وضع داكن
24-04-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 153 - أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل مقنع بالحديد فقال .......
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد....
أيها الأخوة الكرام : ما زلنا في باب الجهاد:

(( سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رَضِي اللَّهم عَنْهم يَقُولُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ بِالْحَدِيدِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُقَاتِلُ أَوْ أُسْلِمُ قَالَ أَسْلِمْ ثُمَّ قَاتِلْ فَأَسْلَمَ ثُمَّ قَاتَلَ فَقُتِلَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمِلَ قَلِيلًا وَأُجِرَ كَثِيرًا ))

(صحيح مسلم)

 على رأسه خوذة وجسمه مغطى بالحديد، هذا الحديث مهم جداً، كلنا جميعاً من دون استثناء وكل أهالي هذه البلدة وكل أهل سوريا والعالم العربي والعالم أجمع يعملون، هل يوجد إنسان ليس له عمل ؟ ويأكلون ويشربون ويتزوجون ولكن الإنسان إذا عرف الله وعرف سر وجوده وغاية وجوده وعرف سر حقيقة الحياة الدنيا إنها دار ابتلاء لا دار استواء، إنها دار تكليف لا دار تشريف، عند ئذ يجعل كل عمله لوجه الله، فلو تزوج زواجه مأجور ولو عمل عمله مأجور، أية حرفة يحترفها إن كانت مشروعة في الأصل وسلك بها الطرق المشروعة وابتغى بها كفاية نفسه وأهله، ولم تشغله عن واجب ولا عن فريضة انقلبت هذه الحرفة التي يحترفها ملايين الملايين في الأرض إلى عبادة.
 إذا عرفت الله كل أعمالك تؤجر عليها حتى إذا جلست مع أهلك، حتى إذا أخذت أولادك نزهة أو ارتديت ثياباً جديدة، نواياك عالية جداً، قد تمتن علاقتك بأولادك فلك أجر، لذلك قالوا: عادات المؤمن عبادات، وعادات المنافق سيئات، عباداته الخالصة إذا صلى يراءي بصلاته إذا قرأ القرآن يراءي بقراءة القرآن، فالمنافق عباداته الخالصة سيئات، بينما المؤمن عاداته عبادات.
أيها الأخوة الكرام: للتقريب إنسان عنده براد وغسالة ومسجلة ومروحة ومكيف وحاسوب من دون كهرباء كل هذه القطع عبء في البيت لا معنى لها أبداً قطع من الحديد أو البلاستيك، إذا سرت الكهرباء في البيت كل أداة من هذه الأداوت تعمل.
 الإيمان في حياة الإنسان كالطاقة. مثل: أخ من إخواننا أعتز به كثيراً مهندس وبالخدمة الإلزامية والمعاش خمسة آلاف جاء مشروع هبة من منظمة دولية بستين مليون لإرواء خمسين قرية في شمال سوريا لكن الشرط أن تأتي الدراسة في ستة أشهر، فدراسة خمسين مشروع بستة أشهر مستحيلة، فالهبة ذهبت، هو عمل في اليوم ثمانية عشرة ساعة لوجه الله لإرواء خمسين قرية مسلمة أنجز المشروع وجاءت المنحة وارتوت القرية، ما هو الدافع ؟ خمسة آلاف لا يقبل مهندس بمليون !!! لكن لأنه يعرف الله ويريد أن يعمل عمل صالح وعنده إمكانية وعنده وقت فقدم، عندما تؤمن تصبح مرجل محرك تفعل المستحيل، ومن دون إيمان الإنسان لا يقدم شيء.
 إذا دلّك على معمل يهاتفه ماذا ربحنا ؟ أليس لنا سكرة ؟ مستحيل يقدم خدمة إلا مأجورة المؤمن يبني حياته على العطاء الغير المأجور، لأنني أشبه المؤمن كملك قال لمعلم علم لي ابني وأنا أحاسبك، فالملك لا يعطي أقل من بيت وسيارة، فالمعلم إذا لم يكن فهيم يطالب الابن بالأجرة يعطيه على الساعة ألف ليرة خمس ساعات خمسة آلاف ليرة، بينما الملك كان سيعطيه بيت وسيارة، عندما تقول لا أريد شيء أريد الله، أنت أصبحت أكبر طماع ! طمحت للجنة وزهدت بعطاء البشر، وإذا كان الأفق ضيق جداً والرؤيا محدودة وأنت مادي وتعيش لمصالح مادية لا تعمل عمل لله، مرت معي قصة قديمة من أربعين سنة لي قريب أخذني نزهة بطريق العودة يوجد عجلة تعطلت ولا يوجد معه رافعة ويوم جمعة وازدحام سير فوقفنا ساعة أو أكثر لم يقف لنا أحد ليساعدنا بالرافعة، بعد ساعتين وقف واحد قلت سبحان الله لا تخلى الدنيا من أناس طيبين، قدم لنا الرافعة أثناء رفع السيارة وتركيب العجلة أنا اثني عليه عنده مروءة ونخوة وجد نساء محجبات في سيارة مقطوعة بعدما انتهينا طلب أجرة خمس ليرات لأنه أعارنا الرافعة فقال له صديقي لو طلبت مائة لأعطيتك لكن ليتك لم تطلب الخمس ليرات !!!
فإذا إنسان لم يعرف الآخرة لا يتحرك إلا بالنقود، يأتي المؤمن ويقدم روحه ووقته وعلمه وخبرته، فإذا واحد ما أسلم ليس له عمل صالح أعماله كلها مادية، أما إذا أسلم حتى لو قام بالأعمال العادية التي يقوم بها كل إنسان على وجه الأرض مأجور عليها.

 

﴿ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ﴾

 

(سورة التوبة)

 أُقَاتِلُ أَوْ أُسْلِمُ قَالَ أَسْلِمْ ثُمَّ قَاتِلْ اعرف من أنت اعرف دينك وربك ونبيك ومنهجك، شيء مؤلم أنه في حرب العراق مات أناس كثيرين يوجد قسم والله إيمانه كبير، والله عز وجل كتب له أجر كبير وإن شاء الله مات شهيد، ويوجد بشائر لطيفة جداً أنه يوجد أناس أربعة أيام بحرارة أربعين لم يتفسخوا كأنهم نيام وأناس راحوا لا يصلون أبداً !!! فلذلك: أَسْلِمْ ثُمَّ قَاتِلْ أما أن تقاتل دون أن تسلم تقاتل لأهداف مادية لا يقيم الله لها يوم القيامة وزناً.

 

(( عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْقِتَالُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّ أَحَدَنَا يُقَاتِلُ غَضَبًا وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً فَرَفَعَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ قَالَ وَمَا رَفَعَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا فَقَالَ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ))

 

(صحيح البخاري)

 يروي العلماء أن واحد ما غاب عن الصف الأول في صلاة الفجر أربعين سنة مرة لم يستيقظ تأمل ألم شديد وقال: ماذا يقول الناس عني ؟ يعني مجيئه للمسجد ليس لله !! كلمة فلتة لسان لكن عبرت عن نيته.
شخص لا يوجد عنده رغبة ليستقيم لكن له مكانة لا يقبل الخطأ ليس حتى يحبه الله لا حتى لا يتكلم عنه الناس، هو يعبد سمعته من دون الله، فقد يقترف الكبائر فيما بينه وبين نفسه، أما أمام المجتمع دقيق جداً، فلذلك الإخلاص الإخلاص.

 

(( سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رَضِي اللَّهم عَنْهم يَقُولُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ بِالْحَدِيدِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُقَاتِلُ أَوْ أُسْلِمُ قَالَ أَسْلِمْ ثُمَّ قَاتِلْ فَأَسْلَمَ ثُمَّ قَاتَلَ فَقُتِلَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمِلَ قَلِيلًا وَأُجِرَ كَثِيرًا))

لذلك مع الإخلاص ينفع قليل العمل وكثيره، ومن دون إخلاص لا ينفع لا قليله ولا كثيره.
 كثيراً من يسأل من العلماء من اخترع الكهرباء أليس له أجر ؟ والله هذا يجب أن يدخل الجنة، إذا واحد لا يريد من عمله إلا السمعة فسمّع الله به كتب عنه مقالات وكرم تكريم لم يرد من عمله إلا الثروة صار معه مليارات وأراد الشهرة واشتهر ، أنت تعطيه شيء لم يطلبه المسلمين يرغبون أن يعطون علماء الغرب الذين اخترعوا المخترعات شيء لم يطلبوه لم يفكر أبداً بإرضاء الله ولا بخدمة عباده فكر بنفع مادي كبير، تجد دواء فرضاً ثمن الحبة عشرة آلاف ليرة، ما تفسير ذلك ؟ في بلاد الغرب يعطوا تشجيع، اعمل بحوث لدواء متميز وضع له السعر الذي تريد تجد حبة واحدة بعشرة آلاف !!! أدوية أمراض الكلية والبروستات شيء مرتفع وباهظ، هو أراد من الاختراع الثروة والشهرة فنالها، أردت الثروة والشهرة والتكريم فنلتها لماذا أيها المسلم تريد وضع هؤلاء في الجنة ؟ هم لم يطلبوها ! فلذلك إنما الأعمال بالنيات، قد يكون لك عمل عظيم بمقاييس الدنيا لكنك أردت منه الشهرة ولك الشهرة ما أحسن عبد من مسلم أو كافر إلا وقع أجره على الله في الدنيا والآخرة.
 الآن ائتي مع واحد ملحد وأعطه معمل ويكون يمشي صح الله يرفع شأنه ويقوي مركزه لأن هذه قوانين، أنت يا عبدي أخذت بأسباب النجاح فنجحت، الأجانب الذين يقهروا العالم أخذوا بأسباب القوة فأصبحوا أقوياء، يوجد قوانين حتى الدين منهج موضوعي لو طبقه كافر لقطف ثماره، أعطي الإنسان حريته وكرامته وحاجته تنجح بعملك، هكذا فعلوا الأجانب في بلادهم وليس في العراق ! ! أعطوا الإنسان حريته وكرامته وحاجاته الكاملة فصادروه كله، صار كل طاقاته مبذولة في عمله، قوانين ثابتة، لو طبق منهج الله كافر أو ملحد لقطف ثمارها في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق ز
أما أنت أيها المسلم حينما تطبق أمر الله عز وجل وتبتغي وجه الله لك الدنيا والآخرة، هذا الحديث مهم جداً:

 

 

(( يَا رَسُولَ اللَّهِ أُقَاتِلُ أَوْ أُسْلِمُ قَالَ أَسْلِمْ ثُمَّ قَاتِلْ فَأَسْلَمَ ثُمَّ قَاتَلَ فَقُتِلَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمِلَ قَلِيلًا وَأُجِرَ كَثِيرًا ))

 

إخفاء الصور