وضع داكن
19-04-2024
Logo
هدي النبي صلى الله عليه وسلم - الدرس : 26 - هديه في العزلة لمن لا يأمن على نفسه من الاختلاط.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، و الصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

العبادة أول شيء في الحياة :

 أيها الأخوة الكرام، في حياة الإنسان أولويات، أول شيء في حياته أن يعبد الله عز وجل، وألصق شيء في حياته بلده، ومسقط رأسه، ومكان ولادته، وأهله، وعشيرته الذين نشأ بينهم، إذا حالت هذه البيئة التي نشأ فيها، حالت بينه وبين أن يعبد الله؛ القرآن الكريم يأمره أن يهاجر، ومن لم يهاجر يستحق دخول النار، لأن سرّ وجودك أن تعبد الله؛ فأي مكان حال بينك وبين أن تعبد الله لابد من أن تتحول إلى بلد آخر؛ إذاً أول شيء في الحياة، العبادة:

﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ﴾

[سورة النساء:97 ]

 إلى آخر الآية.

 

هدي النبي عليه الصلاة والسلام في العزلة لمن لا يأمن على نفسه عند الاختلاط :

 الآن؛ الحياة الاجتماعية أساسية؛ الحياة الاجتماعية ضرورية، أما إذا أدى الاندماج في هذه الحياة إلى معصية الله؛ فلابد من أن تعتزل هذا المجتمع، هذا كلام دقيق، والذي أورد المسلمين موارد الهلاك هذا التساهل في هاتين النقطتين، من خلال الاندماج في المجتمع، ومع الأقارب، ومع الأهل،؛ صار هناك معاص و حجاب عن الله عز وجل، فاليوم الدرس؛ هدي النبي عليه الصلاة والسلام في العزلة لمن لا يأمن على نفسه عند الاختلاط.
 صلة الرحم من أساسيات الدين؛ إذا أدت هذه الصلة إلى معصية فدعها، دع خيراً عليه الشر يربو، درء المفاسد مقدم على جلب المنافع، يقول النبي عليه الصلاة والسلام:

(( كان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في إبله، فجاءه ابنه عمر، فلما رآه سعد قال: أعوذ بالله من شر هذا الراكب، فنزل، فقال له: أنَزَلتَ في إِبلك وغنمك وتركت الناس يتنازعون الملكَ بينهم؟ - سيدنا سعد اعتزل- فضرب سعد في صدره، وقال اسكت، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يحب العبد التَّقيَّ الغنيَّ الخفيَّ ((

[أخرجه مسلم عن عامر بن سعد]

 إن الله يحب العبد التَّقيَّ - المستقيم -، الغنيَّ عما سوى الله، الخفيَّ - الذي إذا غاب لم يفتقد، وإذا وجد لم يعرف، وهو عند الله في أعلى عليين -؛ أي ليس شرطاً أن تكون تحت الأضواء، أن تكون مهماً، وإذا دخلت فالناس يقفون، وأن تلاحقك العدسات، لا، قد تكون إنساناً مغموراً لا أحد يعرفك لكنك عند الله عظيم، لكنك عند الله كما قال الله عز وجل:

﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى﴾

[سورة النجم:37]

 وفيت عهد الله عز وجل؛ لأنه الآن الحياة الاجتماعية والاندماج فيها فيه معاص كثيرة جداً، نساء متفلتات، أفلام، برامج، أمسيات، سهرات، مقاصف، ندوات، فنادق، هذا كله يبعد عن الله عز وجل؛ ففي زمان الفساد، زمان التفلت؛ آوِ إلى الكهف؛ الكهف مسجدك وبيتك؛ فالإنسان دخل إلى بيته، أغلق الباب، يصلي ببيته، يقرأ القرآن، يقعد مع أولاده، يعبد الله بعيداً عن أية فتنة، عن أية ضلالة، عن أي فساد، عن أي اختلاط، فأحياناً تشتد الفتن، وتستعر؛ في مثل هذه الأزمنة يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً و يصبح كافراً؛ أفضل شيء أن تلوذ ببيت من بيوت الله، وببيتك الذي هو كهفك تؤوي إليه، فلذلك:

((إن الله يحب العبد التَّقيَّ الغنيَّ الخفيَّ))

[أخرجه مسلم عن عامر بن سعد]

 سيدنا سعد صار هناك فتنة فانسحب.

 

الاعتزال في البيت أو المسجد إذا اختلطت الأمور و تداخلت الأوراق :

 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال:

((قال رجل: يا رسول الله، أي الناس أفضل؟ قال: مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، قال ثم من؟ قال: رجل معتزل في شعب من الشعاب، يعبد ربه - وفي رواية: يتقي الله - ويدع الناس من شره))

[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي أبي سعيد الخدري]

 

 

الأمور إذا اختلطت، والأوراق تداخلت، والمضللون مع عامة المسلمين، ضلالات تطرح نظريات، تطرح كتباً ما أنزل الله بها من سلطان، تحتقر السنة أحياناً، و تقول: نكتفي بالقرآن، وهذه الآيات التي تقول:

﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾

[سورة الحشر:7]

 ماذا نفعل بها؟ وقوله تعالى:

﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُوِل اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَة﴾

[سورة الأحزاب: الآية21 ]

 ماذا نفعل بهذه الآية؟
 ومن أين نأتي بتفاصيل الصلوات؟ و تفاصيل الزكاة؟ وتفاصيل الأحكام الشرعية؟ وأحكام البيوع؟ وكيف أن الله سبحانه وتعالى وكَل النبي عليه الصلاة والسلام أن يبين للناس ما نزل إليهم، فكيف نقول نكتفي بالقرآن!؟ ضلالات، وترهات، واتهامات، على مستوى الكتب والتآليف و المكتبات والأفكار والندوات؛ قد تعقد ندوة لتعطيل أحكام الله عز وجل؛ قبل أسابيع جاء شخص من مصر أجريت معه ندوة قال: لا داعي لأن نقطع اليد، و قوله تعالى:
َ

﴿و السَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا﴾

[سورة المائدة: 38]

 إله - خالق الكون – أمرنا بهذا، تقول: لا داعي لهذا؟! هناك أساليب للردع غير قطعية، يستخف بالقرآن وبأحكام القرآن، و طبعاً هو له مظهر ديني أيضاً، بزي ديني، وهو داعية، و ضلالات، وخزعبلات، وترهات.

 

اتباع منهج النبي في الدعوة إلى الله عز وجل :

 في زمن الفتن لذ بجامعك، لذ ببيتك، قرآنك معك، كتاب السنة معك، أخوانك حولك، اكتف بإخوانك، اكتف بالمؤمنين، اكتف بمسجد يذكر الله فيه.
 سوف أقول لكم الحقيقة: الدعوة إلى الله لابد من أن تتبع منهج النبي في الدعوة، أما أن تأتي بإنسان ملحد وتقول له: تفضل اصعد؛ أسمع ملايين مملينة في العالم آراءك؛ اعمل اتجاهاً معاكساً، والناس يفرحون بهذه المحطة؛ يا أخي كلها ندوات جيدة، صاحب هذه المحطة يهودي؛ نحن في ضلال؛ أن أُمكّن إنساناً يتكلم عن كل ضلالاته، يحتقر الدين، يحتقر المسلمين، يحتقر كلام الله عز وجل، أأمكنه؟! أأسمع الملايين المملينة أفكاره، وأجعل الطرف الثاني أضعف منه - الذي يمثل الدين أضعف -؟! أهذه طريق الدعوة!؟ هذا طريق لم يفعله النبي إطلاقاً، والدعاة يجب أن يلتزموا بمنهج النبي في الدعوة، منهج النبي أن تلقي على الناس الحق، إنسان سألك تجيبه على انفراد، أما أن تعمل هذه الخصومات التي تبث في الفضاء، وتسمعها الخمس قارات، وتأتي بالطرف الصح ضعيفاً، حجته ضعيفة، لا يوجد عنده إمكانيات أن يدافع عن الدين، يظهر أمام الناس أن الإسلام ضعيف، ليس فيه حجة، الإسلام أسلوب تقليدي، أما ذلك فمتحضر، فكره نير، واقعي، قوي الحجة، جريء، أتعطي الكفر هذا الدور!؟

في الزمن الصعب عليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامة :

 الآن الناس بماذا انشغلوا؟ بهذه الندوات، كل يوم يقول لك: فلان ظهر، فلان تكلم، هذا الفكر الضال يسري في هذه القنوات، قنوات المجاري يسري بها، ويؤذي الناس، الذي أتمناه على الله عز وجل أن كل داعية ينبغي أن يتبع النبي في طريقة الدعوة، أما أن تُمكّن إنساناً ضالاً مضلاً أن يتكلم ما يشاء، ويسمعه الملايين المملينة؛ فهذا شيء لم يفعله النبي؛ هل ورد أن النبي عمل مناظرة أمام أصحابه مع إنسان كافر مع أن الحجة معه؟ ما فعل النبي ذلك إطلاقاً، ما التقى مع كافر وعمل مناظرة، واسأل لأجيبك! ما ورد هذا، والمشكلة أن الباطل أحياناً يتمكن من ضعاف النفوس؛ فتجد أن الإنسان الضعيف إيمانه، أو شهوته غالبة عليه، إن سمع فكرة تؤيده يتعلق بها، لم يعد يهمه الرد عليها، همه أن يفهمها هذه أعجبته.
 الآن هناك أشياء كثيرة؛ كتاب مثلاً إذا أباح المعصية، أو غطى المعصية بشيء، بتعليل، بتغطية معينة؛ تجد الناس يتعلقون به تعلقاً شديداً، الآن آلاف مؤلفة يقولون لك: قد أفتوا بالربا في مصر- هذه علقت - كم حديث ديني ظهر في العالم لم يعلق أما الإفتاء بالربا فعلق؟ فأحياناً الخطأ يتمكن من الإنسان، فليس من المعقول أن أضحي بالمجتمع بأكمله عن طريق قناة فضائية، أسمع الناس الكفر، والإلحاد، والطعن بالدين، وأجعل الطرف الآخر ضعيفاً، فلذلك نحن بحاجة الآن أن نحافظ على صفائنا، نحن اجتماعيون إلى أقصى درجة؛ اجتماعيون إذا كان الوضع طبيعياً، اجتماعيون فيما بيننا، أما بحكم أنني أنا اجتماعي تزل قدمي، اجتماعي أقع بمعصية، اجتماعي أشتهي المنكر، فهذه مشكلة كبيرة؛ لذلك في الزمن الصعب؛ في زمن القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر، في زمن الأوراق تداخلت، في زمن الضلال طرح مع الهدى، في زمن الإنسان شعر بغربة؛ قال: في مثل هذا الزمان:

((عليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامة، الزم بيتك وأمسك لسانك، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بخاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة))

[صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص]

الخير كله في المؤاثرة :

 لدينا قاعدة عامة مهمة جداً: أن الخير كله في المؤاثرة؛ ولكن لا مؤاثرة في الخير، أي مستحيل أن أؤثر إنساناً على طاعة الله؛ أنا هدفي أهديه؛ سأجلس معه، مع زوجته، بناته؛ وأتكلم عن الله! الآن أنت وقعت بالفخ ولم تعرف، وقعت بالفخ وانتهيت، أنا لا أؤثر إنساناً على طاعة الله؛ كثيراً ما تجد أشخاصاً يجتهدون أنه من الممكن أن أهدي هذه؛ لكن هذه أنثى؛ ممنوع أن تختلي معها، فأنت تنطلق من هدايتها فإذا أنت في معصية كبيرة، فهناك مزالق كثيرة جداً، ترهات كثيرة، طبعاً سبب اختياري هذه الأحاديث أنني كثيراً ما أسمع عن إنسان على أثر قليل من الانفتاح على المجتمع خسر دينه.

من اختار مصلحة بعيدة عن فتن المجتمع يكون قد أنقذ دينه :

 والحديث السادس قال عليه الصلاة والسلام:

((يُوشِكُ أن يكون خيرَ مال المسلم؛ غَنَم يَتْبَعُ بها شَعَفَ الجبال، ومواقع القَطْرِ، يَفِرُّ بدينه من الفتن))

[ أخرجه البخاري والموطأ وأبو داود والنسائي عن أبي سعيد الخدري]

 الآن في دمشق؛ محل في زقاق الجن - تصليح سيارات - أو بالمنطقة الصناعية؛ يوجد سيارات معطلة، شحم، زيت، أصوات، ومحل بالحمراء يبيع مثلاً ألبسة نسائية؛ العطر، والأناقة، والنعومة، والأغاني، أيهما أقرب للآخرة وللجنة؟! الذي في المنطقة الصناعية، هناك لا يوجد معصية، لا يوجد محلات فيها قنص؛ النساء كاسيات عاريات؛ أخ كريم فتح محلاً قال لي: والله غلطت، كل الزبائن نساء متفلتات لدرجة غير معقولة، قال لي: أنا محصن بالزواج، عندي شباب بالمحل، عندي موظفون؛ أول امرأة، وثاني امرأة، وثالث امرأة؛ هناك مشكلة؛ فكلما استطعت أن تبتعد عن مواطن الفتنة، كلما اخترت مصلحة بعيدة عن إغراءات النساء؛ كلما اخترت مصلحة بعيدة عن فتن المجتمع؛ تكون أنت قد أنقذت دينك، لذلك قال:

((يُوشِكُ أن يكون خيرَ مال المسلم غَنَم يَتْبَعُ بها شَعَفَ الجبال - أي أعلاها ورؤوسها - ومواقع القَطْرِ ، يَفِرُّ بدينه من الفتن))

[ أخرجه البخاري والموطأ وأبو داود والنسائي عن أبي سعيد الخدري]

الإيمان القوي يصمد أمام إغراءات الدنيا :

 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال :

(( منْ خَيْرِ مَعَايش الناس لهم: رَجُل مُمسِك بعِنان فرسه في سبيل الله، يَطِيرُ على مَتْنه، كلما سمع هَيْعة، أو فَزْعة، طار عليه يبتغي القتل، أو الموت مَظانَّه، أو رجل في غُنَيمة في رأس شَعَفة من هذه الشِّعاف، أو بطن واد من هذه الأودية، يُقيم الصلاة، ويُؤتي الزكاةَ، ويعبُد ربَّه حتى يأتيَه اليقين، ليس من الناس إلا في خير))

[أخرجه مسلم عن أبي هريرة]

 أي يمكن أن تكون في بيت متواضع، مع أخ مؤمن جلست معه، قرأت قرآناً شعرت بصفاء، براحة، و يمكن أن تشرب فنجان قهوة بفندق خمس نجوم، جالس؛ ترى آلاف النساء شبه عرايا، أول مرة غضضت بصرك ثم هل هذا شاب أم بنت؟ تريد أن تتأكد؛ فرأيتها؛ هذا ما يحصل معنا، ينظر فلم يعد يريد أن يصلي؛ صارت الصلاة صعبة عليه؛ يريد أن يرى المناظر، فبين أن تجلس بغرفة من الدرجة العاشرة، مع أخ مؤمن، تقرأ قرآناً، وبين أن تشرب فنجان قهوة في فندق ما! اختلف الوضع اختلافاً كلياً؛ أنا أنبه لأنني لا أتكلم من هراء، أحياناً الإنسان يكون مستقيماً، منضبطاً، يؤوي إلى بيت من بيوت الله، بشكل أو بآخر تجده فلت؛ فلت من إغراء بسيط، ونحن نريد إيماناً قوياً يصمد أمام الإغراء.
 إذاً هناك أربعة أحاديث:

((إن الله يحب العبد التَّقيَّ الغنيَّ الخفيَّ ))

[أخرجه مسلم عن عامر بن سعد]

(( رجل معتزل في شعب من الشعاب يتقي ربه تبارك وتعالى ويدع الناس من شره ))

[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي أبي سعيد الخدري]

 و:

((يُوشِكُ أن يكون خيرَ مال المسلم غَنَم يَتْبَعُ بها شَعَفَ الجبال، ومواقع القَطْرِ، يَفِرُّ بدينه من الفتن))

[أخرجه البخاري والموطأ وأبو داود والنسائي عن أبي سعيد الخدري]

((رجل في غنيمة في رأس شِعفة من هذه الشِّعف، أو بطن واد من هذه الأودية؛ يُقيم الصلاةَ، ويؤتي الزكاةَ، ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين))

[رواه النسائي عن عبد الله بن عباس]

أثمن شيء في زمن الفتن أخ في الله :

 بالمناسبة أثمن شيء في زمن الفتن أخ في الله، تأنس به ويأنس بك، تبثه حبك ويبثك حبه، تركن إليه، تسكن إليه، تعينه ويعينك، تأخذ بيده ويأخذ بيدك؛ فمن له أخ مؤمن فليعض عليه بالنواجذ، يحرص عليه، يلجأ له، يكثر جلسات معه؛ يصير هناك أنس، الإنسان ليس كل لحظة بالجامع، و ليس كل لحظة مع الشيخ، وليس كل لحظة مع من يحب، يجب أن يختار من بين المؤمنين مؤمنين يجلس معهم دائماً، يكون معهم؛ أحياناً يكون هناك يوم عطلة، تجلس مع أخيك فترتاح، فلابد من أن تصطفي أخوين، أو ثلاثة، هؤلاء يؤنسونك، ويحفظونك، وهم حصن لك.
 درس اليوم؛ إذا كان هناك فتن فالعزلة أولى، أما إن لم يكن هناك فتن فالاختلاط أولى، المقياس أنه من خالط الناس فصبر على أذاهم، واستطاع أن يأخذ بيدهم إلى الله؛ أفضل من أن يعتزلهم، أما إذا كانوا أقوى منك، ولهم قوة جذب أكبر؛ فو الله تركهم أولى، هذا هو الأصل، نهاية المطاف: الوحدة خير من الجليس السوء، لكن الجليس الصالح خير من الوحدة، إذا كان المجتمع راقياً، والله هذا المجتمع أرقى من الوحدة بكثير، أما إذا المجتمع كله متفلت فالعزلة أولى، الآن: إذا الإنسان ذهب ليزور خالته؛ خرج له بنات خالته الثلاث بثياب متفلتة بالصيف: أهلاً!! أين إذاً صلة الرحم هذه؟ كلهن أجنبيات عنه، وهن متفلتات - اختلف الأمر - كنا بصلة رحم صرنا بثلاث معاص - هذا الذي ألح عليه، حافظ على استقامتك، وعلى صفائك، وحافظ على إخوانك المؤمنين، اجلس معهم، ولا تستبدل بهم غير المؤمنين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور