وضع داكن
20-04-2024
Logo
دروس جامع الأحمدي - الدرس : 075 - الإنفاق والرزق
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

هذه حقيقة الرزق :

 روى الدار قطبي: عن أنس -رضي الله عنه-, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:

((إن مفاتيح الرزق متوجهة نحو العرش, فيُنزل الله تعالى على الناس أرزاقهم على قدر نفقاتهم؛ فمن كفَّر كُفِّر له, ومن قلَّل قُلِّل له))

 الفعل فعل الله, والرزق رزق الله, والأمر كله بيد الله؛ فمن أنفق, أَنفق الله عليه, وكثَّر أرزاقه, ومن قلل؛ قلل الله عليه.

نقطة مهمة :

 النقطة الدقيقة: أن الإنسان -أيها الأخوة- حريص حرصاً لا حدود له على شيئين: على حياته, وعلى رزقه, وحياته, ورزقه بيد الله وحده, ولم يُسلم قضية الحياة والرزق لمخلوق, ولو توهمت: أن فلاناً قتل فلاناً, المقتول يموت بأجله, هذه عقيدة أهل السنة والجماعة, المقتول يُقتل بأجله.

((واعلم أن الأمة, لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء, لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك, وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء, لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك))

[أخرجه الترمذي في سننه]

 يعني: هو الأساس أن تدع الخلق, وتتجه إلى الخالق, هذا هو الدين, وهذا هو التوحيد.

من مسالك الشيطان في ابن آدم :

1-إلغاء الإنفاق :

 الإنسان: حينما يُعلق الآمال على الخلق, يتشعب, يتشتت, يتمزق؛ إن أرضى زيداً, يغضب عبيد, وإن أرضى فلاناً, يغضب علان, أما إذا جعل علاقته بالله عز وجل, وأيقن أن أجله, ورزقه بيد الله, وأن كلمة الحق لا تقطع رزقاً, ولا تقرب أجلاً, لأن هذا الذي تعبده, إذا لم يحمك, كيف تعبده؟ تعبد قوياً أنت, تعبد من بيده كل شيء.
 يعني: كل إنسان يقول لك: أنا أخاف أن أطيع الله, فأدفع الثمن باهظاً ......
 مثلاً: إنسان إيمانه صفر؛ تعبد الله ويُسلبك إلى غيره؟ تعبد الله ولا يحميك؟ تعبد الله ولا يدافع عنك؟ تنفق من مالك على الفقراء والمساكين ولا يرزقك؟:

﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾

[سورة آل عمران الآية:175]

 أخواننا الكرام, إذا هممت بدفع صدقة, ثم قلت: لا, أنا أولى, لا يوجد داع, اعلم علم اليقين: أن هذا من الشيطان, لأن:

﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ﴾

[سورة البقرة الآية:268]

 كل التوجيهات, الوسوسات, إلى معصية تستحي بها, من الشيطان وكل التقنينات إلى إلغاء الإنفاق من الشيطان, وكل المناوشات بين المؤمنين من الشيطان.

 

2-التحريش بين المؤمنين :

 

((إن الشيطان يئس أن يعبد في أرضكم))

 يعني: أن يُعبد صنم في العالم الإسلامي, مستحيل, انتهى, هذا انتهى إلى يوم القيامة.

((إن الشيطان يئس أن يعبد في أرضكم))

 لن تجد إنساناً في كل بلاد المسلمين, يعبد غير الله.
 يعني: في الصين بوذا, وفي نار, وفي بقر, وفي آلهة كثيرة, في العالم الإسلامي نعبد الله وحده, هذا من فضل الله علينا, حسناً: ما دور الشيطان إذاً؟.

((إن الشيطان يئس أن يعبد في أرضكم؛ ولكن رضي بالتحريش بين المؤمنين))

 كل الخلافات بين المؤمنين, بأمر من الشيطان, وبدافع من الشيطان, وهي تُرضي الشيطان.

سؤال دقيق :

 الإنسان –أحياناً- لما يتحرك, في سؤال دقيق, أرجو أن يكون واضحاً عندكم:
 أنت –أحياناً- تتحرك, -دقق- تتحرك لمصالح من؟ من المستفيد؟ من؟ هذه الحركة؛ لو تحركت لمناوشة أخ في الله, لو تحركت لإحداث خصومة, لشق صف, لشرخ بين شخصين, هذه الحركة: لصالح من؟ لصالح الشيطان.
 يعني: أحياناً الأمر: يُفسر ليس على هذا, حسناً: الأمر تم لصالح من؟.
 إذاً: إذا كان تم لصالح الشيطان, إذاً: هذا الوحي من الشيطان, فالخصومات بين المؤمنين, لصالح الشيطان, إذاً: هي بوحي من الشيطان. قال:

﴿هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ﴾

[سورة القصص الآية:15]

 لما وكزه موسى فقضى عليه:

 

﴿قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ﴾

 

[سورة القصص الآية:15]

 كل الإحجام عن الإنفاق, بدافع الخوف من قلة الرزق, بوحي مَن؟:

﴿يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ﴾

[سورة البقرة الآية:268]

﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ﴾

[سورة آل عمران الآية:175]

﴿يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ﴾

[سورة البقرة الآية:268]

 حسناً:

﴿وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ﴾

[سورة البقرة الآية:268]

 واضح.
 يخوفك من أن تُنفق, ويخوفك من أن تعمل صالحاً, ويعدك بالفقر: إن فعلت هذا, ويدعوك إلى المعصية, والإثم, والفجور, ويُوقع بينك وبين أخيك.

 

3-الأمر بالمعصية :

 بالمناسبة: الله عز وجل ذكر على لسان الشيطان:

 

﴿لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾

[سورة الأعراف الآية:16]

 الإنسان: ما دام في طرقات منحرفة, لا يوجد شيطان, إذا إنسان من ملاهٍ, ودخله ربوي, ووقته في الملاهي, ومتفلت, لا يشعر بوسوسة إطلاقاً, لأنه يفعل ما يريد الشيطان.
 مرة قال لي شخص سؤالاً: لماذا الصحون في أوروبا قليلة جداً, وعندنا كثيرة جداً؟ قلت له: لأن الذي تراه في هذه الصحون, هم يفعلونه كل يوم, يعني هم في انحطاط, ونحن على طريقهم سائرون. فلذلك:

﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ﴾

[سورة آل عمران الآية:175]

 الأمر بالمعصية من الشيطان, الأمر بالبخل من الشيطان, التحريش بين المؤمنين من الشيطان, دائماً خذ القاعدة: هذا الأمر تم لصالح من؟ لصالح جهة, إذاً هذه الجهة: هي التي سببت هذا الأمر.
 فاعلم علم اليقين: أنه ليس من صالح المؤمنين, أن يكون هناك فرقة بينهم, ولا أن تكون بينهم عداوة وبغضاء, ولا أن تكون بينهم قطيعة رحم, ولا أن تكون بينهم عداوة؛ فإذا كانت هذه العداوة, وقطيعة الرحم, والبغضاء, والإحجام عن المعاونة, هذا لصالح الشيطان, والشيطان هو الباعث.
 فلذلك: يقول عليه الصلاة والسلام:

((إن مفاتيح الرزق متوجهة نحو العرش))

4-الوساوس لمن يريد أن يتوب :

 

 

 

فالشيطان يقول:

﴿لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾

[سورة الأعراف الآية:16]

 لمجرد أن تتجه إلى المسجد, لمجرد أن تنوي أن تتوب, تأتيك الوساوس, شيء طبيعي جداً, يوم كان الإنسان مع الشيطان, أراحه من الوساوس, لما كان مع الشيطان, لا يوجد مشكلة, أنت تحقق ما يريد:

﴿وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً﴾

[سورة النساء الآية:27]

 إذا كنت مع الله, فأنت في خير, أما الذين يتبعون الشهوات: يريدون أن تميلوا ميلاً عظيماً إلى الشهوات. قال له:

﴿لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾

[سورة الأعراف الآية:16]

 يعني الشيطان: لمجرد أن تسلك طريق الإيمان, طريق الصلح مع الله, أن تتوب, أن تحجب زوجتك, أن تضبط عينك, أن تضبط لسانك, تأتيك الوساوس, من خلق الله؟ صار لك ثلاثون سنة, السؤال لم يخطر في بالك, لما تبت, أتاك السؤال! أي الدين أصح مثلاً؟.
 قال له:

﴿لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾

[سورة الأعراف الآية:17]

أتريد أن تعرف نعم ربك عليك؟ إليك بعضها :

 اسأل حوالي مئة شخص, لا على التعيين, كيف الوضع؟ يقول لك: والله سوق مسموم, لا يوجد عمل.
 تسكن في بيت, وعندك أولاد, وعندك زوجة, ومعك طعامك, وسفرتك عامرة, بكل أنواع الطعام, وأولاد بصحة تامة, وعندك مركبة, ولا يوجد عندك مشكلة, يوجد هموم قليلة في العمل, لا يوجد مانع؛ يا رب لك الحمد على نعمة الصحة, يا رب لك الحمد على نعمة الزوجة, لك زوجة, لك أولاد, لا يوجد مرض عضال في أسرتك, هذه نعمة: لا تقدر بثمن.
 لذلك: أنا -والله أيها الأخوة- أستصغر شأن الإنسان, حينما يشكو.

الإنسان لا يعرف قدر النعمة عليه إلا بعد زوالها :

 مرة شخص, -هكذا- زرته بالأربع وسبعين, مكتب استيراد درجة أولى, قال لي: لا يعاش في البلد, سوق مسموم؛ لا يوجد عمل, ولا يوجد ربح, والله أثناء كان الدولار بثلاث ليرات, كانت أرباحه مليونين في السنة, لم يعجبه, هذا ليس عمل, بعث الله له مرضاً, زرته, والله سأسمعكم ماذا قال لي؟.
 قال لي: والله -يا أستاذ راتب- الإنسان يكفيه ألف ليرة في الشهر.
 يعني: يتمنى أن ينفق ألف ليرة في الشهر, لكن يعيد الله له صحته, التي كان يستمتع بها.

إذا سمح ربك أن تعيش يوماً جديداً؛ احمد ربك عليه واقرأ هذا الدعاء :

 الإنسان يقوم صباحاً, ما فيه شيء, دققوا -أيها الأخوة-:
 كان -عليه الصلاة والسلام-, إذا استيقظ من نومه, يقول:

((الحمد لله الذي رد إلي روحي.

 -لي صديق, نام, زوجته نائمة إلى جانبه, مست يده مثل البوظ, فاستيقظت مذعورة, ميت.
 لنا أخ, دخل لغرفته, العادة يصلي الفجر حاضراً في الجامع, يعني أحياناً أهله يصلون, أو لا يصلون الفجر, ظنوا أنه صلى ورجع, زوجته مهيئة السلطة, والبيض المقلي, والترتيبات, ماما: قم أيقظ أباك, قال لها: أبي ميت, نام ولم يستيقظ.
 فلما الإنسان يستيقظ, يجب أن تقول-:
 الحمد لله الذي رد إلي روحي.
 -وقف, لا يوجد فيه شيء؛ صحته طيبة, يرى بعيونه, يسمع الصوت, يتكلم, يعني أفرغ مثانته, والأجهزة كلها سليمة, قليلة هذه؟-.
 والحمد لله الذي عافاني في بدني.
 -الشيء الثالث: صليت في الجامع-.

والحمد لله الذي ألهمني ذكره, ورد إلي روحي, وعافاني في بدني, وأذن لي بذكره))

 سمح لي.
 في أشخاص يقومون بأعمال شاقة الفجر, يغسل سيارته في الساحات العامة, لك هذا وقت صلاة, وقت عبادة, هذا ليس وقت غسيل سيارة, هذا وقت الرحمة, وقت التجلي, وقت أن تقف بين يدي الله عز وجل, في شخص خارج من الملهى الآن, دايخ, أنت جالس في الجامع.
 فالإنسان ........

كان نبيكم تعظم عنده النعمة مهما دقت :

 كان -عليه الصلاة والسلام- تعظم عنده النعمة مهما دقت.
 يعني: قليلة تشرب كأس ماء, ويخرج, والطريق سالك.
 قال له: بكم تشتري هذا الكأس -لأحد الخلفاء- إذا مُنع عنك؟ -نظر, هارون الرشيد ذكي- قال له: بنصف ملكي, قال له: فإذا مُنع إخراجه, –في أناس يصرخون, إذا كان صار معهم حصر بول, شيء مخيف, آلام لا تحتمل- قال له: بنصف ملكي الآخر, قال له: إذاً: ملكك يُساوي كأس ماء؛ شرباً وإخراجاً.

نعمة يجهلها الكثير من الناس :

 أنا أريد أن أذكركم بنعم الله عز وجل, أريد أن تقولوا: الحمد لله دائماً, أريد إذا دخلت بيتك, معك مفتاح بيت:

((الحمد لله الذي آواني, وكم ممن لا مأوى له))

 قال لي شخص كلام لطيف, قال لي: نسافر نحو الغرب, نرى حالنا, ما عندنا شيء في بلادنا, نسافر نحو الشرق, نرى حالنا ملوكاً, أسر بأكملها في الرصيف, نصف الشعب الهندي على الرصيف نائم؛ والولادة على الرصيف, واللقاء الزوجي على الرصيف, أو بقوارب صغيرة, أنت عندك مأوى.

((الحمد لله الذي آواني, وكم ممن لا مأوى له))

انظر لمن هو أدنى منك, فلذلك: أحرى ألا تحتقر نعمة الله عليك :

 أخواننا الكرام, رجاءً, عندنا قاعدة ذهبية: انظر لمن هو أدنى منك, فذلك: أحرى ألا تحتقر نعمة الله عليك.
 أما في الدين: إياك أن تنظر إلى المجرمين؛ أخي أنا لست مجرماً, يقول لك, ما أحلاك أن تكون مجرماً, أنا لا أسرق, ما أحلاك أن تكون حرامياً.
 في أمر الدين: انظر إلى من هو فوقك ........
 انظر –الآن- المؤمنين, الكبار, الأولياء, العارفين بالله؛ كيف كسبوا حياتهم؟ كيف عرفوا أن يعيشوا؟ كيف طبقوا منهج الله؟ كيف رضي الله عنهم ورضوا عنه؟ كيف استحقوا الجنة بأمر الدين؟ إياك أن تنظر لمن هو أدنى منك, أما بأمر الدنيا: انظر إلى من هو أدنى منك, فذلك: أحرى ألا تحتقر نعمة الله عليك.

من فوائد الصيام :

 والحقيقة: يعني الصيام له فائدة, له مليون فائدة, من الفوائد: تعرف أنك إنسان ضعيف, تجد شخصاً محترماً جداً, إذا كان في الصيف, الصيام في الصيف, من الساعة الثانية عشرة ظهراً, يعني متعلق بكأس ماء, كل أحلامه كأس ماء, وكأس ماء ينعشه, أنت مفتقر لكأس ماء, مفتقر للقمة طعام تأكلها. فلذلك أنا أقول هذا الكلام لسبب:
 في بؤس كبير, والفقر مستشر, والذين يحتاجون الطعام والشراب كثر, لذلك: بقدر ما تستطيعون, أنفقوا من أموالكم.

ما من نفقة تنفقها في سبيل الله إلا والله يعوضها إليك, دليل ذلك :

 هناك في القرآن الكريم ثماني آيات حصراً, تؤكد كلها: أنه ما من نفقة تُنفقها في سبيل الله, إلا والله يعوضها, أبداً:

﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ﴾

[سورة سبأ الآية:39]

 إله يقول لك هذا: أي نفقة تنفقها, الله عز وجل: يخلفها أضعافاً مضاعفة.

من أسرار زكاة الفطر :

 حسناً: في سؤال ثان: مر بالفقه: أن الإنسان في رمضان, عليه أن يدفع زكاة الفطر, من هو الذي يكلف؟.
 قال: الذي عنده في البيت وجبة طعام واحدة -يعني مئة غرام جبنة, مع رغيف, مع كأس شاي فقط, البيت لا يوجد فيه شيء, إلا مئة غرام جبنة, وجبة طعام- الذي يملك قوت يومه, عليه زكاة الفطر -لكن هذا فقير جداً!-.
قال: من أجل أن يذوق في كل سنة مرة, طعم الإنفاق.
 له أن يأخذ, لكن لا بد من أن يُنفق, ليذوق طعم الإنفاق.
 لذلك:

((فمن كفَّر كُفِّر له, ومن قلَّل قُلِّل له))

((أنفق بلالاً, ولا تخش من ذي العرش إقلالاً))

((عبدي أَنفق, أُنفق عليك))

طرفة :

 والله قصص, لو في وقت -أسمعها وأسجلها أحياناً- لا تُقدر بثمن.
 إنسان: تجد أنفق مئة ألف, جاءه مئتان, الله أكرم منك.
 يعني: في طرفة: الله عز وجل لا يتحمل منية, تعطي يعطيك أضعافاً, يغمرك بالعطاء.

((أنفق, ولا تخش من ذي العرش إقلالاً))

 هذا درس اليوم, ونحن في رمضان, وكان -عليه الصلاة والسلام-: إذا جاء رمضان, كان جواداً, وكان أجود ما يكون في رمضان, كالريح المرسلة.

ملاحظة :

 لي ملاحظة بسيطة: الأحاديث الشريفة: تُلح على إطعام الطعام, الحكمة من ذلك: أن هذا الإنسان عليه ديون, تعطيه ألفين, يدفعهم دين, يحتاج إلى ثوب, تعطيه ثلاثة آلاف, يشتري ثوباً, يدخن, تعطيه يشتري دخاناً, وأولاده جائعون, أما إذا قدمت له طعاماً؛ تنكة سمن, تنكة زيت, رز, سكر, هذا في النهاية إلى البطون الجائعة, تضمن أنت بتوزيع الطعام: أن تصل هذه المواد إلى معدة هؤلاء الفقراء, من دون إشكالات.
 لذلك: من أعظم الأعمال؛ إطعام الطعام, توزيع الطعام, وهذا شهر كريم, والله عز وجل يحبنا متعاونين, ولا يحبنا متفرقين, لا يحبنا .....

((من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم))

 نفى أن يكون منهم.

((والله ما آمن, والله ما آمن, والله ما آمن, من بات شبعان, وجاره إلى جانبه جائع, وهو يعلم))

 وإذا كل إنسان تفقد أسرته, وتفقد جيرانه فقط, تحل مشكلة, تفقد نسبي, وتفقد جغرافي, جيرانك وأقرباءك, إذا كل إنسان تكفل بأقربائه, بجيرانه, صار في تكافل اجتماعي.
 والزكاة -كما قلت لكم-: تطهر الدافع من الشح, والفقير من الحقد, والمال من تعلق حق الغير به.

دعاء الختام :

 الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 اللهم أعطنا ولا تحرمنا, أكرمنا ولا تهنا, آثرنا ولا تؤثر علينا, أرضنا وارض عنا. وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور