوان الفواكه ، ألوان الحلويات ، التبجيل ، الاحترام ، الاستقبال الحافل ، التوديع ، الهدية ، أنت الآن في دار إكرام ، هناك ألوان ملونة من الإكرام ، أنواع منوعة ، وفي رأسها النظر إلى وجه الله الكريم .

﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾

[ سورة يونس : 26]

 هذه هي الزيادة ،

﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ﴾

 كيف كانوا محسنين ؟ هذا الإحسان ما ثمنه ؟ لماذا فلان محسن وفلان مسيء ؟ فلان مستقيم وفلان منحرف ؟ فلان حليم وفلان غير حليم ؟ فلان منصف وفلان مجحد ؟ فلان رحيم وفلان قاسي ؟ لماذا ؟ اتصالهم بالله عز وجل سبب كمالهم ، سبب إحسانهم .

﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴾

[ سورة الذاريات : 16-17]

 صلاة التراويح ، قيام الليل ، إن الله فرض علينا صيامه ، وسنّ النبي لنا قيامه ، فمن صامه وقامه احتساباً لله عز وجل غفر الله له ما تقدم من ذنبه .

﴿ كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾

[ سورة الذاريات : 17-18]

 هذه الصلة التي انعقدت بينه وبين الله كيف السبيل إليها ؟ قال :

﴿ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴾

[ سورة الذاريات]

 أي إنفاقهم جعل ثقتهم بالله عالية ، هذه الثقة حملتهم على الاتصال بالله عز وجل ، هذا الاتصال جعل في قلبهم الرحمة والإحسان ، إحسانهم كان ثمن الجنة .
 وكيف توصلوا أن ينفقوا أموالهم في سبيل الله ؟ قال :

﴿ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ ﴾

[ سورة الذاريات :20]

الأرض كلها آيات دالة على عظمة الله :

 إن هذه الأرض كلها آيات دالة على عظمة الله ، فكروا في الكون ، توصلوا إلى أن له خالقاً عظيماً ، تقربوا إليه بالإنفاق ، انعقدت الصلة معه ، تسرب الكمال إلى قلوبهم ، أحسنوا دخلوا الجنة ، سلسلة ، ولماذا أناس كثيرون غارقون في الدنيا ؟ قال :

﴿ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾

[ سورة الذاريات : 20-22]

 الإنسان ليس له حق لعلة كسب المال أن يهمل عبادته ، لعلة كسب المال أن يهمل طلب العلم .

﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ﴾

[ سورة الذاريات : 22-23]

 هذه الآية دقيقة جداً ، هؤلاء في الجنة ، في أعلى درجات الإكرام ، الجنة كلها إكرام ، لهم ما يشاؤون فيها ، ثمنها أنهم أحسنوا في الدنيا ، الإحسان ثمنه أنه اتصل بالله ، هذا الاتصال ثمنه العمل الصالح ، هذا العمل ثمنه معرفة الله ، المعرفة عن طريق الكون .

 

أكبر خاسر من غفل عن طلب العلم و سرّ وجوده :

 أخواننا الكرام ؛ الحرفة التي تحترفها ، أو المهنة التي تمتهنها ، أو العمل الذي تعمل به، أو الرزق الذي ترتزق منه ، إذا شغل كل وقتك فأنت أكبر خاسر ، إذا شغلك عن معرفة الله ، وعن طلب العلم ، وعن معرفة سرّ وجودك فأنت أكبر خاسر ، لو دخلك بالشهر مليون ، لا تسمح لعملك أن يأخذ كل وقتك ، إياك ، معنى هذا أنك انتهيت .
 أخواننا الكرام ؛ الذي لا يوجد عنده وقت فراغ يطلب فيه العلم هذا ليس من بني البشر تنطبق عليه هذه المقولة وهي في الأثر القدسي :

(( عبدي خلقت لك السموات والأرض ولم أعيَ بخلقهن ، أفيعييني رغيف أسوقه لك كل حين ؟ لي عليك فريضة ، ولك عليّ رزق ، فإذا خالفتني في فريضتي لم أخالفك في رزقك، وعزتي وجلالي إن لم ترضَ بما قسمته لك - الآن يوجد مصيبة ، ما هي هذه المصيبة ؟ - فلأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحش في البرية ، ثم لا ينالك منها إلا ما قسمته لك أنا ولا أبالي ، وكنت عندي مذموماً ، أنت تريد وأنا أريد ، فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد، وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد ، ثم لا يكون إلا ما أريد))

[ورد في الأثر]

العلم يتنامى و يتراكم بالكتابة :

 أيها الأخوة الكرام ؛ هذه الآيات في سورة الذاريات ، أما في الرحمن فالرحمن الله عز وجل يقول :

﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴾

[ سورة الرحمن :1-2]

 هل بإمكانك أن تعلّم هذه الطاولة ؟ أجيبوني ، هل بإمكانك أن تعلّم هذه الطاولة القرآن ؟ لا ، لماذا ؟ لأن هذه الطاولة حينما صممت ليس فيها قوة إدراكية ، أما الإنسان حينما خُلق فخُلق وهو قابل للتعلم ،

﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴾

 معنى هذا أن الإنسان قابل للتعلم ، أعظم شيء يملكه الإنسان أنه أودع فيه هذه القابلية ، تسميها قوة إدراكية ، تسميها عقلاً ، تسميها فكراً ، تسميها تعلم قدرة على معرفة الحقائق .

﴿ خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾

[ سورة الرحمن :3-4]

 يتحدثون الآن عن الكمبيوتر أن هذا الكيبورد جهاز إدخال ، وهناك جهاز معالجة ، و جهاز إخراج – الشاشة- الإنسان عنده جهاز إدخال ، القدرة على فهم النص ، القدرة على فهم الكلام ، هذا إدخال ، أو القدرة على قراءة النص إدخال ، إما أن تسمع ، وإما أن تقرأ ، المحاكمة والمعالجة ، والتفكر ، والمحاكمة ، والتصور ، والتذكر ، والقياس ، والاستنباط ، والاستدلال ، والمفارقة ، هذا كله نشاط فكري ، هذه المعالجة .
 الآن عرفت النتيجة ، تكلمت ، أو كتبت ، البيان هو القدرة على فهم النص المكتوب ، والقدرة على فهم الكلام المسموع ، والقدرة على التعبير ، شفهياً بالكلام ، وكتابياً بالكتابة ، أما هذه الكتابة فلها دور خطير جداً ، لو ألغينا الكتابة ماذا يبقى ؟ كل جيل يتعلم من بعضه بعضاً بالمشافهة ، أما إذا مات هذا العالم و لم يكن هناك كتابة فعلمه دُفن معه ، وانتهى الأمر ، أما بالكتابة :

﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴾

[ سورة العلق:1-4]

 ما معنى الكتابة ؟ كتاب إحياء علوم الدين ألّفه الإمام الغزالي ، يقرؤه مئات الملايين في العالم الإسلامي بعده ، هو كتب ونحن قرأنا له ، المفسرون ، العلماء ، المحدثون ، الفقهاء ، أي تراث أمة ينتقل من جيل إلى جيل بالكتابة ، لذلك العلم يتراكم في حياة الأمم عن طريق الكتابة ، تجد علم التاريخ نشأ فتياً ثم نما ، ثم نما حتى صار علماً ، أحياناً تجد المراجع ، مئة و خمسون كتاباً حول كتاب ، حول موضوع جزئي ، أحياناً تجد مئتي مرجع ، المراجع بحث واحد ، إذاً هذا العلم يتنامى بالكتابة ، يتراكم بالكتابة .

﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾

[ سورة الرحمن1-4]

التقديم و التأخير في القرآن الكريم علم قائم بذاته :

 أما التقديم والتأخير بالقرآن الكريم فبحث رائع جداً ، التقديم والتأخير بحث قائم بذاته يمكن أن تكتب حوله مجلدات .

﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي ﴾

[ سورة النور : 2]

 الزانية .

﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ﴾

[ سورة المائدة : 38]

 السارق .

﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ ﴾

[ سورة الرحمن : 33]

﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ ﴾

[ سورة الإسراء : 88]

 انعكست الآية .

﴿ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً ﴾

[ سورة الجمعة : 11]

 التجارة ثم اللهو .

﴿ قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ ﴾

[ سورة الجمعة : 11]

 انعكست .

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ﴾

[ سورة النور : 30]

 الغض قبل الحفظ .

﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ ﴾

[ سورة التوبة : 24]

 الأب أول .

﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ﴾

[ سورة آل عمران : 14]

 المرأة أول .

﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ﴾

[ سورة عبس :34-35 ]

 الأخ أول .

﴿ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ ﴾

[ سورة المعارج : 11]

 الابن أول ، هنا الابن أول ، هنا الأب ، هنا الزوجة ، هنا الأخ ، هنا الزانية ، هنا السارق ، هنا الإنس ، هنا الجن ، التقديم والتأخير علم قائم بذاته ، لو أن هذا الكلام كلام بشر هكذا جاءت معه ، الآن نحن لما نكتب : المدرسة والمسجد ، لماذا قلت المدرسة ؟ والله هكذا خرجت من فمي ، أو المسجد والمدرسة ، يعكسها لك إذا كنت تريد هذا ، هذا كلام بشر ، أما إذا كان كلام خالق البشر التقديم له معنى ، والتأخير له معنى ، طبعاً أنا لا أذكر استقصاءً ، أمثلة ، هنا

﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ ﴾

 يا رب أتعلمه القرآن قبل أن تخلقه ؟ هذا الترتيب غير مقبول ، لكن الجواب ليس هذا الترتيب زمنياً ، إنما هذا ترتيب رتبي ، أي وجود الإنسان لا معنى له من دون منهج يسير عليه ، المنهج مقدم على وجودك ، إنسان بلا منهج هالك ، آلة صغيرة إن كنت حريصاً على سلامتها لا تستعملها قبل تقرأ تعليمات الصانع ،

﴿ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾

 التعليم إدخال ، معالجة ، الآن الإنسان تعلم ، وعرف الله عز وجل لكن لا يستطيع أن يتكلم أو يكتب ، إذاً لم نستفد شيئاً ، العلم دُفن معه ، فهناك قدرة على التعلم ، وقدرة على المعالجة ، وقدرة على الإخراج، الإخراج كلاماً أو كتابةً ، هذا من فضل الله على الإنسان .

 

موضوع الفكر موضوع عظيم جداً :

 على كلّ موضوع الفكر موضوع عظيم جداً . مرة وضعوا الطفل بغرفة عندما بدأ بالتفكير ، وهناك أرائك على شكل نعل فرس ، أو مستطيل ناقص ضلع ، أحياناً غرفنا يكون فيها أرائك ، أوقفوه على طرف أحد هذه الأرائك ووضعوا في الاتجاه الآخر قطعة حلوى ، هو لا يقوى على السير منفرداً ، و لكنه يحب الحلوى ، فترك الاتجاه نحوها مباشرة ، واتجه عكسها ، على طرف الأريكة إلى أن وصل إليها ، هذه أول بوادر التفكير ، فصل الغاية عن الوسيلة ، الغاية هنا المشي بهذا الطريق ، مشى هكذا ، هكذا حتى وصل إلى الحلوى .
 هناك دراسات مطولة حول تشكل الفكر عند الطفل ، كيف تنشأ المفاهيم ، مرة طفل عنده بحياته صنبور ماء مفتوح بقوة ، رأى البحر هائجاً قال : من قوّى البحر ؟ هذا مفهوم الماء الشديد تقوية ، قاسها على البحر ، لو تتبعت طريقة نمط تفكير الطفل لوجدت العجب العجاب ، كيف تنمو المفاهيم شيئاً فشيئاً .

﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئاً ﴾

[ سورة النحل 78]

 كل هذه القدرات نمت شيئاً فشيئاً .

 

ضرورة معرفة الله و العمل وفق منهجه :

 بقي في سورة الواقعة :

﴿ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ ﴾

[ سورة الواقعة : 1-3]

﴿ انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾

[ سورة الإسراء: 21 ]

 تابع الأمر بين غني وفقير ، بين غني وضعيف ، بين إنسان بمنصب رفيع و بين إنسان بمنصب صغير .

﴿ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً ﴾

[ سورة الإسراء :21]

 مشكلة الواقعة أنها تقلب كل الموازين ، موازين الأرض لا قيمة لها ، الغنى ، والوسامة، والذكاء ، والمال ، والعزوة ، والجماعة ، هذه كلها تسقط ، يبقى مقياس واحد مدى معرفتك بالله والعمل وفق منهجه ، لذلك :

﴿ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ ﴾

[ سورة الواقعة : 1-3]

 بآخر السورة عندنا :

﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ﴾

[ سورة الواقعة: 10-11]

 و عندنا :

﴿ أَصْحَابُ الْيَمِينِ ﴾

[ سورة الواقعة: 27]

 وعندنا :

﴿ وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ ﴾

[ سورة الواقعة 41 ]

 السابقون هؤلاء باعوا أنفسهم لله ، أما المقتصدون - أصحاب اليمين- فهؤلاء طبقوا منهج الله ، ونالوا حظوظهم من الدنيا كاملة ، إلا أن السابقين كانوا في أعلى الدرجات ، والإنسان عليه أن يكون طموحاً إلى أعلى درجة ، لأن الإنسان إذا قبل المرتبة الدنيا قد لا يصل إليها ، أما لو طلب العليا فلعله يصل إلى الدنيا أو الوسطى .

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور