وضع داكن
19-04-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 200 - ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة.....
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة الكرام:
 أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

 

(( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر ))

أيها الإخوة:
 يقول بعض علماء النفس أن الإنسان فيما بعد الأربعين، أو بعد الخمسين إن لم مستقيماً على أمر الله، إن لم ينشأ في طاعة الله، إن لم يكن له إيمان يردعه عن المعاصي والآثام تنشأ عنده مراهقة متأخرة، لذلك ورد في الأثر أن الله سبحانه وتعالى:
يحب ثلاثاً أحب ثلاثاً وحبي ثلاثاً أشد، ويبغض ثلاثاً، وبغضه لثلاثة أشد ورد في الأثر أني أحب الطائعين، وحبي للشاب الطائع أشد.
 يعني بمقتبل الحياة ممتلئ شهوات، ومع ذلك يغض بصره عن محارم الله، لا يقع في إثم مهما دق، إن الله يباهي به الملائكة، يقول انظروا عبدي ترك شهوته من أجلي بل ما من شيء أحب إلى الله تعالى من شاب تائب، لذلك إذا كنت تغبط أحداً من الخلق اغبط شاباً نشأ في طاعة الله، أحب ثلاثاً وحبي ثلاثاً أشد، أحب الطائعين، وحبي للشاب الطائع أشد، وأحب المتواضعين، وحبي للغني المتواضع أشد، غني، متواضع، أديب، محسن يأكل مع الصغير، والكبير.
 حدثني أخ كان يتيم الأم والأب، ألحقوه بمعمل من معامل دمشق التي أنشأت في الأربعينات، وكان صاحب المعمل رجل صالح، فهذا يتيم وفقير جداً، فقال له تأكل معي يا عم، طبعاً حتى لا يحرجه قال له افتح أكلك، بطاطا مسلوقة، معكرونة، وأكلات المعلم درجة أولى قال له تطعمني من عندك وتأكل من عندي، يقول لي كل ما أذكر اسمه أبكي يعني الآن عمر ثمانين سنة الأخ، يقول لي كل ما أذكر اسمه أبكي، من أي شيء ؟ التواضع.
تجد غني مؤمن تشتهي الغنى، أديب متواضع، يعامل من حوله كأنه واحد منهم.
 لذلك في قصة كنت مرة بأمريكا، وأنبئوني أنه لأول مرة في تاريخ أمريكا الصناعي، أمريكا متفوقة جداً بصناعة السيارات، تعد الأولى بالعالم، لأنه أكبر سوق استهلاكي للسيارات عندها 290 مليون العدد، بمعدل كل واحد له سيارة ونصف، الأسرة فيها خمس سيارات تقريباً، اليابان تفوقوا عليهم، تفوقوا تفوق كبير جداً، لدرجة أنه كل عشر سيارات بأمريكا 8 شغل اليابان، فأرسلوا وفد، ما القصة ؟ المفاجأة الكبيرة أن الوفد أعطى تقرير الفرق ليس تقني، الفرق اجتماعي، لأن هناك المدير متواضع، يجلس مع العمال، يطمئنهم العمل مثل الصهر يعدونه، له قسم من الأرباح، فمدام مؤمن صحياً والمواصلات على حسابهم، والبيت على حسابهم، وله سهم من الأرباح، وفي آمان لا يسرحونه، لا يسرحونه مهما كلف الأمر، فالعامل مخلص إخلاص شديد، فعمله متقن أكثر فتجد المركبة اليابانية متقنة أكثر، فغزت أكبر سوق في أمريكا.
 فلآن المدير الغني المؤمن عنده معمل تواضعه، خدمته للعمال، تجعل الإنتاج يتضاعف، ويكون متقن، فنحن نعرفها من ديننا، أما العالم الغربي كسفها بذكائه فقط، أحب ثلاثاً وحبي لثلاث أشد، أحب الطائعين، وحبي للشاب الطائع أشد، وأحب الأغنياء، وأحب المتواضعين، وحبي للغني المتواضع أشد، تأكل مع موظف، يدخل لعندك الحاجب كيف يا بني ؟ إن شاء الله مرتاح ؟ تريد شيء ؟ أنت مثل ابني، ماذا تفعل به ؟ يجعله جمعة ذاب بهذه الكلمات، يعطيك روحه.
 والله حدثوني أخوان كثر، الذين ناجحين جداً بالأعمال التجارية عندما يأتي موظف التموين يتنافسوا العمال، اكتب الضبط باسمنا، من شدة إحسان المعلم حتى لا يهينوا معلمهم، يتبرعوا العمال أن يكتب الضبط باسمهم، وهم يدخلون السجن، بدل معلموهم.
إخوانا الكرام:
 عندما تكون أنت محسن كل من حولك حراس لك، وإذا ما كنت محسن أقرب الناس لك يتمنى موتك، إذا كان أب بخيل ومسيء، وصار معه مرض، وجابوا الطبيب وقال لهم عرضية ينزعجوا جداً الأولاد، نريدها قاضية، كيف عملتها عرضية.
 أقول لكم كلمة يا أخوان دقيقة، كل أب محترم بحكم العادات والتقاليد، أو بحكم الدين، لكن ما كل أب محبوب، فأنت بطولتك ما تكون أب محترم كن أب محبوب، وعلامة محبتك علامتان واحدة يومية، وواحدة موسمية، اليومية إذا دخلت إلى البت صار في البت عيد، إذا كنت مكروه إذا خرجت من البيت صار في البيت عيد، فالعيد إما بقدومك أو بخرجك من البيت، الموسمية إذا كان من حولك يتمنون حياتك أنت أب ناجح، وإذا كان من حولك يتمنون موتك ليرثوا ما عندك من بعدك فأنت أب غير ناجح.
 إذاًَ وأحب المتواضعين وحبي للغني المتواضع أشد، وأحب الكرماء، وحبي للفقير الكريم أشد، تجد ما عنده شيء، عنده أربع برتقالات، يضعهم بصحن ويقدمهم، عنده قهوة، وعنده شاي، مرة قهوة، ومرة شاي، قال واحد لشيخ سيدي قهوة لما شاي قال له نبدأ بالشاي، ضمن الاثنتين، فتجد الفقير على فقره كريم، معطاء، تجلس مع واحد معه مليارات غير قهوة من دون سكر ما في أمامك قد ما غلبك حالك، يعني في شدة، أحب الكرماء وحبي للفقير الكريم أشد، يعمل لك عشاء، الذي عنده، في بساطة، في محبة.
 وأبغض ثلاثاً، هنا الشاهد، وبغضي لثلاث أشد، أبغض العصاة، وبغضي للشيخ العاصي أشد، يعني عند الكبرى جبة حمرة، في مراهق بالستين، يعني هيأته غير معقول بهذا السن، تعتني زيادة بالعطورات، تعتني زيادة، تعمل ماكياج والله في الآن من يجري ماكياج على وجهه وهو بالستين، ويريد عملية شد جلد، وعملية كذا، وعملية كذا قال أبغض ثلاثاً وبغضي لثلاث أشد أبغض العصاة، وبغضي للشيخ العاصي أشد.
 والله أعرف شخص بالسابعة والثمانين يعمل كازينو بالبنان، ماذا تركت لأخرتك ؟ كازينو هذا الشيخ الكبير بالسن إذا عصى الله عز وجل، تقول الشاب، المعصية معصية يا إخوان، لكن شاب أول حياته بعده لم يعرف شيء بالحياة يعني تقريباً في من يعذره أما واحد خبر الحياة، ومضى حياته كلها، فلذلك:

 

 

(( عبدي كبرت سنك، وانحنى ظهرك، وشاب شعرك، فاستحي مني، فأنا أستحي منك ))

 

إلى متى أنت باللذات مشغول  وأنت عن كل ما قدمت مسؤول
تعصي الإله وأنت تظهر حبه  ذاك لعمري في المقال شــنيع
لو كان حبك صادقاً لأطـعته  إن المحب لمن يحب يطــيع

 وأبغض ثلاثاً وبغضي لثلاث أشد، أبغض العصاة، وبغضي للشيخ العاصي أشد وأبغض البخلاء، وبغضي للغني البخيل أشد، يا أخوان في ناس معهم ملايين مملينة، لا يخرج عن الضربة.
إخوانا الكرام:
 سأقول لكم كلمة من القلب للقلب، والله لا تنظروا الله ينصرنا إذا في عندنا ظلم داخلي، نحن عندنا ظلم لا يعلمه إلا الله، تجد الإنسان مقهور عوض ما يدخل للبيت رحيم يصب قهره على زوجته، يشتم أبوها، على أب الذي خلفوها، ويضربها، ويقتلها ويطردها من البيت، قهره الخارجي صبه على زوجته، الزوجة قهرها من زوجها تصبه على ابنها الكبير، الابن الكبير قهره من أمه يصبه على أخوه الأصغر، آخر واحد يصبه على القطة، كله قهر، كله ظلم، كله ضغط، هذا مجتمع مريض يا إخوان.
 فلذلك إذا أنت كنت في مكان مسؤولية قبل ما ترفع الأسعار، وتقلل القيمة الشرائية للعملة، وتجعل الموظف يدوخ، ماذا يفعل بهذا المعاش ؟ ما له غير المعاش، كل ما قللت قيمته الشرائية والله أمامك حساب لا يعلمه إلا الله، إذا الناس بخير الأمة كلها بخير إذا الفقراء بخير الأمة كلها بخير.
إخوانا الكرام:
 أنا لي هذه النظرية كل ما يجري بالعالم تحت مليون اسم يعود إلى سبب كبير هو الفقر، كل ما يجري في العالم، تحت مليون اسم في النهاية مليون لا يجدون واحداً، واحد يملك مليون، واحد يتفنن في إنفاق المال، يقول بحفلة قمار أربع ملايين دولار، بحفلة قمار بحفلة كذا، عرس بالشيراتون 85 مليون، وفي 85 ألف شاب يتمنى غرفة بجبل قاسيون آخر جادة أو أول جادة من فوق، هذه الأصح، غرفة يريد أن يتزوج بها، ما في، مادام في ظلم اجتماعي والله الذي لا إله إلا هو ما في أمل الله ينصرنا بالعطف، وأبغض المتكبرين وبغضي للفقير المتكبر أشد، على ماذا ؟ منتوف ما عنده شيء شايف حاله، لا يتكلم، إذا الغني شاف حاله معقول معه 300 مليون، إذا القوي قال لك أنا فلان معقول معه سلطة كبيرة جداً، إذا واحد بمنصب رفيع جداً وشاف حاله معقول، أنت ماذا عندك ؟ قال:
لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعد النطق إن لم يسعد الحال
 وأبغض المتكبرين وبغضي للفقير المتكبر أشد، في قول آخر، هذا الذي تكلمته غير حديث، هذا يسمونه أثر، يعني لا يرقى لمستوى الحديث لكن معناه لطيف جداً.
 الأثر الثاني: الورع حسن، الورع شيء رائع جداً، لكن في العلماء أحسن يعني أجمل صفة بالعالم الورع، الورع بشكل عام جيد، لكن بالعالم يجب أن يكون ورعاً والتوبة حسن لكن في الشباب أحسن، يعني التوبة شيء رائع جداً، لكن ألزم ما تلزم للشاب والحياء حسن لكن في النساء أحسن، الآن تزوك، وتدخن، وتشتم الدين، هكذا النساء الآن ما في أدب، من علامات قيام الساعة أن ينزع الحياء من وجوه النساء، وتنزع النخوة من رؤوس الرجال، تمشي إلى جانبه زوجته بثياب فاضحة، كل خطوط جسمها ظاهرة لا وكل مفاتنها ظاهرة، ومفتخر فيها، هذا ديوث إخوانا.
" قال عليه الصلاة والسلام: من هو الديوث ؟ " الذي لا يغار على عرضه ".
 تخرج تنشر غسيل بروب النوم الشفاف، والبناية التي إلى جانبها في فرق خمسة أمتار، كلها شرفات، لا يهمه، لا يهمه أن يغلق نافذة غرفة النوم بالشتاء، والناس معه نواضير، طبعاً، فلذلك المشكلة كبير جداً، والحياء حسن لكن في النساء أحسن، التوبة حسن لكن في الشباب أحسن، السخاء حسن لكن في الأغنياء أحسن، الصبر حسن لكن في الفقراء أحسن، الورع حسن لكن في العلماء أحسن، يعني العالم يجب أن يكون ورعاً والعدل حسن لكن في الأمراء أحسن، العالم يجب أن يكون ورعاً، والحاكم يجب أن يكون عادلاً، والمرأة يجب أن تكون مستحية، عندها حياء، والشاب يجب أن يكون تائباً، والغني يجب أن يكون سخياً، والفقير ينبغي أن يكون صابراً، الصبر حسن لكن في الفقراء أحسن السخاء حسن لكن في الأغنياء أحسن، الورع حسن لكن في العلماء أحسن، الصبر حسن لكن في الفقراء أحسن، وهكذا.
أيها الإخوة الكرام:
 النتيجة أن الله عز وجل يحب الطائعين، ويحب الكرماء، ويحب المتواضعين ويبغض الشيخ العاصي، ويبغض الغني البخيل، والفقير المتكبر.

إخفاء الصور