وضع داكن
20-04-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 142 - كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة …
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 أيها الإخوة الكرام: ننتقل إلى كتاب جديد من كتب إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم، وهو كتاب النكاح وما يتعلق به، والفصل الأول في الترغيب في غض البصر الترهيب من إطلاقه ومن الخلوة بالأجنبية ولمسها.

(( عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنْ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ))

[ متفق عليه ]

 الحقيقة هذا الحديث يثير عند المسلمين جدلاً كبيراً، يفهم على غير ما أراده الله، يفهمه عامة الناس على أن الإنسان كتب عليه أن يزني مدركاً ذلك لا محال هذا المعنى يتناقض مع أصول الدين قال تعالى:

 

﴿ قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28)﴾

 

[ سورة الأعراف: الآية 28]

 لكن المعنى الدقيق أنه كتب على ابن آدم نصيبه من تبعة الزنا مدرك ذلك لا محالة، والدليل نوع أنواع الزنا العينان تزنيان وزناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطى نحو مكان لا يحل لك والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه.
 في بالإنسان شهوتان كبيرتان شهوة المال وشهوة النساء ولعل أحكام التشريع في معظمها وقد تزيد عن تسعين بالمئة من أحكام التشريع متعلقة بكسب المال وبإنفاق المال والعلاقة مع النساء، فالإنسان حينما يسد هاتين الثغرتين، ثغرة المال وثغرة النساء يكون في حصن حصين ولا يمكن أن تصلح علاقته بالله إذا كان في أحد هذين البابين خلل أو نقص أو تقصير.
 طبعاً الزنا الذي يعد من أشد الفواحش الأخير يصدق ذلك الفرج أو يكذبه، بينما القلب يتمنى وحينما يسرح بخواطره وأفكاره في معصية لا تحل له القلب بهذا آثم أيضاً، في أشخاص يتصور إنسان آخر معهم أو إنسانة أخرى غير الزوجة هذا التصور مشكلة أيضاً القلب يتمنى غير هذه الذي هو معها.
 الفقهاء نصوا أنها معصية أن يتمنى إنسان غير زوجته أو يتصور أنه مع غير زوجته، الشيء الثاني اليد لها حساب والرجل لها حساب واللسان له حساب والأذنان لها حساب والعينان لهما حساب، ونصيب الإنسان من عقوبة الزنا لابد من أن يدركها لا محالة هذا هو العدل قال تعالى:

 

﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ (18)﴾

 

[ سورة السجدة: الآية 18]

﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾

[ سورة الجاثية: الآية 21]

 وألف ألف مستحيل أن يستوي صالح وطالح، أن يستوي زان وعفيف، أن يستوي منحرف ومستقيم، أن يستوي دقيق في قبض المال وفي إنفاقه وإنسان لا يأبه بكسب المال أم حرام كان أم من حلال.
فيا أيها الإخوة الكرام: في نصوص وتأويل النصوص علم بذاته، فقد تفهم نصاً فهماً لا سمح الله ولا قدر يوصلك إلى النار الفهم لا النص، وقد تفهم النص فهماً يوصلك إلى الجنة مثلاً قال تعالى:

 

﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)﴾

 

[ سورة الشمس ]

 إذا أنت فهمت النص على أن الله يخلق الفجور في نفس الإنسان في ظلم شديد، وفعلاً ليس مسؤول ما ممكن ومستحيل وألف ألف مستحيل أن يكون معنى الآية هكذا، معناها أنت مفطور فطرة سليمة فلو فجرت ولا سمح الله لو لم يذكرك أحد بفجورك تعرف أنك فجرت تعرف في أصل فطرتك هذا الشعور بالذنب مركب النقص الكآبة في انعكاس نفسي ضاغط مؤلم على كل منحرف، ضائع متألم أما أن تفهم الآية أن الله خلق فيك الفجور كيف يحاسبك؟
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
الله يخلق الفجور في الإنسان، يجب أن لا يحاسبه والإنسان معه حجة كبيرة، قال تعالى:

 

﴿ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ﴾

 

[ سورة الأنعام: الآية 149]

 الحجة ليست معك، فكل إنسان لما ينحرف يميل إلى تعليل انحرافه بأسباب ليست منه، الفاسق يقول أنا بيئتي سيئة أنا أبي مطلق أمي وأبي ما انتبه لنا نشأت فاسداً، كلام ليس صحيح، كم من شاب نشأ في أسرة متفلتة وكان صالحاً الإنسان دون أن يشعر يميل دائماً إلى أن يعزو أخطاء إلى غيره، الإيجابيات يقول لك أنا عملت، لما في كل شيء إيجابي تعزيه لنفسك وكل أخطاءك قضاء وقدر هكذا الله مقدر ترتيب الله سبحانه وتعالى، لا ليس ترتيبه هذه معاصيك والله عز وجل لا يأمر بالفحشاء قال تعالى:

 

﴿ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28)﴾

 

[ سورة الأعراف: الآية 28]

 يعني الإله يأمرك بالفحشاء ثم يحاسبك على ماذا يحاسبك ؟ أنت إذا كنت مدير مؤسسة وبعثت موظفاً إلى حلب بمهمة طبعاً يوم ذهب إلى حلب كتب غ فثاني يوم تصدر قراراً بمعاقبته لأنه غاب يقول لك سيدي أنت أرسلتني إلى حلب أنا عبد مأمور عندك، ما ممكن مدير مؤسسة يعطي أمراً إلى موظف بالسفر ثم يحاسبه على غيابه ليس معقول، الله عز وجل يقدر على الإنسان الزنا ثم يحاسبه عليه ؟ لا كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنْ الزِّنَا مُدْرِكٌ، يعني مدرك عقوبة الزنا لا محالة نصيبه من عقوبة الزنا، هنا في تعبير عامي إذا كان ولد غلط في أسرة وضرب ضرباً مرتباً تقول له الأم للأب حاجته أكل نصيبه، يعني أكل ضرب مرتب فالنصيب هنا من العقاب ليس من الزنا مدرك ذلك لا محالة.
 أيها الأخوة: قضية الجنس قضية دقيقة أنا أكاد أسميها شهوة ذات قوة جذب لا يمكن أن تنجو منها إلا إذا أبقيت بينك وبينها هامش أمان، لذلك لم يرد في القرآن كله آية تنهى عن الزنا ولكنها تنهى عن أن تقترب من الزنا، يعني في منطقة أمان الخلوة هذه منطقة محرمة إطلاق البصر هذه منطقة محرمة صحبة الأراذل قراءة أدب إباحي منطقة محرمة، متابعة أفلام بالفضائيات منطقة محرمة، هذه كلها مناطق محرمة إذا خرقتها أوصلتك إلى الفاحشة شئت أم أبيت.
 في بالإنترانيت قصة قرأتها قبل يومين واحد يدعي أنه مثقف على جانب من الوعي والثقافة وما إلى ذلك ورغب أن يقتني صحناً فضائياً له أصدقاء متدينون نصحوه وقدموا له النصح وحذروه من مغبة هذا الجهاز فقام يقول هذا تخلف إن لم يكن عندك هذا الصحن أنت خارج العصر تكلم كلاماً رائعاً في الرد على من نصحه بعدم اقتنائه هذا الصحن يقول أنا بعد فترة أول ما أحضرناه ليلاً نهاراً نشاهده، بعد شهرين مل منه وعنده عمل فأهمله، يمضى سنة يقول مرة جئت إلى البيت الساعة الثانية رأيت غرفة أولادي مضاءة بالمصباح وأولاده محترمين عنده بنت وصبي ما فكر أن يدخل عليهم لكن الفضول دفعه أن يدخل فوجد الباب مقفول في الغرفة لها باب آخر الباب الثاني غير مقفول فتح الباب رأى ابنه فوق ابنته يشاهدون فيلماً معيناً، كتب هذه القصة في الإنترنت وقال هذه نصيحة لوجه الله.
 دائماً القضية في لها منطقة محرمة إن دخلت المنطقة المحرمة لابد أن تصل إلى نهاية الفاحشة أنا أؤكد لكم لو أخذنا ألف إنسان وقع في الفاحشة التسعة مئة والتسعة وتسعين ما كان خاطر في بالهم أن ينتهي بهم الأمر إلى الفاحشة لكن لأنهم تجاوزوا حدود الله عز وجل قال تعالى:

 

﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا﴾

 

[ سورة البقرة: الآية 187]

 إذاً هذه الشهوة بالذات، أنت مثلاً تنظر إلى وردة والله شيء جميل لكن لا يخطر في بالك أن تمسكها وتضعها هكذا، تشاهد شجرة جميلة حاملة سبحان الله العظيم أي شيء جميل عدا المرأة لا تشتهي أن تقترب منه أما المرأة ترتيب آخر، جمال المرأة يغير تركيب دمك إذا نظرت لها، تتغير كلك ينشأ رغبة جامحة فلما يكون في خلوة في خطر، الذي يهتم بالوقوف عند حدود الله ينجو وهو في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله وهو في رعاية الله وهو في حفظ الله أما إذا تجاوزت حدود الله فالخطر قائم وقد ينتهي، من نظر إلى استماع، الآن كثير من المعاصي عن طريق الاتصالات، معصية تامة عن طريق الاتصال، السمع معنى هذا العينان والأذنان واللسان واليد قد تلمس امرأة لا تحل لك، والرجل تنقلك إلى مكان الخطأ والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه رواه مسلم والبخاري.

 

((عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظَرِ الْفُجَاءَةِ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي))

 

[ مسلم، الترمذي، أبو داود، أحمد، الدارمي ]

 إنسان ماشي في الطريق في منعطف حاد امرأة تمشي في الطرف الآخر فاجأته نظر إليها الحل اصرف بصرك الأولى لك والثانية عليك، الأولى ليست ربع ساعة ولا ثانية فوراً يتبحبح بالأولى حسب الحديث.
مرة كنت راكباً بسيارة عامة واحد يمسك مسبحة سبحان الله صعدت واحدة وهو يقول سبحان الله سبحان الله، ما قام عينه منها وهو يسبح الله.
الأولى لك لمح النبي قال اصرف بصرك.

 

((عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ قَالَ الْحَمْوُ الْمَوْتُ))

 

[ متفق عليه ]

 امرأة أخوك وأخوك مسافر والله عدة قصص جاءتني وقد وقعت الفاحشة مع امرأة الأخ والأخ مسافر، امرأة الأخ تشتهى باعتبار لك سبب للدخول إلى بيت أخوك، أخي هذا وإذا أخوك زوجته أجنبية بالنسبة لك.

 

((... قَالَ إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ قَالَ الْحَمْوُ الْمَوْتُ ))

 الموت أخي هذه امرأة أخي، ولكن أجنبية عنك سلفها أجنبي عني هذا الدين أما الفلكلور الذي يتبعه الناس هذا شيء آخر، عاداتهم ستفرق العائلة يقيموا قيامته أما امرأة الأخ حمو والحمو الموت والسلف حمو والحمو الموت هذا الشرع، الشرع لا يمشي مع رغبات الناس، الناس يريدون ديناً تفصيلياً وليس جاهزاً، هم يفصلونه تفصيل هذه مثل امرأة أخي وهذه إن شاء الله برقبة فلان هذه بلوى عامة، يجد لكل معصية عبارة وعاش مع المعاصي كلها دون أن يشعر.

 

 

((عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ امْرَأَتِي خَرَجَتْ حَاجَّةً وَاكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا قَالَ ارْجِعْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ))

 

[ متفق عليه ]

 يعني أمه، وأخته، وابنته، وعمته، وخالته، وابنة أخوه وابنة أخته، والباقي كلهم تهريب كله خلاف الشرع،

 

((... لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ امْرَأَتِي خَرَجَتْ حَاجَّةً وَاكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا قَالَ ارْجِعْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ))

 الآن لو أنك تشك بأخلاق شاب، الشاب عينه ليست نظيفة لا ينبغي أن تدعه مع أخته في البيت هذا وضع استثنائي لكن حالات نادرة لكن ما في مطلق إذا شكيت هذا الابن نظراته لأخته غير طبيعية يفاجئها في غرفتها وهي نائمة فرضاً يقتحم الحمام وهي تغتسل فرضاً هذا ليس طبيعياً هذا محرماً يجلس مع أخته لوحده.

 

إخفاء الصور