وضع داكن
25-04-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 131 - من احتكر فهو خاطئ..
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين،
أيها الأخوة الكرام: لا زلنا في كتاب البيوع وننتقل اليوم إلى الترهيب من الاحتكار.
 أيها الأخوة: الاحتكار هو رفع السلعة بقصد رفع ثمنها، بعض العلماء يرى أن الاحتكار في المواد الغذائية الأساسية التي سعرها ولي أمر المسلمين لكن بعض العلماء يرون أن الاحتكار يتسع أكثر من ذلك فكل حاجة للمسلمين تحبس عنهم بقصد رفع ثمنها نوع من الاحتكار.

(( عَنْ يَحْيَى وَهُوَ ابْنُ سَعِيدٍ قَالَ كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ يُحَدِّثُ أَنَّ مَعْمَرًا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنِ احْتَكَرَ فَهُوَ خَاطِئٌ ))

(صحيح مسلم)

 لأنه قوت المسلمين، والمحتكر خاطئ والاحتكار معصية، أما أنتم جميعاً تتوهمون أن المحتكر بائع لكن قد تفاجئون أن المحتكر هو الشاري أحياناً، أنت بحاجة لكمية من المواد الغذائية بلغك إشاعة أنه سوف تفقد فطلبت عشرة أضعاف، وكل إنسان أقلقه فقد المواد الغذائية فطلب عشر أضعاف ارتفع سعرها للضعفين أو الثلاثة، من الذي ساهم في الاحتكار أيضاً ؟ المشتري ! فحينما يأخذ حاجته لا يرتفع السعر كثيراً، مررنا بأزمة عافانا الله منها أزمة انخفاض سعر الليرة خلال عشرة أيام من 52إلى 60 واشتروا الناس بـ60 وخسروا عشر دخلهم تقريباً.
 مرة كنت بتركيا زاد معي مليونين ليرة أردت أن أشتري بهما شيئاً في المطار طلبت كاس شاي والشاي هناك له طريقة خاصة لا تعجبني خمير وفطير مغلي سابقاً يضاف له الماء الساخن طلبت ليبتون قال: ثلاثة ملايين معي مليونين ليرة تركي لم يكفوا لكأس شاي ليبتون هذه العملة، فنحن ما زلنا بخير كبير، ونسأل الله أن يستمر هذا الخير، أما عندما تهافت الناس على شراء الدولار ارتفع سعره ارتفاع غير طبيعي، فالمحتكر ليس البائع فقط بل الشاري أيضاً، الشاري محتكر لأنه حينما يطلب أضعاف حاجته فتفقد المادة ويرتفع سعرها، والبائع حينما لا يبيع يمتنع عن البيع تقل المادة فيرتفع سعرها.
أيها الأخوة الكرام: هناك حركة طبيعية في السوق حركة العرض والطلب هذه الحركة أي تدخل من إنسان لافتعال أزمة ما يعد هذا معصية في نظام الإسلام، إذا روجت إشاعة أن هذه المادة سوف تفقد أنت لم تبع ولم تشتري ترويج هذه اِلإشاعة نوع من الاحتكار.
 فأحياناً يأتي أشخاص يطلبون سلعة طلب خلبي هذا احتكار أيضاً، وكيل أدوية هذا الدواء لم يباع معه جند من أقربائه وأصدقائه وكتبوا وصفات طبية وطلبت من الصيادلة الصيدلي كتب عنده أن هذا الدواء مطلوب واشترى منه بكميات كبيرة وضعه لم يأتي أحد ! أساسها أن هذا الطلب غير صحيح.
بيع النجش هكذا، إنسان يطلب هذه السلعة طلباً خلبياً كي يقنع الشاري الحقيقي بشرائها.
 على كل أنواع الاحتكار والتدليس والغش لا تعد ولا تحصى، وأكثر أزمات المسلمين بسبب مخالفتهم لمنهج الله لكن في الغرب عندهم أشياء مقنعة يوجد جمعيات للمستهلكين هذه تدرس المواد الغذائية وأسعارها فإذا ارتفعت مادة غذائية ارتفاع غير معقول تعطي توجيه لكل أعضاء الجمعية بالامتناع عن شراء هذه السلعة، فيضطرون لتخفيض سعرها.
مَنِ احْتَكَرَ فَهُوَ خَاطِئٌ
وفي حديث آخر:

 

(( عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ رَفَعَهُ إِلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا أَوْ قَالَ حَتَّى يَتَفَرَّقَا فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا ))

 

(صحيح البخاري)

 أنت جالس بمجلس بيع كم تبيع هذه المركبة ظ قال: مليون، قلت له: اشتريت ثم خطر في بالك أن هذه المركبة سعرها أقل، تستطيع أن تخبره تسعمائة ألف وليس له الحق أن يخبرك برفض البيعة، متى ينعقد البيع ؟ حينما يتفرق البائعان، ما دمت جالس هذا مجلس مساومة.
أناس يستخدمون بإحراج الإنسان الشاري.
الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا أَوْ قَالَ حَتَّى يَتَفَرَّقَا فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا
 لي صديق زارني قال عندي مركبة فيها عيب خطير بالمركبة قال: الحمد لله ألبستها لواحد وبعتها، فأخبرته أنه على خطأ، النتيجة ذهب لطرطوس واشترى سيارة كولف أجمل نوع لون طحيني وفرش كحلي مثل العروس كانت في وقتها، زارني بعد أيام منزعج إنزعاج لا حدود له دخل به باص في المخيم فضرب الواجهة والجهة اليمنى كلها مع الشمعات والأبواب ويرجف ‍! قلت له: ألم تقل ألبست السيارة لفلان ؟ الله كبير.
فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا، أخي هذه فيها عيب، أكثر البيع فيه إغفال، ولا سيما من يبيع ويشتري بشكل مستمر يعرف نفسية الشاري يلهمه في شيء ويغفل عنه أشياء، فيشتري الشاري، لكن لو بين له العيوب........
إخفاء العيب معصية كبيرة في البيع والشراء، قد يكون إنذار بإخلاء البناء لا يبلغه، لذلك:

 

((الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا أَوْ قَالَ حَتَّى يَتَفَرَّقَا فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا ))

 النقطة الدقيقة في شراء البيوت يوجد أسلوب يأتي زبون ما قولك ؟ يخاف أن يخسر البيت فيشتريه بسرعة، لك أن تشتري البيت بشراء قطعي ولك أن تطلب خيار الشرط، أن لا يكون مرهوناً أي ما عليه مشكلة مع المالية ولا ضريبة ولا تبعات فدع هذه الشروط بالعقد، هذا اسمه بالبيوع خيار الشرط فإذا ظهر خلاف الشرط فالعقد فاسق ولا مشكلة، عندنا خيار العيب وخيار الشرط وخيار الغبن وخيار الرؤيا.
من اشترى ولم يرى فله الخيار إذا رأى، أكثر بائعي الأقمشة يأتون بمصادر الألوان رائعة لكن البضاعة غير هذه الألوان فإذا اشتريت شيئاً على نوذج ولم ترى البضاعة ثم جاءت البضاعة لك الخيار إن رأيت البضاعة أن تنفذ العقد أو تبطله.
 من اشترى ولم يرى فله الخيار إذا رأى عندنا خيار العيب وخيار الشرط وخيار الغبن وخيار الرؤيا، إذا في غبن فاحش بإمكانك أن تطلب فسخ العقد وإلغائه. الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا أَوْ قَالَ حَتَّى يَتَفَرَّقَا فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا
يربحون ولكن يوضع هذا المال لعملية جراحية طارئة أو يصادر المال أو تتلف بضاعة في المستقبل، والله عز وجل عنده آلاف الأساليب لإتلاف المال.
إذا عندك مرزعة:

 

 

﴿ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19)﴾

 

(سورة القلم)

رموجة صقيع تتم خلال ثواني إذا نزلت الحرارة في بعض الأوقات دون الستة تحت الصفر يمحق كل المحصول:

﴿ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19)﴾

 فممكن إتلاف البضائع، بخطأ بسيط عند الجيران قد يغرق مستودع بالمياه ، هذا معنى مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا يوجد أرباح طائلة لكن لأنه يوجد كذب وتدليس وإخفاء العيب، اليمين الفاجرة يحلف يمين بالأمانة وبذمته وبالكعبة وبربه وبمحمد أن كلفتها أكثر يكون قد أخذ الضعف.

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ مَنْفَقَةٌ لِلسِّلْعَةِ مَمْحَقَةٌ لِلْكَسْبِ وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ الْبَرَكَةَ ))

(مسند الإمام أحمد)

 قد تنفق السلعة باليمين الفاجرة لكن الله سبحانه وتعالى يعاقب عن هذه اليمين الفاجرة بمحق البركة من هذا البيع.
 إنسان دخله محدود عمره مديد صحته جيدة وأولاده جيدين والله مبارك له بماله وصحته وبعمره، وإنسان دخل فلكي لكن لا يوجد بركة ولا راحة ولا متعة، هذا الحديث أصل من أصول الدين.
البيعان أي البائع والمشتري: بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا أَوْ قَالَ حَتَّى يَتَفَرَّقَا فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا اليمين الفاجرة مَنْفَقَةٌ لِلسِّلْعَةِ مَمْحَقَةٌ الْبَرَكَةَ.
وفي حديث ثالث:

 

(( عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالَ فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ مِرَارًا قَالَ أَبُو ذَرٍّ خَابُوا وَخَسِرُوا مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْمُسْبِلُ وَالْمَنَّانُ وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ ))

 

(صحيح مسلم)

 أعرف إنسان عنده أداة كهربائية لإشعال المواقد حوالي خمسة آلاف قطعة وكاسدة فجاء لمحل في المرجة قال: ضعه عندك مسطرة بعد يومين ثلاثة جاء شخص وأعجبته قال: أريد قال: لا يوجد غير واحدة وطلب سعر عالي قال اشتريت وهذه خمس وعشرون ألف رعبون فوراً، هذا سر ذهب لصاحب المعمل قال أريدهم كلهم، قال: جاهز لكن نقدي ! باع أساور زوجته واستدان وأخذهم كلهم وضع ثمنهم لو يأتي صاحب الرعبون هو بعثه ! ! هذه سرقة أساليب الاحتيال كثيرة.
 مرة واحد التقى مع الشيطان سأله ماذا أفعل ؟ قال افعل كذا قال فعلته أعطاه حل ثاني قال عملته أعطاه حل ثالث ورابع.....كلها حلول شيطانية قال كلها فعلتها قال لم يعد عندي حل؟ الشيطان سأل الشخص ماذا تنوي أن تفعل قال: أن أفعل كذا ! قال: خـاف الله يا رجل !!! لماذا قدم الله شياطين الإنس على الجن ؟ لأنهم أشد مكراً قال:

 

﴿ شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ﴾

 

(سورة الأنعام)

﴿ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً (76)﴾

(سورة النساء)

﴿ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28)﴾

(سورة يوسف)

 هناك نساء يدمرون الرجال تدمير كامل.

 

(( ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالَ فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ مِرَارًا قَالَ أَبُو ذَرٍّ خَابُوا وَخَسِرُوا مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْمُسْبِلُ وَالْمَنَّانُ))

 لحم أكتافك من خيري، لولاي لما كنت رجل، هذه يقولها معظم الناس، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ

 

 

إخفاء الصور