وضع داكن
26-04-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 143 - كلكم راع ومسئول عن رعيته فالإمام راع ..…
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
لازلنا في موضوع الزواج يقول النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه

((عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ))

[ متفق عليه ]

 أولاً في بعض أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال شيبتني هود وأخواتها، هود سورة هود فيها آية واحدة فاستقم كما أمرت ومن تاب معك، وهذا الذي يقول أنا لست نبياً نقول له إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، هذا حديث صحيح والله عز جل يقول:

 

﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ﴾

 

[ سورة هود: 112]

 ومن قال لك أنك نبي أنت لست نبياً لكنك مأمور أن تستقيم وفق منهج النبي، يعني إذا كلفنا ممرض يعطي حقنة لمريض يجب أن يعقمها كما يعقمها أكبر طبيب في الأرض، يجب أن يعقم مكان غرز الإبرة يجب أن يعقم القارورة، ففي سلوك لابد منه يستوي في فعله أقل ممرض مع أكبر طبيب.
فإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فاستقم كما أمرت ومن تاب معك والذي يدعو إلى العجب أن إنساناً يترنم فيقول أنا مسؤول كبير ولو فهم ماذا يعني، لو فهم معنى هذه الكلمة لارتعدت فرائصه، يعني سوف تسأل.
 مرة في ندوة من الندوات قلت كلمة أن أوربا عقلها من ذهب وقلبها من حديد، القلب قاسي كالحديد والعقل متألق كالذهب، فالمحاور سألني هذا السؤال قال وما الذي يمنع أن يكون الإنسان عقله من ذهب وقلبه من حديد ؟ الحقيقة هو سؤال استفزازي قلت له لا يمنع يمكن أن يكون عقلك من ذهب فتكون به قوياً فإذا كنت قوياً أخضعت من حولك وبنيت مجدك على أنقاضهم وبنيت غناك على فقرهم وبنيت حياتك على موتهم وبنيت أمنك على خوفهم وبنيت عزتك على إذلالهم كما تسمعون.
 أنا الحقيقة خبر آلمني البارحة إيلاماً لا يحتمل أن جرافة دهست إنسانة ناشطة أمريكية فالدنيا قامت هنا، هؤلاء الذين يموتون كل يوم بلا ثمن، أرأيت إلى هذه المكاييل، يعني إنسانة واحدة تنتمي إلى دولة قوية لأنة الجرافات لابد من تحقيقات واعتذارات بالخطأ وآسفون وهؤلاء الذين يموتون كل يوم بالعشرات ما أحد تأسف عليهم أبداً، تمتلئ الأرض جوراً وظلماً، من علامات آخر الساعة، تمتلئ الأرض جوراً وظلماً فيأتي أخي فيملؤها قسطاً وعدلاً، قال تعالى:

 

﴿ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾

 

[ سورة آل عمران: 55]

 الدنيا بحسب هذه الآية تنتهي بالحق ولكن نحن في عصر كل ما يقال كذب بكذب وكل ما يقال دجل بدجل ومن علامات قيام الساعة أن يرتفع الحياء من وجوه النساء، تمشي وكأنها عارية وأن ترفع النخوة من رؤوس الرجال، وأن تنزع الرحمة من قلوب الأمراء.
في تقديرات أنه أول يوم في مليون قتيل في العراق وفي أربع ملايين لاجئ من أجل رواج تجارتهم، يهيئون مناقصات الآن لإعمار العراق أما هؤلاء البشر الذين يموتون، يجربوا قنبلة وزنها عشرة آلاف كيلو بمفعول القنبلة النووية تماماً وسوف يضرب بها.
 الحقيقة الإنسان يجد أن الظلم بلغ درجة لا يمكن أن يدركها عقل. تمتلئ الأرض جوراً وظلماً فيأتي أخي فيملؤها قسطاً وعدلاً، سيدنا عمر لما قال والله لو تعثرت بغلة في العراق لحاسبني الله عنها، يعني كان يتكلم كلاماً لا معنى له، والله الذي لا إله إلا هو كان يعني ما يقول، كان يعني ما يقول وهو يعلم علم اليقين أن الله سيسأل.
 في هذا الحديث سيسأل الإمام عن رعيته والرجل عن أهل بيته والمرأة عن بيت زوجها والخادم عن مال سيده وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، أنا لا أعد الإنسان ذكياً وعاقلاً وموفقاً إن لم يهيئ لربه جواباً عن كل ما يفعل لأن الإنسان سوف يسأل، لكن الذي يغتر به الإنسان أن الإنسان يمكن أن يعصي الله إلى أمد طويل وأن يأكل حق الآخرين ولا شيء ضربات قلبه ثمانين ضغطه اثني عشر ثمانية ولا في أي مشكلة عنده، هذا هو الإمهال يعني، سمعت البارحة دعاء لطيفاً قال يا ربي رأينا إمهالك لهم فأرنا بطشك بهم.
 أيها الأخوة: إذا الزوج حاسب نفسه الأب حاسب نفسه الخادم حاسب نفسه المرأة حاسبت نفسها نكون بحال غير هذا الحال لكن يبدو أن الدنيا محسوسة والآخرة خبر، يعني بالقرآن تفتح ورق مكتوب عليه وللآخرة خير لك من الأولى لكن عينك ماذا ترى ؟ ترى قصراً ترى مركبة امرأة جميلة ترى ولائم فندق طعام مزرعة الدنيا محسوسة والآخرة خبر لذلك عطاء المؤمن يوم القيامة بأنه آمن بالغيب.
 ذكرت في الندوة مثلاً لعله دقيق وذكرته لكم فيما أذكر، أنت متجه إلى حمص رأيت لوحة مكتوب عليها الطريق منقطع في حمص غير سالك في النبك بسبب تراكم الثلوج، فإذا إنسان عاقل راكب مركبة ويتجه إلى حمص ورأى هذه اللوحة بعدرا ماذا يفعل ؟ يرجع من عدرا لو أن دابة تمشي متى تقف عند الثلج يقول لك أنا واقعي معنى هذا أنك دابة، أما حينما تكون عقلاني تصل إلى الشيء قبل أن تصل إليه معنى هذا أنك عاقل.
 كل إنسان يدخن أصيب بالسرطان يقف عن الدخان لكن هو دابة متى وقف عن الدخان ؟ بعد السرطان، أما لو قرأ مقالة عن الدخان وتركه فالإنسان كلما ارتقى عند الله يتعامل مع البيان وكلما هبط مستواه يحكمه الواقع، إذا ارتقى يحكمه البيان وإذا سفل يحكمه الواقع فالناس يتعاملون مع الواقع، متى يخفف أكله ؟ عند الجلطة، متى يعمل رياضة ؟عند أزمة قلبية، متى يدع الدخان ؟ عند السرطان، أما لو أنت صحيح تعمل اعتدال تعمل رياضة تترك الدخان وأنت صحيح هذا نوع من الذكاء والعقل والتوفيق فكلما ارتقيت عند الله تتعامل مع البيان و كلما هبط مستوى الإنسان يتعامل مع الواقع.
لذلك دائماً وأبداً الموفقون في الحياة الدنيا يعيشون المستقبل قبل أن يأتي المستقبل والأقل عقلاً وذكاءً يعيشون الواقع، يعني أعمالهم كلها ردود فعل والأغبياء يتغنون بالماضي، قال:

 

ألهى بني تغلب عن كل مكرمة  قصيدة قالها عمرو بن كلثوم

 الآن تعامل إنساناً لا تجد به الأخلاق العربية الأصيلة ولا أخلاق المسلم ولا أخلاق العصر، العصر له أخلاق، لا تجد فيه أخلاق العصر ولا أخلاق الإسلام ولا أخلاق العروبة في الجاهلية، الحقيقة شيء خطير المسلم بلا هوية، ليس له هوية الآن من أنت ما في دين يحكمه ولا قيم حضارية تحكمه ولا قيم قومية تحكمه، عنترة يقول:

 

 

أغض طرفي إن بدت لي جارتي  حتى يواري جارتي مأواها

هذه قيم جاهلية، في الجاهلية في نجدة، رب وامعتصماه انطلقت ملء أفواه البنات اليتم لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم.
 لا في قيم عربية أصيلة ولا في قيم إسلامية ولا في قيم حضارية، يعني شخص راكب مركبة يأكل ويرمي فالتقيت معه فقلت له أنت أخلاقك أخلاق طنبرجي لا مرسيدس أخلاق طنبرجي لو كنت غنياً شيء غير معقول عامل الشارع مزبلة، لا في قيم حضارية ولا في قيم إسلامية ولا في قيم قومية، فنحن أمة بلا هوية والقضية مصيرية والقضية خطيرة جداً فإذا الإنسان ما شمر، نحن عندما كنا صغار ما كان فف بتوغاز كان يوجد ببور بريموس لما يشحر نأخذه إلى السمكري يضعه على النار ساعتين يصبح مثل الجمر ثم يضعه بمنفاخ وينفضه، يبدو نحتاج إلى نفض، هذا الرأس يحتاج إلى نفض هذه التقاليد أفكار مهترئة قيم بالية عي حشر أنف تدخلات نفاق كذب، نحن بالهجرة لا يوجد إسلام سكوني أبداً أنا لا علاقة لي جالس فقط يسمع أخبار ويوزع تهم ومرتاح، الناس متهمون طبعاً عمله ليس في خطأ لكن ما قدم شيئاً لأمته، هذا لا يفهم أنت ماذا عملت أنت فهمان، هذا ما قدم شيئاً أنت ماذا قدمت ؟ إذا الله عز وجل سأل هذا الإنسان ماذا فعلت من أجلي يا عبدي ؟ ما فعل شيء يعيش على هامش الحياة يعيش حياة أقرب إلى الحياة الحيوانية أكل وشرب ونوم وعي.
 فأيها الأخوة والله من أعماقي متألم والله ما أتمنى من حياتي، والله ما أتمنى في حياتي من يوم أن أسكت كهذه الأيام لا يوجد شيء أحكيه الواقع سيئ جداً هؤلاء مسلمون تدخل إلى قصر العدل سبعة آلاف دعوى بين مسلمين كلهم رواد مساجد، بالتجارة كذب ونفاق وغش إعلانات إباحية وهؤلاء التجار الكبار محسوبون على المسلمين فنحن بالتعبير المعاصر نحتاج إلى ثورة كل إنسان يثور على واقعه على أفكاره العفنة على قيمه المهترئة على علاقاته الغير منضبطة حتى الله عز وجل يرحمنا لأنه والله الذي لا إله إلا هو كلمة حق أقولها لا يمكن أن يتنزل نصر الله إلا على من يستحق وإذا وجدتم هذا الكلام غريباً سيد الخلق وحبيب الحق ومعه نخبة البشر في أحد عصوا فلم ينتصروا ولو أنهم انتصروا لسقطت طاعة رسول الله ما أصبح لها قيمة، أنت كلفت الطلاب بوظيفة فإذا واحد ما كتب وأخذ مئة انتهت الوظيفة وبحنين ما انتصروا لأنهم أشركوا قالوا لن نغلب من قلة، قال تعالى:

 

 

﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ ﴾

 

[ سورة التوبة: 25]

 الإنسان لا ينتصر إما لخطأ بعقيدته أو بخطأ بسلوكه، أحد السلوك، حنين بالعقيدة، هذا خطأ واحد مع سيد الخلق ومع الصحابة، فكيف مليون غلط مليون شبهة مليون عقيدة زائغة كيف ننتصر فأرجو الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما فيه خيرنا ومستقبلنا ونجاحنا وفلاحنا، ولكن أنا أطمئنكم والله مستحيل وألف ألف مستحيل أن يتخلى الله عنا في النهاية، بالنهاية، لكن مرة إنسان أحرجني إحراجاً وأمامي خمسين شخصاً أحب قال بالمليار وثلاثمئة مليون مسلم ما في أحد مستجاب الدعوة ولا شخص نفسه طاهر ولا بالحج ولا شخص صالح أين الدعاء؟ يعني كأنه ينكر الدعاء، ماذا أقول له والله الواقع سيئ جداً وفي أناس والله أطهار وأناس مخلصون والله لا تخلى الأرض، قلت له إذا كان طبيباً بارعاً جداً فاتح بطن مريض والعملية معقدة تحتاج أربع ساعات فجاءه أولاده يرجونه أن ينهي العملية ويريحه هل يستجيب لهم ؟ لا يستجيب طبيب ماهر فاتح البطن عملية معقدة ولكن تنجح، فنحن الآن ضمن العملية تجرى علينا عملية جراحية معقدة جداً حتى نحب بعضنا، حتى نفكر بالآخرة حتى نقدم شيئاً لله عز وجل حتى ما نجعل خلاف بين بعضنا لعل الله سبحانه وتعالى ينظر إلينا بالرحمة والغفران.

 

إخفاء الصور