- أحاديث رمضان
- /
- ٠01رمضان 1415 هـ - قراءات قرآنية
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
القصة في القرآن الكريم ذات هدف توجيهي :
أيها الأخوة ؛ نقطة متعلقة بالقصة في القرآن الكريم ، القصة في القرآن الكريم ليست هدفاً تسجيلياً ، بل ذات هدف توجيهي .
أحياناً نسجل وقائع ، الهدف تسجيلها ، أحياناً الهدف التعبير؛ لكن هناك هدفاً أسمى من هذا وذاك هو الهدف التوجيهي ، فالله سبحانه وتعالى ما أورد في القرآن الكريم هذه القصص - وهذه قصص أنبياء كرام - إلا لهدف توجيهي فيه ، نحن كمؤمنين نقرأ هذا الكتاب الكريم ، ماذا يعنينا من قصة سيدنا داود ومن قصة سيدنا سليمان إلا أن نأخذ منها قاعدة تنير لنا الطريق في حياتنا ؟
فدائماً وأبداً : إذا قرأت القصة في القرآن ، لا ينبغي أن تفهمها فهماً تسجيلياً أو فهماً تعبيرياً ، يجب أن تفهمها فهماً توجيهياً ، هذه النقطة الأولى ؛ أية قصة في القرآن ، ما دامت قرآناً يتلى إلى يوم القيامة ، فليس الهدف التسجيل ، وليس الهدف هو التعبير ، إنما الهدف هو التوجيه .
في قصتي سيدنا داود وسليمان ؛ سيدنا داود كما تذكر الآيات قال الله له :
﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾
سيدنا سليمان أحب حب الخير عن ذكر ربه ، وفي القصتين مجتمعتين ينبغي أن نفهم الحقيقة التالية :
أولاً : في الإنسان جانب عقلي ، وفيه جانب نفسي ، وفيه جانب سلوكي ، فكل من نما فيه جانب على حساب جانب ، فقد غالى بالتعبير القرآني ، أو تصرف بالتعبير المعاصر؛ مغال أو متصرف ، وكل من حقق التوازن بين هذه الكليات الثلاث فقد تفوق ، فحينما تنشغل بصلواتك وعباداتك عن الأعمال الصالحة ، فأنت قد قصرت .
التوازن الدقيق المستمر بين العبادة والعمل :
بالمناسبة : التطرف سهل دائماً ، أما التوازن فصعب ، الموقف الحاد يمنة أو يسرة، إيجاباً أو سلباً ، سهل على الإنسان ، سهل أن تكون قاسياً جداً ، وسهل أن تكون ليناً جداً ، أما أن يحتار الناس الذين معك ، يحتارون بين شدتك وبين رحمتك ، فهذه البطولة هنا ، فالإنسان يرجح جانباً يتطرف ، يغذيه على حساب جوانب أخرى ، هذه قضية سهلة ، أما أن يجمع بين العبادة والعمل الصالح . يوجد أشخاص وقتهم كله في العبادة ، هؤلاء أغفلوا مهمة كبيرة جداً في الحياة الدنيا، وهناك أشخاص كل همهم في العمل الصالح على حساب عبادتهم ، فالذي يرجح جانب العبادة على جانب العمل الصالح ، صحيح أنه يشعر بالصفاء ، لكنه في الآخرة ليس من المتفوقين ، لأن حجم الإنسان بحجم عمله ، والذي يرجح العمل الصالح على العبادة ، صحيح له أعمال كثيرة ، لكن الشحنة الروحية ضعفت ، وحينما تضعف الشحنة الروحية ، يشعر بالسأم أحياناً ، والملل ، فمن القصتين يجب أن نستنبط أنه لا بد من التوازن الدقيق المستمر بين العبادة والعمل ، إذاً : العقل غذاؤه العلم ، والقلب غذاؤه الذكر ، والجوارح يجب أن تنضبط بالمنهج الشرعي ، هذا هو التفوق .
القصص في القرآن أدلة تطبيقية إيجابية تارة وسلبية تارة أخرى :
النقطة الثالثة : هناك أحياناً أدلة على الفكر ، أدلة تطبيقية ، وقد يسأل سائل : لماذا كل هذه القصص في القرآن الكريم التي تبين أخبار الشعوب ؟ ماذا يعنيني من عاد ، وثمود ، وتبع ، وقوم شعيب ؟
يعنيك أن هذا المنهج أحد أدلته الكبرى أن هؤلاء طبقوه فسعدوا ، وهؤلاء خالفوه فكانوا من الهالكين ، هذا دليل تطبيقي ، إنسان جاء بنظرية ، حينما يطبقها ، والتطبيق يثبت صحتها ، هذا أقوى دليل ، وحينما يترك تطبيقها ، فيدفع الثمن باهظاً ، هذا أكبر دليل .
إذاً : كلما قرأنا عن قصص الأنبياء ، يجب أن نقف عند هذه النقطة ؛ أن هذه القصص أدلة تطبيقية إيجابية تارة ، وسلبية تارة أخرى .
ارتباط رقي الإنسان باجتماع الجانبين الأرضي و السماوي فيه :
هناك نقطة مهمة في سورة الزمر ؛ هل هناك إشارة في هذه السورة إلى عبادة القلب؟
الآن : العين تعبد الله بغض البصر ، واللسان بترك الغيبة ، والنميمة ، والسخرية ، والاستهزاء ، والإفك ، وما إلى ذلك ، اليد لخدمة الخلق ، والبعد عن البطش ، إلى آخره . . ما من جارحة إلا ولها عبادة خاصة ، القلب كيف يعبد الله عز وجل ؟ بالإخلاص ، في كلمتين جُمعت عبادة الجوارح ، وعبادة القلب . الآية الأولى :
﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ﴾
اعبد الله ، أي أنت الزم أمر الله ونهيه :
﴿ لَهُ الدِّينَ﴾
هناك نقطة ثالثة في قصة سيدنا داود ، نسيت أن أذكرها لكم ؛ هناك غريزة في الإنسان ، وله عقل ، أما الملائكة فمرتاحون من الجهاد ، عقل مطلق ، والحيوانات شهوة فقط ، فالحيوان ليس مكلفاً ، لا يوجد عنده قيم ومبادئ يطبقها ، وليس هناك نزاع بينه وبين نفسه ، والملك لا يوجد عنده شهوات تنازعه تجاه الله عز وجل ، فالملك مرتاح من الجهاد ، والحيوان مرتاح من السمو ، لكن الإنسان ركبت فيه نزعة أرضية ، وهذه الغرائز ، ونفخة من روح الله عز وجل ، إذاً هناك جانب أرضي ، وجانب روحي سماوي ، فمن اجتماع الجانبين يرقى ، لأنه هو دائماً في صراع ، لذلك : أعرض عن الهوى .
تحرك الإنسان وفق باعثين ؛ العقل أو الهوى :
أخواننا الكرام ؛ الإنسان دائماً يتحرك وفق باعثين ؛ باعث العقل الذي يقودك إلى الله حكماً ، وباعث الهوى الذي يقود الإنسان إلى المعصية والفسق والفجور ، ممكن أن تمتحن نفسك بكل لحظة ، هذه الحركة باعثها الغريزة أم العقل ؟
العقل يأمرك بطاعة الله ، يأمرك بالبحث عن الحياة الأبدية ، والشهوة تأمرك أن ترويها عاجلاً لا آجلاً ، فأنت في صراع ، لذلك : المؤمن ملك نفسه ولم تملكه نفسه ، وانقاد له هواه ولم ينقد لهواه ، أي مسيطر ، حتى فكره فكر المؤمن يقوده ، فكر الكافر يبرر له ؛ بين أن يقود ، وبين أن يبرر ، إذاً : لا تعجب من وجود نوازع أرضية في الإنسان ، لولا هذه النوازع الأرضية لما كان هناك معنى لاستقامتك ، أو لرقيك عند الله عز وجل .
ارتباط الرجاء بالإنابة و المغفرة بالتوبة :
الحقيقة في سورة الزمر - كما يقول السلف الصالح- أرجى آية في القرآن على الإطلاق :
﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ﴾
الله عز وجل ما ذكر المعصية ، بل ذكر الإسراف ، المسرف في المعصية باب التوبة مفتوح ، لكن إن لم يُنِب الإنسان إلى الله عز وجل :
﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾
لو تتبعت آيات الرجاء في القرآن الكريم ، لوجدت أن كل آية رجاء وراءها آية عقاب:
﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ﴾
﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ﴾
فكل رجاء معه ردع وعقاب ، فالرجاء إذا نُظر إليه من زاوية واحدة ، هذا غلط ، الرجاء مرتبط بالإنابة ، المغفرة مرتبطة بالتوبة ، لكن الإنسان عندما يحار يعم الفساد ، الباطل مسيطر ، قوى الشر قوية جداً ، قوى الخير ضعيفة ، لا يقوى على إصلاح المجتمع ، هل هناك آية تريحه ؟
إصلاح المجتمع أولى ، أن تكون إيجابياً أولى ، أن تسهم بنشر الحق أولى ، لكن أحياناً هناك حالات خاصة بآخر الزمان ، بظروف صعبة جداً ، تشعر أنك لا تملك شيئاً ، لا تملك أولادك ، والفساد عمّ ، وخمسون حاجز فساد ، قبل أن يصل أحدهم إليك ، في مثل هذا الظرف الصعب هل هناك آية تريح الإنسان ؟
﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾
هذه الإسراء .
أما في الزمر :
﴿بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾
تنتهي مهمتك في عبادة الله ، وحينما تعبده سوف تأتيك الخيرات من كل جانب ، إذاً : اشكر ، أنت اسع في هداية الخلق ، لكن لا تكلف نفسك فوق طاقتها ، لا تحمل هموم البشر .
لزوم طاعة الله عز وجل :
أحياناً يكون هناك حكمة إلهية لا تعرفها أنت ، فأنا عليّ أن أعبد الله ، لذلك :
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾
من معاني هذه الآية أن الزموا أنفسكم ، طهروا أنفسكم ، فأنت كعبد ، جعلك الله مستضعفاً ، ماذا تفعل بنفسك ؟ حكمة بالغة ما بعدها حكمة .
أحياناً : تكون مستضعفاً ، لا تقوى على تحريك ساكن ، في مثل هذه الحالة الزم طاعة الله عز وجل ، وعلى الله الباقي ، وأدق عبارة ، أدق آية قرآنية بهذا المعنى :
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾
غير ليغير ، الكبيرة التي حولك لا تملكها ، لكن الله يملكها ، فإذا غيرت ما هو في حوزتك ، وما هو بإمكانك ، تولى الله عنك ما ليس بإمكانك ، هذا معنى :
﴿بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾
التوكل على الله لأن الأمر كله بيده :
شيء آخر : آية من آيات التوحيد التي إذا قرأتها آلاف المرات لا تشبع منها ، تحل كل مشاكلنا ، من آيات التوحيد إذا كان الإنسان مستضعفاً وسط قوى شريرة مخيفة ماذا يفعل ؟
هناك آية واحدة توحيدية :
﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾
انتهى الأمر ، مهما رأيت جهة قوية ، مخيفة ، يجب أن تؤمن أنها بيد الله ، وأن الله لم يطلقها إلا لحكمة بالغة .
والدليل الآخر : ما أمرك أن تعبده إلا بعد أن طمأنك أن الأمر كله إليك :
﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾
لماذا سمى الله القرآن شفاء للصدور ؟ يكون هناك شيء مقلق ، مخيف ، تكون في حيرة ، تكون في تساؤل ، تقرأ القرآن تحل المشكلة .
أي الله عز وجل أعظم وأكرم من أن يخلق جهة قوية ، ويفلتها على الخلق ، يا رب كيف أعبدك و هذا مصيري بيده ؟ يقول لك : لا ، أمره بيدي ، علاقتك معي فقط ، عليك أن تطيعني وأنا أحميك منه :
﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾
التوحيد علاج كلّ الأمراض التي يعاني منها الإنسان :
أخواننا الكرام ؛ في العالم كله لا أحد ينكر - إلا الشواذ - أن لهذا الكون إلهاً خالقاً، أما المشكلة فليست في الخلق ، في التسيير :
﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ﴾
هنا المشكلة ، يتفاوت الناس بالإيمان ، لا بإيمانهم بأن لهذا الكون خالقاً ، لا يتفاوتون بإيمانهم بأن هذا الخالق بيده كل شيء ، مهما كان الشيء دقيقاً :
﴿وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا﴾
الصندوق الذي فيه سيدنا موسى ، من سيّره إلى شاطىء قصر فرعون ؟ من ألهم امرأة فرعون أن تأتي في الوقت المناسب ؟ من ألقى حبه في قلبها ؟ من الذي منعه أن يرضع من أية مرضعة ؟
﴿وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ﴾
كيف نجحت أمه في إرسال أخته تتقصى الخبر ؟ وكيف طلب فرعون من أمه أن ترضعه وهو لا يعلم ؟
﴿فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ﴾
معنى هذا أن فرعون ، وأدنى من فرعون ، والأمهات ، والإرضاع ، وحركة الصناديق بالمياه ، كل ذلك بيد الله عز وجل ، هذه القصص مؤداها أن تؤمن أنه لا إله إلا الله، لذلك نحن الآن علاجنا التوحيد ، بالتوحيد ترتاح أعصابنا . اسمعوا الآية :
﴿فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ﴾
إذاً عذاب الإنسان يأتيه من عدم التوحيد ، وعدم التوحيد يرتبط بالشدة النفسية ، وهناك قائمة أمراض طويلة عريضة كلها بسبب الشدة النفسية ، والشدة أساسها الشرك ، أن تخاف من جهة ، هي في الحقيقة بيد الله عز وجل .
الجنة محض فضل وجهنم محض عدل :
آخر آية في سورة الزمر :
﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾
بعضهم قال في هذه الآية : إن الجنة وما فيها من نعيم مقيم ، بسبب أنك في الأرض عرفت الله ، وعملت الأعمال الصالحة .
أحياناً الإنسان يتمتع بمكانة اجتماعية عالية جداً ، بسبب شهادة عالية نالها ، كل هذه المكانة وهذا الخير بسبب سنوات الدراسة العصيبة في الجامعة ؛ السهر الطويل ، وتأدية الامتحانات ، هذه سبب هذه المكانة ، لذلك الجنة سببها ، لا أقول ثمنها بل سببها ، الثمن هو فضل الله عز وجل ، مثل بيت ثمنه أربعون مليوناً ، أنت دفعت ثمن المفتاح فقط مئة ليرة ، هو ثمنه يقدر بأربعين مليوناً ، أنت ما دفعت ثمن البيت ، دفعت ثمن السبب ، المفتاح فقط ، فكل أعمالك الصالحة في الدنيا هي سبب وليست ثمناً .
الجنة محض فضل ، وجهنم محض عدل .