وضع داكن
28-03-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 160 - من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
أيها الأخوة:
 لازلنا في كتاب القرآن الكريم في إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم، وننتقل اليوم إلى الترغيب في قراءة سورة الكهف .
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال ))

 وفي بعض النسخ:

 

(( عصم من فتنة الدجال ))

وفي رواية لمسلم من آخر سورة الكهف، ما في هذه السورة ؟ فيها قصة سيدنا موسى مع سيدنا الخضر، ماذا تعني هذه القصة ؟
 الحقيقة أن سيدنا موسى عليه وعلى سيدنا أفضل الصلاة والسلام أوتي الأمر التكليفي، افعل ولا تفعل، بينما سيدنا الخضر أوتي حكمة الأمر التكويني، الأمر التكويني أفعال الله عز وجل، والأمر التكليفي أمره ونهيه، فواحد متخصص بالأمر التكليفي، وواحد متخصص بالأمر التكويني.
 سوف آتي بمثل: بالنظام الداخلي في التعليم الطالب إذا نجح من صف إلى صف لا يعود إلى الصف الذي كان فيه، هذا نظام، لكن أحياناً يرى المعلم أن هذا الطالب مهمل ومقصر، ويتغيب كثيراً، فكإجراء استثنائي يقول له سوف أعيدك إلى الصف الأدنى فيتساءل الطالب، وينضبط، أصبح الأمر التكويني اختلف مع الأمر التنظيمي .
فسيدنا موسى ما في بمنهجه بالأمر التكليفي أن القتل جائز، فالخضر قتل غلاماً أنكر عليه، بحسب منهجه، بحسب اختصاصه، ليس في اختصاصه ما يبيح لك أن تخرق سفينة بلا سبب .
 الآن واحد أركبك بسيارته بعد ما وصلت إلى هدفك أخرجت مطرقة وكسرت بلور السيارة، ثمنه سبعين ألف بلور المرسيدس، ماذا فعل لك ؟ فضلاً عن أن أركبك في مركبته بلا مقابل، لكن بعد فترة في حاجز كل سيارة سليمة مصادرة، فهذا نظر أن كسر البللور من أكبر النعم، يعني بعد حين أي سيارة سليمة تصادر نهائياً، فلما رؤي أن بلور المركبة مكسور قال له امشِ، فكان الأمر التكويني في حكمة بالغة .
طبعاً القصة معروفة عندكم، كيف أن كل حادثة بررت، لكن واحدة من هذه الحوادث:

 

 

﴿ فَأَرَادَ رَبُّكَ﴾

 

( سورة الكهف الآية: 82 )

 وواحد:

 

﴿ فَأَرَدْنَا﴾

 

( سورة الكهف الآية: 81 )

 واحدة:

 

﴿ فَأَرَدْتُ﴾

 

( سورة الكهف الآية: 79 )

 واحدة من هذه الحوادث هذه رؤية لسيدنا الخضر، وفي واحدة رؤية مشتركة وفي واحدة:

 

﴿ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي﴾

 

( سورة الكهف الآية: 82 )

 المؤدى أن كل شيء يقع في الكون يقاس على هذه القصة، كل شيء يقع في هذا الكون من أمر الله التكويني، وأمر الله التكويني حكمة كله، رحمة كله، مصلحة كله، عدل كله، العلم حرف والتكرار ألف، أعطاك ثلاث حوادث، لا يقبلها الإنسان .

 

﴿ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً (79)﴾

 

( سور الكهف )

 إذاً حفظ لهم هذه السفينة، هذه المعلومة لا توجد في أمر تكليفي، في قضية بعلم الله عز وجل، أعطاه الله بعض حكمة فعله، أيام ينشأ الابن يتيم، اليتم قد يكون سبب ليكون من أعظم العظماء، أيام ينشأ الابن بأسرة غنية جداً، كل شيء متوافر ما عاد في باعث للدراسة إطلاقاً، فهذا أمر الله التكويني ما له علاقة بأمر الله التكليفي، لذلك اختلف سينا موسى مع سيدنا الخضر، واحد معه منهج والثاني يفعل أفعال خلاف هذا المنهج، فأنكر عليه .

 

﴿ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً (71)﴾

 

( سور الكهف )

 اعترض عليه .

 

﴿ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ﴾

 

( سورة الكهف الآية: 74 )

 فلما سيدنا موسى فحص أعمال سيدنا الخضر وفق الأمر التكليفي لم يقبلها فأنكر عليه، فلما سيدنا الخضر أوتي حكمة الأمر التكويني، وبين له واحد واحدة .
هذا الدرس لنا، تجد بناء وقع، اجتياح حصل، إنسان فلس، مرض عضال أصاب إنسان، فيتعجب الإنسان، هذه كلها من أفعال الله التكوينية .
 البارحة جاءتني رسالة وأنا في الدرس في درس الأحد، فكاتب الرسالة يبدو أنه طبيب، ورجاني أن أقرأها للناس، فإنسان شعر بألم بفكه العلوي، فحص إذا به بداية ورم خبيث في فكه العلوي، وطبعاً أخذت خزعه ظهر ورم خبيث، الأمر تابعه، يقول أنه بعد ستة أشهر جاءه بشكل لا يمكن أن يكون مقبولاً، آخذ كيماوي، بلا شعر كلياً، تكاد عينه تخرج من محجرها، يقول له هذا المريض يا دكتور يعني إذا الله عز وجل شفاني لن أنظر إلى النساء، قال لي لست أنا الذي حققت معه، هو بدأ، بدأ ويقول إذا الله شافاني لن أنظر إلى النساء .
يعني ما في أمر تكويني بلا حكمة، لكن كلنا نعرف قصة قصتين ثلاث، نعرفها من البداية للنهاية، الحكمة واضحة كالشمس، لكن سمعنا مئة ألف قصة من آخر فصل فلان مرض .
 واحد من إخواننا له 14 أخاً، له عمة محامية، اشترت مع أبوه بيت مناصفة من جمعية قصر العدل للمحامين، البيت أخذوه بـ500 القصة من 25 سنة، أصبح ثمنه 18 مليون، فالعمة باسمها البيت، وأخواها دافع نصف المبلغ بالتمام والكمال، قالت له هذا البيت لي بالسجلات، أعطيك مليون واخرج إلى الخارج، قال لها أنت ما عندك أحد لوحدك، أنا عندي 14 ولد، وأخذتِ نصف ثمن البيت وأنت أختي، أنا لم أفتش معك بالطابو لأنك أختي أنصح الأخوان الآن، ولو كان أخوك اكتب حصتك باسمك، أسمع قصص يندى لها الجبين أسمع قصص خلافات بين أعضاء الأسرة الواحدة لا تصدق، فالنتيجة هددته، ولها أساليب معينة، أخرجته من البيت بعقد إيجار صوري مع إنسان قوي جداً، فاحتل البيت ورمى حوائجه إلى الخارج، قال لي أخذنا مستودع بزملكا، وأخوتي نصفهم عند جدتي ونصفهم عند جدتي الثانية، يعني مأساة كبيرة جداً، قلت له والله عز وجل كبير يا بني، الله ينتقم منها لكن ما خطر في بالي أنه بهذه السرعة ينتقم منها، غابني جمعتين ثلاثة قال لي والله عمتي معها السرطان، سرطان بالأمعاء، قلت له لا حول ولا قوة إلا بالله، هذا والله يطول والله أعرف واحد ظل معه سنتين لمات، غابني شهر قالي والله ماتت عمتي، ممكن تلقي لنا كلمة بالتعزية، صعدت على البيت ألقيت كلمة بالتعزية، من وريثها الوحيد ؟ أخوها، استرجع البيت كله .
 يعني أنت تقول مسكين ! هالسرطان ماذا يفعل بهؤلاء الناس، وقد يكون واحد ابتلاء، وقد يكون واحد مستقيم، إياكم أن تأخذوا من كلامي قواعد، لكن في حكمة، بلا حكمة ما في شيء، من دون حكم قد تكون عقاب، قد تكون ابتلاء، قد تكون ترقية، قد تكون قسم، قد تكون ردع، قد تكون كشف، لكن فعل الله بلا حكمة .
 يعني أنت تصدق مدير عام يطلب من أحد الموظفين اطلع إلى حلب، قال له ماذا أفعل ؟ قال له تصل إلى باب الفرج تقطع وترجع، قال له لماذا، قال له هكذا أنا أقول لك هذا ليس إنسان عاقل، طيب ما السبب ؟ يوجد لي مهمة هناك ؟ قال له لا، فقط أركب بالباص ؟ قال له نعم، بالباص تريد مني شيء ؟ قال له لا فقط اركب بالباص .
 إذا إنسان بسيط أكبر من أن يعطي أمر بلا تعليل، إله، مطلق العلم، مطلق الحكمة، مطلق الرحمة يفعل شيء بلا سبب ؟ الزلازل لها سبب، والبراكين لها سبب والحروب لها سبب، والاحتلال له سبب، والمشاة البحرية الأمريكية لها سبب، ما في شيء بلا سبب، لا تصدق شيء بلا حكمة، أفعال الله كلها حكمة، ورحمة، وعدل، ومصلحة لكن في شيء ظهر، وفي شيء باطن، يعني أنت بيسر مادي كبير، وعندك ابن تسعى أن يكون من العلماء، وقبل الفحص بيومين امسك لعبة ويتلهى بها، وأنت لك دخل كبير فأنت حطمتها له، بالنسبة له اختل توازنه، لكن بالنسبة لك تعطيه أضعاف مضاعفة، حطمتها من أجل أن تصرفه عن الدنيا إلى الدراسة، هذا سلوك أب أحياناً .
فلذلك قصة سيدنا الخضر وموسى بليغة جداً، قضية السفينة، وقتل غلام .
 الآن واحد عنده بنت وماتت، لا سمح الله ولا قدر يقول لك أكاد أموت معها صغيرة، لو أن الله أطلعه على الغيب، أن هذه الفتاة إذا كبرت ستكون فاسدة وزانية وبغية ألا يرضى بهذا الحكم ؟ يرضى .
فالله عز وجل ما أراد أن يشقي أبوي الغلام بشقائه، قبض قبل أن يشقى أبوه وأمه به .

 

﴿ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً (82)﴾

 

( سورة الكهف )

فيا أيها الأخوة:
 سورة الكهف مفيدة، عندنا يوم الجمعة مئة إشكال، مئة قضية، مئة تساؤل لماذا فلان فقير ؟ لماذا فلان ما عينوه، لماذا فلان خاطب لم يقبلوا به، في عندنا مئة ألف سؤال يوم الجمعة، تراه يوم الجمعة تجد أفعال الله كلها حكم، أعطاك ثلاث نماذج قال لك أنت قس عليها .
ففي عندنا أمر تكويني، وعندنا أمر تكليفي، سيدنا موسى متخصص بالأمر التكليفي، وسيدنا الخضر متخصص بحكمة الأمر التكويني، فلما عرض سيدنا موسى أفعال الخضر على منهج الله عز وجل ما توافقوا، أنكر عليه، فلما سمع منه، الآن سيدنا الخضر نبي أم ولي ؟ هنا السؤال، لا يمكن لإنسان مهما علا شأنه أن يقتل من دون وحي، هو نبي قطعاً، لا يمكن إنسان يقتل إنسان ويقول هكذا الله ألهمني، ما في الله ألهمني، القتل يحتاج إلى وحي، لأنه قتل غلام والغلام لم يفعل شيئاً بريء إذاً هو نبي، أما أن تقول ولي، الآن إذا فتحنا الباب يأتي الولي ويعمل مشكلة، هكذا الله شرح لي صدري، ما في نحن منضبطون بالشرع، لا يستطيع كائن من كان أن يفعل شيئاً خلاف الشرع .
 يروى قصة، رواها عالم جليل توفي رحمه الله، والله هي قصة طريفة لكن غير مقبولة إطلاقاً، يعني في قرية من القرى، في واحدة بغي يبدو أنها على مستوى عالي جداً وأغوت شباب القرية، فكل هؤلاء الشباب مارسوا الزنا مع هذه البغي، فهذا الشيخ لم يعد عنده تلاميذ ذهبوا كلهم إلى عندها، فطرق بابها قال لها اليوم ليلتي، مثل هالشباب، فدخل قال كم تريدين المبلغ بالتمام والكمال دفعه لها، قال لها أنت اليوم ملكي، تستري وتوضئي وصلي، وسجد وقال يا رب أنا أصلحت ظاهرها فأصلح باطنها .
لكن ما في واحد يستطيع أن يفعل هذا يجوز أن يقع بالفخ، هذه نادرة، ما هي شرع أساساً ولا قاعدة، لكن أحياناً تسمع قصة رائعة، لكن لا يقاس عليها أبداً .
فأفعال الله لا يقاس عليها، وتعمل تلبسة أن هكذا الله ألهمني، تطعمه قتلة، ما في، لا تفعل إلا الشرع، لكن هذه خاصة بسيدنا الخضر، خاصة بنبي ومعه وحي، ألم يقل الله عز وجل ؟

﴿ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ﴾

( سورة الصافات الآية: 102 )

 يستطيع أب في الأرض كائناً من كان أن يذبح ابنه ؟ يعاقب ويقتل، أما النبي في موضوع ثاني، في وحي، الذي رجح أنه نبي هو أنه قتل الغلام، ولا يستطيع إنسان كائناً من كان أن يقتل إنساناً إلا كقصاص، لأنه أي دم، انتبهوا لهذه النقطة، أي دم يسفك على وجه الأرض من آدم إلى يوم القيامة لا بد من أن يتحمله إنسان، تقول لي والله بالخطأ صار قصف، الجندي لم ينتبه، هذا كله عند الله غير مقبول، إلا دم المقتول قصاصاً يتحمله الله ما في عندنا إلا حالة واحدة، دم المقتول بحد يتحمله الله وحده .
 لذلك يظل المسلم بخير ما لم يسفك دماً، لذلك أقول لكم في نعمة، أنت إنسان عادي جداً من الدرجة العاشرة بالمجتمع، بأدنى سلم اجتماعي، ولا أحد يأبه لك ودخلك محدود ولا يكفيك، أنت أفضل ألف ألف ألف مرة من واحد طرف بمؤامرة قذرة هدفها إفقار المسلمين، أو إضلال المسلمين، أو إفساد المسلمين، أو إذلال المسلمين، أو إبادة المسلمين قد يكون الواحد طرف، في يرانيوم اشتروه العراق من نيجيريا، القصة لم يكن لها أصل كل شيء تكلم به قبل الحرب غير صحيح، وهؤلاء الآلاف الذين قتلوا آلاف مؤلفة، أرقام الذين قتلوا صعب تصديقها، ما ذكروا إلا المدنيين فقط، العسكريين بعشرات الألوف قتلوا .
فهذا الذي قاعد بالبنتاغون ويقول وأن معه سلاح دمار شامل، وفي معنا معلومات أن نيجيريا باعت العراق يرانيوم مخضب، وهي العملية كلها تمثيلية، يجب أن حمل العشرة الآلاف الذين ماتوا والعشرين ألف، الحرب الخليج الأولى مات 150 ألف مقتول .
لذلك يظل المسلم بخير ما لم يسفك دماً، أنت لا تستطيع أن تسحق نملة كمؤمن لا تستطيع أن تقتل هرة .

 

(( دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض ))

 

[ رواه عبيد الله عن سعيد المقبري عن أبي هريرة ]

 أخوانا الكرام سأعيدها مرة ثانية، إن لم تكن طرفاً في مؤامرة تحاك في بلاد الغرب لإبادة المسلمين أو لإفقارهم، أو لإضلالهم، أو إذلالهم، أو لإفسادهم، أنت ملك أنت بألف خير، إذا كنت بعيد عن أن تكون سبب، لأنه ما في تهديد بالقرآن يفوق:

 

﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً (93)﴾

 

( سورة النساء )

 هذا أكبر تهديد في كتاب الله، تقتل واحد بريء مؤمن مستقيم، ماله ذنب، قال:

 

﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)﴾

 

( سورة التكوير )

 فاشكروا الله عز وجل لأن الله سلمنا، المؤمنين يكونون طرف في إفساد الأرض ؟! طبعاً هم ينتصرون، وحققوا إنجازات كبيرة، وتبجحوا، لكن في آخرة، في جهنم .

 

﴿ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43)﴾

 

( سورة الحجر )

إخفاء الصور