وضع داكن
20-04-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 125 - أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد درجات منبره فقال.........
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين،
أيها الأخوة الكرام: ورد في الأثر:
 أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد درجات منبره فقال: آمين ثم صعد الثانية فقال آمين، ثم صعد الثالثة فقال: آمين، فقال أصحابه الكرام بعد الخطبة يا رسول الله على ما أمنت ؟ قال عليه الصلاة والسلام جاءني جبريل فقال لي: رغم أنف عبد أدرك والديه فلم يدخلاه الجنة فقلت: أمين، فلما ارتقى الدرجة الثانية فقال: رغم أنف عبد ذكرت عنده فلم يصلي عليك فقلت: آمين، ثم صعد الدرجة الثالثة فجاءه جبريل فقال: رغم أنف عبد أدرك رمضان فلم يغفر له،إن لم يغفر له فمتى.
 رغم أنف عبد أي خاب وخسر، أنت أمام فرصة من عند خالق الأكوان فرصة سنوية وذهبية يمكن أن تلغى كل الذنوب والآثام الماضية، لو واحد عليه ثلاثين مليون وكل أملاكه محجوزة ومرهونة وعليه محاكمات وتوقيف ثم جاءه من يقول: افعل هذا العمل ثلاثين يوماً وكل هذه الديون تسقط وهذه الدعاوى تسقط هل يتردد ثانية ؟ الدليل من كلام النبي وهو لا ينطق عن الهوى:

((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ))

 

(صحيح البخاري)

 إياكم أن تصوموا رمضان من أجل الصحة هناك من يقول صوموا تصحوا، ينزل وزني برمضان ترتاح أجهزتي والقلب والكليتين والكبد استقلاب بشكل لطيف، يتكلم ساعة عن الصيام هذا ليس عبادة، قد تقع كل هذه النتائج في الصيام لكنك يجب أن تقصد عبادة الله، فصار نغمة جديدة أن الصلاة رياضة والصيام صحة وزيادة وزن، فيريدون أن يجعلوا هذه العبادات عبارة عن سلوك ذكي فيه صيانة للجسم فقد كونه عبادة، الصيام عبادة.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)﴾

 

(سورة البقرة)

(( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ))

 ولا ينطق النبي عن الهوى فالله عز وجل لكرمه ورحمته أعطانا مناسبات نوبية يوجد مناسبة أسبوعية صلاة الجمعة، الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما، والصلاة للصلاة كفارة لما بينهما ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما، فأمرنا الله عز وجل أن نشحن شحنات خمس يومية في الصلوات وشحنة دسمة أسبوعية في صلاة الجمعة وشحنة سنوية أطول ثلاثين يوم في رمضان، وأمرنا أن نشحن شحنة العمر في الحج، فالاتصال بالله عبادة.
 فيا أيها الأخوة الكرام: أتمنى عليكم وأنا معكم أن نستعد لهذا الشهر من وقت معقول، ماذا يوجد عندك من مشكلات عويصة أخرها لما بعد رمضان خصومات دعاوى مخالصات فك شركات اجعل هذا شهر عبادة، للأسف الشديد أن رمضان عند عامة الناس موسم للمعصية دون أن يشعر اللقاءات والولائم والاختلاطات والمسلسلات وخيم رمضان وتنتهي بالعصيان وسهر لمنتصف الليل وثلاث وجبات يأكلهم ليلاً، يجب أن يكون على الطعام خمس أو ست ألوان يأكل حتى يبرك، لم يعد يستطيع أن يصلي الترويح فيصليها قاعداً، يأتي بعد الصلاة هاتوا الحلويات والفاكهة ينام يستيقظ على السحور هل قليتم البيض هل حضرتم الفول.....يعمل ثلاث وجبات تطرح جمل ليلاً، كانوا نهاراً صاروا ليلاً، أين فوائد الصيام ؟ أتمنى عليكم أن يكون شهر الصيام من حيث الطعام والشراب كأي شهر آخر حتى نقطف ثماره.
 شيء آخر: من قال أن الولائم كلها في رمضان ؟ من قال أنه عليك أن تقوم بعشر عزائم في رمضان ؟ يهد البيت واختلاط ومعه مسلسلات رمضان شهر اعتكاف وقرب، أذكر لكم مشكلات الناس، طبعاً الناس الأخريين موضوع ثاني، حفلة راقصة إكراماً لشهر رمضان والعمل الفني إكرام لهذا الشهر هذا موضوع ثاني هؤلاء فسقة، أما عامة المسلمين يكاد يكون رمضان ليس شهر عبادة شهر اجتماعي ولقاءات واتصالات وولائم ومتابعة مسلسلات، أتمنى عليكم أن يكون هذا الشهر شهر عبادة.
 كان عليه الصلاة والسلام يكثر من قراءة القرآن في رمضان وكان جواداً وأجود ما يكون في رمضان وكان يحي رمضان بالتراويح، صلاة التراويح كيوم الجائزة أنت صمت في رمضان قبل الجائزة يوجد التراويح، لأن الإمام الغزالي يقول: أعلى درجة من درجات قراءة القرآن أن تقرأه في صلاة واقف في مسجد لعامة المسلمين إلا بعذر، فحينما تصلي صلاة التراويح تستمع للقرآن الكريم من فم الإمام مجوداً واضح النبرات ولعل الله سبحانه وتعالى يرحمنا بهذا القرآن، إذا أردت أن تحدث ربك فادعه، وإذا أردت أن يحدثك الله فاقرأ القرآن، فرمضان قرآن وإنفاق وأذكار وصلوات، فإذا إنسان استحق أن يعتق في رمضان نجا فإذا نجا من عذاب الدنيا وعذاب الآخرة حق له أن تنطبق عليه الآية الكريمة:

 

﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)﴾

 

(سورة البقرة)

 حينما تقول الله أكبر دهشت لهذا الصلح مع الله ولهذه التوبة النصوح ولهذه العلاقة الطيبة مع الله.

 

﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)﴾

 

 فإذا بآية تقحم إقحاماً فيما يبدو للقارئ:

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾

(سورة البقرة)

 من علامات الهدى في رمضان وصحة الصيام وقبول الرحمن لك أنك تتجه لله لتسأله وتستغني عن الخلق، كنت مع الخلق فأصبحت مع الحق قال:

 

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾

 إذا تفيد تحقق الوقوع، بينما إن تفيد احتمال الوقوع:

 

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ﴾

 

(سورة الحجرات)

 أما:

 

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾

 

 ما داموا قد صاموا صياماً صحيحاً مقبولاً لا بد من أن يسأل عنك، كنت أرضياً فأصبحت سماوياً لا سمح الله، كنت شهوانياً أصبحت ربانياً كنت مصلحياً أصبحت مبدئياً، كنت تؤثر الدنيا آثرت الآخرة، رمضان إن لم ينقلك من ظلمات الجهل والوهل إلى أنوار المعرفة والعلم، إن لم ينقلك من وحول الشهوات إلى جنات القربات إن لم ينقلك من مدافعة التدني إلى متابعة الترقي فأنت لم تذق طعم الصيام لذلك النبي الكريم وصف النبي حينما يصوم بالناقة.عقلها أهلها فلا تدري لا لما عقلت ولا لما أطلقت، لما عقلت ؟ يوجد كلمة قاسية جداً للإمام الغزالي سأستبدلها بكلمة أخرى: صيام العوام وهو فقط عن الطعام والشراب أما غيبته ونميمته وإطلاق بصره واختلاطه هو بل يزداد في رمضان، صيام العوام عن الطعام والشراب وصيام المؤمنين عن كل معصية وصيام الأتقياء عما سوى الله.

﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3)﴾

(سورة المؤمنون)

اللغو ما سوى الله، إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها ودنيها.
 أيها الأخوة الكرام: نقطة دقيقة: في غير رمضان تترك المعاصي والآثام لكن في رمضان تترك المباح، من منعك أن تأكل صباحاً ممنوع في رمضان ومن منعك أن تلتقي في أهلك الأشياء المباحة في الشرع محرمة في رمضان لماذا ؟ عندما تترك المباح في رمضان طاعة لله، فلأن تدع الذي حرمه الله من باب أولى يختل توازنك، معقول تترك الطعام والشراب وهو مباح وتارك اللقاء الزوجي وهو مباح من أجل أن تكذب أو تعتدي أو تقول كلاماً سيئاً أو تغتاب.
فلذلك: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه.

((عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا قَالَ ثَوْبَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ))

 

(سنن ابن ماجة)

 لعل الله سبحانه وتعالى يقبلنا ويرحمنا ويعفو عنا ويتوب علينا نحن أمام فرصة الإله العظيم الرب الكريم أعطانا هذه الفرصة، أنتم في رمضان إذا صمتم وقمتم قياماً وصياماً صحيحاً تبتغون به وجه الله غفر الله لنا جميعاً ما يكون من ذنبنا يما يكون الذنب متعلقاً بالحقوق.
قال مرة واحد: يوجد آية أثارت حيرتي قلت له تفضل قال:

 

﴿ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ﴾

 

(سورة الأحقاف)

 لماذا من ؟ قلت له ضرورية ليغفر لكم بعض ذنوبكم التي بينكم وبين الله فقط، أما الذنوب التي بينكم وبين العباد لا تغفر إلا بالأداء والمسامحة، إذا عليك دين لو تموت في المعركة شهيد، يغفر للشهيد كل أمر إلا الدين، حقوق العباد مبنية على المشاححة بينما حقوق الله عز وجل مبنية على المسامحة، فأرجو الله سبحانه وتعالى أن نصفي علاقتنا في هذا الشهر، وباعتبار أن رمضان على الأبواب عندي تسجيل حلقات كثيرة جداً ثلاثين ثلاثين ثلاثين عشرة أيام أعمل ليلاً نهاراً فنرتاح أول شهر ليكون له بهجة، ثم نعود للدروس في رمضان أحد واثنين إن شاء الله

 

إخفاء الصور