وضع داكن
26-04-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 111 - فوجدوا عباءة قد غلها...
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 أيها الأخوة الكرام: لا زلنا في كتاب إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم ولا زلنا في باب الجهاد وننتقل اليوم إلى الترهيب من الغلول والتشديد فيه وما جاء فيمن ستر على غالٍ.

(( عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ كَانَ عَلَى ثَقَلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ كِرْكِرَةُ فَمَاتَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ فِي النَّارِ فَذَهَبُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَوَجَدُوا عَبَاءَةً قَدْ غَلَّهَا ))

(صحيح البخاري)

 الغلول أيها الأخوة: أن تأخذ شيئاً قبل أن توزع الغنائم ! ما الذي يقاس عليه لا يوجد حرب، مات رجل ترك بيت مفروش يأتي الأخ الأكبر يقول هذه السجادة من رائحة أبي يأخذها كل إنسان يهبج شيء ثمين قبل توزيع الإرث يقاس على الغلول هذا، حينما تأخذ شيئاً لأخيك فيه حق فأنت غال وعملك غلول. رَأَيْتُهُ فِي النَّارِ فِي بُرْدَةٍ غَلَّهَا أَوْ عَبَاءَةٍ
 مشكلة العالم الأولى القضية المالية أن تسعين بالمائة من ثروات الأرض بيد عشرة بالمائة من سكان الأرض، والتسعون بالمائة من سكان الأرض على عشرة بالمائة من موادر الأرض، المشكلة الأولى في العالم أن مليون لا يملكون واحداً والواحد يملك المليون ووالله لا أبالغ أن أكثر الحروب والثورات الأعمال الإرهابية هي أساسها أن إنسان لا يجد ما يأكل، "وكاد الفقر أن يكون كفراً " الغلول بحث كبير جداً، حينما تأخذ ما ليس لك حينما تأخذ شيئاً لأخيك فيك حق فأنت غال.
 "وترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد حجة الإسلام " فهذا الرجل الذي كان على غنائم رسول الله يقال له كركرة فمات يُقَالُ لَهُ كِرْكِرَةُ فَمَاتَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ فِي النَّارِ فَذَهَبُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَوَجَدُوا عَبَاءَةً قَدْ غَلَّهَا.
هل تصدقون أيها الأخوة: أن أعلى عطاء تبذله أن تبذل روحك في سبيل الله حتى الشهيد يغفر له كل ذنب إلا الدين، مئات ألوف وعشرات الألوف ملايين القروض طمست وأنكرت على أصحابها.
 كان لي عمل تجاري بموضوع معين فإنسان من بلدة في الشمال استجر بضاعة كثيرة وزوج أولاده من بيع هذه البضاعة واشترى لكل ابن بيت وسيارة وأكل على الناس حقوقهم ولا يزال الآن عندي في البيت سندات عليه القصة من سنة السبع والسبعين وهو من رواد المساجد ومظهره إسلامي.

 

((وترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد حجة الإسلام ))

 أموال الناس مقدسة.

 

 

((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهم عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ وَمَنْ أَخَذَ يُرِيدُ إِتْلَافَهَا أَتْلَفَهُ اللَّهُ ))

 

(صحيح البخاري)

 عندنا قناة نظيفة رائعة للاستثمار هي المضاربة، إنسان بماله إنسان متقاعد امرأة أرملة طفل صغير موظف لا يحسن التجارة هناك حاجة أساسية في المجتمع لاستثمار المال، وهناك من الطرف الآخر طاقات شابة مهندس يحتاج إلى رأس مال ما أروع تعاون رأس المال المخزن مع الطاقات الشابة فإذا كان في ربح بين هؤلاء بين صاحب المال وبين صاحب الجهد لكن لأن الذين أخذوا أموال الناس وأكلوها ضعضعوا ثقة الناس بالإسلام وقويت ثقة الناس بالبنوك، فكل هذه الأموال التي حصلت من الاستثمار أودعت في البنوك، لذلك هذا الذي يسيء معاملة المسلمين وفق منهج الله عليه إثم كبير، إثم أكل أموال الناس بالباطل وإثم زعزعة الناس بالثقة بالدين،

((هُوَ فِي النَّارِ فَذَهَبُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَوَجَدُوا عَبَاءَةً قَدْ غَلَّهَا ))

 شهيد مات بالمعركة !

 

((حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ أَقْبَلَ نَفَرٌ مِنْ صَحَابَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا فُلَانٌ شَهِيدٌ فُلَانٌ شَهِيدٌ حَتَّى مَرُّوا عَلَى رَجُلٍ فَقَالُوا فُلَانٌ شَهِيدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلَّا إِنِّي رَأَيْتُهُ فِي النَّارِ فِي بُرْدَةٍ غَلَّهَا أَوْ عَبَاءَةٍ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ اذْهَبْ فَنَادِ فِي النَّاسِ أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ قَالَ فَخَرَجْتُ فَنَادَيْتُ أَلَا إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ))

 

(صحيح مسلم)

 يحمل على هذا:

 

((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ وَالْمَرْأَةُ بِطَاعَةِ اللَّهِ سِتِّينَ سَنَةً ثُمَّ يَحْضُرُهُمَا الْمَوْتُ فَيُضَارَّانِ فِي الْوَصِيَّةِ فَتَجِبُ لَهُمَا النَّارُ ثُمَّ قَرَأَ عَلَيَّ أَبُو هُرَيْرَةَ ( مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ ) إِلَى قَوْلِهِ ( ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) ))

 

(سنن الترمذي)

 ستين سنة صيام وصلاة وزكاة وحج، لكن أوصى لأولاد امرأته التي يحبها وحرم أناساً من وصيته فتجب له النار، العدل أساس الملك والنجاة، الله عز وجل عدل.

 

﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا﴾

 

(سورة المائدة)

 (واحد سأل سيدنا عمر قال: أتحبني ؟ قال: والله لا أحبك، لا يوجد مجاملة هنا تبتسم له وتصافحه بحرارة وترسل له بطاقة تهنئة وتحفر له حفرة، يوجد نفاق الآن، قال هل يمنعك بغضك لي أن تعطيني حقي ؟ قال ك لا والله، قال: إذاً إنما يأسف على الحب النساء)

 

﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾

 لي صديق له قصة حدثت بقصته في المسجد فإذا بأخ يحدثني عن قصة أخرى معاكسة: هذا الصديق فقير لدرجة لا توصف ماذا يعمل ؟ يمد على رصيف سوق الحميدية مدة ويبيع عليها قطع قماش ستوك القطعة بخمسين ليرة جاءت إنسانة من إيران اشترت قطعة لا يوجد معها سوري أعطته في زعمها دولار بعد حين سحب من جيبه المال فإذا هو مائة دولار ! ففي محل بجانبه قال رجاء انظر للبضاعة وسأذهب لأعطي هذا المبلغ لصاحبته أسرع فوجدها في العصرونية قال: أعطيتيني مائة وأنا أريد واحد فشكرته، صاحب المحل التجاري أعجبته أمانة هذا البائع سأله أتشاركني ؟ قال: أتمنى، خلال جمعتين أحضروا رفوف هو كانة محل صرافة وممنوعة الصرافة فأراد أن يعمل عمل مسموح وجد الشخص المناسب وفتح المحل والله أخذ بيده واشترى بيت وسيارة والآن يعيش في بحبوحة.
 حدثت الناس هذه القصة في المسجد أقسم لي بالله أحد الأخوة أنه يعرف إنسان بالست رقية جاءته إنسانة من إيران لتشتري فضلة قماش أعطته مائة دولار بالخطأ ثمنها دولار واحد فرح ووجد نفسه في مكسب كبير، في اليوم الثاني جاءته الشرطة أخذوه للمخفر حتى اعترف أكل عقوبة، ولكي لا ترفع عقوبته للنيابة أخذوا منه خمسة آلاف وأعاد خمسة آلاف، من بائع متجول صار صاحب محل تجاري هذا مبلغ ليس قليل بالخطأ فوراً أعاده الآخر سكت عنه وأراد أخذه، فأهينت كرامته ودفع خمسة آلاف وأعاد المائة دولار، تظل بخير ما لم تأكل حراماً الفقر ليس عيباً، العيب أن تأكل حراماً، "وترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد حجة الإسلام "

 

 

(( حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ أَقْبَلَ نَفَرٌ مِنْ صَحَابَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا فُلَانٌ شَهِيدٌ فُلَانٌ شَهِيدٌ حَتَّى مَرُّوا عَلَى رَجُلٍ فَقَالُوا فُلَانٌ شَهِيدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلَّا إِنِّي رَأَيْتُهُ فِي النَّارِ فِي بُرْدَةٍ غَلَّهَا أَوْ عَبَاءَةٍ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ اذْهَبْ فَنَادِ فِي النَّاسِ أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ قَالَ فَخَرَجْتُ فَنَادَيْتُ أَلَا إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ ))

 ماذا تستنبطون ؟

 

 

﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾

 

(سورة ص)

 استنباط آخر قطعي أن الذي يبغي على خليطه ليس مؤمناً، شريك على شريكه، زوج على زوجته، أخ على أخ وريث على وريث جار على جار الذي يبغي على خليطه إن كان زوجة أو زوجة أو شريكاً أو رفيقاً أو جاراً ليس مؤمناً، لو قيمت الناس وفق هذين الحديثين لم يبق أحد، يصلي في أول صف وجلابية ومسواك وعطر مسك وآكل مال حرام أليس كذلك؟ سهل جداً أن تتزين بزي إسلامي، العبرة النزاهة المالية فهي من صفات المؤمنين.
 والله حدثني أخ قال: بيت لإنسانة من تركيا بالشام مستواه سبع ملايين ليرة ورجل من رواد المساجد ويصلي في الصف الأول بمليون أسلوب أنهاه بسبعمائة ألف ! يعتقد نفسه ذكي جداً وهي فقيرة لا تملك غيره لكنها ضعيفة أمامه هو قوي يسكنه أجرة وهذا خسرته نهائياً خذي هذا المبلغ وانتصحي منه، فأخذته.
 درس بالنواحي المالية، بدأنا بالغلول والقرض غير الحسن وأخذ ما ليس لك عن طريق الإرث والاحتيال وشريك ضعيف المحل ليس باسمه وأنت المحل باسمك تخرجه بسترته المرتدية وأنت مسلم ذكي وشاطر، مع الأسف الإنسان الذي يأكل المال الحرام عند الناس شاطر، هو أحمق لأنه سوف يدفع هذا المبلغ على بلاط جهنم.

 

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَذَكَرَ الْغُلُولَ فَعَظَّمَهُ وَعَظَّمَ أَمْرَهُ ثُمَّ قَالَ لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ يَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغِثْنِي فَأَقُولُ لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ فَرَسٌ لَهُ حَمْحَمَةٌ فَيَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغِثْنِي فَأَقُولُ لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ شَاةٌ لَهَا ثُغَاءٌ يَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغِثْنِي فَأَقُولُ لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ نَفْسٌ لَهَا صِيَاحٌ فَيَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغِثْنِي فَأَقُولُ لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ رِقَاعٌ تَخْفِقُ فَيَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغِثْنِي فَأَقُولُ لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ صَامِتٌ فَيَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغِثْنِي فَأَقُولُ لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ ))

 

(صحيح مسلم)

أكبر خاصية للمؤمن النزاهة المالية والجنسية عفيف مع النساء أمين بالمال، أفضل من ألف تفوق آخر.
 والله زرت شخص بالعيد والد صديقي قال: عمري ست وتسعون سنة البارحة عملنا تحاليل كله طبيعي ! قال: والله لم آكل قرش حرام بحياتي ولا أعرف الحرام الثاني.

إخفاء الصور