وضع داكن
20-04-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 147 - من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا.........
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين،
 أيها الأخوة الكرام : لا زلنا في الترغيب في الجهاد في سبيل الله، هذا الباب من كتاب إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم:

(( عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَا أَبَا سَعِيدٍ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فَعَجِبَ لَهَا أَبُو سَعِيدٍ فَقَالَ أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَفَعَلَ ثُمَّ قَالَ وَأُخْرَى يُرْفَعُ بِهَا الْعَبْدُ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ قَالَ وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ))

(صحيح مسلم)

 ظاهر الحديث أن تقول رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً لكن أبعاد الحديث ليست كذلك، رضيت بالله أي رضيت عنه فيما أعطاك، جعلك ذا دخل محدود هل أنت راض عنه ؟ رزقك ذكوراً ولم يهبك إناثاً هل راض عنه ؟ جعلك عقيماً، امتحنك بمرض لا سمح الله امتحنك بفقر أو بزوجة سيئة أو بأولاد أو بعصر صعب كله فتن هل أنت راض عنه ؟ رضيت بالله رباً أي أنك آمنت أن كل أفعاله تحكمها الحكمة المطلقة، رضيت بالله رباً رضيت عنه فيما أعطاك أو وسعتك السنة ولم تستهوك البدعة، الذي حرمه القرآن حرمه نفسك تعزف عنه، فالذي لا يرضى بالله رباً لا يرضى بشرعه ولا بما أعطاه دائماً ساخط على الله، أنت ترضى به رباً وتعتقد الكمال المطلق في أفعاله ولو بدت على ظاهر العن جرائم ترتكب، الحقيقة أن بالأحوال العادية الإيمان سهل أما أن تؤمن أن الأمر بيد الله وهؤلاء الطغاة بيد الله وأنهم ضمن خطة الله عز وجل، وأن الذي حدث مهما بلغ من ظلم ظاهري هو عند الله عدل مطلق، هذا أن ترضى بالله رباً، وترضى عن ما أعطاك وأفعاله التي لا تمسك، أناس في بلد لم يمسسهم سوء لكن هذا الذي يجري في بلد آخر هؤلاء مسلمون تألموا أشد الألم لكن هل أنت متوازن مع الله فيما يفعل بهم ؟ متوازن أم اختل التوازن وأسأت الظن بالله وقلت أين الله، لما لم ينصر المسلمين ؟ لما دائماً مع الكفار والمشركين مثلاً !!!!! كيف ترضى بالله رباً ؟ أن ترى أسمائه الحسنى وصفاته الفضلى، وترى أن أفعاله حكمة ورحمة وعدل ولطف كلها، هذا أن ترضى بالله رباً .
بالإسلام ديناً عندك شعور أنه يوجد في الإسلام خلل، يا أخي مال لا نستطيع أن نوظفه بفوائد نجمد المال مئات الأيام الأجانب حلوا هذه المشكلة المال المودع في البنك له أجر فائدة، يعني أنت ما رضيت بالإسلام ديناً، تحريم الربا لم يعجبك، يا أخي نحن أسرة واحدة هل ما زلتم خذوا طريق ويا الله ولا يوجد أحد ! لم يعجبك عدم الاختلاط، سرك أن تكون النساء والرجال معاً، فمنهج الإسلام ما طربت له، يوجد نساء بمكان ورجال بمكان وحجاب والجلسة جافة كلاه رجال والله الجماعة واقعين أكثر نحن أسرة واحدة، ما رضيت بالإسلام ديناً لم يعجبك أن تصلي العصر والفجر قبل الشمس وتقوم بهذه العبادات ما رضيت بالإسلام ديناً الرضا من أعماق أعماقك، أن ترضى بالله رباً وترضى عنه فيما أعطاك وترضى عنه فيما يعامل غيرك وترضى عنه في ربوبيته وتعتقد الكمال المطلق في أفعاله وتعتقد أن أسمائه حسنى وصفاته فضلى هذا أن ترضى بالله رباً وباٍلإسلام ديناً ! يوجد أشياء محرمة بالإسلام العالم كله يقترفها، يقول الجميع يأكلون لحم الخنزير لم يحصل لهم شيء ! لماذا حرمه الله ؟ في اعتراض إذا في حكم شرعي ما راق لك ولم تستوعبه ورأيته عبئاً وحجزا لحريتك يعني أنك لم ترضى بالإسلام ديناً، وجدت النظم الوضعية مريحة ومرنة وتحل مشاكل الناس أكثر.
وبمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولاً، النبي له سنة فإن لم تطرب لسنته فأنت لا تحب الله بدليل أنه يقول:

 

﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾

 

(سورة آل عمران)

 فقضية الرضا قضية عميقة جداً، أن ترضى عن الله وعن منهجه وسنة نبيه وتستوعبها وترى فيها الحق المطلق وترى فيها الخير العميم وتقول الحمد لله من أعماق أعماقك .
(عجبت لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته سراء شكر فكان ذلك له خير، وإن أصابته ضراء صبر فكان ذلك له خير وليس ذلك لغير المؤمن ) نحن في عصر فتن .
 أيها الأخوة: تطرح نظريات لا تعد ولا تحصى كلها تتملق حاجات الإنسان، يقال التأمين حرام ! أصيب بحادث لزمه خمسمائة ألف، لم أدفع قرش، لماذا حرام التأمين ؟ يوجد أشخاص سطحيون، لمَ لم تدفع هذا المبلغ دفعته عني شركة التأمين أنت عندك خبرة الإله ؟ هذا التأمين لا يشترى ممن لا يملكه، ما الذي يحصل ؟ في سلبيات من التأمين لا تعد ولا تحصى، الله عز وجل قال استقيم، أكبر أمر أن تستقيم على أمر الله وهو يضمن لك السلامة والسعادة في الدنيا والآخرة، طبعاً التأمين التعاوني لا شيء فيه أبداً، التأمين الربوي حرام والتجاري أما التعاوني مندوب له .
مرة حدثني أخ قال: لو فرضنا مائة صديق عندهم سيارات وضع كل واحد في الصندوق خمسة آلاف مائة وخمسة آلاف خمسمائة ألف خلال سنة أي منهم صار معه مشكلة يأخذ من الصندوق ! لم يصب بشيء المال لنا، يمكن أن نوظفه بمشروع تجاري ويربح هذا مندوب، قد أمنا حاجة السيارات، لكن تدفع مبلغ وإذا لم تصب بشيء المبلغ مدخر لا يوجد معاضضة، تشعر لماذا دفعتهم ؟ شركات التأمين مبنية على الصدف دخولها تكاد تكون فلكية احتمال الحوادث بالمائة واحد، ومهما تكن الخسائر أقل بكثير من دخولهم، فلأن في التأمين التجاري لا يوجد معاوضة فهو حرام قولاً واحداً، أما التأمين التعاوني مندوب له، يوجد أساليب لا تعد ولا تحصى للتأمين الحلال، لكن الإنسان حينما يريد طاعة الله عز وجل يتفتق ذهنه عن أشياء كثيرة تحل مشكلاته ولا يحجب عن الله عز وجل .

 

((عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَا أَبَا سَعِيدٍ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ))

 ستدركت وقلت قد يبدو للإنسان المستمع قضية سهلة جداً يقول رضيت بالله رباً، يجب أن ترضى إيمان عميق وصبر شديد، أن ترضى عن الله والمسلمون لم ينتصروا في العراق هذا الرضا، أن ترضا عن الله وترى أن يد الله فوق أيديهم، وترى الذي حدث حكمة مطلقة وخير مطلق ولو لم تفهم مراد الله ولو لم تكشف حكمة الله هذا الرضا .

 

 

(( مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فَعَجِبَ لَهَا أَبُو سَعِيدٍ فَقَالَ أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَفَعَلَ ثُمَّ قَالَ وَأُخْرَى يُرْفَعُ بِهَا الْعَبْدُ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ قَالَ وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ))

 الجهاد بذل من أعلى مستوى لكن يجب أن نعلم أن كلمة الجهاد تعني أشياء كثيرة ينبغي أن نفعلها طوال حياتنا وتعني حالة خاصة نفعلها من حين إلى آخر عندما يعتدى علينا، عندنا جهاد النفس والهوى وهو الجهاد الأساسي أن ننتصر على أنفسنا حتى ننتصر لله ونستحق أن ينصرنا على أعدائنا، هذا الجهاد الأساسي عندنا الجهاد البنائي أن نبني أمة المسلمين تحتاج لخبرات وطاقات وعلوم وتفوق في العلوم، هذا جهاد بنائي ومستمر، وعندنا الجهاد الدعوي أيضاً مستمر والجهاد القتالي إذا اعتدي علينا .
أربع أنواع للجهاد ثلاثة مستمرة طوال حياتنا جهاد النفس والهوى والجهاد البنائي والجهاد الدعوي وأما الجهاد القتالي إذا اعتدي علينا ينبغي أن ننهض لنقاتل المعتدين .
وَأُخْرَى يُرْفَعُ بِهَا الْعَبْدُ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ قَالَ وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَأُخْرَى يُرْفَعُ بِهَا الْعَبْدُ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ قَالَ وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
 هذه البلاد كانت للرومان لولا أن الصحابة الكرام جاهدوا وفتحوها لما كانت بلاد إسلامية ! كنت في استانبول هذه عاصمة الإفرنج لولا أن محمد الفاتح جاهد في سبيل الله وفتحها ما كانت مدينة العشرة آلاف مسجد ! وكأنك في الشام بفضل الجهاد في سبيل الله .
 تذهب لذر بيجان سيدنا عمر جاءه رسول من أذر بيجان بعهد سيدنا عمر فتحت .ما نهاكم عنه فانتهوه، لولا الجهاد في سبيل الله لما كان شمال أفريقيا مسلماً ولما كانت بلاد الرافدين وما وراء والهند وباكستان وبنكلادش مسلمة كلها وخمسين مليون مسلم في الصين، لولا الإسلام لما كان في فرنسا ثاني دين هو الإسلام يوجد حوالي سبعة ملايين مسلم في فرنسا واحتفل قبل أيام واعتبر الدين الإسلامي هو الثاني في هذه البلاد .
والله وجدت الإسلام في أستراليا أقصى بلد في العالم، والنبي تفاءل وقال: يبلغ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، أينما ذهبت ترى الإسلام هذا بالجهاد !
فيا أيها الأخوة: المتاح لنا أن نجاهد أنفسنا وأهوائنا والمتاح لنا أن نجاهد الجهاد البنائي والدعوي وإذا أتيح لنا أن نجاهد الجهاد القتالي

 

إخفاء الصور