وضع داكن
28-03-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 180 - تقييم الناس.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

المعصية و العاصي

 أيها الإخوة الكرام، مشكلة فشت بين المسلمين، ألا وهي أن كل مسلم يتوهم نفسه وصياً على بقية المسلمين، ويوزع ألقاب الإيمان والكفر والشرك على من حوله، وهو مرتاح تماماً، هذا موقف يتناقض مع الإيمان، لأن هذا سماه العلماء التألّي على الله، أن تنصب نفسك وصياً على المسلمين، وأن توزع ألقاب الإيمان والكفر، والتوحيد والشرك، والاتباع والابتداع على من تحب، وعلى من تشاء من دون دليل، أو بدليل ضعيف، أو من دون معلومات دقيقة، أو بمعلومات دقيقة، وفي الأصل أنت لست مكلفاً أن تقيّم أحدًا، لكن لئلا نقع في ضرر معاكس، فأنت لا تستطيع أن تقول لإنسان يشرب الخمر: إنه ولي الله، أو تقول: لا نعرف، قد يكون وليًّا، هذا أيضاًَ لعب بالدين، المعصية معصية، والطاعة طاعة، أنت حينما ترى إنسانًا يعصي الله فيجب أن تعتقد أن هذه معصية، وأنها حجاب عن الله عز وجل، وأن لكل معصية عقاباً في الدنيا، لكن هذا الذي يعصي الله أمامك قد يتوب ويسبقك.

يجب أن لا نُقيّم

 ننطلق في هذا الكلام من أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل إلى بيت أصحابه الذي توفاهم الله عز وجل، وقد سجي على فراشه، قالت امرأة من خلف الستار هنيئاً لك أبا السائب، لقد أكرمك الله، النبي صلى الله عليه و سلم وحده يعد سكوته إقراراً، أما أنا حينما أسكت مع كلمة قيلت أمامي فلا يعد سكوتي إقراراً لها، قد أستطيع أن أنوه، أو أن أصحح، أو قد لا أستطيع، لكن الإنسان الوحيد في العالم الإسلامي الذي يعد سكوته إقراراً هو رسول الله صلى الله عليه و سلم، فلما قالت: هنيئاً لك، لقد أكرمك الله، بالفعل الماضي، يعني أكرمك الله، وانتهى الأمر، هذا هو التألّي على الله، أن تحكم على إنسان حكماً قطعياً أنه مؤمن أو غير مؤمن، أنه في الجنة أو في النار، قال: ومن أدراك أن الله أكرمه ؟ وأنا نبي مرسل لا أدري ما يفعل بي ولا بكم، هذا ليس تقليلاً من شأن النبي، ولا تقليلاً من مكافئته عند الله عز وجل، ولكنه أدب جم من قبل النبي عليه الصلاة والسلام، فعن خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ أُمَّ الْعَلَاءِ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِمْ قَدْ بَايَعَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ طَارَ لَهُ سَهْمُهُ فِي السُّكْنَى حِينَ أَقْرَعَتْ الْأَنْصَارُ سُكْنَى الْمُهَاجِرِينَ، قَالَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ: فَسَكَنَ عِنْدَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فَاشْتَكَى فَمَرَّضْنَاهُ، حَتَّى إِذَا تُوُفِّيَ، وَجَعَلْنَاهُ فِي ثِيَابِهِ دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ:
 عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ أُمَّ الْعَلَاءِ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِمْ بَايَعَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ طَارَ لَهُمْ فِي السُّكْنَى حِينَ اقْتَرَعَتْ الْأَنْصَارُ عَلَى سُكْنَى الْمُهَاجِرِينَ، قَالَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ، فَاشْتَكَى عُثْمَانُ عِنْدَنَا فَمَرَّضْتُهُ حَتَّى تُوُفِّيَ، وَجَعَلْنَاهُ فِي أَثْوَابِهِ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ:

 

(( رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ، شَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ ؟ قَالَتْ: قُلْتُ: لَا أَدْرِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنْ قَالَ: أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ وَاللَّهِ الْيَقِينُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ، وَمَا أَدْرِي وَاللَّهِ وَأَنَا رَسُولُ اللَّه مَا يُفْعَلُ بِي، قَالَتْ: فَوَ اللَّهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ... ))

 

[البخاري]

 وطّن نفسك كمسلم ألا تنصب نفسك وصياً في تقييم المسلمين، لكن هذه المعصية معصية، وهذه الطاعة طاعة، وكل طاعة تؤدي إلى خير، وكل معصية تؤدي إلى شر ، ومستحيل وألف ألف مستحيل أن تعصيه وتنجح، أو أن تطيعه وتخسر، مستحيل وألف ألف مستحيل أن تذل إذا واليت الله، وأن تعز إلى عاديته، سبحانك إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، فالمعصية معصية، والطاعة طاعة، ومن يرتكب معصية فهو عاصٍ، ونحن نحكم بالظاهر، والله يتولى السرائر، لكن إياك أن تحكم على مصيره، فكم من عصاة لله كانوا من كبار الأولياء.
 << بشر الحافي >> رجل غني غارق في المعاصي والآثام، والجواري، والقيان والخمور، قال لعبده: قل لسيدك إن كنت سيداً فافعل ما تشاء، وإن كنت عبداً فما هكذا تصنع العبيد، هذه الكلمة بلغت في نفسه مبلغاً كبيراً، فتبعه وهو من دون حذاء حافيًا، فسمي بهذا بشر الحافي، وكان من كبار أولياء الله.
 فالعاصي الآن عاصٍ، لكن قد يتوب، ويسبق كل الطائعين، إذاً المستقبل ليس بيدك، ونحن في العالم الإسلامي ليس عندنا أناس من أهل الجنة يقيناً إلا عشرة، الذين بشرهم النبي عليه الصلاة والسلام، ومع ذلك سيدنا عمر بشره النبي بالجنة، لكن أودع النبي أسماء المنافقين مع سيدنا حذيفة بن اليمان، فجاءه عمر حذيفة، وقال: بربك هل اسمي مع المنافقين ؟ من شدة الخوف من الله، هذا الذي يقول لك: أنا من أهل الجنة، وأنا رغم كل المعاصي التي أرتكبها أنا مؤمن، وأنا أحسن منك، هذا الذي يقوله الناس، هذا هو التألّي على الله.
الآن إلى بعض الأحاديث: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

 

(( إذَا قالَ الرَّجُلُ لأخِيهِ: يا كافِرٌ! فَقَدْ باءَ بِها أحَدُهُما، فإن كانَ كما قال وَإِلاَّ رَجَعَتْ عَلَيْهِ))

 

[ رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي اللّه عنهما ]

 هذا الذي قال: يا كافر هو الكافر، فطهّر لسانك عن هذه الكلمات، كيفما تحرك فلان كافر، فلان منافق، فلان مشرك، فلان مؤمن، ليس هذا من شأن العباد، هذا من شأن رب العباد.

 

ما كل من وقع في الكفر وقع عليه الكفر

 

 لكن هناك نقطة دقيقة جداً، النبي عليه الصلاة والسلام حينما حدثنا عن أعرابي ركب ناقته، وسار بها في الصحراء، وأدركه التعب، فجلس ليستريح، فاستيقظ فلم يجد الناقة والذي لم يكن في الصحراء لا يعرف مغزى هذه القصة، الإنسان إذا فقَدَ راحلته في الصحراء يموت قطعاً، واحتمال موته بالمئة مليون، لأن عليها طعامه وشرابه، فأيقن بالهلاك، فبكى وبكى وَبكى، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(( لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ، فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ، وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَأَيِسَ مِنْهَا، فَأَتَى شَجَرَةً، فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي، وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ ))

[مسلم]

أليس هذا كفرًا ؟! هذا كفر محض، النبي ما علق على كلامه، قال لله أشد فرحاً بتوبة عبده من ذلك البدوي بناقته.
 لذلك قال بعض العلماء: ما كل من وقع في الكفر وقع عليه الكفر، هناك أناس قناصون، فإذا قلت كلمة قالها عارف بالله قدير: " لله رجال إذا أرادوا أراد "، إن ظننت أنه يقول: إن لهؤلاء الرجال إرادة مستقلة عن إرادة الله فهذا عين الشرك، وإن أردت من هذه الكلمة أنهم مستجابو الدعوة فهذا عين الإيمان، أنت لماذا اخترت المعنى السيئ ؟ قد يقول هذا الكلام، وقد يقصد أنهم مستجابو الدعوة، ولا شيء عليه، أحياناً كلمة إما أن تلبسها أنت لباس كفر، أو أن تلبسها لباس إيمان،

نحن مكلفون أن نخاطب الناس بكلام واضح

 على كلٍ، نحن لسنا مكلفين أن نخاطب الناس بكلام ظاهره كفر ونقص بالإيمان، هذا تظليم للمسلمين، قَالَ عَلِيٌّ:

(( حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ))

[ أخرجه البخاري ]

 حتى الذين تنسب إليهم كلمات فيها استفزاز

(( معبودكم تحت قدمي ))

 ، ويقصد الذهب، هو يقصد الذهب، لكن هذه الكلمة ظاهرها فيها استفزاز للإيمان، فالأَولى ألا تقولها ،

(( حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ))

الاساءة ترجع على قائلها

 وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

 

(( مَنْ دَعا رَجُلاً بالكُفْرِ أوْ قَالَ: عَدُوُّ اللَّه ـ وَلَيْسَ كَذَلِكَ ـ إلاَّ حارَ عَلَيْهِ ))

 

[ رواه البخاري ومسلم عن أبي ذر ]

 معنى حار عليه ؛ رجع عليه، فإذا قلت لإنسان: كافر، وليس بكافرًا، أو قلت لإنسان: عدو الله، وليس بعدو الله، تعود هذه الصفة على القائل، يغدو القائل كافراً وعدواً لله، فطهّر لسانك عن هذه الكلمات الاستفزازية.

 

معنى كلمة كافر و مؤمن

 سُئلت سؤالا محرجًا: نحن كلمة كافر تؤذينا كثيراً، وهي كلمة استفزازية، قلت وقتها: إن هذه الكلمة وصف ليس غير، كيف ؟ ليست تقييماً، والدليل أن الله عز وجل قال:

 

 

﴿ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ﴾

 

( سورة البقرة الآية: 256 )

 ينبغي أن يكون المؤمن كافراً بالطاغوت، المؤمن كافر بالطاغوت، إذاً كلمة كافر وكلمة مؤمن لا تعني التقييم، تعني الوصف، هذا دليل قرآني، وهناك دليل نبوي، قال صلى الله عليع و سلم:

 

(( من قال: مُؤْمِنٌ أمطرناْ نَوْءِ كَذَا فَذَلِكَ كَافِر بي مُؤْمِنٌ بالكواكب ))

 

[ رواه مالك عن زيد بن خالد الجهني ]

 أيضاً الكافر مؤمن، كافر بالله، مؤمن بالكواكب.

 

(( مَنْ قالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ الله وَبِرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كافِرٌ بِالْكَوْاكَب ))

 

[ رواه مالك عن زيد بن خالد الجهني ]

 إذاً: كلمة ( كافر )، وكلمة ( مؤمن ) وصف، فإذا رفضتَ فكرة إنسان فأنت كافر بهذه الفكرة، وإذا قبلت فكرته فأنت مؤمن بها، لكن هذه الكلمة مورست ممارسات عجيبة ، أنت يمكنك أن تدعو إلى الله خمسين عامًا دون أن تسبَّ أحدًا، ودون أن تقيّم أحداً، ودون أن تستفز أحداً، لأنه:

 

(( من أمر بمعروف فليكن أمره بمعروف )

 

[ رواه البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمرو ]

فقه الضعف و فقه القوة

 هناك شيء آخر، المؤتمر الأخير الذي حضرته طرحت فكرة رائعة، أن هناك فقه القوة، وأن هناك فقه الضعف، من فقه القوة:

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ﴾

 

( سورة التوبة الآية: 73 ).

 أما فقه الضعف:

 

﴿ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ﴾

 

(سورة الزخرف: من الآية 89)

 الآن كلما حضرنا مؤتمرات نقول: نحن أمة مسالمة، وسطية، نقر بالطرف الآخر ، هذا كله ضعف، صحيح أن الظروف الآن صعبة جداً، هذا الذي تقول له: كافر، بإمكانه أن يلغي وجودك الآن، وهذا الكلام ليس له معنى الآن، من الحكمة أن نتلطف، وأن نقلل هذه الكلمات، إن قلتَها أو لم تقلْها فوصفه لا يتغير عند الله، لكن الأولى الآن أن نلطف عباراتنا قليلاً، ألا نستخدم عبارات استفزازية، عبارات تجعل الناس يعادوننا، أحياناً الطرف الآخر يتوهمنا جهلة دمويّين، وقتلة إرهابيين، ومتخلفين حضارياً، فأنت إذا أظهرت له لباقة وحكمة، وصدقاً، وأمانة، لعله يغير بعض فكرته عن المسلمين، والكلمات الاستفزازية لا تقدم ولا تؤخر، لكنها تزيد الهوة بيننا وبين الطرف الآخر.
 إذاً أنا لا أفضل أن تستخدم كلمات الشرك والكفر بتوسع كبير، بمبرر وبلا مبرر، بمناسبة وبلا مناسبة، هذا موقف ليس حكيماً إطلاقاً، ولاسيما في هذه الأيام، نحن الآن بحاجة إلى فقه الضعف، نحن بحاجة إلى دعاء النبي عليه الصلاة والسلام:

 

(( اللهم إني أشكو إليك قلة حيلتي، وهواني على الناس، يا رب المستضعفين، إلى من تكلني، إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدو ملكته أمري ؟ يا رب إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، ولك العتبى حتى ترضى، لكن عافيتك أوسع لي ))

 

[الطبراني عن عبد الله بن جعفر بسند فيه ضعف]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(( إذَا قالَ الرَّجُلُ لأخِيهِ: يا كافِرٌ ! فَقَدْ باءَ بِها أحَدُهُما ))

 طهّر لسانك عن كلمة كافر، ومشرك، ومبتدع، وأرِحْ نفسك من أن تكون وصياً على المسلمين، وأن توزع عليهم ألقاب الإيمان والكفر، وما إلى ذلك، وكن أدبياً مع الله، لكن المعصية معصية، والطاعة طاعة، والعمل صالح عمل صالح، السيئ سيئ، ولا تتوهم أنه يكون وليًّا لله ولا يصلي، وليًّا لله وهو غارق في المعاصي والآثام، وتقول: لا نعرف ، كله ترتيب سيدك، هذا كلام شيطاني هدفه اللعب بالدين، المعصية معصية، والطاعة طاعة، لكن هذا الذي يعصي الله أمامك قد يتوب، ويسبقك في حقل الإيمان.

 

إخفاء الصور