وضع داكن
26-04-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 170 - لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على خدمكم …..
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الأخوة:
يقول عليه الصلاة والسلام:

(( لا تَدْعُوا على أنْفُسِكُمْ، وَلا تَدْعُوا على أوْلادِكُمْ، وَلا تَدْعُوا على خَدَمِكمْ، ولا تَدْعُوا على أمْوَالِكُمْ، لا تُوافِقُوا مِنَ اللَّهِ ساعَةً نِيْلَ فيها عَطاءٌ فَيُسْتَجابَ مِنْكُمْ ))

[ رواه أبو داوود عن جابر رضي الله عنهما ]

 ألف الناس أنه كلما غضب دعا على أولاده أدعية منوعة، إما بقصف العمر أو بالإفقار، أو بالغضب، هذه عادات سيئة جداً لا تليق بالمؤمن، يقول عليه الصلاة والسلام:

 

(( كاد الحليم أن يكون نبيا ))

 

[ أخرجه برموز السيوطي عن أنس رضي الله عنه ]

ويقول أيضاً:

(( الحلم سيد الأخلاق ))

 لكن الإنسان متى يكون في داخله هدوء، وفي طمأنينة، إذا كان موصولاً بالله عز وجل، فإذا كان مقطوع عن الله في عنده اضطراب شديد، الإنسان حينما ينقطع عن الله يختل توزانه، أحد نتائج إختلال توازنه رودو فعل قاسية جداً، فإذا الإنسان مقطوع عن الله في عنده اضطراب، أو بالتعبير الحديث اختلال توازن، ردود فعله تكون قاسية جداً.
 فذلك المؤمن عنده حلم ناتج من اتصاله بالله عز وجل، والشيء الثابت أن الإنسان حينما يدعو على إنسان بالدمار، أو بالهلاك، أو بالموت، ينشأ توتر بين هذين الإنسانين، فيزاد السيئ سوء، في فرق كبير بين إنسان يزداد سوء، وبين إنسان يقلص السوء.
سألني مرة أخ في عندي ولد مغضوب، أريد أن أحرمه، قلت له إذا حرمته زدته عقوقاً، وإذا أعطيته بالعدل قربته إليك، بل إن الله عز وجل يقول:

 

﴿ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا﴾

 

( سورة المائدة الآية: 8 )

 ليس فقط ابنك، أي إنسان ولو كافر، ولو بعيد عنك، إذا ظلمته يزداد بعد ويزداد كراهية، وإذا عدلت معه يزداد محبة ويزداد وئام.
مرة عليه الصلاة والسلام قال: من يقطع لسان فلان، وجد شخص وفهم أنه قطع مادي، ثم فهم أصحاب النبي من حكمة النبي أنه من يقطع لسانه بالإحسان إليه.
 اقتراح، يكاد يكون أكثر مشكلاتنا سوء تصرف، فلما الأب يكون قاسي جداً كلامه قاسي جداً، دعاء دائماً على أولاده بالدمار، بالموت، بقصف العمر مثلاً فينشأ توتر السيئ يزداد سوء، فالبطولة أن السيئ يخف سوءه، لا أن يزداد سوء، فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول " لا تَدْعُوا على أنْفُسِكُمْ، هذا ابنك إذا أصابه مكروه أنت سوف تتحمل نفسياً ومادياً متاعب هذا الشيء، والله عز وجل هددنا، كيف هددنا ؟ لعله تدعو على ابنك لا سمح الله وأن تكون الساعة ساعة إجابة فيستجيب الله لك.
فهذا الكلام الفارغ، أيام الأخ الحلاق، يقص قصة على الشعر وعشرة على الهواء، فنحن معظم كلامنا قص في الهواء، كلام ما له طعمة، لا له معنى ولا له طعمة يضل يدعو، والله لأذبحك، إذا جرحت يده تولولي، كلام ما له معنى، الإنسان مستواه الإيماني والثقافي يدل عنه كلام، فكلما العقل اتسع والإيمان قوي يقل الكلام، يصبح كلام بالتعبير العامي مليان، كلام فارغ ما عنده، كثير في حديث الناس كلام فارغ.
تكلمت مرة ـ أنا تأخرت وكان عندي تسجيل ندوتين بالتلفزيون والآن جئت على الفور من هناك، ففي عندي أمر قاهر.
 كثير أحياناً أحد المنافقين، أو رئيس المنافقين قبل وفاته طلب من رسول الله قميصه، وفي روايات تؤكد أن النبي بيده ألبسه قميصه، فلما مات قال عليه الصلاة الآن استقر في جهنم حجر، كان يهوي به سبعين خريفا.
لا ينفعك إلا عملك، حتى لو كنت فصيح ومتكلم، وعندك قوة بيان، حتى ذلك يقول عليه الصلاة والسلام:

 

(( لعل أحدكم ألحن بحجته من الآخر، فإذا قضيت له بشيء فإنما أقضي له بشيء بقطعة من النار ))

 لا ينجيك فتوة من رسول الله، فكيف الناس يعتمدون على فتوة من عالم عادي يقول لك في بالزرابلية جامع صغير واحد صلى فينا وقال هذه ما فيها شيء، لماذا إذا كان أمر متعلق بدنياك تريد خبراء، تريد أعلى طبيب، تريد أفهم محامي، تريد أقوى موظف يدافع عنك وبأمور أخرتك تكتفي بفتوة من شخص لا تعرف اسمه، والله صلى فينما، أنا ضربت مرة مثل، هي قصة وصلتني لكنني استفدت منها، واحد بالمهاجرين عنده مركبة موديل 48 وزنها 3 طن، قديمة جداً، ويحب بائع فول بالجنوب بطريق الميدان، عند قبر عاتكة، في بائع فول درجة أولى، أيام الشتاء يشغلها ربع ساعة حتى تحمى، ويذهب من المهاجرين جادة ثالثة على قبر عاتكة ويأتي بكيلو فول، الآن أذن الظهر عنده يوم الجمعة يجد إلى جانبه ألف جامع كيف ما كان يريد طج ركعتين، قلت له الله وكيلك دينك أرخص عليك من كيلو فول، كيلو فول لا تأكله إلا من عند الصعب، أما أن تحضر خطبة والجامع بعيد قليلاً وتمشي عشر دقائق، تسمع خطبة تنتفع منها وتستفيد، وتطلع بشيء يعينك بأمر دنياك لا تفعله.
الآن عندك بيع بيت، تذهب، وجدت في وجهك دلال، قال لك هذا ثمنه 3 ملايين، تقول له اعمل عقد، يمكن ما في إنسان بالأرض يفعلها،أكيد ثلاثة، أريد أن أرى دلال ثاني، دلال ثالث، دلال رابع، تسأل، تجمع.
 تريد أن تشتري سيارة على الفور تعقد عقدها ؟ يأتي خبير بالصاج، هذه فاتلة مقصوصة، خبير بالمكانيك، خبير بالبويا، بويا وكالة أم مبخوخة، بعد هذا تأخذها على طاوع الثنايا لتراها تحمى بالطريق، لماذا من أجل قطعة سيارة تسأل مئة خبير ؟ وبيع بيت مئة خبير، وبدك الفولات من عند صعب، أما دينك واحد يصلي بالزرابيلة إمام قال هذه ما فيها شيء، إن شاء الله برقبته، لو مع معك فتوى من سيد الخلق لا تستفيد، من سيد الخلق

 

 

(( لعل أحدكم ألحن بحجته من الآخر، فإذا قضيت له بشيء فإنما أقضي له بشيء بقطعة من النار ))

 هذه الحقيقة الثابتة أيها الأخوة فقضية أن الإنسان يتكلم هذا الكلام الفراغ مثل مقص الحلاق عشرة على الفارغ، كلام ليس له معنى، على أولاده، والأم تجد البيت جوه موهوب جو كله نقمة، جو عند، جو مواجهة، جو كراهية، جو بغضاء، سعادتك بيدك وشقاؤك بيدك، لو كنت أفقر إنسان قد يكون بيتك جنة، ولو كنت أغنى إنسان قد يكون بيتك جحيم بالمعاملة الطيبة، قال:

 

 

(( إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم ببسط الوجه وحسن الخلق ))

 

[ أخرجه البراز وأبو يعلي والطبراني عن أبي هريرة ]

 الإنسان بالخلق العالي الله عز وجل يرفع مقامه، فهذه العادة السيئة أنه على الدوام الدعاء، والله يغضب عليك، العرش والكرسي يغضب عليك، ما هذا الكلام، عندما يسمع الابن هذا الكلام يزداد نفور، هذا اللسان، يقول عليه الصلاة والسلام:

 

((" لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ))

 

[ أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت والخرائطي في مكارم الأخلاق عن أنس ]

 إذا اللسان ما انضبط القلب لا ينضبط، تعيش مع إنسان ثلاثين سنة تشتهي أن يتكلم كلمة غلط، أن يسب مسبة، أو كلمة فاحشة، انظر إلى القرآن علمنا الأدب قال:

 

﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ﴾

 

( سورة المؤمنون )

 يدخل بها خمسين انحراف جنسي بدون تفاصيل، ممكن أن تتكلم كلام دقيق بأشد الموضوعات خصوصية دون أن تخدش حياء الناس، أما نحن ألفنا لا حياء في الدين، يتكلم كلام غير معقول، يصل للعورات، يصل لعلاقات غير معقولة، والله مرة بمحطة فضائية أنا كنت بالخليج بمؤتمر فظهرت حلقة بقيت ثلاث ساعات عن العلاقات بين الزوجين، والله تكلم فيها تفاصيل والله يستحي الواحد لنفسه يسمعها، هذه على أربعين خمسين مليون رأوها في مجلات يسارية تكلمت نقد للعظم، غير معقول.

 

﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7)﴾

 

( سورة المؤمنون )

 فالقضية تحتاج إلى ضبط لسان، عنوان الدرس الدعاء ليل نهار، بطعمة وبغير طعمة، وقاسي جداً على الأولاد، وعلى الابن بقصفان العمر، بمحق الرزق، غير معقول هذا الكلام، قال الله عز وجل هددنا تهديد، إياك لعل توافق ساعة من ساعات الإجابة فالذي دعوته على أولادك ابتليت به.

إخفاء الصور