وضع داكن
24-04-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 144 - ألا إن القوة الرمي …....
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 أيها الأخوة: ننتقل إلى موضوع الترغيب في الرمي ومن دلائل نبوة النبي عليه الصلاة والسلام هذا الحديث الذي يتوافق مع أحدث تطورات الأسلحة

((....أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ))

[ مسلم ، الترمذي ، أبو داود ، ابن ماجة ، الدارمي ]

 يعني دقة الإصابة هو أكبر أسباب القوة لو لم تكن هناك دقة إصابة لأتلفت ملايين الملايين دون أن تحقق شيئاً ، الأسلحة الغير متطورة إصاباتها غير دقيقة قد تكلف القنابل ملايين ولا تحدث شيئاً ، فالنبي عليه الصلاة والسلام كما نعلم أنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى يقول:

 

((....أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ))

في حديث آخر:

 

((عَنْ أَبِي عَلِيٍّ ثُمَامَةَ بْنِ شُفَيٍّ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ ))

[ متفق عليه ]

 أيها الأخوة: نحن ترسب في أعماقنا تصور غير صحيح أن الدين صلاة وصوم وحج وزكاة فقط ، الدين عبادات شعائرية لذلك الدينون لم يفلحوا لأنهم فهموا خمس بنود من مئة ألف بند بدينهم لا أبالغ لو أحصيت الأوامر القرآنية والنبوية تزيد عن مئة ألف بند هذا منهج الإسلام ، أخذنا خمس عبادات شعائرية لو أتقناها لا تكفي هذا أمر إلهي أعدوا لهم بالعكس صار أعدوا لنا قال تعالى:

 

﴿ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾

 

[ سورة الأنفال: الآية 60]

 هذه المن تفيد استغرق أفراد النوع ، معناها دقيق جداً يعني مثلاً سألت شخصاً أمعك مال لإنشاء شركة تكلف خمسة ملايين ؟ يقول لي ما عندي مال ، يعني شركة أنا وهو ما معه اثنين ونصف مليون وما معه مليون ، فإذا قال ما عندي مال يعني ما عنده مال كاف لهذه الشركة ، إذا قال لي ما عندي من مال يعني ما معه ولا فرنك ولا ليرة ، المن هنا تفيد استغراق أفراد النوع هذا تعريفها بالضبط.
 الله عز وجل قال قوة نكرة هذا التنكر شمول الإعلام قوة ، نحن مورس علينا حرب إعلامية بأعلى مستوى الإعلام قوة المراقبة الجوية قوة تراقب الحدود الأقمار قوة ، الاتصالات قوة ، كل جندي يحارب معه هاتف مع الأقمار الصناعية موصول أي جندي فالاتصال قوة والمراقبة الجوية قوة والأقمار قوة ودقة الإصابة قوة والطيران قوة والبر قوة والبحر قوة والمعلومات قوة ، فجاءت كلمة قوة نكرة هذا اسمه تنكير شمول.
ما قال الله أعدوا لهم قوة ، أعدوا لهم ما استطعتم من قوة ، من أجل أن تستغرق من أفراد النوع ، كل أنواع القوة البشرة والعلمية والمادية والنفسية والاجتماعية والتماسك.
 حدثني رجل يعمل في شركة سيارات ضخمة جداً في أمريكا قال لي بدأت شركات السيارات اليابانية تنافس الإنتاج الأمريكي ، قلت له ما السبب ؟ قال قد لا تصدق ليس السبب تقني فني ولكن اجتماعي ، قال لي أرسلت وفود إلى اليابان وجدوا أن العامل في اليابان لا يسرح مطمئن يعطوه جزءاً من معاشه يصرفه وجزءاً شريك في المعمل يشعر العامل في اليابان أن المعمل له ولا يسرح أبداً ما في شيء اسمه تسريح تعسفي ، فلذلك والمدير جالس معه يأكل معه ما في بيروقراطية في تواضع في تواصل في طمأنينة في إحساس بالأمن في إحساس بالتملك لذلك أتقن الصنعة لما أتقنها المبيعات راجت ، قال المفاجأة أن التفوق ما كان تفوق تقني ولا فني تفوق اجتماعي.
أيضاً إذا كانت الأمة متماسكة في انتماء قوي في إحساس أن حياتك غالية علينا وكرامتك غالية علينا هذا الإحساس بالإنسان يدفعه إلى التضحية وإن وجدت في شرك في الأزمات يكون في انفصام ما في تلاحم.

 

((عَنْ أَبِي عَلِيٍّ ثُمَامَةَ بْنِ شُفَيٍّ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ))

 الفضل الكبير الكبير الكبير أن الله ما كلفنا أن نعد لهم القوة المكافئة كأنه أمرنا بمستحيل ، لا ما استطعتم كلفنا أن نعد القوة المتاحة وفرق كبير جداً بين القوة المتاحة وبين القوة المكافئة، نحن إذا آمنا الإيمان الذي حملنا على طاعة الله أعددنا العدة المتاحة الله يرمم الفرق تأتي الآية الكريمة:

 

 

﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ﴾

 

[ سورة البقرة: الآية 249]

 بكل شيء بالعدة والعتاد والميزات.

 

﴿ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾

 

[ سورة البقرة: الآية 249]

 لذلك قالوا الحرب بين حقين لا تكون لأن الحق لا يتعدد ، وبين حق وباطل لا تطول لأن الله مع الحق ، القوة المرجحة ، أما بين باطلين لا تنتهي.
الحديث رائع جداً:

((عن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ ))

 هذا تكرار تأكيد يعني بالحروب التي عشناها بالتسعين والألفين وثلاثة كل الحروب التي تابعنا أخبارها الفيصل في السلاح دقة الإصابة ، في قنابل تمشي في الجو بتوجيه الأقمار الصناعية ، في قنابل معها خارطة معها صورة للأرض والهدف على الصورة تلحق الهدف ذاتياً معها التوجيه الذاتي ، في قنابل تركب أشعة الليزر يرسلوا للهدف أشعة الليزر تأتي القنبلة تركب عليها ، كل هذا الكلام دقة الإصابة.
كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ألا أن القوة الرمي يعني دقة الرمي لذلك علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل.
 سنكمل الآية أعدوا لهم ، من هم ؟ الطرف الآخر يعني ينبغي أن يكون أعداءكم أعداء الله في خطر كبير جداً أن يكون أعداءكم أولياء الله ، أعدوا لهم ما استطعتم استنفاذ الاستطاعة ، من ، استغراق أفراد النوع ، قوة تنكير شمول.
ما مهمة السلاح الذي أعددناه قد تكون أقل مهماته استعماله ، السلاح له هدف آخر هدف الإرهاب ترهبون به عدو الله وعدوكم.
 حدثني أخ جاء من الهند هو النائب الأول لأحد أكبر علماء الهند المودودي توفي رحمه الله كان درس في الشام فمن حين إلى آخر يأتي إلى الشام المودودي من كبار كبار العلماء أبو الأعلى فأنا دعوته قال لي نحن في الهند تسعين مليون مسلم ومضطهدون أشد أنواع الاضطهاد فلما فجرت الباكستان قنبلة نووية معاملة الحكومة لنا انقلبت مئة وثمانون درجة. السلاح ما استعمل السلاح الفتاك لمجرد أنه عندك أنت مرهوب صرت ، دولة عندها سلاح طيران قوي جداً الدولة المعتدية تعد للمليون قبل أن تهاجمها وإذا ما عندها طيران عمل سهل تصبح نزهات الأجواء للتنزه.
أعدوا لهم ، أعدوا أمر إلهي يقتضي الوجوب ، مثلاً أقم الصلاة لكن نحن من فهمنا السقيم للدين فهمنا الصلاة أمر وأعدوا لهم ليس أمراً ، لا أمر في عندنا قاعدة أصولية كل أمر بالقرآن يقتضي الوجوب.
 أعدوا لهم ، للطرف الآخر وليس لمسلم ، ما استطعتم من ، من لاستغراق أفراد النوع قوة ، تنكير شمول ، مهمة الإعداد ترهبون به ، يجب أن ترهبوا به عدو الله وعدوكم ، نبهنا الله إن لم يكن عدوكم عدوي لن أنصركم ، يجب أن يكون عدوكم عدوي ما يتوجه السلاح لمسلم ترهبون به عدو الله وعدوكم.
هذه الآية أيها الإخوة الكرام: جامعة مانعة في وجوب الإعداد ، ولأن المسلمين قصروا في هذه الآية دفعوا أبهظ ثمن في حياتهم هذه الآية أخطر آية نحتاجها الآن قال تعالى:

 

﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ﴾

 

[ سورة الأنفال: الآية 60]

 رباط الخيل ما تفسيرها ؟ الله قال قوة ، الله عز وجل قال كلمة جامعة مانعة ما معنى قوة؟ بعهد النبي عليه الصلاة والسلام كانت خيل بعد حين المنجنيق بعد حين السفن بعد حين المدرعات بعد هذا الطيران بعد هذا حرب إلكترونية بعد هذا حرب بين عقلين المقاتلين جبانين أما الحرب بين عقلين أجهزة. لذلك قالوا بدأت الحرب بالإنسان ثم أصبحت بين آلتين ثم بين عقلين وفي قول آخر وانتهت بالإنسان ، الإنسان الذي يريد أن يقدم حياته رخيصة في سبيل دينه لا تقف أمامه قوة ، أنت تخيفه بقتله هو جاء ليموت فملأ قلب القوي خوفاً.
إذاً :

 

((عن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ ))

 

((عن سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا ارْمُوا وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلَانٍ قَالَ فَأَمْسَكَ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ بِأَيْدِيهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَكُمْ لَا تَرْمُونَ قَالُوا كَيْفَ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَهُمْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْمُوا فَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ ))

[ البخاري ، أحمد ]

يَنْتَضِلُونَ: أي يترامون ، يعني بمسابقة رمي.
 توجيه نبوي تعلموا الرمي ، يعني وقتها كان دقة الرمي الآن أسلحة مفعولها دقيق ، هذه بنود ليس مطبقة في حياتنا دفعنا الثمن ، إيمان المؤمن أن كل أمر بالقرآن الكريم يقتضي الوجوب إلا إذا كان في قرينة تخرجه عن الوجوب مثلاً قوله تعالى:

﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾

[ سورة الكهف: الآية 29]

 هذه لام الأمر هذا أمر تهديد ، قال تعالى:

 

﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا﴾

 

[ سورة البقرة: الآية 60]

 إذا قال لا أريد أن آكل ما في مانع هذا أمر إباحة.
قال تعالى:

 

﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى﴾

 

[ سورة النور: الآية 32]

 ما معه مال هذا أمر ندب ، عندنا أمر ندب ، أمر إباحة ، أمر وجود ، أمر تهديد ، إذا ما في إباحة وما في ندب ولا في تهديد أمر وجوب ، كل أمر يقتضي الوجوب وهذا أمر يقتضي الوجوب.

إخفاء الصور